New Page 1

نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام

 

قال الله عزوجل في كتابه الحكيم: .

أكرم الله عزوجل عبده ونبيه سليمان عليه السلام بنعم كثيرة وخصه بمزايا رائعة كانت عنوانا للعظمة والمجد ومظهرًا من مظاهر المُلك العظيم والجاه الكبير والدرجة العالية عند الله سبحانه، فقد فضله الله تعالى بالنبوة والكتاب وتسخير الشياطين والجن والإنس، وأعطاه الله عزوجل علما بالقضاء وتسبيح الجبال.

وقد علمه الله تبارك وتعالى منطق الطير ولغته وسائر لغات الحيوانات فكان يفهم عنها ما لا يفهمه سائر الناس، وكان يتحدث معها أحيانًا كما كان الأمر مع الهدهد والنمل، وقد أعطى الله سليمان من كل شىء يجوز أن يؤتاه الأنبياء والناس، وقيل إن سليمان نبي  الله عليه السلام أعطي ملك مشارق الأرض ومغاربها.

وقد سخر الله تعالى لسليمان الريح تجري بأمره، ويقال أنه كان لنبي الله سليمان بساط مركب من أخشاب بحيث أنه يسع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبنية والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال...الخ، فإذا أراد سفرًا أو قتال أعداء من أي بلاد الله شاء، حمل هذه الأشياء كلها على هذا البساط وأمر الريح فدخلت تحته فرفعته وسارت به مُسرعة بإذن الله إلى أي مكان شاء بمشيئة الله تعالى وقدرته.

ومن نعم الله تبارك وتعالى على سليمان أن سخر له الجن ومردة الشياطين يغوصون له في البحار لاستخراج الجواهر والآلىء ويعملون له الأعمال الصعبة التي يعجز عنها البشر، كبناء الصروح الضخمة والقصور العالية والقدور الضخمة العالية الثابتة والجفان التي تشبه الأحواض الكبيرة.

وقد جعل الله تعالى لنبيه سليمان عليه السلام سلطة عالية على جميع الشياطين من الجن يسخر من يشاء منهم في الأعمال الشاقة، ويقيد من يشاء في الأغلال ليكف شرهم عن الناس.

ومن نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام أن أسال له عين القطر وهو النحاس المذاب، فكان يتدفق مذابا لسليمان عليه السلام كتدفق الماء العذب، فيصنع منه سليمان ما يشاء من غير نار وكانت تلك العين في بلاد اليمن.