New Page 1

رجوع إخوة يوسف لأبيهم بعد حبس بنيامين

 

رجع إخوة يوسف عليه السلام إلى بلدهم فلسطين وهم مهمومون في ضيق وغم حيث أخوهم الصغير بنيامين الذي ائتمنهم عليه أبوهم محبوس عند عزيز مصر، وأخوهم الكبير روبيل متخلف هناك في بلاد مصر لأجل أخيه بنيامين.

ودخلوا على ابيهم يعقوب عليه السلام فأخبروه خبر أخيهم الصغير بنيامين وأخيهم روبيل كما طلب منهم أخوهم الكبير، فلم يدخل عليه هذا القول ولم يصدقهم وقال لهم والحزن يملأ قلبه: بل زينت لكم انفسكم أمرًا هممتم به وأردتموه، فصبري على ما نالني من فقد ولديّ صبر جميل لا جزع فيه ولا شكاية، عسى الله أن يأتيني بأولادي جميعًا فيردهم إلي إنه هو العليم الذي لا يخفى عليه شىء الحكيم في أفعاله، وتولى وأعرض نبي الله يعقوب عليه السلام حزينًا على أولاده وهيج حزنه الجديد على بنيامين وأخيه روبيل حزنه القديم على فلذة كبده يوسف عليه السلام وحرك ما كان كامنًا، وقال ياحزني على يوسف ويا أسفي الشديد عليه وأخذ يبكي بكاًء شديدًا على يوسف حتى ابيضت عيناه من شدة الحزن والبكاء وذهب بصره وصار كاصمًا لغيضه مُمسكًا على حزنه لا يظهر لأحد من اهله من شدة الأسف والشوق إلى يوسف عليه السلام الذي فارقه ما يقارب الأربعين عام.

ولما رأى ذلك أولاده قالوا له حزنًا عليهك لا تزال تذكر يوسف ولا تفتر ولا تنقطع عن حبه حتى تكون حرضا - أي تكون مريضًا في جسمك مُشرفًا على الهلاك ويذيبك الحب والحزن عليه - أو تكون من الموتى الهالكين.

ولما رأى يعقوب عليه السلام الغلظة من أولاده في مخاطبتهم له قال لهم: إنما أشكو بثي وحزني غلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، ثم طلب من أولاده ان يذهبوا إلى المكان الذي جاءوا منه في مصر وخلفوا فيه أخويهم ويتحسسوا ويلتمسوا أخبار يوسف وأخيه بنيامين ولا يقنطوا من رحمة الله وفرجه، قال الله تعالى:  .