New Page 1

كفالة زكريا لمريم ام المسيح عليه السلام

 

كان نبي الله زكريا عليه السلام متزوجا بإشياع أخت مريم وهذ قول الجمهور، وقيل زوج خالتها إشياع والله اعلم.

وكانت حنة زوجة عمران من الصالحات العابدات قد كبرت وعجزت ولم تلد ولدا، فينما هي في ظل شجرة إذ ابصرت طائرا يطعم فرخًا له، فاشتهت الولد ودعت الله تعالى أن يهبها ولدًا، ونذرت إن رزقها الله ولدا أن تجعله من سدنة بيت المقدس وخدمه، وحررت ما في بطنها ولم تكن تعلم ما هو، وكان النذر المحرر عندهم هو أن يجعل الولد لله يقوم بخدمة المسجد ولا يبرح منه حتى يبلغ الحلم فإذا بلغ خير، فإن أحب أن يقيم فيه اقام وإن أحب أن يذهب ذهب حيث يشاء. ثم مات عمران زوج حنة وهي حامل بمريم عليها السلام، فلما وضعت حملها إذا هو أنثى، يقول الله تعالى إخبارًا عن أم مريم حنة قالت: قيل: هذا من تمام اعتذارها، ومعناه لا تصلح الأنثى لما يصلح له الذكر من خدمته المسجد والإقامة فيه لما يلحق الأنثى من الحيض والنفاس.

وتنافس الأحبار و العلماء على كفالة مريم لأنها كانت بنت إمامهم وسيدهم عمران الذي كان من علماء بني إسرائيل، فقال زكريا عليه السلام وكان نبيهم يومئذ: أنا أحق بها لأن خالتها عندي، وذلك أن الخالةكما ورد في الحديث بمنزلة الام، فأبوا وطلبوا الاقتراع عليها: نطرح أقلامنا في النهر الجار قيل هو نهر الأردن فمن صعد قلمه فوق الماء فهو أحق بها، ففعلوا ذلك فارتفع قلم زكريا عليه السلام فوق الماء ورسبت أقلامهم، فأخذها زكريا عليه السلام وكفلها وضمها إلى خالتها ((أم يحيى)) واسترضع لها حتى كبرت ووضعها في غرفة المسجد لا يرقى غليه إلا بسلم ولا يصعد إليها غيره، وكان يغلق عليها الباب ومعه مفتاح لا يأمن عليه أحدًا.