New Page 1

مقدمة في رسالته عليه السلام

 

بعث الله تعالى زكريا عليه السلام رسولا على بني إسرائيل، فقام عليه السلام يدعو قومه إلى دين الله الإسلام وعبادة الله وحده ويخوفهم عذابه في وقت اشتد فيه الفسق والفجور وانتشرت فيهم المفاسد والمنكرات، وتسلط فيه على الحكم ملوك فسقة ظلمة جبابرة يعيثون في الأرض فسادًا ويفعلون الموبقات والجرائم ولا يراعون حرمة لنبيهم، وكان هؤلاء الملوك قد تسلطوا على الصالحين والأتقياء والأنبياء حتىسفكوا دماءهم، وكان أعظمهم فتكًا واجرامًا الملك ((هيرودس)) حاكم فلسطين الذي أمر بقتل يحيى بن زكريا إرضاة لرغبة عشيقته كما سيأتي في قصة يحيى بن زكريا عليهما السلام.

لقي زكريا عليه السلام من بني إسرائيل وحكامهم وناله من قومه الأذى الكثير، وتوالت الأهوال العظام والشدائد الثقال فصبر عليه السلام الصبر الجميل حتى وهن العظم منه وضعف وخار واشتعل الشيب في رأسه.

وقد كان زكريا قبل أن يكرمه الله بالرسالة ويختاره لإنقاذ بني إسرائيل من الشقاوة والضلال من كبار الصالحين الربانين الذين لهم شركة في خدمة الهيكل، ثم نبأه الله تعالى وجعله رسولا إلى بني إسرائيل، وكان عمران والد مريم إمامهم وسيدهم.

يقول المولى عزوجل: .