احتكار وحرب المعلومات

Facebook
Google
الاخبار العالميه
العلم و الايمان
كنانه

الصفحة الرئيسية أعلى الحرب الالكترونيه احتكار وحرب المعلومات


احتكار وحرب المعلومات

فيصل سعيد الدوسري

العام الجامعي  1426 / 1427هـ

1) ملكية المعلومات :

 نظراً  للتطورات  المعاصرة  في بث المعلومات وظهور أشكال النسخ  المصغر والنشر الإلكتروني وتطوراته وتوافر الوسائل الكفيلة بنسخ وبث المعلومات والوثائق بسرعة وسهولة فقد  أصبح  الوضع اكثر تعقيداً في مجال حفظ حقوق الملكية .

فالأشخاص الذين يريدون الحصول على المعرفة يطالبون أن يكون لهم الحق في استخدام  هذه الوسائل الجديدة في الحصول على مصادر المعلومات التي تلي احتياجاتهم كذلك فإن منتجي هذه المعلومات كالمؤلفين والناشرين يطالبون بحقوقهم في التعويض عن استخدام  المواد التي  يمتلكوها ويشعر  البعض  أن هناك انتهاكاً مستمراً لحقوقهم طبقاً لقانون حق التأليف .

وتشمل هذه الظاهرة جميع مستويات  المجتمع الأكاديمي والنظام  القضائي وصناعة المعرفة بصفة عامة . ويظهر أن المطلوب في الوقت الحاضر هو دراسات التركيب الذي يكمن وراء عملية خلق المعرفة ودراسة القواعد والقوانين التي تحكم تدفق المعلومات ومن بين المسائل  التي يجب تقييمها  على  سبيل المثال .

1-              هل التدفق الحر  للمعلومات يعد أمراً ضرورياً لتوليد  المعرفة الجديدة ؟

2-     هل قانون حفظ حقوق  التأليف الحالي يزود الباحثين  بالدوافع اللازمة لتوليد وإنشاء وتسجيل المعلومات أو المعرفة ؟

3-     هل تؤدي  التطورات التكنولوجية الجديدة إلى تنشيط أو تثبيط  عملية بث المعلومات ونمو المعرفة ؟

وتجدر الإشارة هنا أن الاحتفاظ بالمواد  في أشكالها  الإلكترونية ستفيد للمستفيدين الوصول الإلكتروني لها  في أي مكان وليس في المكتبة وحدها وهنا أيضا يحتاج إلى تشريعات فحين  نقوم بتوصيل  المواد إلى القراء إلكترونياً فإننا الواقع نقدم لهم هذه المواد وفي هذه  الناحية ينبغي بعين الاعتبار حقوق  التأليف .

لقد  أصبحت  قضية حقوق  النشر تحمل الكثير من المشكلات مثل السرقات  العلمية أو الأدبية أو التجارية بسبب عدم وجود قوانين حقوق موحدة وصعوبة تطبيق هذه القوانين بصورة فاعلة .

فسرقة البرمجيات على المستوى  الفردي أو الدولي منتشرة بكثرة وكانت إحدى مشكلات الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين  هي استخدام الصين للكثير من البرمجيات الأمريكية وإعادة إصدارها دون دفع ثمن شراء حق إعادة الإصدار من أصحابها الأصليين وتعاني من هذه المشكلة أوساط أخرى مثل التسجيلات الصوتية وأشرطة الفيديو . وطبع الكتب وغير ذلك ويتم إعادة إصدارها من دون الحصول على موافقة أصحابها الأصلين وبدأت مؤخراً فرنسا وبريطانيا في منح صلاحيات للشرطة في التداخل على خطوط الشبكات التجارية الخاصة كرادع للغش والخداع والتصرفات غير القانونية الأخرى .  

 2) الأمنية المعلوماتية :

يمكن  النظر إلى الأمية  المعلوماتية باعتبارها أحد عناصر  الأمية  الثقافية  بوجه عام وفي هذا الميدان تتفاوت وجهات  النظر  فهناك من يربط الأمية  المعلوماتية بأمية التعامل مع الحواسيب وتقنيات  المعلومات الحديثة وهناك من يذهب  إلى  ربطها بافتقار الأفراد إلى المهارات  الأساسية في كيفية  التعامل مع مصادر المعلومات وتحقيق الاستثمار الأمثل لها . وتشمل هذه  المهارات القدرة  على تحديد مدى الحاجة إلى المعلومات والقدرة على التعبير الواضح عن هذه  الحاجة ويتوقف ذلك على إدراك المستفيد لحدود ما يمكن  أن تقدمة مؤسسات  المعلومات .

3) احتكار  المعلومات :

تحاول الكثير من دول العالم حجب بعض  المعلومات العلمية والتقنية عن الدول الأخرى لأغراض  علمية وسياسية ، ولخوف هذه  الدول من استثمار  الدول للمعلومات التي تتوافر  لديها  ، لذلك تحاول أن تبعد عنها منافسة  الدول الأخرى  في مثل هذه الصناعات وتقليص أسواق منتجاتها والهدف الأساسي من جانب الدول المنتجة للمعلومات هو بقاءها ما عداها من الدول الأخرى مستهلكة لمنتجاتها  الصناعية  كما  أن هناك جامعات  في الدول  الغربية وربما غيرها تحاول حجب  الأطاريج العلمية المنجزة في جامعات وخاصة في العلوم والتكنولوجيا لسنوات عديدة  لغرض  استثمار نتائج هذه  الأطاريح محليا ومنع الآخرين أو الدول الأخرى من الإفادة .

إن سلسلة المعلومات  المبرمجة داخل  القواعد المعلوماتية هي في حد ذاتها مادة  أساسية منظمة لغايات تجارية بالأساس .

ومع ذلك فهي لا تمثل إلا جزءاً ضئيلاً في حجم  المعلومات  المعروضة  على السوق  الوطنية والعالمية فملايين القواعد المعلوماتية  المتخصصة  هي مصوغة أو مبيعه ومئات منها محتكرة من جانب حفنة من كبار التجار . فعلي سبيل المثال أن مركز ( ميد داتا          ) يبيع صنفين من الخدمات عن طريق بنكين للمعلومات الأول يسمى ( ليكس               ) متخصص  في بيع المعلومات  القانونية والآخر يمسى ( نكسس              ) وهو متخصص  في بيع  المعلومات  الصحفية كالمقالات والتقارير ويضم هذا المركز ( 240) ألف مشترك من ضمنهم  أكبر المؤسسات الأمريكية أما بنك معلومات ديالوغ (                        ) فيجمع ما لا يقل عن أربعمائة من قواعد المعلومات ويقوم ببيع  النصوص الكاملة للمنشورات الاقتصادية ويعد  قطاع المكتبات الجامعية والإعلام الرسمي من أكثر  القطاعات تأثيراً بهذا  التطور  الجديد داخل  الولايات المتحدة الأمريكية فعهد الفهرسة العمومية قد انتهى ولم يعد بالإمكان الإفادة من المعلومات  المجمعة إلا بامتلاك  الطرفيان  للاتصالات بقواعد المعلومات مما يجعل  الحصول على المعطيات دون مقابل أمرا مستحيلا فما كان بالأمس في متناول  عامة الناس  أصبح  اليوم بضاعة تباع وتشترى كما  أصبحت  التقارير العلمية والتقنية اليوم محل احتكار العديد من الشركات والمؤسسات .

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية اضخم مركز لاحتكار الصناعات الثقافية والمعلوماتية في العالم وهي القطب المهيمن على أنتاج الصورة والمعلومات وقد أثار هذا الوضع اهتمام اليابانيين ووجدوا فيه الأرضية المثلي لضمان استثمارات مربحة تقاس فوائدها وعائداتها بمليارات  الدولارات وبذلك الصناعات الثقافية تنحدر نحو مرحلة جديدة تتميز بظهور مجتمعات  صناعية وتجارية ضخمة يهيمن عليها عالميا عدد ضئيل من أصحاب رؤوس الأموال الذين لا يفوق  عددهم عدد المجتمعات ذاتها فيما يمتد نفوذهم إلى مختلف أرجاء العالم .

 

 

) فجوة  المعلومات

إن مصطلح فجوة  المعلومات من المصطلحات المرنة التي لها أكثر من تفسير وهي في أبسط معانيها تعني مقدار الجهل بما يحتاج إليه الفرد من معلومات وما يمكن تجنبه مطلقا في توزيع المعلومات  إن هذه المعلومات لا يمكن أن تكون كاملة بحال من الأحوال فلا يمكن أن  تتاح لأي فرد فرصة  الاطلاع على المعلومات كاملة غير منقوصة فكلنا يفكر ويتصرف بناء على معلومات  غير كاملة وتحت تأثير جهل جزئي بها إلى وضع حواجز لمحاولة منع هذا التدفق بالصورة غير المسيطر عليها على شكل قوانين وأنظمة  تمنع في بعض الحالات خول  البيانات وفي حالات  أخرى  تمنع تروجها ولعل أكثر  أنواع  البيانات التي لاقت  اهتماما بالحماية هي البيانات الشخصية والمعلومات  الخاصة بالأمن القومي للدول .

وفي  المجتمعات النامية ومنها مجتمعنا العربي يكون من حقها أن تضع  بعض لضوابط والأسس والقوانين التي تحمي مجتمعاتها من حالات التخريب ونشر لأفكار المعادية الوافدة  المنافية لثقافية المجتمع العربي وأخلاقة وظروفه الاجتماعية وبما يؤمن لهذا المجتمع السير بخطى واثقة نحو الرقي والتقدم .

أما الجهات  التي تمارس الرقابة  على المطبوعات الواردة فيمكن تحديدها بالآتي :

1-         هيئة الرقابة المركزية للمطبوعات :

قد تشكل هيئة مركزية للرقابة على المطبوعات  التي  تدخل إلى  البلد فضلاً عن المطبوعات التي تطبع وتنشر داخل البلد نفسه بموجب مجموعة من القوانين والقواعد العامة التي تصدرها الدولة وهذا ما هو متعارف عليه  في معظم دول  العالم .

2-         إدارة المؤسسة  التي تكون  المكتبة ضمن إشرافها أو إطارها الإداري :

العام مثل  رئاسة الجامعة في المكتبات الأكاديمية أو مديريات الإدارة المحلية أو مكاتب المحافظين  بالنسبة للمكتبات العامة والوزارات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بالنسبة للمكتبات المتخصصة ووزارات التربية والتعليم  بالنسبة للمكتبات المدرسية .

 3-         إدارة المكتبة :

في كثير من الحالات تمنع إدارة  المكتبة ممثلة في مديرها  أو أمينها في شراء كتاب أو مطبوع معين أو تقوم بسحب كتاب أو مطبوع معين أو تقوم  بسحب كتاب ما من على رفوف المكتبة ووضعه في مكان  لا يصل  إليه القراء أو تسمح  باستخدامه لمجموعة محدودة من القراء لشعورها بعدم جواز الاطلاع عليه لسبب اجتماعي أو سياسي .

4-          المجتمع الذي تخدمه المكتبة :

يحصل أحيانا بعد وصول كتاب أو مطبوع معين إلى رفوف  المكتبة وعدم اعتراض أي من الجهات المذكورة عليه يقوم أحد رواد المكتبة أو مجموعة منهم بالاعتراض على جزء من المطبوع أو كله . وقد يأتي الاعتراض من تنظيمات ومجموعات منظمة سياسية أو اجتماعية أو مهنية داخل  المجتمع  الذي تخدمه المكتبة وقد يأتي الاعتراض بشكل شخصي مباشر لإدارة المكتبة أو ينشر  في الصحف  المحلية أو يقدم  بشكل مذكرات  رسمية للجهات  المسؤولة للضغط  على  المكتبة وإجبارها  على سحب  الكتاب من رفوفها .

5-         حرب  المعلومات :

يؤكد كثير من المؤرخين العسكريين أن السبب في معظم  الهزائم  الكبرى التي  منيت بها الجيوش إنما يرجع في جانب كبير وأساسي منه إلى غياب  المعلومات  السليمة  في التوقي المناسب .

فالمعلومات هي العامل الوحيد الذي تتغير قيمته أو أهميته في الحرب بتغير الظروف أو الأوضاع ففي معركة واترلو ( يونيو 1715م) لو كان نابليون يعلم بوجود قوات بروسية يزيد حجمها  على عشرين ألف مقاتل على جناحه الأيمن لكان قد ساند قائدة الجنرال ( ناي Ney) بالقوات الفرنسية إلا أن غياب هذه  المعلومة الثمينة  في الوقت  المناسب جعل نابليون يحجم عن اتخاذ مثل ذلك القرار فكانت النتيجة أن انهزم نابليون هزيمة أدت إلى القضاء على مستقبله كقائد عسكري وكإمبراطور . وبعد مائه عام من تلك المعركة  عادت المعلومات لتوكد أنها بمثابة الخصم الذي لا يقهر بالنسبة لأي قائد عسكري ففي الوقت  الذي كانت فيه تطورات معركة  المارن الأولى ( Marne 1 ) تسير في صالح الألمان وكانت القوات  يتأهب تنسحب إلى خط دفاعي فيما وراء نهر  السين والجيش السادس الفرنسي يتأهب لتدعيم حامية باريس وإذا بالمعلومات تلعب دورها الخطير والحاسم إذ أفادت التقارير الواردة من طائرات الاستطلاع أن القوات الألمانية  بدلاً من لأن تتحرك غرباً طبقاً لما كان مخططاً لها فإنها تتحرك شرقاً وبذلك عرضت جانبها لقوات  الحلفاء وبعد تردد قامت قوات الحلفاء بشن هجوم مضاد على جانب  القوات الألمانية وأحدثت بها خسائر فادحة وتحول الانتصار الذي كان حتمياً للألمان إلى هزيمة ساحقة وكل ذلك بسبب المعلومات  التي وردت  في  اللحظات  المناسبة . 

ويمكن تحديد مجالات حرب المعلومات من خلال  الآتي :

1-         منع الخصم من الحصول على المعلومات أو السيطرة عليها واستغلال كل ما هو متاح منها .

2-         استغلال المعلومات كسلاح هجومي .

3-         التضليل الإعلامي .

4-         حجب المعلومات أو احتكارها .

5-         التجسس في مختلف المجالات  الحربية والصناعية والتجارية .  

إن تحديد ما نجهل من معلومات هو الخطوة الأولى والأساسية نحو المعرفة وتاريخ  البشرية سلسلة متصلة من الجهود التي تبذل في سيبل البحث عن المعلومات والحصول عليها ولولا الإحساس بفجوة المعلومات لما سعى الإنسان إلى ذلك إلا أن الأفراد يمكن  أن يختلفوا فيما بينهم من حيث قدراتهم وإمكاناتهم  الشخصية واحتياجاتهم إلى المعلومات واستعدادهم لسد هذه الاحتياجات كما أن الأفراد يختلفون فيما بينهم اختلافاً كبيراً في طبيعة ما يريدون الحصول عليه من المعلومات وطرق الإفادة  منها فضلا عن اختلافهم في مدى ما يتوافر لهم من مصادر المعلومات وإمكانات البحث عنها ومقومات  إنتاجها وتتوقف قدرة  افرد على تحديد ما يجهل على مقدار ما يعلم .

وكما  يختلف الأفراد  في مثل هذه المجالات  تختلف المجتمعات أيضاً وعلى  هذا نستطيع أن نضيف إلى معنى فجوة المعلومات معنى آخر وهو المعنى الاجتماعي وفي هذا تنقسم مجتمعات العالم إلى فئتين . مجتمعات فقيرة  بالمعلومات ، ومجتمعات غنية بالمعلومات كما هو الحال  بين المتجمعات الفقيرة بالمعلومات  هي مجتمعات الدول  النامية أما المجتمعات الغنية  بالمعلومات فتمثلها مجتمعات الدول  المتقدمة وإذا ما نظرنا إلى الناتج العالمي من المعلومات  في مجال العلوم   والتقنية على سبيل المثال فسنجد  أن الدول النامية ( الفقيرة بالمعلومات )  تنتج أقل من ( 5% من مجموع  الناتج العالمي من هذه المعلومات .

 

حقوق النشر محفوظة تم النشر في يناير 2018
للأستاذ المستشار / محمد عبد الغنى عبد الحميد سيد  | جمهورية مصر العربية

نمتلك المصادر الأجنبية التي تمت ترجمتها من معظم لغات العالم

بكل فخر برعاية


 

All rights reserved
Professor / Mohamed Abdelghany Abdelhamid Sayed

(Department of the educational - Arab Republic of Egypt)
We Have the foreign sources which have been translated

 from most of the world's languages