New Page 1

تعرف إخوة يوسف بيوسف

 

 

رجع إخوة يوسف عليه السلام إلى مصر كما امرهم أبوهم يعقوب عليه السلاموقصدوا يوسف عليه السلام في مصر في مُلكه، فلما دخلوا عليه قالوا له متعطفين مترحمين: يا أيها العيزيز لقد مسنا وأهلنا الحاجة والفقر وضيق الحال من الجدب والقحط وجئنا لجلب الطعام ببضاعة ضعيفة قليلة رديئة نبادلها بالطعام وهي لا يُقبل مثلها إلا أن تتجاوز عنا وتقبلها منا، وطلبوا منه أن يوفي لهم الكيل ويتصدق عليهم برد أخيهم بنياميم عليهم، ولما سمع يوسف عليه السلام هذا الكلام من إخوته ورأى ما وصلوا إليه من سوء الحال ورق قلبه وحن عليهم ورحمهم وبكى وباح لهم بما كان يكتمهم من شأنه، كاشفًا عن سره حاسرًا عن جبينه الشريف قائلا لهم: المعنى: ما أعظم ما ارتكبتم من قطيعة الرحم وتضييع الحق إذ فرقتم بين يوسف وأخيه وسببتم بذلك الأذى والمكروه وانتم جاهلون بعاقبة ما تفعلون بيوسف وما يؤول إليه أمره، وعندما واجه يوسف عليه السلام إخوته بهذه الحقيقة تعجبوا وذهبت سكرتهم وتيقظوا وعرفوا الحقيقة وعرفوا أنه هو يوسف فما أكبر وأعظم ما قاله نبي الله يوسف عليه السلام لإخوته تحدثًا بنعمة الله، وما أعظم نصحه لهم حيث بين لهم علقبة من يتقي الله ويصبر فيطيع الله مولاه، فيؤدي ما فرض الله ويجتنب ما حرم ونهى عنه، ويصبر على المصائب والشدائد ابتغاء الثواب من الله، وبين لهم أن الله لا يضيع أجر هؤلاء المتقين المحسنين، وان الله تبارك وتعالى قد منّ عليه وعلى اخيه بما أسلفا من طاعة الله وتقواه وصبرهما على الاذى من جانب إخوتهما.

وعندما سمع إخوة يوسف عليه السلام كلام أخيهم وعظيم موعظته اعترفوا له بالفضل وعظيم القدر والمنزلة، وان الله تعالى قد اختاره وفضله عليهم بالعلم والحلم والفضل والمنزلة وما اعطاه وحباه من سائر الفضائل والمواهب، واعترفوا له بأنهم كانوا ءاثمين خاطئين بما ارتكبوا من تلك الافاعيل الخسيسة.

يقول الله تبارك وتعالى: وعندما اعترف اخوة يوسف عليه السلام بإثمهم وخطئهم ووقفوا بين يدي أخيهم يوسف عليه السلام ملك مصر والحاكم النافذ الكلمة على بلاد مصر وخزائنها، وهم ينتظرون حكم أخيهم عليهم قال لست أعاتبكم ولا أعيركم بعد هذا اليوم ابدا بما صنعتم.