New Page 1

قصة بقرة بني إسرائيل

 

قال الله تعالى:

إن قصة بقرة بني اسرائيل تتلخص في أن رجلا من بني إسرائيل كان كثير المال وكان شيخًا كبيرا وله بنو أخ يتمنون موته ليرثوه، فعمد احدهم إلى قتله في الليل وطرحه في مجمع الطرق وقيل على باب رجل منهم، فلما أصبح الناس اختصموا فيه، وجاء ابن أخيه فجعل يصرخ ويتظلم فقالوا: ما لكم تختصمون ولا تأتون نبي الله؟ فجاء ابن أخيه هذا وشكا أمر عمه إلى رسول الله موسى عليه السلام، فقال موسى لما سمع الخبر: أنشد الله رجلا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به، فلم يكن عند أحد منهم علم منه، ثم طلبوا منه أن يسأل في هذه القضية ربه عزوجل، فسأل موسى عليه السلام في هذه القضية ربه تعالى فأمره الله تعالى ان يأمرهم بذبح بقرة كمل هو مذكور في الآية الكريمة اعلاه فقالوا نحن نسألك عن امر القتيل وانت تقول لنا هذا فقال عليه السلام اعوذ بالله أن أقول غير ما أوحي إلي، ولو انهم عمدوا إلى أي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم، فقد سألوا عن صفتها ثم لونها ثم سنها فأجيبوا بما عز وجوده فيهم.

فذبحو البقرة ولم يكادوا يفعلون ولم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم كان بارًا بأمه فطلبوها منه فأبى عليهم فأرغبوه في ثمنها حتى اعطوه بوزنها ذهبًا فأبى عليهم ولم يقبل حتى اعطوه بوزنها عشر مرات فباعها لهم، فأتوا بها موسى عليه السلام فأمرهم بذبحها ففعلوا وما كادوا يفعلون اي وهم يترددون في امرها، ثم أمرهم موسى عليه السلام أن يضربوا ذلك القتيل ببعض هذه البقرة التي ذبحوها قيل: بلحم فخذها، وقيل بالعظم الذي يلي الغضروف، وقيل بغير ذلك، فلما ضربوا القتيل ببعض هذه البقرة كما أمرهم نبيهم موسى عليه السلام أحياه الله تعالى فسأله موسى من قتلك؟ فقال: قتلني ابن أخي، وعرفه ثم عاد ميتًا كما كان.