من أنت يا نفسي ؟

 من أنتِ يا نفسي ؟
                                              
                                                  لميخائيل نَعِيمة

جاء في امتحان : [الدور الثاني2017م ]

التعريف بالشاعر :

* ولد في بَسْكِنْتا بلبنان 17 أكتوبر 1889م ، وأنهى دراسته المدرسية بها ، ثم أتم دراسته الجامعية في كلية بولتافيا الأوكرانية (بروسيا القيصرية) بين عامي 1905 و 1911م ، واطلع على الأدب الروسي ، ثم أكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية ، وحصل على الجنسية الأمريكية وخدم في جيشها .
* انضم إلى الرابطة القلمية , التي أسسها مع مجموعة من أدباء عرب في المهجر وكان نائباً لجبران خليل جبران فيها .
* عاد إلى بسكنتا عام 1932م واتسع نشاطه الأدبي ، توفي في 22 فبراير1988.
* يعد نَعِيمة
(نسبة إلى بلدة النَعِيمة في الأردن حالياً) واحداً من جيل التنوير الذين قادوا النهضة الفكرية والثقافية في العصر الحديث ، فهو شاعر وقاصٍ ومسرحي وناقد وكاتب مقال وفيلسوف ، ألف أكثر من عشرين كتاباً ، أبرزها كتاب (الغربال) الذي حاول فيه أن يضع أصولاً جديدة للنقد الأدبي . أما مجموعته الوحيدة فجمعها في (همس الجفون) باللغة الإنجليزية عرّبها محمد الصايغ 1945م .

لمعرفة المزيد عن ميخائيل نَعِيمة اضغط هنا

تمهيد :

شغلت فكرة حقيقة النفس شعراء المهاجر منذ أن وطئت أقدامهم الأمريكتين وظهر هذا الانشغال بقوة عند ميخائيل نَعِيمة على وجه الخصوص ، وفي قصيدته " من أنتِ يا نفس " نراه يتساءل في مقاطعها - في نجوى نفسية صادقة - تساؤل الفيلسوف الشاعر أو الشاعر الفيلسوف عن مصدر النفس الإنسانية ، هل أتيتْ من البحر ومع أمواجه الثائرة حيناً والحانية حيناً أم انحدرتْ مع الرعد في قصفه (صوته الشديد) أم ولدت مع الريح في عزيفها (صوتها) أم انبثقت من الفجر وضيائه أم هبطت مع الشمس وأشعتها الذهبية أم غردت مع اللحن وانسجامه ثم بعد حيرة وشك وسيل من الاستفهامات يصل إلى يقين فيقول :‏‏ أنتِ ريح ونسيم .. أنتِ موج .. أنتِ بحر‏‏ .. أنتِ برق .. أنتِ رعد .. أنتِ ليل .. أنتِ فجر‏‏ .. أنتِ فيض (أي عطاء) من إله‏‏ .

نوع التجربة الشعرية :

 ذاتية  وتقترب من التأمل والبحث في أصل النفس وماهيتها ، وهو تأمل يدنو من الفلسفة أو يقف على حافتها .
العاطفة المسيطرة :

س1 : ما العاطفة المسيطرة على الشاعر في الأبيات ؟
جـ : عاطفة الحيرة الشديدة والقلق .  

المقطوعة الأولى :                                

1 - إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ
2 - أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ
3 - ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ
4 - وتُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ
5 - رَاجِعاً مِنْكِ إِلَيْه
6 - هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟

اللغويات :
-
رَأَيْتِ : شاهدت ، أبصرت - الْبَحْرَ : اليم ج بحور ، بحار ، أبحر × البر- يَطْغَى : يرتفع ، يهيج × يسكن - الْمَوْجُ : العُبَاب ج أمواج ، موجات - يَثُورْ : ينفعل ، يغضب ، يهيج × يهدأ ، يسكن - ترْقُبِي : تنتظري ، تلاحظي × تغفلي - يَحْبِسَ : يمنع ، يحجز × يطلق - هَديرَهْ : صوته ، دويه - تُنَاجي الْبَحْرَ  : تحدثينه سراً - زَفِيرَهْ : إخراج النفس ومده ، تنهّده × شهيقه - رَاجِعًا : عائداً × ذاهباً - جِئْت : أتيت ، والمقصود : خلقت .

فروق لغوية :

1 - " يثور موج البحر " أي يرتفع ويهيج .
2 - "
يثور الرجل لكرامته " أي يغضب .

لمعرفة المزيد عن الفروق اللغوية اضغط هنا

الشـرح :

 يبحر شاعرنا في المقطوعة الأولى باحثاً ومفتشاً عن حقيقة النفس الإنسانية وهي القضية التي شغلت فكره ووجدانه شأنه شأن أغلب الشعراء المهجريين الذين كانوا يعانون من الحيرة والقلق الناتجَين من حياتهم الجديدة في المهجر ، والغربة عن موطنهم الأصلي ، فيبدأ قصيدته بعنوان : " من أنتِ يا نفس ؟ " مخاطباً إياها في سؤال ذاتي وشخصي إلا أنه يتجاوز الذات الخاصة به إلى النفس الإنسانية عامة قائلاً : إن رأيتِ البحر في قوته وأمواجه متلاطمة ثائرة صاخبة ، أو سمعتِ البحر في ضعفه يبكي عند أقدام الصخور فانتظري ما يحدث من الموج حتى تهدأ ثائرته ويخفت صوته ، وتهامسي مع البحر حتى تمتزجي وتنصهري بأنفاسك معه .. فهنا أتساءل هل أنتِ يا نفس من موج البحر أتيت ؟!

س1 : ما القضية التي شغلت فكر الشاعر ووجدانه ؟
جـ : قضية الوجود الإنساني بصفة عامة ، وحقيقة النفس .

التذوق :

(إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يحاورها ويخاطبها وترى ، وسر جمال الصورة : التشخيص .
وبصفة عامة خطاب الشاعر لنفسه في هذه المقطوعة بـ(
سَمعْتِ - ترْقُبِي - تُنَاجي - مِنْكِ - جِئْتِ) استعارة مكنية فيها تشخيص لنفسه بامرأة يحاورها ويخاطبها ويتكلم معها ، وهي صورة ممتدة للنفس وقد جاء بها ؛ لأنه في حيرة شديدة ويحتاج إلى يقين واضح يدفع عنه تلك الحيرة.

لا تنسَ أن الأفعال المضارعة دائماً تفيد التجدد والاستمرار ، واستحضار الصورة في ذهن القارئ .
        بينما الأفعال
الماضية دائماً تفيد الثبوت والتحقق .
 

(الْبَحْرَ - الْمَوْجُ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه . 

(الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الموج بإنسان يطغى ويثور ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بشدة الاضطراب .

(إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ) : كناية عن اضطراب البحر الشديد ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(يَطْغَى - يَثُورْ) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى . 

(الْبَحْرَ يَبْكِي) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر البحر بإنسان يبكي ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الصخور بأشخاص لها أقدام ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

س1 : علل : الجمع بين (رأيت وسمعت) في مناجاة الشاعر مع نفسه .
جـ : لبيان أن قضية حقيقة النفس قد سيطرت عليه وتملكته وشغلت حواسه بشدة .

(إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ .. ترْقُبِي الْمَوْجَ) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (ترقبي الموج) إن تحقق الشرط (رَأَيْتِ الْبَحْرَ) ، كما أن جواب الشرط (ترقبي الموج) نتيجة للشرط (رَأَيْتِ الْبَحْرَ) .

(ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ) : تعبير يوحي بضرورة الانتظار واستمرار الترقب للوصول إلى الاهتداء الذي يبحث عنه الشاعر .

(يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ) : استعارتان مكنيتان ، حيث صوّر الشاعر الموج بسجّان يحبس ، وهديره بسجين يَحبسه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بهدوء البحر وسكونه ، ويجوز أن تكون كناية عن هدوء البحر وسكونه .

(وتُنَاجي الْبَحْرَ) : استعارتان مكنيتان ، حيث صوّر الشاعر النفس بامرأة تناجِي ، وصور البحر بإنسان يناجَى ، وسر جمال الصورتين : التشخيص ، وتوحي الصورة بامتزاج الشاعر مع الطبيعة  (سمة من سمات المدارس الرومانتيكية الامتزاج مع الطبيعة) .

(حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ) : استعارة مكنية ثانية للبحر (صورة ممتدة) ، حيث صوّر الشاعر البحر بإنسان له أذن يسمع بها أنفاسه وتنهداته ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(زَفِيرَهْ) : استعارة تصريحية حيث صوّر الشاعر صوت الموج بالزفير ؛ لتوضيح معاناة البحر.

(رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه) : كناية عن الامتزاج بين نفسه والبحر (الطبيعة) .

(مِنْك - إِلَيْه) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْت؟) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والترقب والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة عن حقيقة النفس .

(هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْت؟) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الْأَمْوَاج) على الفعل (جِئْت) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

س2 : رسم الشاعر في المقطوعة السابقة لوحة كلية (فنية) . وضح . 
جـ : رسم الشاعر في الأبيات لوحة كلية تجسم مشاعر الحيرة التي تتملكه في بحثه عن ماهية وحقيقة النفس . 
أجزاؤها : الشاعر ومشاهد من البحر والصخر والموج . 
- خطوطها الفنية " أطرافها " : (صوت) نسمعه في (سمعتِ - هديره - تناجي) و (لون) نراه في (زرقة البحر وسواد الصخر) و(حركة) نحسها في (الموج - راجعاً - جئت) . وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء وتآلفت فيها الأطراف ، واستطاعت أن توضح الفكرة وتنقل الإحساس .

س3 : علامَ يرتكز البناء اللغوي في هذه المقطوعة وبصفة عامة في المقاطع الستة الأولى ؟
جـ : يرتكز (يعتمد) البناء اللغوي في هذه المقطوعة وفي المقاطع الستة الأولى على أسلوب شرط في بداية كل مقطوعة أداته (إن) التي تبرز حيرته ، وجزؤه الأول فعلان متعاطفان هما " رأيت " و " سمعت " يترددان معاً في المقاطع الأولى وهو الأغلب أو يقتصر على أحداهما (سمعتِ) ثم يأتي بخاصية أخرى في البناء اللغوي تشترك فيها المقاطع الستة وهي انتهاؤها جميعاً بأسلوب استفهام ذي أداة واحدة هي " هل ".

س4 : علل : تكرار الشاعر لكلمة (البحر) أربع مرات في المقطوعة السابقة .
جـ : ليؤكد على مذهبه الشعري الذي يؤمن
بوحدة الوجود ، ولإبراز قوة العلاقة بين الطبيعة (البحر) والإنسان فهما - من وجهة نظر الشعراء المهجريين - توءمان لا ينفصلان . 

المقطوعة الثانية :                                

7 - إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي بَيْنَ طَيَّات الغَمَـامْ
8 - أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلامْ
9 - تَرْصُدِي البَرْقَ إلَـى أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ
10 - ويَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ
11 -
هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟
12 - أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟

اللغويات :
- الرَّعْدَ : صوت السحاب يرافق البرق
ج رعود - يَدْوي : يحدث صوتاً ، يهدر- طَيَّات : داخل ، باطن × خارج م طيّة - الغَمَـامْ : السحاب م غمامة - البَرْقَ : لمعان ووميض السحاب ، ضوء ، سنا ج بروق - يَفْرِِي : يشق ، يقطع - سَيْفُهُ : حُسام ، فِرِنْد ج أسياف ، سيوف - جَيْشَ الظَّلامْ : أي الليل شديد السواد - تَرْصُدِي : ترقبي ، تلاحظي × تغفلي - تَخْطَفِي : تأخذي منه ، تنزعي - لَظَاهْ : لهيبه الخالي من الدخان ، والمراد : نوره - يَكُفَّ : يمنع ، يتوقف × يستمر ، يواصل - تاركاً : مبقياً × آخذاً - صَدَاهْ : رَجْع صوته ، تردده ، تجاوبه ج أصداء - انْفَصَلْتِ : انسلخت ، ابتعدت ، انشققت × اتصلت ، اتحدت - انْحَدَرْتِ : نزلتِ من أعلى إلى أسفل ، هبطتِ ، نزلتِ × ارتفعت ، ارتقيت .

فروق لغوية :

س1 : ما الفرق بين " الرعد والبرق " ؟
جـ :
- الرَّعْدَ : الصوت المدوي في السماء المنبعث من بين السحب يرافقه البرق ، ويسمى صوت الرعد الهزيم .
-
البَرْقَ : لمعان ضوئي نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة .

الشـرح :

 اتجه الشاعر للعنصر الثاني من عناصر الطبيعة الرعد والبرق ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة فيخاطب نفسه قائلاً : إن سمعت الرعد يهدر ويتردد هزيمه (صوت الرعد) من بين السحب والغمام المتراكم ، أو رأيتِ لمعان البرق الخاطف وهو يشق ظلام الليل الكثيف بضوئه الباهر فيشتت هذا الظلام ويفرقه ويتركه أشلاء متناثرة ، عندئذ تتواصل نفسكِ المرهفة الحائرة مع الرعد بقصفه والبرق بضوئه حتى تمتزجي فيهما فيتركان أثرهما القوي فيكِ فأتساءل في حيرة هل أنتِ يا نفس جزء انفصل من البرق أم أنتِ نزلت من الرعد ؟!

التذوق :

(إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يخاطبها وتسمع ، وسر جمال الصورة : التشخيص .
و
بصفة عامة خطاب الشاعر لنفسه في هذه المقطوعة بـ(سَمعْتِ - رَأَيْتِ - تَرْصُدِي - تَخْطَفِي - فِيكِ - انْفَصَلْتِ - انْحَدَرْتِ
) استعارة مكنية فيها تشخيص لنفسه بامرأة يحاورها ويخاطبها ويتكلم معها .

(طَيَّات الغَمَـامْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الغمام بثوب مطوي ، وسر جمال الصورة : التجسيم والتوضيح .

(يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلامْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر البرق بمحارب شرس معه سيف بتّار يمزق به جيش الظلام ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

س1 : أيهما أدق (يفري) أم (يقتل) ؟ ولماذا ؟ 
جـ : يفري أقوى ؛ لأنها تدل على الشراسة والقوة في القضاء على جيش الظلام ومحوه .

(جَيْشَ الظَّلامْ) : تشبيه ، حيث صوّر الظلام بجيش للإيحاء بانتشار الظلام ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(البَرْقَ - الظَّلامْ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(سَيْفُهُ) : استعارة تصريحية ، حيث صوّر الشاعر لمعان البرق بالسيف الحاد .

(تَرْصُدِي البَرْقَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة ترصد وتترقب ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بالمتابعة المستمرة والاستغراق في التأمل .

(إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ ... تَرْصُدِي البَرْقَ إلَـى ..) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (تَرْصُدِي) إن تحقق الشرط (إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ) ، كما أن جواب الشرط (تَرْصُدِي) نتيجة للشرط (إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ) .

(البَرْقَ .. تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ) : استعارتان مكنيتان ، حيث صوّر الشاعر اللظى (اللهيب) بشيء مادي يُختطف ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وصور النفس بامرأة تخطِف ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنْهُ) على المفعول به (لَظَاهْ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(سَمِعْتِ - الرَّعْدَ / الرَّعْدَ - البَرْقَ / رَأَيْتِ - البَرْقَ / جَيْشَ - سَيْفُهُ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن .

س2 : بين وجه الدقة في اختيار الألفاظ في [سَمِعْتِ مع الرَّعْدَ ] ، و [رَأَيْتِ مع البَرْقَ] .
جـ : الدقة تتضح في قوله : [سَمِعْتِ مع الرَّعْدَ] ؛ لأن الرعد صوت يسمع ، و  [رَأَيْتِ مع البَرْقَ] ؛ لأن البرق ضوء ولمعان ووميض السحاب يرى .

(ويَكُفَّ الرَّعْد لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الرعد بإنسان يتوقف عما يفعله ثم يترك تأثيره القوي في النفس (صورة ممتدة للرعد) ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(لَكِنْ) : تفيد الاستدراك ؛ منعاً للفهم الخاطئ ولتثبيت المفهوم الصحيح .  

(لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الصدى بشيء مادي يُترك ؛ للإيحاء بالأثر العميق للرعد في النفس ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ - أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والترقب والرغبة الشديدة المتلهفة لمعرفة الإجابة عن حقيقة النفس .

س3 : تكرار الاستفهام في : (هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ - أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟) .
جـ : للتأكيد على حيرة الشاعر ورغبته القوية المتلهفة لمعرفة الإجابة وترقبه لها (حقيقة النفس) .

 (هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ البرق) على الفعل (انفصلت) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟) : أسلوب قصر بتقديم الظرف (مَعَ الرَّعْد) على الفعل (انْحَدَرْتِ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

المقطوعة الثالثة :                                

13 - إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تُذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ
14 - أو سَمعْتِ الرِّيحَ تَعْوِي فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّّلالْ
15 - تَسْكُنُ الرّيحُ وتَبْقَـيْ باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ
16 - وأُنَادِيـكِ ولَكـِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ
17 - فِي مُحِيطٍ لا أَرَاهْ 
18 - هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ ؟

اللغويات :
- الرِّيحَ : الهواء المتحرك
ج رِياح ، أَرْياح ، أرْواح - تَذْرِي : تفرّق ، تشتت ، تطيّر × تجمّع - الثََّلْجَ : الماء المتجمد ج ثلوج - رُوسِ : قمم ، أعالي × سفح - الجبَالْ : أي المرتفعات × السهول - تَعْـوِي : تصيح ، والعواء صوت الذئب ، والمقصود : تصفّر - الدُّجَى : الظلمات م الدُّجْية × الأنوار - التِّّلالْ : كل ما ارتفع من الأرض ، وهو أقل من الجبل ارتفاعاً م تل - تَسْكُنُ : تهدأ × تثور - تَبْقَـيْ : تدوم وتستمر - اشْتِيَاقٍ : تلهّف ، حنين ورغبة شديدة ، نزوع × فتور ، إعراض - صَاغِيهْ : منصتة ، تسمع باهتمام × منصرفة - أُنَادِيـكِ : أدعوكِ - قَاصِيهْ : بعيدة × قريبة ، دانية  - مُحِيط : بيئة ، والمقصود : مكان - وُلِدْتِ : خلقت .
الشـرح :

  ثم يتجه الشاعر للعنصر الثالث من عناصر الطبيعة الريح ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس الإنسانية فيخاطب نفسه قائلاً : إن رأيتِ الريح وهي تطيّر الثلوج المتراكمة على قمم الجبال أو سمعتِ الريح وهي محاصرة بين التلال فتحدث صوتاً مخيفاً مرعباً كأنه عواء الذئب ، في هذه اللحظة أناديكِ ولكنكِ تبتعدين عني ولا أراكِ وكأنكِ ذبت مع الريح واتحدت به فهل أنتِ من الريح وُلدتِ ؟!.

التذوق :

(إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تُذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يخاطبها وترى ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، و (الرِّيحَ تُذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ) كناية عن شدة هبوب الريح وقوتها .
وبصفة عامة خطاب الشاعر
لنفسه في هذه المقطوعة بـ(رَأَيْتِ - سَمعْـتِ - أُنَادِيـكِ - أنْتِ - وُلِدْتِِ) استعارة مكنية فيها تشخيص لنفسه بامرأة يحاورها ويخاطبها ويتكلم معها .

(الرِّيحَ تَعْـوِي فِي الدُّجَى) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الريح بذئاب تعوي في الظلام الدامس ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة بشدة الفزع والرعب .

(تَعْـوِي - تَسْكُنُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(تَبْقَـيْ (الريح) باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الريح بامرأة تنصت وتسمع باهتمام ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بشدة الإنصات والاهتمام (صورة ممتدة للريح . علل) .

(تَبْقَـيْ باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (باشْتِيَاقٍ) على الحال (صَاغِيهْ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(وأُنَادِيـكِ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر نفسه بامرأة يُنادي عليها ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر نفسه بامرأة تبتعد عنه ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (عني) على الحال (قاصيه) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد ، و(لَكــِنْ) : تفيد الاستدراك منعاً للفهم الخاطئ .

(صَاغِيهْ - قَاصِيهْ) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(فِـي مُحِيط لا أَرَاهْ) : تعبير يبرز الحيرة الشديدة المستمرة في رحلة البحث المرهقة للعقل عن ماهية (حقيقة) النفس ، واستخدام أداة النفي (لا) يفيد استمرارية جهله بحقيقة النفس .

(هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الرِّيحِ) على الفعل (ولدت) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ) : استعارتان مكنيتان ، حيث صور الشاعر الريح بامرأة تلد ، والنفس بإنسان يُولد ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وبناء الفعل (وُلِدْتِ) للمجهول إيجاز بحذف الفاعل .

س1 : علل : تكرار الشاعر لكلمة (الريح) أربع مرات في المقطوعة السابقة .
جـ : ليؤكد على مذهبه الشعري الذي يؤمن
بوحدة الوجود ، ولإبراز قوة العلاقة بين الطبيعة (الريح) والإنسان فهما - من وجهة نظر الشعراء المهجريين - توءمان لا ينفصلان .

المقطوعة الرابعة :                            

19 - إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ
20 - و يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ المُوَلّـِي بالرُّسُومْ
21 - يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالاً صَاعداً مِنْك إلَيْهْ
22 - وتَخِــرِّي كَنَبِـيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ
23 - بخُضُوعٍ جَاثـِيَهْ
24 - هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ ؟

اللغويات :
- الفَجْرَ : ضوء الصباح ، طلوع النهار وزوال الظلمة - يَمْشِي : يسير - خِلْسَةً : أي بصورة خفية ، متسللاً
ج خِلْسات × علانية ، جهراً - النُّجُومْ : الكواكب م نجم - يُوشِّـي : يزين ، يجمّل ، ينمق ، يزخرف × يشوه ، يقبح - جُبـّةَ : ثوب واسع ج جُبَب ، جِبَاب - المُوَلّـِي : الراحل ، الذاهب ، المدبر × المقبل - الرُّسُومْ : الأشكال - يَسْمَعُ : أي يدرك - ابْتهَالاً : تَضَرُّعاً - صَاعداً : مرتفعاً × هابطاً - تَخِــرِّي : تسجدي × تنتصبي ، تقومي - كَنَبِـيٍّ : رسول ج نبيون ، أنبياء - هَبَطَ : نزل - الْوَحْيُ : ما يلقيه الله تعالى على قلب نبي من الأنبياء بواسطة ملك أو بغير واسطة ، الإلهام ج وُحِي - بخُضُوعٍ : انقياد ، خشوع - جَاثـِيَهْ : جالسة على ركبتيك ، راكعة × منتصبة ، واقفة - انْبَثَقْتِ : خرجت ، اندفعت .
 

الشـرح :

   ثم يتجه الشاعر للعنصر الرابع من عناصر الطبيعة الفجر ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس الإنسانية فيخاطب نفسه قائلاً :  لو رأيتِ الفجر وهو يتسلل خفية بين نجوم الليل فيزين ظلام الليل الذي يعلن الرحيل بخيوط ضوئه الجميلة وكأنه امتزج معكِ فتتبادلان الدعاء والتضرع بخشوع لله ، وتبدين يا نفس في هذه اللحظات الروحانية مثل نبي هبط الوحي عليه فتتخلصين من أسر الحياة الدنيوية المادية الزائلة وتتسامين وتحلقين في جو من الروحانية .. فهل أنتِ من الفجر اندفعتِ وخرجتِ ؟!

س1 : في المقطع السابق طائفة من المفردات خلقت هالة من الروحانية . وضح ذلك مبيناً ما الذي يخص النفس في هذه الصورة ؟
جـ : تأتى طائفة من المفردات اللغوية تتآزر (تقوي بعضها) معاً بما لها من إيحاءات في خلق هالة من الروحانية تتسق (تتكامل وتنسجم) بها أطراف الصورة ويشيع بها جو من العبق الديني (أي الأجواء الدينية العطرة) وتلك المفردات هي : " الابتهال " و " النبي " و " الوحي " و " الخشوع " والذي يخص النفس في هذه الصورة الخشوع والابتهال فلحظة انبثاق الفجر فرصة للانعتاق من أسر المادة الأرضية وبلوغ مرحلة الصفاء والنورانية والدنو من الروح الأعلى .
التذوق :

(إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يخاطبها وترى الفجر ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(الفَجْرَ يَمْشِي خُلْسَةً .. يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ .. يَسْمَعُ ابْتهَالاً) : صورة ممتدة للفجر ففيها استعارة مكنية للفجر مرة بإنسان يمشي متسللاً ومرة بفنان مبدع يزين ويجمل الليل الأسود بخيوط ضوئه الأبيض ، ومرة بإنسان يسمع تضرع نفس الشاعر ، وسر جمال تلك الصورة الممتدة : التشخيص .

(رَأَيْتِ - خلْسَةً) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(الفَجْرَ- اللَّيْلِ ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ المُوَلّـِي بالرُّسُومْ) : استعارتان مكنيتان ، في الصورة الأولى صوّر الشاعر الفجر بفنان مبدع يزين ويجمل الليل الأسود بخيوط ضوئه الأبيض ، وفي الصورة الثانية تصوير لليل بإنسان يرتدي جبة ويتأهب للرحيل ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، ويجوز أن تكون الصورة تشبيهاً لليل بجبة للتجسيم والإيحاء بشدة سواد الليل .

(ابْتهَالاً صَاعداً مِنْك إلَيْهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة صوت ابتهالها وتضرعها يرتفع ويعلو ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(مِنْك - إلَيْهْ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(و تَخِــرِّي كَنَبِـيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ) : تشبيه للنفس بنبي هبط الوحي عليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بالخشوع التام .

(نَبِـيٍّ) : نكرة للتعظيم .

(نَبِـيٍّ - الْوَحْيُ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .

(تَخِــرِّي بخُضُوعٍ جَاثـِيَهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة تركع في خشوع تام ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (بخُضُوعٍ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

( تَخِــرِّي - جَاثـِيَهْ) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى . 

(هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟) :أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة .

(مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟) : استعارتان مكنيتان ، في الصورة الأولى صوّر الشاعر النفس بماء ينبثق ويتدفق ، وفي الصورة الثانية تصوير للفجر بنبع للماء ، وسر جمال الصورتين : التجسيم ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الْفَجْر) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

س1 : ما الذي يمثله انبثاق الفجر عند شاعرنا ؟
جـ : يمثل
انبثاق الفجر عند شاعرنا - في رحلة البحث عن حقيقة النفس - فرصة للانعتاق (التحرر) من أسر المادة الأرضية وبلوغ مرحلة الصفاء والنورانية والقرب من الخالق .

المقطوعة الخامسة :                            

25 - إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي حِضْنِ المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ
26 - تَرْمُقُ الأَرْضَ ومَا فِيهَا بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ
27 - تَهْجَعُ الشَّمْسُ وقَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ
28 - وتَنَـامُ الأَرْضُ لَكِنْ أَنْتِ يَقْـظَى تَرْقُبِيـنْ
29 - مَضْجِـعَ الشَّمْسِ البَعيـدْ
30 - هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟

اللغويات :
- حِضْنِ
: أي معانقة ج أحضان - الزَّاخِرَهْ : الفياضة ، الغامرة ، المرتفعة كثيرة الأمواج ج زواخر - تَرْمُقُ : تطيل النظر ، تتأمل - الأَرْضَ : ما يعيش عليها الناس ج أرْضون وأرَضون وأراضٍ وأروض - ساحرة : فاتنة ، جذابة ج سواحر ، ساحرات × منفّرة - تَهْجَعُ : تنام ليلاً ، والمقصود : تغيب - قَلْبي : فؤادي ، جَنَاني - يَشْتَهِي : يرغب بشدة ، ينزع - تَنَـامُ الأَرْضُ : أي تسكن وتهدأ - يَقْـظَى : حذرة منتبهة × غافلة - تَرْقُبِيـنْ : ترصدين ، تنتظرين - مَضْجِـعَ : مكان النوم ج مضاجع - البَعيـدْ : المتنائي ج البعداء - هَبَطْتِ : نزلت × ارتفعت ، صعدتِ .

الشـرح :

    ثم يتجه الشاعر لعنصر خامس من عناصر الطبيعة الشمس ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس الإنسانية فيخاطب نفسه قائلاً : إن رأيتِ الشمس وهي ترتمي في أحضان المياه الرقراقة وتطيل نظرتها الساحرة الجمال للأرض ثم تغيب وتختفي وتبدو كالنائم وأتمنى أن تهدئي وتنامي مثلها فالأرض تغفو وتنام ولكنكِ يا نفس قلقة حائرة يقظة تتعلقين بأشعة الشمس الغاربة وكأنكِ جزء منها فهل أنتِ من الشمس نزلتِ وهبطتِ ؟! 

التذوق :

(إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي حِضْنِ  المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يخاطبها وترى الشمس ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(الشَّمْسَ فِي حِضْنِ  المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ) : استعارتان مكنيتان ، حيث صوّر الشاعر المياه بأم والشمس بوليد تحتضنه ، وسر جمال الصورتين : التشخيص .

(الشَّمْسَ .. تَرْمُقُ الأَرْضَ) : استعارة مكنية أخرى للشمس (صورة ممتدة) ، حيث صوّر الشاعر الشمس بإنسان يتأمل حال الأرض ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(ومَا فِيهَا) : ما تفيد العموم والشمول لما في الأرض .

(بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ) : نكرتان للتعظيم .

(تَهْجَعُ الشَّمْسُ) : استعارة مكنية أخرى للشمس (صورة ممتدة) ، حيث صوّر الشاعر الشمس في غروبها بفتاة تخلد للنوم والراحة ليلاً ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(قَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ) : استعارة مكنيتان لقلبه ونفسه ، حيث صوّر الشاعر قلبه بإنسان يشتهى ويتمنى نوم نفسه وخلودها للراحة ، وسر جمال الصورتين : التشخيص .

(وتَنَـامُ الأَرْضُ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الأرض بفتاة تخلد للنوم والراحة ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(الأَرْضُ) : مجاز مرسل عن البشر(أهل الأرض) ، علاقته : المحلية ، وسر جمال المجاز الدقة والإيجاز في اختيار العلاقة. 

(لَكِنْ) : تفيد الاستدراك منعاً للفهم الخاطئ .

(أَنْتِ يَقْـظَى تَرْقُبِيـنْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بفتاة متيقظة ترصد ما حولها ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(تَنَـامُ - يَقْـظَى) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

( مَضْجِـعَ الشَّمْسِ البَعيـدْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الشمس بإنسان له مكان بعيد تخلد فيه للنوم .

(هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الشَّمْسِ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بمخلوق يهبط من الشمس ، وهي صورة توحي بالصلة الوثيقة بين الطبيعة (الشمس) ونفس الشاعر الرومانتيكي

المقطوعة السادسة :                        

31 - إنْ سَمعْـتِ البُلْبـُـلَ الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ
32 - يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ نَاراً فِي قُلُـوبِ العَاشِقينْ
33 - تَلْتَظِِي
حُـزْناً و شَوْقاً و الهَـوَى عَنْكِ بَعيدْ
34 - فَأخْبِرينِي هَـلْ غِِنَـا البُلْبُلِ فِـي اللَّيْلِ يُعيدْ
35 - ذِكْــرَ مَاضيـك إلَيْك
36 - هَـلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنْت؟

اللغويات :
- الصَّدَاحَ : المغرد بصوت عالٍ - يَسْكُبُ : يصب - الأَلْحَـانَ : الأنغام
م لحن - العَاشِقينْ : المغرمين ، المحبين ، الولهانين م عاشق - تَلْتَظِِي : تلتهب ، تحترق - حُـزْنًا : أسى ج أحزان - شَوْقًا : حنين ، رغبة ، صبابة × فتوراً - الهَـوَى : الحب ، الميل × البغض ، الكره ، النفور ج أهواء - فَاخْبِرينِي : أنبئيني - غِِنَـا : غناء - يُعيدْ : يرجع ، يرد  - ذِكْــرَ : استحضار ، تذكر - مَاضيـك : زمانك الذاهب المنتهي ج مواضيك × مستقبلك .

الشـرح :

  ثم يتجه الشاعر لعنصر سادس من عناصر الطبيعة البلبل ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس الإنسانية فيخاطب نفسه قائلاً : إن سمعتِ البلبل وهو يشدو بتغريده بين زهر الياسمين فيطرب ويشجي ويثير في نفوس العاشقين الحنين والشوق إلى ماضيها البعيد .. فاخبريني هل تعيد أغاني البلبل الشجية تلك في ذلك الليل ذكريات الماضي إليكِ .. فهل أنتِ من ألحان البلبل الشجية اندفعتِ وخرجتِ ؟! 

التذوق :

(إنْ سَمعْـتِ البُلْبـُـلَ الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يحاورها ويخاطبها وتسمع تغريد البلبل الجميل ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

( البُلْبـُـلَ الصَّدَاحَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر البلبل بمطرب يرفع صوته بأعذب الألحان ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بجو السعادة والفرحة .

س1 : أيهما أدق (البُلْبـُـلَ الصَّدَاحَ) أم (البُلْبـُـلَ الصادح) ؟ ولماذا ؟
جـ : التعبير بـ (البُلْبـُـلَ الصَّدَاحَأجمل ؛ لأن الصّداح صيغة مبالغة تدل على استمرار الغناء وعدم انقطاعه وكثرته مع البهجة في أرجاء الطبيعة .

 من الخيال المركب : " يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ نَاراً " 

   (يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الألحان بسائل يصب ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بكثرة الغناء والفرحة والسعادة .

   (الأَلْحَـانَ نَاراً) : تشبيه ، حيث صوّر الشاعر الألحان بالنار لبيان شدة تأثيرها ، وهذا من الخيال التركيبي ، حيث اشتركت كلمة " الألحان " في صورتين فكانت مشبهاً به في الصورة الأولى ، ومشبهاً في الصورة الثانية   .

(نَاراً) :  نكرة للتهويل .

(يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ نَاراً فِي قُلُـوبِ العَاشِقينْ) : خص القلوب ؛ لأنها موطن العاطفة والإحساس بينما العقل موطن التفكير والإدراك .

(تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً) : استعارة مكنية فيها تصوير للحزن والشوق بنار تحرق قلوب العاشقين ، وأيضاً كناية عن تألم نفس الشاعر ومشاركته الوجدانية لآلام العاشقين .

(والهَـوَى عَنْكِ بَعيدْ) : استعارة مكنية فيها تصوير فيه تجسيم للحب بشيء مادي بعيد الوصول عن نفس الشاعر ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (عنكِ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(إنْ سَمعْـتِ البُلْبـُـلَ .. تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً) إن تحقق الشرط (سَمعْـتِ البُلْبـُـلَ) ، كما أن جواب الشرط (تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً) نتيجة للشرط (سَمعْـتِ البُلْبـُـلَ .

(فَأخْبِرينِي) : أسلوب إنشائي / أمر ، غرضه : الالتماس والتمني ، و(الفاء) تفيد الترتيب والتعقيب والسرعة .

(هَـلْ غِِنَـا البُلْبُلِ فِـي اللَّيْلِ يُعيدْ ذِكْــرَ مَاضيـك إلَيْك؟) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة .

(غِِنَـا البُلْبُلِ فِـي اللَّيْلِ يُعيدْ) : استعارة مكنية فيها تصوير للبلبل بمطرب يغني في الليل ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(يُعيدْ ذِكْــرَ مَاضيـك إلَيْك) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الماضي بشيء مادي ضائع وغناء البلبل يعيده إلى نفسه  ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(مَاضيـك) : استعارة مكنية تصور النفس امرأة لها ماضٍ تشتاق إليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(هَـلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنتِ؟) :أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الأَلْحَانِ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .

(أنتِ) : استعارة مكنية تصور النفس بامرأة يخاطبها ويحاورها لاستحضار صورتها .

المقطوعة السابعة :                    

37 - إيهِ نَفْسِي! أَنْتِ لَحْنٌ فِيَّ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ
38 - وقَّــعَتْـكِ يَــدُ خَلاقٍ بَدِيْعٍ لا أَرَاهْ
39 - أنتِ ريـحٌ ، ونَسيـمٌ ، أَنْتِ مَوْجٌ ، أَنْتِ بَحْرٌ ،
40 - أنتِ بَرْقٌ ، أنتِ رَعْـدٌ ، أنتِ لَيْلٌ ، أنتِ فَجْـرٌ ،
41 - أنتِ فَيْضٌ منْ إلَهْ !

اللغويات :

- إيهِ : اسم فعل أمر بمعنى زد من الحديث أو العمل المعهود - نَفْسِي : أي روحي ج نفوس ، أنفس - صَدَاهْ : رجع صوته ، تردده ج أصداء - وقَّــعَتْـكِ : كتبتكِ ، والمقصود : خلقتكِ ، أبدعتكِ - خلاق : خالق - بَدِيْعٍ : مبدع لا مثيل له × مقلد - نَسيـم : ريح رقيقة ، هواء لطيف ج نسائم × عاصفة - فَيْضٌ : أي عطاء غزير ج فيوض × غيض - إلَهْ : معبود ، رب .

الشـرح :

أخيراً تستقر وتهدأ سفينة الشاعر الحائرة على شاطئ الحقيقة بعد أن انقشعت وزالت الحيرة فيطالب نفسه بأن تبوح له وتزيد في البوح (الكشف) بما عندها من أسرار فلقد وصل إلى اليقين وعرف السر وعثر على الجواب فحيث الخليقة يكون الخالق .. فأنتِ يا نفس لحن جميل عزفته يد خلاق مبدع لا حدود لإبداعه أنتِ ريح ونسيم عليل أنتِ موج أنتِ بحر أنتِ برق أنتِ رعد أنتِ ليل أنتِ فجر أنتِ عطاء إله عظيم أبدع الحياة وكل ما فيها .

س1 : المقطع السابق يعتبر مصب القصيدة . وضح ذلك .
جـ : بالفعل لأن في هذا المقطع تتلاقى عناصر الطبيعة التي ذكرها شاعرنا في المقاطع السابقة وكأنها تيارات مائية متدافعة ؛ لتصب في نهاية النهر المصب (المقطع السابع والأخير) الذي يصل فيه شاعرنا إلى الاهتداء ومعرفة حقيقة النفس .

س2 : المقطع السابق يؤدي في موضعه دور لحظة التنوير في القصة القصيرة . وضح ذلك .
جـ :هو مقطع يؤدى في موضعه دور لحظة التنوير في القصة القصيرة في الوقت الذي يضيف فيه لمسة أخرى من اللمسات المنطقية في التصميم وإحكام البناء فالشاعر فيه يلتفت إلى نفسه مخاطباً إياها بصيغة تفيد معنى الآمر لها بالاستزادة وكأنما يقول لها : هاتِ ما لديك لقد اكتشفت السر وعثرت على الجواب فأنتِ ومثلكِ كل نفس إنسانية - نفثة بديع أنتِ الريح والنسيم أنتِ الموج والبحر أنتِ البرق والرعد أنتِ الليل والفجر أنتِ كل ذلك ؛ لأنك فيض الإله الذي فاضت عنه الحياة في سائر مظاهرها وأشكالها .

س3 : ما الذي حرص الشاعر عليه في رحلة البحث عن حقيقة النفس الإنسانية ؟
جـ : حرص على ذكر عناصر الطبيعة من ريح ونسيم وموج وبحر وبرق ورعد وليل وفجر ؛ ليبرهن ويؤكد على أن نفسه جزء منها ، وليؤكد على وحدة الوجود التي تربط بين عناصر الكون الذي خلقه إله واحد مبدع عظيم .  

س4 :  لماذا بحث شاعرنا بإصرار عن حقيقة النفس ؟
جـ : لأنه إذا عرف الإنسان حقيقة النفس بلغ مرتبة السعادة العليا وعرف الله حق المعرفة وبالتالي تستقر نفسه وتشعر بالسلام النفسي والراحة .

التذوق :

(إيهِ نَفْسِي!) : إيه أسلوب إنشائي / أمر  (بمعنى زيدي) ، غرضه : التمني . 

(نَفْسِي!) : أسلوب إنشائي / نداء ، غرضه : التعظيم ، وحذفت أداته للقرب . 

(أَنْتِ لَحْنٌ) : تشبيه لنفسه باللحن الذي تتردد نغماته في الفضاء الرحب .

(لَحْنٌ - صَدَاهْ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .

(قَدْ رَنَّ صَدَاهْ) : أسلوب مؤكد بـ(قد + الفعل الماضي) .

(وقَّــعَتْـكِ يَــدُ خَلاقٍ بَدِيْعٍ لا أَرَاهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر النفس بلحن رائع أبدعته يد الخالق العظيم ، وأيضاً كناية عن عظمة الخالق المبدع ودقة صنعه .

(يَــدُ خَلاقٍ) : مجاز مرسل عن قدرة الخالق ، علاقته : السببية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

(خَلاقٍ بَدِيْعٍ) : نكرتان للتعظيم ، وصيغتان للمبالغة ؛ لبيان دوام تلك الصفتين عند الخالق سبحانه وتعالى .

س1 : أيهما أجمل : (يَــدُ خَلاقٍ - يَــدُ فنان) ؟ ولماذا ؟   [أجب بنفسك]

(خَلاقٍ .. لا أَرَاهْ) : تعبير يوحي بالاضطراب العقائدي لدى شعراء المهاجر ، وما عانوه في غربتهم .

(أنتِ ريحٌ ، ونَسيمٌ ،  أَنْتِ مَوْجٌ ، أَنْتِ بَحْرٌ , أنتِ بَرْقٌ ، أنتِ رَعْدٌ ، أنتِ لَيْلٌ ، أنتِ فَجْرٌ ، أنتِ فَيْضٌ منْ إلَهْ !) : تشبيهات متتالية للنفس بالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل والفجر وبالفيض الإلهي العظيم ، وكلها تؤكد مذهب الشاعر الذي يؤمن بوحدة الوجود ، وجاءت هذه الكلمات نكرات ؛ للتعظيم .

(ريـحٌ - نَسيـمٌ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(لَيْلٌ - فَجْرٌ) :  محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(أنتِ ريـحٌ ، ونَسيـمٌ ، أنتِ مَوْجٌ ، أنتِ بَحْرٌ , أنتِ بَرْقٌ ، أنتِ رَعْدٌ ، أنتِ لَيْلٌ ، أنتِ فَجْرٌ) : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(مَوْجٌ وبَحْرٌ / بَرْقٌ ورَعْدٌ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .

(فَيْضٌ - إلَهْ !) : نكرتان للتعظيم .

التعليق :

المدرسة الشعرية : مدرسة المهاجر

س1 : ما الغرض الشعري لهذا النص ؟ 
جـ : الدعوة إلى التأمل في النفس والكون .

س2 : ما القاسم المشترك الذي كان يجمع بين شعراء المهاجر ؟
جـ : القاسم المشترك الذي كان يجمع بين شعراء المهاجر أو قل بين عدد منهم على الأقل الحيرة الشديدة أمام أسرار الكون ومعرفة حقيقة النفس من أجل الوصول للسعادة وراحة البال ، ولكن حيرة نَعِيمة قد انقشعت وزالت وسكنت نفسه وقر قرارها .

س3 : ما أهم سمات مدرسة المهاجر التي ظهرت في هذا النص ؟
جـ : من سماتها في النص :
1 - التأمل في حقائق الكون والحياة والموت .
2 - النزعة الإنسانية .
3 - استبطان الشاعر لنفسه (أي استكشاف داخله) وتعمقه في فهم أسرارها .
4 - النزعة الروحية الفلسفية .
5 تشخيص الطبيعة ومزجها بالنفس الإنسانية .
6 -
 التمسك بالوحدة العضوية (الفنية) .
7 - تقسيم القصيدة إلى مقاطع .
8 - التحرر من قيود الوزن والقافية .

س4 : القصيدة جديدة مضموناً وقالباً (شكلاً) . وضح . 
جـ : بالفعل جديدة ؛ فهي من حيث المضمون  تنزع إلى التأمل والبحث عن أسرار الكون والإنسان وهو لون من التجارب لم يكن شائعاً بين الشعراء العرب في ذلك الحين .
- ومن حيث القالب (الشكل) جاءت على النسق المقطعي (أي نظام المقطوعات) إذ تتألف من سبعة مقاطع إلا أن المقاطع الستة الأولى تتماثل في عدد الأبيات ، فكل منها يتكون من ستة أبيات تتساوى الأربعة الأولى منها في عدد تفعيلاتها على حين يكون لكل بيتين متواليين قافية واحدة ، فالبيت الأولى والثاني بقافية والثالث والرابع بقافية أخرى ومع تساوى البيتين الخامس والسادس في طولهما فإنهما لا يتحدان في القافية دائماً إن كان البيت السادس موحد القافية في المقاطع الستة أما المقطع السابع فهو يتكون من خمسة أبيات فقط .

س5 : لماذا حرص الشاعر على ذكر عناصر كثيرة من  الطبيعة  ؟
جـ : ذلك ليؤكد أن نفسه جزء منها وليشير إلى الرابطة الوثيقة بين عناصر الكون كله إشارة إلى أن خالق هذا الكون واحد وهو رب العالمين .

س6 : علل : ختام الشاعر لكل مقطوعة من مقطوعاته باستفهام .
جـ : ذلك ليثير الانتباه ، ويدعو القارئ إلى ترقب الجواب .

س7 : ما الذي يحمله تتابع استفهامات الشاعر في القصيدة ؟
جـ :  تتابع استفهامات الشاعر في القصيدة يحمل معنى الحيرة الشديدة ، حيرة الشاعر إزاء قضية من قضايا الوجود الإنساني التي تؤرق فكره وشعوره وهي قضية تدور حول حقيقة نفسه كما يدل على ذلك تعبيره إلا أنها بالطبع تمتد لتشمل النفس الإنسانية بصفة عامة التي تعد نفس الشاعر فرداً من أفرادها .

 س8 : بم يمتاز شعر ميخائيل نَعِيمة ؟
جـ :
شعر ميخائيل نَعِيمة شعر رقيق رشيق ينساب بفكر عميق وخيال سامٍ دقيق ؛ ليفيض على الفؤاد طمأنينة ويشيع في النفس راحة وسكينة تجعلنا نزداد تأملاً ونبحر بعيداً عن الدنيا بأطماعها وشهواتها .

س9 : القصيدة مثال واضح علي منطقية التصميم وإحكام التشكيل . وضح ذلك .
   أو ما العناصر التي اعتمد الشاعر عليها في رحلة البحث عن حقيقة النفس  ؟
جـ : القصيدة كما تبدو للمتأمل مثال واضح على منطقية التصميم وإحكام التشكيل فقد توزع موقف الشاعر في حيرته وبحثه عن حقيقة النفس على ستة عناصر من الطبيعة يرى نفسه تتجاوب مع كل منها بما يتفق مع طبيعته وهذه العناصر هي : البحر والرعد والبرق والريح والفجر والشمس والبلبل وكل عنصر من هذه العناصر يشغل مقطعاً شعرياً مستقلاً في تكوينه لكنه متصل في الوقت نفسه ببقية المقاطع اتصالاً ينبع من تجانس أجزاء الموقف ووحدة التشكيل الشعري . وهكذا تبدو تلك المقاطع أشبه بموجات متوالية على مستوى واحد من القوة تتلاحق ولا تتداخل ويعزز بعضه بعضاً حتى تنتهي إلى مصب واحد وهو المقطع السابع والأخير الذي يصل فيه الشاعر للاهتداء إلى حقيقة النفس .

س10 : احتفظ النص بشاعريته رغم موضوعه الذي يدنو من الفلسفة . علل .
جـ : لأن نَعِيمة نجح في تقديم الصورة الأساسية في كل مقطع تقديما حسياً يحفظ لعمله طبيعته الشعرية في تحريك الوجدان واستثارته (أي تحريك انفعالاته) بالإضافة إلي عنصر الموسيقا الشعرية .

س11 : هل تحققت الوحدة العضوية (الفنية) في الأبيات ؟ 
جـ : نعم تحققت بوحدة الموضوع الذي يتحدث فيه الشاعر عن انشغاله بالبحث عن ماهية النفس من خلال النظر لما حوله في الطبيعة ، وتحققت بوحدة الجو النفسي الذي تغلفه الحيرة الشديدة والقلق في البداية ثم الاهتداء في النهاية ، وجاءت أفكاره مرتبة ومترابطة وفيها تسلسل جميل .

س12 : للقصيدة سياق نقدي تاريخي . وضحه مبيناً معني ذلك السياق .
جـ : إذا وضعنا القصيدة التي نحن بصددها في سياقها التاريخي نجد أن الشاعر قد نظمها في عام 1917م  أي في تلك الفترة التي ترددت فيها أصوات الدعاة والنقاد والشعراء العرب إلى التجديد في الشعر وقد كان نَعِيمة واحداً من أبرزهم في المهاجر ومعنى ذلك أنها تحمل ملامح التجديد أو بعضاً منه على الأقل كموضوعها الفلسفي التأملي وتقسيمها مقاطع متنوعة القوافي .

الصور :

في النص صور كلية خطوطها (اللون والصوت والحركة) ، وجزئية تعتمد على (التشبيه - الاستعارة - الكناية - المجاز المرسل) .

س13 : لعب الخيال دوره في القصيدة . وضح هذا الدور.
جـ : لعب الخيال في القصيدة دوره فأسهم في إبراز الفكر والشعور وإظهار حالة القلق والحيرة عند الشاعر فمن التشبيهات : (جيش الظلام - أنتِ برق - أنتِ رعد - أنتِ ليل - أنتِ فجر - أنتِ فيض) .
- ومن التصوير
الاستعاري : (البحر يبكي - أقدام الصخور - يسمع البحر زفيره - الريح تعوي - الفجر يمشي - تنام الأرض ) ، ومن الصور المركبة " يسكب الألحان ناراً " .

الألفاظ والأساليب :

الألفاظ سهلة واضحة ملائمة للجو النفسي ، والأساليب خبرية وإنشائية ، وفيها بعض المحسنات غير المتكلفة.

امتحانات الثانوية

الدور الثاني 2017 م

        - إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي بَيْنَ طَيَّات الغَمَـامْ
        - أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلامْ
        - تَرْصُدِي البَرْقَ إلَـى أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ
        - ويَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ
        - هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ 
            - أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟

1 - مرادف " يفري " :
    (أ)   يلمع
    (ب)  يمسح
    (ج)  يشق
    (د)   يخرج
2 - جمع "
صدى ":
    (أ)    أصداء
    (ب)   صداة
    (ج)   صوادٍ
    (د)    صدء

3 - "خاطب الشاعر نفسه في المقطع السابق ؛ ليدفع عن عقله الحيرة والشك " . وضح ذلك .

4 - أجب عن (أ) أو (ب) فقط :

  (أ) - وضح الخيال ونوعه في : " طيات الغمام " .   

  (ب) - حدد الغرض البلاغي من الاستفهام ، وما يحمله من معنى في قوله : " هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ ؟ " .

            
تدريبات

1

1 - إِنْ رَأَيْتِ الْبَحْرَ يَطْغَى الْمَوْجُ فِيهِ ويَثُورْ
2 - أَو سَمعْتِ الْبَحْرَ يَبْكِي عِنْدَ أَقْدَامِ الصُّخُورْ

3 - ترْقُبِي الْمَوْجَ إلَى أَنْ يَحْبِسَ الْمَوْجُ هَديرَهْ
4 - وتُنَاجي الْبَحْرَ حَتَّى يَسْمَعَ الْبَحْرُ زَفِيرَهْ

5 - رَاجِعاً مِنْك إِلَيْه 
6 - هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْتِ؟

(أ) - تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - ميخائيل نَعِيمة من شعراء مدرسة : (أبولّو - الديوان - المهاجر - الإحياء والبعث) 
         - " البحر " جمعها : (بحائر - بحاير - بواحر - أبحر) 
         - المقصود بـ" جئت " : (خلقتِ - أتيتِ - تقدمتِ - تحققتِ) 
         - " هديره " مرادفها : (شدته - صوته - عنفه - ماءه) 
         - "  يَثُور " مضادها : (يسكن - يرضى - يقبل - يوافق) 

(ب) - تظهر الأبيات حيرة الشاعر . وضح .

(جـ) - ما الذي كان يشغل بال شاعرنا وبال أغلب شعراء المهاجر ؟

(د) - استخرج من المقطوعة السابقة :
1 - محسنين بديعيين مختلفين .

2 - كناية ، وبين سر جمالها .

3 - أسلوب قصر .

4 - استعارة مكنية ، وبين سر جمالها .

(هـ) - علل : تكرار الشاعر لكلمة (البحر) أربع مرات في المقطوعة السابقة .

الإجابات :

(أ) -   - ميخائيل نَعِيمة من شعراء مدرسة : المهاجر
         - " البحر " جمعها : أبحر 
         - المقصود بـ" جئت " : خلقتِ
         - " هديره " مرادفها :  صوته 
         - "  يَثُور " مضادها : يسكن

(ب) - تظهر الأبيات حيرة الشاعر . وضح .         [أجب بنفسك]

(جـ) - القاسم المشترك الذي يشغل بال شاعرنا وبال أغلب شعراء المهاجر الحيرة الشديدة أمام أسرار الكون ومعرفة حقيقة النفس ، ولكن حيرة نَعِيمة قد انقشعت وزالت وسكنت نفسه وقر قرارها .

(د) - الاستخراج :
1 - المحسنان البديعيان : (الْبَحْرَ - الْمَوْجُ) : مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه - (مِنْك - إِلَيْه) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
2 - كناية :(
رَاجِعًا مِنْك إِلَيْه) : كناية عن الامتزاج بين نفسه والبحر ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم  .
3 - أسلوب قصر : (هَل مِنَ الْأَمْوَاج جِئْت؟) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الْأَمْوَاج) على الفعل (جِئْت) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .
4 - استعارة مكنية ، وبين سر جمالها .
        [أجب بنفسك]

(هـ) - تكرار الشاعر لكلمة (البحر) أربع مرات ؛ ليؤكد على مذهبه الشعري الذي يؤمن بوحدة الوجود ، ولإبراز قوة العلاقة بين الطبيعة (البحر) والإنسان فهما - من وجهة نظر الشعراء المهجريين - توءمان لا ينفصلان . 

2

7 - إنْ سَمِعْتِ الرَّعْدَ يَدْوِي بَيْنَ طَيَّات الغَمَـامْ
8 - أو رَأَيْتِ البَرْقَ يَفْرِِي سَيْفُهُ جَيْشَ الظَّلامْ
9 - تَرْصُدِي البَرْقَ إلَـى أَنْ تَخْطَفِي مِنْهُ لَظَاهْ
10 - و يَكُفَّ الرَّعْدُ لَكِنْ تَارِكاً فِيكِ صَدَاهْ
11 - 
هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ 
12 - أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟

(أ) - هات من السطور السابقة كلمة بمعنى (حُسام - لهيب - يهدر) ، وكلمة مضادها (هبطتِ - آخذاً - خارج) .

(ب) - اختلفت تلك القصيدة عن القصيدة التقليدية مضموناً وقالباً (شكلاً) . وضح .  

(جـ) - علل : استخدام الشاعر أسلوب الخطاب مع النفس .

(د) - عين في السطور السابقة استعارة تصريحية ووضحها ، ومحسناً يقوى المعنى.

(هـ) - استخدم الشاعر أسلوب استفهام في السطور السابقة . فما هو ؟ وما الدلالات البلاغية التي يحملها ؟

الإجابات :

(أ) - من السطور السابقة كلمة بمعنى (حُسام) : سَيْفُهُ - (لهيب ) : لَظَاهْ - (يهدر) يَدْوي.

- كلمة مضادها (هبطتِ) : انْحَدَرْتِ - (آخذا) : تاركاً - (خارج) : طَيَّات.

(ب) - بالفعل فهي من حيث المضمون  تنزع إلى التأمل والبحث عن أسرار الكون والإنسان وهو لون من التجارب لم يكن شائعاً بين الشعراء العرب في ذلك الحين .
- من حيث القالب (الشكل) جاءت على النسق المقطعي (أي نظام المقطوعات) إذ تتألف من سبعة مقاطع . 

(جـ) - استخدام الشاعر أسلوب الخطاب مع النفس ؛ لاستحضار صورتها وكأنها إنسان أمامه يبثها شكواه ونجواه رغبة في الوصول إلى مُبتغاه .

(د) - الاستعارة التصريحية : (سَيْفُهُ) ، حيث صوّر الشاعر لمعان البرق بالسيف الحاد .

    - المحسن الذي يقوى المعنى : (البَرْقَ - الظَّلامْ) : طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(هـ) - أسلوب الاستفهام : (هَلْ مِنَ البَرْق انْفَصَلْتِ؟ - أَمْ مَعَ الرَّعْدِ انْحَدَرْتِ ؟) غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والترقب والرغبة الشديدة المتلهفة لمعرفة الإجابة عن حقيقة النفس .

3

13 - إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تُذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ
14 - أو سَمعْـتِ الرِّيحَ تَعْـوِي فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّّلالْ
15 - تَسْكُنُ الرّيحُ و تَبْقَـيْ باشْتِيَاقٍ صَاغِيهْ
16 - و أُنَادِيـكِ و لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي
قَاصِيهْ
17 - فِـي مُحِيطٍ لا أَرَاهْ 

18 - هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ ؟

(أ) - هات معنى " تذري " ، ومضاد " قاصية " ، ومفرد " الدجى " في ثلاث جمل من إنشائك .

(ب) - كيف حاول الشاعر أن يدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس في المقطوعة السابقة ؟

(جـ) - عين في السطور السابقة إيجازاً ، وقدره ، ومحسناً بديعياً ، وبين فائدته .

(د) - وضح دلالة كلمة " صاغية " في موضعها ، ثم بين قيمة التقديم في قوله " لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ " .

(هـ) - بم يمتاز شعر ميخائيل نَعِيمة ؟

الإجابات :

(أ) - معنى " تذري " :  تفرّق ، تشتت ، تطيّر ، ومضاد " قاصية " : قريبة ، ومفرد " الدجى " : الدُّجْية .

(ب) - اتجه لعنصر ثالث من عناصر الطبيعة الريح ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس الإنسانية فيخاطب نفسه قائلاً : إن رأيتِ الرياح وهي تطيّر الثلوج المتراكمة على قمم الجبال أو سمعتِ الرياح وهي محاصرة بين التلال فتحدث صوتاً مخيفاً مرعباً كأنه عواء الذئب ، في هذه اللحظة أناديكِ ولكنكِ تبتعدين عني ولا أراكِ وكأنكِ ذبت مع الريح واتحدت به فهل أنتِ من الريح وُلدتِ ؟!.

(جـ) - الإيجاز : (مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ) بناء الفعل (وُلِدْتِ) للمجهول إيجاز بحذف الفاعل .

- المحسن البديعي : (صَاغِيهْ - قَاصِيهْ) جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(د) - كلمة " صاغية " تدل على شدة الاهتمام والرغبة الشديدة في المعرفة

- قيمة التقديم في قوله " لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي قَاصِيهْ " : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (عني) على الخبر (قاصية) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد 

(هـ) - شعر ميخائيل نَعِيمة شعر ينساب بفكر عميق وخيال سامٍ ؛ ليفيض على الفؤاد طمأنينة ويشيع في النفس راحة وسكينة تجعلنا نزداد تأملاً ونبحر بعيداً عن الدنيا بأطماعها وشهواتها .

4

19 - إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ
20 - و يُوشِّـي
جُبـّةَ اللَّيْلِ المُوَلّـِي بالرُّسُومْ
21 - يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالاً صَاعداً مِنْك إلَيْهْ
22 - و تَخِــرِّي كَنَبِـيٍّ هَبَطَ
الْوَحْيُ عَلَيْهْ
23 - بخُضُوعٍ جَاثـِيَهْ 
24 - هَلْ مِنَ الْفَجْر
انْبَثَقْتِ؟

(أ) - تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - انضم ميخائيل نَعِيمة في أمريكا إلى : (العصبة الأندلسية - الرابطة القلمية - الرابطة العلمية - الرابطة الشامية) 
        - " جبة " جمعها : (جبائب - جوائب - جِبَاب - جبوات
         - المقصود بـ" الوحي " : (الإبداع - الموهبة - الاعتقاد - الإلهام
         - " انبثقتِ " مرادفها : (انطلقتِ - اندفعتِ - استقمتِ - اعتدلتِ) 
         - "  المولّي " مضادها : (الشجاع - المفصول - المرتضي - المقبل) 
(ب) - ما العنصر الذي اتجه إليه الشاعر من عناصر الطبيعة في رحلة البحث عن حقيقة النفس ؟ وبمَ وصفه وهو يخاطب نفسه ؟

(جـ) - استخرج من المقطوعة السابقة :
1 - صورة ممتدة ، ووضحها .
2 - إطناباً ، وقدره .
3 - تشبيهاً ، وبين سر جماله .
4 - محسنين بديعيين مختلفين .

(د) - بم توحي هذه الكلمات : (ابتهالاً - تخري - يُوشِّـي) ؟ 

(هـ) - للقصيدة سياق نقدي تاريخي . وضحه مبيناً معني ذلك السياق .

الإجابات :

(أ) -   - انضم ميخائيل نَعِيمة في أمريكا إلى : الرابطة القلمية  
        - " جبة " جمعها : جِبَاب 
         - المقصود بـ" الوحي " : الإلهام 
         - " انبثقتِ " مرادفها : اندفعتِ
         - "  المولّي " مضادها : المقبل 

(ب) - اتجه الشاعر إلى الفجر ؛ ليدفع عن عقله حيرته الشديدة في معرفة حقيقة النفس الإنسانية فيخاطب نفسه قائلاً : لو رأيتِ الفجر وهو يتسلل خفية بين نجوم الليل فيزين ظلام الليل الذي يعلن الرحيل بخيوط ضوئه الجميلة وكأنه امتزج معكِ فتتبادلان الدعاء والتضرع بخشوع لله ، وتبدين يا نفس في هذه اللحظات الروحانية مثل نبي هبط الوحي عليه فتتخلصين من أسر الحياة الدنيوية المادية الزائلة وتتسامين في جو من الروحانية .. فهل أنتِ من الفجر اندفعتِ وخرجتِ ؟!

(جـ) - الاستخراج :

1 - الصورة الممتدة : (الفَجْرَ يَمْشِي خُلْسَةً .. يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ .. يَسْمَعُ ابْتهَالاً) : صورة ممتدة للفجر ففيها استعارة مكنية للفجر مرة بإنسان يمشي متسللاً ومرة بفنان مبدع يزين ويجمل الليل الأسود بخيوط ضوئه الأبيض ، ومرة بإنسان يسمع تضرع نفس الشاعر ، وسر جمال تلك الصورة الممتدة : التشخيص .
2 - الإطناب : (
تَخِــرِّي - جَاثـِيَهْ) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .
3 - التشبيه : (
وتَخِــرِّي كَنَبِـيٍّ هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ) : تشبيه للنفس بنبي هبط الوحي عليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بالخشوع التام .
4 - المحسنان
البديعيان : (رَأَيْتِ - خُلْسَةً) ، (مِنْك - إلَيْهْ) : طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد - (نَبِـيٍّ - الْوَحْيُ) : مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .

(د) - توحي الكلمات :

(ابتهالاً) بالتضرع والتوسّل للخالق . 

(تخري) بالخشوع التام . 

(يُوشِّـي) بالزينة والجمال . 

(هـ) - إذا وضعنا القصيدة التي نحن بصددها في سياقها التاريخي نجد أن الشاعر قد نظمها في عام 1917م  أي في تلك الفترة التي ترددت فيها أصوات الدعاة والنقاد والشعراء العرب إلى التجديد في الشعر ، وقد كان نَعِيمة واحداً من أبرزهم في المهاجر ، ومعنى ذلك أنها تحمل ملامح التجديد أو بعضاً منه على الأقل كموضوعها الفلسفي التأملي وتقسيمها مقاطع متنوعة القوافي . 

5

25 - إنْ رَأَيْتِ الشَّمْسَ فِي حِضْنِ  المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ
26 - تَرْمُقُ الأَرْضَ ومَا فِيهَا بِعَيْنٍ سَاحِرَهْ
27 - تَهْجَعُ الشَّمْسُ وقَلْبي يَشْتَهِي لو تَهْجَعِينْ
28 - و تَنَـامُ الأَرْضُ لَكِنْ أَنْتِ
يَقْـظَى تَرْقُبِيـنْ
29 - مَضْجِـعَ الشَّمْسِ البَعيـدْ 
30 - هَلْ مِنَ الشَّمْسِ هَبَطْتِ؟

(أ) - تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - من أبرز كتب ميخائيل نَعِيمة : (حقيقة النفس - عرفتُ الله - الغربال - تأملاتي) 
         - " الأرض " جمعها : (أرَضون - أراضٍ - أروض - كل ما سبق) 
         - المقصود بـ" تَهْجَعُ الشَّمْسُ " : (تغيب - تشرق - تنام - تستريح) 
         - " قلبي " مرادفها : (لبي - فؤادي - روحي - مشاعري) 
         - "  يَقْـظَى " مضادها : (متكاسلة - متراخية - منتبهة - غافلة

(ب) - خاطب الشاعر نفسه بعد أن رأى عنصراً جديداً من الطبيعة . وضح ماذا قال لها ؟

(جـ) - استخرج من السطور السابقة :
1 - مجازاً مرسلاً ، وبين سر جماله .
2 -  محسناً بديعياً .

(د) - بيّن نوع الخيال في قول الشاعر " الشَّمْسَ فِي حِضْنِ  المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ " وما سر جماله ؟

(هـ) -  لماذا حرص الشاعر على ذكر عناصر كثيرة من  الطبيعة  ؟ 

الإجابات :

(أ) -   - من أبرز كتاب ميخائيل نَعِيمة : الغربال
        - " الأرض " جمعها :  كل ما سبق 
         - المقصود بـ" تَهْجَعُ الشَّمْسُ " : تغيب
         - " قلبي " مرادفها : فؤادي
         - " يَقْـظَى " مضادها : غافلة 

(ب) - خاطب الشاعر نفسه بعد أن رأى عنصراً جديداً من الطبيعة . وضح ماذا قال لها ؟         [أجب بنفسك]

(جـ) - الاستخراج :
1 - المجاز المرسل : (الأَرْضُ) : مجاز مرسل عن البشر(أهل الأرض) ، علاقته : المحلية ، وسر جمال المجاز الدقة والإيجاز في اختيار العلاقة. 
2 - المحسن البديعي
: (تَنَـامُ - يَقْـظَى) : طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(د) - الخيال في قول الشاعر " الشَّمْسَ فِي حِضْنِ  المِيَاهِ الزَّاخِرَهْ " : استعارتان مكنيتان ، حيث صوّر الشاعر المياه بأم والشمس بوليد تحتضنه ، وسر جمال الصورتين : التشخيص .

(هـ) - ذلك ليؤكد أن نفسه جزء منها وليشير إلى الرابطة الوثيقة بين عناصر الكون كله إشارة إلى أن خالق هذا الكون واحد وهو رب العالمين . 

 

6

31 - إنْ سَمعْـتِ البُلْبـُـلَ الصَّدَاحَ بَيْنَ اليَاسَمينْ
32 - يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ نَاراً فِي قُلُـوبِ العَاشِقينْ
33 -
تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً والهَـوَى عَنْكِ بَعيدْ
34 - فَاخْبِرينِي هَـلْ غِِنَـا البُلْبُلِ فِـي اللَّيْلِ يُعيدْ
35 - ذِكْــرَ مَاضيـك إلَيْك 
36 - هَـلْ مِنَ الأَلْحَانِ أنتِ؟

(أ) - هات معنى " تَلْتَظِِي " ، ومضاد " شوقاً " ، وجمع " الهوى " في ثلاث جمل من إنشائك .

(ب) - كيف أثرت الطبيعة على نفس الشاعر في المقطوعة السابقة ؟

(جـ) - علامَ يدل تتابع الاستفهامات بـ(هل) طوال القصيدة ؟

(د) - استخرج من المقطوعة السابقة :
1
- صورة مركبة ، ووضحها .

2 - أسلوبين إنشائيين ، وبين سر جمالهما .

(هـ) - ما علاقة (تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً) بما قبلها ؟ وما قيمة تنكير (نَاراً) ؟ 

الإجابات :

(أ) - معنى " تَلْتَظِِي " : تلتهب ، تحترق ، ومضاد " شوقاً " : فتوراً ، وجمع " الهوى " : أهواء .

(ب) - كيف أثرت الطبيعة على نفس الشاعر في المقطوعة السابقة ؟         [أجب بنفسك]

(جـ) - تتابع استفهامات الشاعر بـ(هل) في القصيدة يحمل معنى الحيرة الشديدة ، حيرة الشاعر إزاء قضية من قضايا الوجود الإنساني التي تؤرق فكره وشعوره وهي قضية تدور حول حقيقة نفسه كما يدل على ذلك تعبيره إلا أنها بالطبع تمتد لتشمل النفس الإنسانية بصفة عامة التي تعد نفس الشاعر فرداً من أفرادها .

(د) - الاستخراج :
1
- الصورة المركبة : " يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ نَاراً "  ، حيث اشتركت كلمة " الألحان " في صورتين ففي (يَسْكُبُ الأَلْحَـانَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر الألحان بسائل يصب ، وفي (الأَلْحَـانَ نَاراً) : تشبيه ، حيث صوّر الشاعر الألحان بالنار ، وهذا من الخيال التركيبي ، حيث اشتركت كلمة " الألحان " في صورتين فكانت مشبهاً به في الصورة الأولى ، ومشبهاً في الصورة الثانية .

2 - الأسلوبان الإنشائيان :

(فَاخْبِرينِي) : أمر ، غرضه : الالتماس والتمني .

- (هَـلْ غِِنَـا البُلْبُلِ فِـي اللَّيْلِ يُعيدْ ذِكْــرَ مَاضيـك إلَيْك ؟) : استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة .

(هـ) - علاقة (تَلْتَظِِي حُـزْناً وشَوْقاً) بما قبلها : نتيجة ، وقيمة تنكير (نَاراً) : للتهويل . 

7

37 - إيهِ نَفْسِي! أَنْتِ لَحْنٌ فِيَ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ
38 - وقَّــعَتْـكِ يَــدُ خَلاقٍ بَدِيْعٍ لا أَرَاهْ
39 - أنتِ ريـحٌ ، و نَسيـمٌ ، أَنْتِ مَوْجٌ ، أَنْتِ بَحْرٌ ،

40 - أنتِ بَرْقٌ ، أنتِ رَعْـدٌ ، أنتِ لَيْلٌ، أنتِ فَجْـرٌ ،
41 - أنتِ فَيْضٌ منْ إلَهْ !

(أ) - تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - الشاعر في ختام القصيدة وصل إلى : (الحيرة - الاهتداء - الطبيعة - الإيمان بالله) 
         - " برق " جمعها : (أبراق - بروق - برائق - كل ما سبق) 
         - " إيه " اسم فعل : (ماضٍ - مضارع - أمر - كل ما سبق)
         - " صداه " مرادفها : (تمايُله - اهتزازه - تردُّده - تقابُله) 
         - "  فيض " مضادها : (غيض - نقطة - تشويه - ضعف) 

(ب) - ما الذي اكتشفه الشاعر في النهاية ؟

(جـ) - المقطع السابع يؤدي دور لحظة التنوير في القصة القصيرة . وضح ذلك .

(د) - ما نوع الخيال ؟ وما سر جماله في : (أَنْتِ مَوْجٌ - يَــدُ خَلاقٍ)  ؟

(هـ) - يمثل النص مدرسة من مدارس الشعر في العصر الحديث . ما هذه المدرسة ؟ وماذا في النص من سماتها ؟

الإجابات :

(أ) -    - الشاعر في ختام القصيدة وصل إلى : الاهتداء
        - " برق " جمعها : بروق
         - " إيه " اسم فعل : أمر
         - " صداه " مرادفها : تردُّده
         - "  فيض " مضادها : غيض  

(ب) - اكتشف الشاعر في النهاية أن النفس الإنسانية ما هي إلا نفثة بديع خلاق

(جـ) - مقطع يؤدى في موضعه دور لحظة التنوير في القصة القصيرة في الوقت الذي يضيف فيه لمسة أخرى من اللمسات المنطقية في التصميم وإحكام البناء فالشاعر فيه يلتفت إلى نفسه مخاطباً إياها بصيغة تفيد معنى الآمر لها بالاستزادة وكأنما يقول لها : هاتِ ما لديك لقد اكتشفت السر وعثرت على الجواب فأنتِ ومثلكِ كل نفس إنسانية - نفثة بديع أنتِ الريح والنسيم أنتِ الموج والبحر أنتِ البرق والرعد أنتِ الليل والفجر أنتِ كل ذلك ؛ لأنك فيض الإله الذي فاضت عنه الحياة في سائر مظاهرها وأشكالها .

(د) - الخيال في : (أَنْتِ مَوْجٌ) : تشبيه لنفسه بالموج الذي يتوالى في البحار .
     - الخيال في :
(يَــدُ خَلاقٍ) : مجاز مرسل عن قدرة الخالق ، علاقته : السببية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

(هـ) - يمثل النص مدرسة المهاجر .

- من سماتها في النص : النزعة الإنسانية - استبطان الشاعر لنفسه (أي استكشاف داخله) وتعمقه في فهم أسرارها - التأمل في حقائق الكون والحياة والموت النزعة الروحية - الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها - التمسك بالوحدة العضوية (الفنية) التحرر من قيود الوزن والقافية .

عودة إلى دروس الصف الثالث

عودة إلى صفحة البداية