nadin

 ميخائيل  نعيمة
(1889 - 1988م)


ولد في جبل صنين في لبنان عام 1889 وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية في بسكنتا وتبعها بخمس سنوات جامعية في پولتاڤا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 ، ثم أكمل دراسته في الولايات المتحدة (منذ ديسمبر 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية.

عاش ميخائيل نعيمة حياة دامت 100 سنة كان يقيم غالبيتها في قرية الشخروب الجبلية الواقعة قريبا من بلدة بسكنتا التي تتصف بطبيعتها الساحرة ومناظرها الخلابة. وأحب الكاتب العزلة والتأمل . وكان غالبا ما ينعزل ما في مكان قريب من الشلال حيث يفكر في كتابة مؤلفاته الكثيرة وفلسفته حول الانسجام بين الطبيعة والإنسان والله. وتنفذ تلك الفلسفة إبداعه النثري والشعري كله الذي نشر في 8 مجلدات ومنها نجد مجلدا واحدا يحتوي على مذكرات تضم قصيدة نظمها الشاعر باللغة الروسية اسمها "نهر متجمد" وتنتهي بالأبيات التالية:
نؤمن بروسيا
نؤمن من صميم قلوبنا
بان الربيع سيأتي
إلى ربوعك.
فقولي متى سيتحقق ذلك؟
لماذا تصمتين يا روسيا؟
نامي يا حبيبتي ".
كانت تلك الأبيات سببا لبحث المجلس الديني موضوع إعفائه عن الدراسة في الكلية الدينية الأرثوذكسية بمدينة بولتافا التي تم إيفاده إليها من لبنان لتفوقه في الدراسة بمدرسة أرثوذكسية لبنانية. ربما هناك سبب آخر لفصله من الكلية الأرثوذكسية بأوكرانيا. وهذا السبب الحب الفاشل لسيدة روسية متزوجة. وكانت فرفارا أو بالأحرى فاريا الحسناء الروسية الفتية مصدر الإلهام هذا الحب. وربما اندمج اسما روسيا وفاريا باسم واحد في قصيدته تلك وجسدتا قوة الروح وجمال المرأة.

اعتاد ميخائيل نعيمة أن يقضي إجازته في قرية گيراسيموڤكا حيث تعرف على حسناء شقراء طويلة الضفيرة وزرقاء العينين وأحبها، فأحبته. وعرض عليها قلبه ويده، لكن الحسناء كانت متزوجة للأسف الشديد . وكان الطلاق أمرا في غاية الصعوبة في الدين الأرثوذكسي الروسي. فوجد نعيمة نفسه أمام خيارين: إما ان يخرق القوانين الاخلاقية الارثوذكسية القاسية واما ان يقطع علاقته بحبيبته ويترك الدراسة في الكلية ويغادر روسيا العزيزة على قلبه. وظهر ان الحل قد وجد حين وافق زوج فاريا على ان يطلق زوجته ويتحول الى راهب في الدير. وأوشك ميخائيل ان يشعر بقرب سعادته . لكن الاقدار شاءت ان ينفصل الحبيبان حين لم يرض راعي الدير بقبول زوج فاريا الضعيف الصحة بديره. وقبل نعيمة تحديا للقدر وقطع دراسته في بولتافا وترك علم اللاهوت الارثوذوكسي وغادر روسيا وعاد الى لبنان ومنه توجه هو وشقيقه نجيب الى امريكا حيث امضى 20 سنة طويلة .

وقيل ان حبيبته فاريا طلقت في آخر المطاف زوجها وحضرت إلى لبنان ، لكنها تأخرت قليلا لأن سفينة حبيبها قد أبحرت متوجهة إلى أمريكا.

هل كان ميخائيل نعيمة سعيدا في أمريكا ؟ - نعم، كانت لديه امرأتان غير فاريا و مي حداد. لكنه لم يتزوج أية واحدة منهن.

ربما لم يبق اي آثر من الحسناء الروسية فاريا لولا صديقتي ايرينا بيليك الباحثة في ابداع ميخائيل نعيمة ومترجة اشعاره الى اللغة الروسية التي زارت عام 2008 بيروت حيث التقت ابن اخ ميخائيل نعيمة يوسف وابنه نجيب في بسكنتة. ويا لدهشة صديقتي عندما عرفت ان ابنة الحقوقي اللبناني المعروف نجيب تدعى فاريا وهي شقراء وزرقاء العينين.

وقد طلب ميخائيل نعيمة في وصيته بان يبقى باب ضريحه مفتوحا، فلماذا؟

الحياة الأدبية

انضم إلى الرابطة القلمية وكان نائبا لجبران خليل جبران في الرابطة القلمية ،التي أسسها أدباء عرب في المهجر، عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي . لقّب ب"ناسك الشخروب" ، توفي عام 1988.

من مؤلفاته

همس الجفون .
البيادر .
كان ما كان .
الأوثان .
سبعون .
المراحل.
كرم على درب.
مذكرات الأرقش.
مسرحية الآباء والبنون.
كتاب مرداد : منارة وبناء
أيوب.
جبران خليل جبران.
اليوم الأخير.
في مهب الريح.
هوامش.
دروب.
أكابر.
أبو بطة.
أبعد من موسكو ومن واشنطن.
صوت العالم.
من رسائل ميخائيل نعيمة إلى عبد الكريم الأشتر

تلقيت من الأستاذ ميخائيل نعيمه ست رسائل، وُقِّعَتْ كلُّها بين عامي 1958 و1961؛ وأكثرها كان ردًّا على رسائل أرسلتها إليه، وهو في بسكنتا (قريته في قضاء المتن بلبنان). والأولى منها كانت ردًّا على أول رسالة أرسلتُها إليه، أسأله فيها أن يحدِّد لي موعدًا ألقاه فيه. وكان انتقل إلى بيروت إثر حادث وقع له في الشخروب (مزرعة الأسرة في جبل صنين، وصورُها شائعة في أدب نعيمه)، تلقَّاه نعيمه بصبر جميل، وكان يقول لمحدِّثيه في بيروت: "كنت أعلم أن الشخروب لا بدَّ أن يشرب من دمي يومًا."

بسكنتا لبنان 28 ت 1958

عزيزي السيد عبد الكريم

عليك مني أطيب السلام. وبعد فقد تلقيت رسالتك اللطيفة، وأسفت كثيرًا للأحداث في لبنان تحول دون تلاقينا في الصيف. ومما يزيد في الطين بلة أن حادثًا وقع لي في أواخر آب أقعدني عن العمل نحو ثلاثة شهور. وتراني، بسبب ذلك الحادث، قد هربت مؤخرًا من برد بسكنتا إلى دفء بيروت. وسيسرني أن أراك فيها نهار الخميس – الرابع من كانون الأول – نحو الساعة العاشرة صباحًا.

وإليك عنواني : شارع المقدسي – رأس بيروت – بناية لبابيدي – مسكن رقم 2. ورقم تلفون البناية: 37398. أرجو أن يصلك هذا الجواب بغير إبطاء، وأن يجدك في أحسن حال. وإلى اللقاء إن شاء الله. المخلص ميخائيل نعيمه

وقد قابلت نعيمه في الموعد المضروب، وامتد الحديث، في جلسات، بينه وبيني على مدى ثلاثة أيام، سجَّلت فيها عنه ما يزيد عن ثلاثين صفحة

إعجابه بلغة القرآن الكريم

اعجب نعيمة كثيرا بلغة القران واقتبس منها كثيرا، واعتبر ان ابلغ النصوص العربية وردت في القران ، قال : وابلغ هذه النصوص :وصف الطوفان في سورة هود (وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء واستوت على الجودي...الاية).


 

عودة إلى صفحة البداية