New Page 1

شيوع الخبر في المدينة

 

 

شاع خبر امرأة العزيز ويوسف عليه السلام في أرجاء المدينة وأخذت ألسنة النساء من نساء الأمراء الكُبراء في الطعن على امرأة العزيز وعيبها، والتشنيع عليها وعلى فعلتها، كيف تعشق سيدة ذات جاه ومنصب فتاها وتراوده عن نفسه فتطلب منه مواقعتها، وبلغ ذلك امرأة العزيز فأرسلت إلى هؤلاء اللائمات من ذوات الثراء والجاه ودبرت لهن مكيدة حتى يعذرنها في حبها وغرامها ليوسف عليه السلام فجمعتهن في منزلها وأعدت لهن ضيافة تليق بحالهن، فقد هيأت لهن مكانًا أنيقًا فيه من النمارق والوسائد ما يتكئن عليه، وقدمت إليهن طعامًا يحتاج إلى القطع بالسكين، وقيل: ناولت كل واحدة منهن أترجة - نوع من الفاكهة - وسكينًا وقالت لهن: لا تقطعن ولا تأكلن حتى أعلمكن، ثم قالت ليوسف عليه السلام: اخرج عليهن، فلما خرج عليه السلام إلى مكان جلوس هؤلاء النسوة ورأينه بهرهن جماله وألهاهُن حُسنه الفائق وتشاغلن عما في أيديهن فصرن يحززن أيديهن ويقطعنها وهن يحسبن أنهن يقطعن الطعام والفاكهة، وهن لا يشعرن بألم الجرح، وأعلن إكبارهن وإعظامهن لذلك الجمال الرائع الذي كان عليه سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام، حيث ماظنن أن يكون مثل هذا الجمال في بني ءادم. ثم قلن: حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم، عند ذلك باحت امرأة العزيز بحبها وشغفها بيوسف عليه السلام الذي بهرها جماله وملك عليها قلبها، وقالت للنسوة معتذرة في عشقها يوسف وحبها إياه: فذلكن الذي لمتني فيه، ثم ومدحت يوسف عليه السلام بالعفة التامة والصيانة، واعترفت وأقرت لهن بأنها هي التي راودته عن نفسه وطلبت منه ما تريد ولكنه استعصم وامتنع، وأخبرتهن أنه إن لم يطاوعها إلى ما تريد من قضاء شهوتها ليُحبسن في السجن ويكون فيه ذليلا صاغرًا.

قال الله تبارك وتعالى: .

وقامت النساء يحرضن يوسف عليه السلام على السمع والطاعة لسيدته ولكنه عليه السلام أبى أشد الإباء ودعا ربه مستغيثا به فقال في دعائه: ، يعني إن وكلتني إلى نفسي فليس لي من نفسي إلا العجز والضعف ولا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله فأنا ضعيف إلا ما قويتني وعصمتني وحفظتني وأحطتني بحولك وقوتك. فاستجاب الله تعالى دعوة نبيه يوسف عليه السلام وصرف عنه كيدهن ونجاه من ارتكاب المعصية معهن قال الله تعالى: .