رثاء مي زيادة

في رثاء مي

                                                                                                    عباس محمود العقاد

التعريف بالشاعر :

هو عباس محمود العقاد (1889 - 1964م) أحد أعلام التجديد الشعري والفكر النقدي في العصر الحديث ، تكونت منه مع زميليه : إبراهيم عبد القادر المازني (1890 - 1949م) ، وعبد الرحمن شكري (1886 - 1958م) ما عُرف بجماعة الديوان ، نسبة إلى " كتاب الديوان في الأدب والنقد " الذي أصدره العقاد والمازني عام 1921م ، وفيه كما في كتابات العقاد المتعددة سواء في مقدمات دواوينه أو مقدماته لدواوين زملائه وبعض أصدقائه شرح لجوهر الشعر (مضمونه) كما تراه مدرسته من كونه تعبيراً عن ذات صاحبه ووجدانه وتعظيم دور الصورة (أي الخيال) في نقل إحساس الشاعر ، والحرص على تماسك القصيدة.
 

لمعرفة المزيد عن عباس محمود العقاد اضغط هنا

مناسبة النص :

في الموت وفراق الأحبة تتدفق الأحاسيس الصادقة من الشعراء بلا حواجز ولا وعي ، ولقد تأثر العقاد تأثراً كبيراً بفجيعة وفاة فراشة الأدب الأديبة اللبنانية (مي زيادة) عام 1941م تلك الأديبة المتألقة المتفردة التي كانت كالجوهرة المتلألئة وسط باقة من عمالقة الأدب ، فنظم قصيدته في رثاء الصديقة والشاعرة والإنسانة ، وقد تناول في القصيدة مكانتها وأوصافها وصفاتها الخلقية والعقلية ، وذلك بعاطفة صادقة يغلفها الحزن الصادق والأسى العميق .

وقد ألقى العقاد هذه القصيدة في حفل تأبين الكاتبة بدار الاتحاد النسائي بالقاهرة في شهر نوفمبر 1941م .

الغرض الشعري :

الرثاء ، وهو الحديث عن الميت وذكر محاسنه التي كان يحملها في حياته ، وهو فن يشع بالصدق فلا رياء فيه ، والوفاء شعاره فهو فن شعري حمّال للقيم .

التعريف بالمرثية (مي) :  (للقراءة)

ولدت مي أو ماري إلياس زيادة - وهذا هو اسمها الحقيقي - في مدينة الناصرة بفلسطين عام ١٨٨٦م لأب لبناني وأم فلسطينية .. وقد تعلمت في مدرسة من مدارس الراهبات ، وظهرت موهبتها الأدبية في زمن مبكر ، وأخذت تكتب في الصحف والمجلات ، وأجادت عدة لغات ساهمت في رُقي تكوينها الأدبي ... ثم جاءت إلى مصر 1908م واستقرت بها وأنشأت عام 1913م صالونها الأدبي الذي كان قبلة لكبار الأدباء واستمر حتى نهاية الثلاثينات وكان ينعقد  كل يوم ثلاثاء برئاسة الشاعر إسماعيل صبري ويحضره كبار الأدباء والمثقفين مثل طه حسين وأحمد شوقي والعقاد وغيرهم . 
قال عنها كبار الأدباء : (للقراءة)

** قال عنها أحمد حسن الزيات : " إنها تشارك في كل علم ، وتفيض في كل حديث ، وتختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتة أو لمحة أو ابتسامة ، كأن فيها أفضل ما في الرجل وخير ما في المرأة ، فمن كان يسمعها خطيبة ، أو يشهدها محدثة ، كان يحسبها - وقد استدارت على رأسها الأنيق هالة من السحر والفتنة - إحدى بنات جوبيتر التسع ، قد سرقت من أخواتها أسرار فنونهن ، ثم هبطت من فوق جبل البرناس إلى ضفاف النيل ! ".

** قال عنها أمير الشعراء شوقي أحد رواد صالونها مترجماً انطباعاته عن إعجابه بمي وندوتها الأسبوعية بقوله :

          أسائل خاطري عما سباني *** أحسن الخلق أم حسن البيان ؟

لمعرفة المزيد عن مي زيادة اضغط هنا

 

نوع التجربة :

تجربة ذاتية فيها صدق حيث يرثي شاعرنا  -  صادقاً  -  كل الصفات الخِلقية والخُلقية الرائعة المتأصِّلة في الأديبة الراحلة ميّ .

س1 : ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟
جـ : عاطفة الحزن الشديد والألم على فراق وفقد الأديبة مي زيادة الممتزجة بالإعجاب والانبهار بصفاتها وسجاياها الرائعة التي قلما تتكرر .

المقطوعة الأولى :

            " مكانة مميزة لمي "

أَيْنَ فِي المَحْفِلِ  مَيٌّ يَا صِحَابْ ؟
عَوَّدَتْنَا هَا هـُنَا فـَصْـلَ الخِطابْ
عَرْشُـهَا المِنْبَرُ مَرْفـُوعُ الجَنَابْ
مُسْـتَجِيبٌ حِيْنَ يُدْعَى
مُسْتَجَابْ
أَيْنَ فِي المَحْفِلِ مَيٌّ يَا صِحَابْ ؟

اللغويات :
- المحفل : المجلس ، مجتمع القوم ج محافل - صحاب : أصدقاء ، رفاق م صاحب - عودتنا : جعلتها عادة ملازمة لنا - ها : حرف تنبيه - هنا : ظرف مكان للقريب × هناك - ها هنا : أي صالون مي الأدبي - فصل الخطاب : القول الصواب الواضح القاطع ، الفصاحة × القول الخطأ ، الرَّكاكَة - عرش : كرسي الملك ، والمقصود : مكان جلوسها أو مقامها ج عروش ، أعراش - المنبر : المنصّة ، مكان وقوف الإمام للخطابة ج المنابر - مرفوع : عالٍ × متدنٍ ، وضيع ، موضوع - الجناب : أي المنزلة والمكانة ج أجنبة - مرفوع الجناب : أي معتزاً مفتخراً بها - مستجيب : أي عرش البيان والفصاحة يستجيب لها ، مطيع × ممتنع - حين : وقت ج أحيان ج ج أحايين - يدعى : يُنادى ويُطلب ×
يُصرَف ، يُنحّى - مستجاب : أي يستجيب الناس لخطابها ، مطاع × مرفوض .

لمعرفة المزيد عن الفروق اللغوية اضغط هنا

الشـرح :

 يسأل شاعرنا الرفاق في حزن وألم وحسرة عن الأديبة الراحلة (مي زيادة) - غير مصدق - أين اختفت ، وهي التي اعتاد صفوة الأدباء والمثقفين سماع سحر بيانها ، وعذوبة كلماتها ، ورأيها القاطع المقنع الصائب دائماً ، ولما لا وهي الأديبة المفوهة ذات المكانة العالية التي جعلت اللغة طوع بنانها فأطاعتها اللغة فامتلكت ناصية البيان فأبهرت الكل بسحر بيانها .. ثم يعود شاعرنا سائلاً في حسرة مرة أخرى الرفاق غير مصدق عن غياب مي المفاجئ وكأنه ينكر اختفاءها .

س 1 : ما الدليل على أن الشاعر رفع من مكانة مي الأدبية في المقطع السابق ؟
جـ : الدليل : أنه جعل مكانها - وسط عظماء وفطاحل الأدب العربي - المنبر (صدر المجلس) ؛ فهي الأديبة المفوهة التي يصغي لحديثها العذب كل الحضور .

التذوق :

(أَيْنَ فِي المَحْفِلِ مَيٌّ يَا صِحَابْ ؟) : كناية عن افتقاد الشاعر الشديد للأديبة مي زيادة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(أَيْنَ فِي المَحْفِلِ مَيٌّ ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : إظهار الحزن والألم والتحسر والصدمة واللوعة  .

(أَيْنَ فِي المَحْفِلِ مَيٌّ ؟) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (في المحفل) على المبتدأ (مي) ؛ للتخصيص والتوكيد .

س1 : علل :

1 - سؤال الشاعر عن مي .
2 - ذكر اسم مي مجرداً من الألقاب .

جـ : التعليل :

1 - سؤال الشاعر عن مي ؛ ليدل على مكانتها السامية السامقة فالجلساء والصحبة من فطاحل الأدباء والمفكرين العظام - على كثرتهم - لم يشغلوا الفراغ الذي تركته مي بعد رحيلها عن الدنيا ؛ فهي قامة وقيمة تجعلها تطاولهم في المكانة .
2 - ذكر اسم مي مجرداً من الألقاب ؛ ليدل على حميمية وقوة العلاقة بينهما والتلذذ بذكر اسمها على لسانه . (يقال أن العقاد كان محباً وعاشقاً لها فترة من الزمن) .

(يَا صِحَابْ) : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التنبيه والتحسر.

(عَـوَّدَتْنَا هَا هـُنَا فـَصْــلَ الخِـطابْ) : كناية عن تميزها الأدبي ورجاحة عقلها وفكرها ؛ فهي الأديبة الملهمة للآخرين .  .

(عَـوَّدَتْنَا) : استخدام الفعل الماضي يفيد الثبوت والتحقق من قدرتها البيانية المبهرة ، وتضعيف الواو في الفعل للدلالة على استمرارية تميز مي في مجلسها ، وأثرها المميز القوي في نفوس الحاضرين .

س2 : علامَ يعود الضمير (نا) في (عودتنا) ؟
جـ : يعود على كبار الكتاب وفطاحل الأدباء الذين كانوا يحضرون صالونها الأدبي .

(هَا هـُنَا) : استخدام (ها) للتنبيه ، واسم الإشارة (هنا) للقريب ؛ ليدل على ألفة مجلسها ، وقربه من النفوس .

(فـَصْــلَ الخِـطابْ) : اقتباس من القرآن الكريم مأخوذ من قول الله تعالى في سورة (ص) : " وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ".

(عَرْشُـهَا) : استعارة تصريحية حيث صور الشاعر مكانة مي الأدبية المميزة بالعرش ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة بأنها ملكة متوجة على عرش الأدب.

(عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ) : تشبيه حيث شبه المنبر بالعرش وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة بفصاحتها الواضحة وتمكنها الأدبي العظيم ؛ فهي ملكة الأدب المتوَّجة ، والخيال في الصورتين السابقتين خيال مركب ، حيث جعل كلمة " عرش " مشبهاً به في الصورة الأولى ، ومشبهاً في الصورة الثانية لتقوية الخيال .

(عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ) : أي أن المنبر (أي صدر المكان) هو مكانها اللائق بها للدلالة على تمكنها من البيان والخطابة وبالتالي سمو مكانتها الأدبية وتميزها ؛ فهي في صدارة الأدباء والأديبات التي تتجه إليها الأنظار .

س3 : أي التعبيرين أفضل دلالة : (عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ - مجلسها المِنـْبَرُ) ؟ ولماذا ؟ [أجب بنفسك]

(عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ) : أسلوب قصر بتعريف الطرفين المبتدأ (المنبر) والخبر (عرشها) ؛ للتأكيد والتخصيص على أنها ملكة الأدب المتوجة التي لها الصدارة .

(المِنـْبَرُ) : مجاز مرسل عن فصاحتها الأدبية ، علاقته : المحلية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز . .

(مَرْفـُوعُ الجَـنَابْ) : كناية عن سمو مكانة مي الأدبية ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(الخِـطابْ - المِنـْبَرُ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن .

(عَرْشُـهَا .. مُسْـتَجِـيبٌ حِيْنَ يُدْعَى) : استعارة مكنية حيث صوّر العرش بإنسان يستجيب حين يُدعى ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بالتمكن الأدبي .

(حِيْنَ يُدْعَى) : إطناب بالاعتراض للاحتراس

(يُدْعَى) : بناء الفعل للمجهول إيجاز بالحذف ، والتعبير بـ(يدعى) يدل على التلبية السريعة والتمكن الأدبي .

(مُسْـتَجِـيبٌ - مُسْـتَجَابْ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد . 

(مُسْـتَجِـيبٌ - مُسْـتَجَابْ) : محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(أَيْنَ مَيٌّ ؟) : ختم الشاعر مقطوعته الأولى بتكرار للسؤال الذي بدأ به قصيدته ؛ ليؤكد انفعاله الشديد وحسرته وألمه وصدمته وكأنه يسأل عن مكان اختفائها لا مكان موتها ؛ فهو ينكر موتها ولا يتصوره ، أو ربما عدم التصديق بأنها رحلت فالفاجعة بفقدها كبيرة .

المقطوعة الثانية :

                       " حيرة وأسى "

 سَائِلـُوا النـُّخـْبَة مِنْ رَهـْطِ النـَّدِيْ
أَيْنَ مَيٌّ ؟ هَلْ عَلِمْتُمْ أَيْنَ مَــــيْ ؟
الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ وَاللَّحْـنُ الشَّجـِيْ
وَالجَـبـِيْنُ الحـُّرُ وَالوَجْـهُ السَّـنِـيْ
أَيـْنَ وَلـَّىْ كـَوْكـَبَاهُ ؟ أَيْنَ غـَابْ ؟

اللغويات :
- سائلوا : اسألوا بكثرة × أجيبوا - النخبة : الصفوة ج نُخب ، نُخبات × العامة - رهط : جماعة من الناس من ثلاثة إلى العشرة ، صُحبة ج أرْهُطٌ ، وأرْهاط - الندي : النادي ، مجلس القوم ومكان اجتماعهم - علمتم : عرفتم × جهلتم - الحديث : الكلام ج الأحاديث × الصمت - الحلو : السائغ الطيب × المر ، الكريه - اللحن : النغم ، الإيقاع  ج ألحان ، لحون - الشجي : الحزين الكئيب ، والمقصود باللحن الشجي : المؤثر - الجبين : ما فوق الصدغ يميناً أو يساراً ج أجبن ، أجبنة ، جُبن ، والمقصود بالجبين الحر : الجبين الصافي - الجبهة : ما بين الحاجبين إلى الناصية ج جباه وجبهات - الوجه ج وجوه ، أوجه - السني : الوضاء ، المشرق ، المنير × المظلم ، العابس - ولى : انصرف ، أدبر ، غاب × أقبل ، بقي ، دام - كوكباه : أي ذات الشاعرة ج كواكب - غاب : أفل ، اختفى × آب ، عاد ، أطل .

الشـرح :

 مازال شاعرنا غير مصدق أن مي فارقت الحياة ورحلت عن عالمنا بعد أن غيّبها الموت فيسأل - ملحاً في السؤال - في حزن وألم وحيرة الصفوة من الأدباء الذين كانوا رواد مجلسها أين ميّ هل تعلمون أين مكانها ؟! أين صاحبة الحديث العذب الجميل والصوت الساحر المؤثر الذي يخلب الألباب والجبين البراق والوجه المشرق الوضاء ؟!! وفي النهاية يصرخ العقاد متسائلاً في حيرة عن مكان مي الكوكب الذي كان يشع بنوره على من حوله .

س1 : لماذا خص الشاعر النخبة بالسؤال عن مي ؟  .
جـ : لأنهم أكثر الناس علماً بقيمة مي فهي الأديبة المفوهة صاحبة المقام الرفيع في الأدب ، عذبة الحديث وجميلة الجميلات .

س2 : جمعت مي بين صفات الجمال الحسي والمعنوي . وضح .
جـ : من صفات الجمال الحسي : حلاوة وعذوبة الحديث وجمال الصوت وصفاء الجبين ووضاءة الوجه .
- ومن صفات الجمال المعنوي : الأخلاق الحميدة التي يحبها الجميع .

التذوق :

(سَائِلـُوا النـُّخـْبَة) :أسلوب إنشائي / أمر غرضه : الالتماس ويوحي بالتحسر والألم على فقدها .

(سَائِلـُوا النـُّخـْبَة) : تعبير جميل يدل على مكانة ميّ الرفيعة فمن يعرفها ويهتم بأمرها هم صفوة وفطاحل الأدب ، وجاءت (النخبة) معرفة للتعظيم .

س1 : أي التعبيرين أفضل دلالة : (سَائِلـُوا النـُّخـْبَة - سَائِلـُوا الأدباء) ؟ ولماذا ؟ [أجب بنفسك]

س2 : أي التعبيرين أفضل دلالة :  (سَائِلـُوا النـُّخـْبَة - اسألوا النـُّخـْبَة ) ؟ ولماذا ؟
جـ : التعبير الأول ؛ لأنه يدل على كثرة السؤال عنها ؛ فاختفاؤها مفاجئ وصادم .

(رَهـْطِ النـَّدِيْ) : كناية عن كثرة رواد مجلسها ، وتأثرهم بحديثها العذب الجميل ، وإضافة (رهط) إلى (الندي) للتخصيص .

(أَيْنَ مَيٌّ ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : إظهار الحزن والألم والتحسر والصدمة واللوعة  .

(هَلْ عَلِمْتُمْ أَيْنَ مَيْ ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : إظهار الحزن والألم والتحسر والصدمة واللوعة  .

س3 : لماذا كرر الشاعر اسم الأديبة (مَيّ) أكثر من مرة ؟
جـ : تكرار اسمها ؛ للتأكيد على حبه الشديد لها والتلذذ بذكر اسمها على لسانه فهي إن كان الموت قد غيّبها جسداً فإنه لن يستطيع أن يمحو ويطمس سيرتها العطرة وما خلفته من إبداع يذكّر عشاقها بها .

(الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ) : إيجاز بحذف المبتدأ ، والتقدير : (هي الحديث الحلو)  .

(الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ) : تشبيه حيث شبه مي بالحديث اللذيذ ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة بمتعة الاستماع إليها فحديثها الخلاب يأسر الألباب .

(الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ) : استعارة مكنية حيث صوّر حديث مي الساحر بفاكهة أو بشراب حلو الطعم ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بشدة الإعجاب بحديثها الخلاب الذي يأسر الألباب ، والخيال في الصورتين السابقتين خيال مركب ، حيث جعل كلمة " الحديث " مشبهاً به في الصورة الأولى ، ومشبهاً في الصورة الثانية لتقوية الخيال .

(اللَّحْـنُ الشَّجـِيْ) : استعارة تصريحية ، حيث صوّر الشاعر صوت مي الخلاب باللحن الشجي ، حيث حذف المشبه وصرح بالمشبه به ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة  بعذوبة وروعة كلامها  .

س4 : أي التعبيرين أفضل دلالة : (اللَّحْـنُ الشَّجـِيْ - الكلام الشَّجـِيْ) ؟ ولماذا ؟ [أجب بنفسك]

(الحـُلْوُ - اللَّحْـنُ ) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(الجَـبـِيْنُ الحـُّرُ وَالوَجْـهُ السَّـنِـيْ) : كناية عن الجمال الأخاذ والإشراق .

(الوَجْـهُ السَّـنِـيْ) : استعارة مكنية حيث صوّر وجه مي بالشمس المشرقة ؛ لتوضيح جمالها الساحر .

(الجَـبـِيْنُ - الوَجْـهُ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن .

(الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ وَاللَّحْـنُ الشَّجـِيْ) ، (وَالجَـبـِيْنُ الحـُّرُ وَالوَجْـهُ السَّـنِـيْ) : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ وَاللَّحْـنُ الشَّجـِيْ ، وَالجَـبـِيْنُ الحـُّرُ وَالوَجْـهُ السَّـنِـيْ) : إطناب عن طريق التفصيل بعد الإجمال في (مي) .

(الحـَـدِيـْثُ .. وَاللَّحْـنُ .. وَالجَـبـِيْنُ .. وَالوَجْـهُ ..) : العطف بالواو يفيد تعدد وتنوع صفاتها الرائعة التي تفردت بها مي زيادة .

(أَيـْنَ وَلـَّىْ كـَوْكـَبَاهُ ؟ أَيْنَ غـَابْ ؟) :أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : إظهار الحزن والألم والتحسر والصدمة واللوعة  .

(ولّى كـَوْكـَبَاهُ) : استعارة مكنية حيث صور الشاعر الكوكب بإنسان يرحل ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة الافتقاد الشديد لها .

(كـَوْكـَبَاهُ) : استعارة تصريحية حيث صور الشاعر ميّ  بالكوكب ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي الصورة بجمالها ومكانتها السامية السامقة .

(كـَوْكـَبَاهُ) : أسلوب إنشائي / نداء " ندبة " ، وغرضه التفجع وإظهار الحسرة ، ويوحي بالألم والمعاناة .

(كـَوْكـَبَاهُ) : أصلها (كوكب) ، وقد استعار الشاعر الكلمة للأديبة الراحلة بجامع السمو والشهرة ، ثم ألحق بها الألف والهاء - التي تعرف بـ(هاء السكْت) على سبيل النُّدبة - وهي أحد أساليب النداء ، والأصل في هذا الأسلوب أن تسبق الكلمة بـ(وا) وتلحق بها ألف زائدة ، وقد تلحقها الهاء نحو : وا إسلاماه ، وا معتصماه ، وقد جاء الأسلوب في النص بدون (وا) .

(أَيْنَ غـَابْ ؟) :أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : إظهار الحزن والألم والتحسر والصدمة واللوعة  .

(وَلـَّىْ - غـَابْ) : إطناب بالترادف ؛ للتأكيد على شدة الحيرة والألم لفراق مي .

س5 : ما قيمة استخدام الأفعال الماضية (ولّى - غاب) في موضعهما ؟
جـ : يدل على ثبوت وتحقق رحيل الأديبة مي عن الحياة وتأكد وإقرار الشاعر من استحالة عودتها إلى الحياة . كما أن الفعلين "ولّى - غاب " بعد " أين " يدلان على تحول الاستفهام من غياب مطلق في قوله (أين مي؟) إلى سؤال عن رحيل إلى نهاية حزينة محتومة .

س6 : علامَ يدل تتابع الاستفهامات في هذه المقطوعة ؟
جـ : تتابع الاستفهامات يدل على عدم تصديق الشاعر لصدمة فراق الأديبة الملهمة مي التي ألهمت كثيرين ، وأوهمت آخرين ، ويدل على عمق إحساسه بالألم الرهيب لفراقها فالخطب فادح ، لذلك هو يحاول البحث عنها ، ثم يعود من حيث أتى حائراً ، وقد أحزنه غيابها الذي تأكد منه .

المقطوعة الثالثة :

                 " صفات لا تضارع "

شِيـَمٌ غـُرٌّ رَضـِيـَّاتٌ عِــذابْ
وحـِجـَى يَنْفـُـذُ بِالرَّأْيِ الصَّوَابْ
وَذَكَاءٌ أَلْـمَــعـِيٌّ كـَالشـِّهـَابْ
وَجَــــمَــالٌ قـُدْسِـيٌّ لا يُعَابْ
كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ؟ آهِ مِنْ هَذَا التُّرَابْ

اللغويات :
- شيم : أخلاق م شيمة - غر : بيضاء ، والمراد : حميدة ، كريمة ، مميزة م غراء ، مذكرها : أغر - رضيات : مرضية مقبولة × مرفوضة - عِذاب : طيبة ، سائغات مقبولات م عذب × مستقبحة ، ممجوجة - حجى : عقل ج أحجاء - ينفذ : يقطع ، يقضي - الرأي الصواب : السليم الصحيح × الخطأ - ذكاء : حصافة ، فطنة × غباء ، بلاهة - ألمعي : صاحب رؤية صائبة ، متوقد ، أريب ،
لَوْذَعِي × غبي - الشهاب : الشعلة الساطعة ، النجم المضيء ج شُهُب ، شُهْبَان ، أشْهُب - جمال : حسن × قبح ، دمامة - قدسي : طاهر × دنس - يعاب : يشان ، يذم × يثنى عليه ، يمدح - التراب : ما نعم من أديم الأرض ج أتربة ، تِربان - آه : اسم فعل مضارع بمعنى  أتوجع ، وتحمل معنى الشكاية والتحزُّن .

الشـرح :

 يعدد شاعرنا الصفات الحسية والمعنوية التي كانت تفرّدت بها ميّ فهي صاحبة الخلق الرفيع الذي لا تشوبه شائبة والذي جعل الجميع يرضي عنها .. وهي صاحبة العقل الراجح ، والرأي السديد ، والذكاء المتوقد والبديهة الحاضرة ، والجمال الشكلي المبهر الذي ليس فيه ما يعاب .
 ورغم كل الصفات الخُلقية والخِلقية التي لا مثيل لها ، فالتراب لم يرحمها بل غيبها في باطن الأرض ،
وترك الأسى والحسرة والحزن
والألم في نفوس الأصحاب والجلساء .

س1 : جمعت مي بين صفات الجمال الحسي والمعنوي . وضح .
جـ : من صفات الجمال الحسي : الجمال الشكلي المبهر   .
- ومن صفات الجمال المعنوي : الأخلاق الحميدة التي يحبها الجميع والرأي الصائب والذكاء الحاد .

س2 : علل : الشاعر يبدو متحدياً للتراب وهو يخاطبه .
جـ : بالفعل لأن التراب إذا كان قد أخفى جسد مي فإنه غير قادر على أن يطمس ويمحو مآثرها وفضلها وإبداعاتها التي لا سلطان له عليها ، ولا قدرة له على إخفائها أو حجبها والتي ستظل حية ؛ لأنها فوق سلطانه ، وأكبر من قدرته .

التذوق :

(شِـيـَمٌ غـُرٌّ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الشيم بحصان له غرة ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بجمال ميّ ورفعة مكانتها .

(شِـيـَمٌ عِــذابْ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الشيم بماء عذب صافٍ ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بالطهر والنقاء والخلق الطيب.

(شِـيـَمٌ - غـُرٌّ - رَضـِيـَّاتٌ - عِــذابْ) : جاءت نكرات للتعظيم ، وجمعاً للكثرة .

(شِـيـَمٌ غـُرٌّ رَضـِيـَّاتٌ عِــذابْ) : إيجاز بحذف الخبر ، وتقديره (لها) ، والحذف للتركيز على الصفات الرائعة التي تميزت بها مي .

(وحـِجى يـَنـْفـُـذُ بِالرَّأْيِ الصَّوَابْ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر عقل (حجى) ميّ بإنسان له رأي دقيق وسديد ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بتميز ميّ العقلي ورجاحة رأيها ، ويجوز أن تكون الصورة كناية عن فطنة وذكاء ورجاحة عقل ميّ .

(حـِجى - ِالرَّأْيِ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن .

(يـَنـْفـُـذُ) : استخدام الفعل المضارع للدلالة على التجدد والاستمرار والحدوث واستحضار الصورة ، والفعل (يـَنـْفـُـذُ) يوحي برجاحة رأيها وعقلها وقوة شخصيتها .

(ذَكَاءٌ أَلْمَعـِيٌّ كـَالشـِّهـَابْ) : تشبيه لذكاء ميّ المتوهج بالشهاب المضيء ، فيه تجسيم وتوضيح لتميزها وصواب آرائها .

(ذَكَاءٌ أَلْمَعـِيٌّ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر ذكاء ميّ بإنسان له رأي دقيق وسديد ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(وَجَمَالٌ قـُدْسِيٌّ لا يُعَابْ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر جمال مي بشيء مادي مقدس ، وسر جمال الصورة التجسيم ، وتوحي الصورة بشدة طهر ونقاء وجمال مي الملائكي .

س1 : ما قيمة التعبير بـ(لا يُعَابْ) بعد قوله (جَمَالٌ قـُدْسِيٌّ) ؟
جـ : التأكيد على جمالها الطاهر النقي وصفاتها النبيلة المثالية .

س2 : أي التعبيرين أفضل دلالة : (جَمَالٌ قـُدْسِيٌّ جَمَالٌ خلاب) ؟ ولماذا ؟ [أجب بنفسك]

(لا يُعَابْ) : إيجاز بحذف الفاعل عن طريق بناء الفعل للمجهول يثير الذهن ويفيد العموم والشمول . 

س3 : أي التعبيرات الآتية أدق : (لا يُعَابْ - لم يُعَبْ - لن يُعَابْ) ؟ ولماذا ؟
جـ : التعبير بـ(لا يُعَابْ) أدق ؛ لأن (لا) استمرارية النفي في كل الأوقات فمي هي الجميلة في كل الأوقات ، بينما (لم) تفيد النفي في الماضي فقط ، (لن) تفيد النفي في المستقبل فقط .

(شِـيـَمٌ غـُرٌّ .. وحـِجى .. وَذَكَاءٌ .. وَجَمَالٌ ..) : العطف بالواو يفيد تعدد وتنوع الصفات الخُلقية والخِلقية التي تفردت بها مي زيادة .

(شِـيـَمٌ .. وحـِجى .. وَذَكَاءٌ .. وَجَمَالٌ ..) : نكرات للتعظيم .

(كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ) : استعارة مكنية حيث صور الشاعر الصفات الخِلقية والخُلقية المميزة التي ذكرها للأديبة مي بأشخاص دفنت في التراب ، وسر الجمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بالتحسر وفداحة الخسارة .

(كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام أداته محذوفة ؛ لإظهار الصدمة والتعجب والإنكار وعدم التصديق والألم والحسرة.

(كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ؟) : إجمال بعد التفصيل في السطور الشعرية السابقة ، و (كل) تفيد العموم والشمول .

(آهِ) : اسم فعل مضارع للتوجع والشكوى وفيه تحدٍ للموت ، وصرخة تشعرنا بالألم والمعاناة الشديدة .

س4 : (آهِ) صرخة توجع وألم ولكن الشاعر حمّلها مدلولات عديدة . وضح .
جـ : بالفعل فكلمة (آهِ) إن كانت تحمل معنى التوجع والألم من الموت الذي يأتي على كل شيء ولا يفلت منه شيء إلا أنها تحمل في ثناياها روح التحدي للموت والثورة عليه ؛ لأنه لن يستطيع أن يمحو آثار مي الأدبية وسيرتها العطرة التي تركتها .

(آهِ مِنْ هَذَا التُّرَابْ) : استعارة مكنية حيث صور الشاعر التراب بوحش يؤلم بشدة بعد إخفائه لمي ، ويجوز كناية عن الحزن والألم الذي يعتصر قلب الشاعر لفقد مي .

(التُّرَابْ) : مجاز مرسل عن القبر علاقته : الكلية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز . 

س5 : علل : تكرار الشاعر لكلمة (التراب) .
جـ : للتأكيد على عدم تصديق الشاعر أن مي قد رحلت من عالمنا ووارى جسدها التراب .

المقطوعة الرابعة :

                     " مي خالدة "

وَيـْـكَ مَا أَنْـتَ بـِــرَادٍّ ما لديك
أَضْـيَعُ الآمَالِ مَا ضَاعَ عـَلَيـَكْ
مَجْـــدُ مَيٍّ غـَيْـرُ مَوْكُوْلٍ إِلَيْكَ
مجد مي خالص من قبضتيكْ
وَلَهَا مِـنْ فـَضْلِهَا أَلْفُ ثـَوَابْ

اللغويات :
- ويك : وي اسم فعل مضارع والكلمة هنا تفيد الإنكار والتعجب الممزوج بالغضب - راد : مرجع ، معيد × آخذ ، مانع - لديك : عندك - أضيع : أفنى ، أكثر فقداناً ، والمراد : أشدها خسارة على نفسه × أحفظ - الآمال : الرجاء × اليأس - مجد : شرف ، عزة × ضعة ، خسة ج أمجاد - موكول : متروك إليك ، مسند إليك × مرفوع عنك - خالص : ناج ، متحرر × مرهون ، مقيد - قبضتيك : الكف مضموم الأصابع ، والمراد : ملكك ج قبضات - فضلها : إحسانها ، مزيتها × إساءتها ج فضول - ثواب : أجر ، جزاء × عقاب .

فروق لغوية :

1 - " هذا ذهب خالص " . أي ذهب صاف.
2 -  " تلبس الفتاة ثوباً خالصاً " . أي شديد البياض ، ناصع اللون .
3 - " بضائع خالصة من الجمارك " . أي معفاة من الرسوم .
4 - " أصبح الرجل خالصاً من كل ديونه " . أي متحرراً من كل دين .
5 - " نسب خالص " : لا شائبة فيه.

الشـرح :

 ويتعجب شاعرنا من التراب الذي غيب مي قائلاً إنك لن ترد وتعيد من غيبه الموت في جوفك ، وأن من العبث أن يأمل أحد في ذلك ، ومع قسوة الموت إلا أن شاعرنا يعلن التحدي وهو يخاطب التراب ، فيقول له : إن كنت واريت من مي جسدها وأبعدته عنا إلا أنك غير قادر على أن تحجب مجد مي الأدبي وإبداعاتها الخالدة التي لا سلطان لك عليها ، ولا قدرة لك على إخفائها ؛ لأنها فوق سلطانك وأكبر من قدرتك .. لذلك لها من إبداعاتها - التي ستظل خالدة - خير الجزاء والأجر .  

س1 : جاءت الأفكار في القصيدة متدرجة مترابطة . وضح .
جـ : بالفعل فقد تدرجت بنية الدلالة الشعرية من صدمة المفاجأة بفقد مي في المقطع الأول إلى التحسر عليها في المقطع الثاني والتوجع لخسارتها باستخدام الصيغة الدالة للتعبير عن هذا الإحساس " آه " في المقطع الثالث ... إلى الثورة على الموت ، ثم تحديه والتأكيد على خلود الأديبة الكبيرة بمآثرها وأعمالها الأدبية العظيمة التي ستبقى على مر العصور في المقطع الرابع .
التذوق : 

(وَيـْـكَ) : اسم فعل مضارع يفيد الإنكار والتعجب الممزوج بالغضب والزجر والتهديد للتراب .

س1 : حمل استخدام اسم الفعل " وَي " دلالات ومعاني متعددة . وضح .  
جـ : بالفعل فقد حمل معاني متعددة ومتداخلة من التعجب والزجر والتهديد أيضاً ، ولكنها معان موجهة إلى هذا التراب الذي يرى لنفسه القدرة على مواصلة انتهاب النفوس والأعمار (ويك .. ما أنت براد ما لديك؟) ناسياً أن مجد مي (غير موكول إليه) ، ولا هو مما يستطيع أن يغيّبه أو يحجبه .

(وَيـْـكَ مَا أَنْـتَ بـِــرَادٍّ ما لديك) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر التراب بإنسان يخاطبه الشاعر ويرفض رد ورجوع ما لديه من أحبة انتهبهم (اختطفهم وسرقهم) ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بقسوة الموت الذي يختطف الأحبة ويغيّبهم عن الحياة .

س2 : أي التعبيرين أفضل دلالة : (مَا أَنْـتَ بـِــرَادٍّ - مَا أَنْـتَ رَادّاً) ؟ ولماذا ؟
جـ : التعبير الأول أفضل دلالة ؛ لأنه أسلوب مؤكد بحرف الجر الزائد (الباء) مما يعطي المعنى قوة تأثير . 

(أَضْـيَعُ الآمَالِ مَا ضَاعَ عـَلَيـَكْ) : استعارة مكنية صور الشاعر الآمال بشيء مادي يضيع ويختفي ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بقسوة الحياة ، وأسلوب قصر بتعريف الطرفين المبتدأ (أَضْـيَعُ الآمَالِ ) ، والخبر (أمَا ضَاعَ عـَلَيـَكْ ).

(أضيع) : اسم تفضيل يوحي بشدة الضياع وقمة الخسارة .

(الآمَالِ) : جاءت جمعاً للكثرة كثرة الآمال الضائعة بفقد مي ومعرفة للتعظيم .

(بـِــرَادٍّ - ضاع) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(أضيع - ضاع) :  محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(مَجْـدُ مَيٍّ غـَيْـرُ مَوْكُوْلٍ إِلَيْكَ) : استعارة مكنية حيث صور الشاعر التراب بمحامٍ ليس مفوضاً بالاستحواذ على مجد مي ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بعظمة مجد مي وخلوده الدائم وهو المجد الذي لا يستطيع الموت أن يغيبه أو يحجبه .

(مَجْـدُ مَيٍّ) : الإضافة تفيد التخصيص والاعتزاز والسمو ، وتكرار (مَجْـدُ مَيٍّ) لتأكيد خلوده وسمو منزلته وعظمته .

(مجد مي خالص من قبضتيكْ) : استعارة مكنية حيث صور الشاعر مجد مي بإنسان يتخلص ويتحرر من قبضة الموت الشرسة ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بدوام وخلود مجد وعظمة ما خلفته من تراث أدبي ، ويجوز أن تكون الصورة كناية عن خلود وبقاء أعمالها الأدبية على مر العصور .
(قبضتيكْ) : استعارة مكنية حيث صور الشاعر التراب بإنسان يمتلك قبضتين قويتين ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(مجد مي غير موكول إليك / مجد مي خالص من قبضتيك) : إطناب الترادف للتوكيد.

(وَلَهَا مِـنْ فـَضْلِهَا أَلْفُ ثـَوَابْ) : كناية عن ثقة الشاعر في عظم أجرها عند الله لما قدمته من أدب عظيم وفضل عميم .

(وَلَهَا مِـنْ فـَضْلِهَا أَلْفُ ثـَوَابْ) : أسلوب خبري غرضه الدعاء لمي ، والتعبير بـ(ألف) يدل على كثرة الثواب .

(وَلَهَا مِـنْ فـَضْلِهَا أَلْفُ ثـَوَابْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (لها من فضلها) على المبتدأ (ألف ثواب) للتخصيص والتوكيد.

س3 : أي التعبيرين أفضل دلالة : (وَلَهَا مِـنْ فـَضْلِهَا أَلْفُ ثـَوَابْ وَلَهَا مِـنْ كتاباتها أَلْفُ ثـَوَابْ) ؟ ولماذا ؟   [أجب بنفسك]
س4 : تبدو المقطوعات الأربع متماسكة ومترابطة على المستويين اللفظي والمعنوي . وضح .
جـ : بالفعل فعلى المستوى اللفظي يتوزع عدد من الأساليب وبخاصة الإنشائية (استفهام - نداء - أمر) على مساحة النص فتشيع الإحساس بتماسك أجزائه .
- وعلى المستوى المعنوي جاء النص متماسكاً تسلم بدايته من صدمة الفقد للأديبة الرائعة إلى الانتقالات التي عبر خلالها في النهاية عن حزنه من رحيلها المحتوم .

التعليق :
 

* المدرسة الأدبية :

ينتمي الشاعر إلى مدرسة الديوان الرومانسية .

س1 : من أي أغراض الشعر هذا النص ؟  وما موقف العقاد منه ؟
جـ : من غرض الرثاء .

- العقاد كان يعترض عليه في بداية حياته لأنه من شعر المناسبات ولا يمت للأدب بصلة ، ولكنه في النهاية غير رأيه واعتبره إذا كان صادق المشاعر ومعبراً عن الواقع دون تكلف فلا بأس به .

س2 : ما المقصود بالرثاء ؟ وما أنواعه ؟ وما أشهر شعرائه ؟
جـ :
الرثاء : هو ذكر محاسن المتوفى ، وخصاله الحسنة التي كان يحملها في حياته ، وتعديدها ، وهو من الأغراض الشعرية القديمة التي تتميز بصدق العاطفة ورقة الإحساس والبعد عن التهويل الكاذب  .
-
أنواعه : رثاء ذاتي - رثاء قبلي - رثاء قومي .
-
أشهر شعرائه : الخنساء في رثاء أخيها صخر . 

س3 : فيمَ يختلف رثاء العقاد عن الرثاء قديماً ؟
جـ : رثاء العقاد يتميز بالقصد والاعتدال في إظهار الحزن وفيه تركيز واضح حول الصفات العقلية للمرثية ، بينما الرثاء قديماً يلجأ إلى التهويل والمبالغة .

س4 : لماذا تمثل القصيدة نموذجاً للتجديد في الشعر وبخاصة شعر الرثاء ؟
جـ : السبب :
1 - لأن الشاعر قسمها إلى مقطوعات .
2 - التزم في كل مقطوعة قافية واحدة ، ولم يلتزم عدد التفعيلات في كل بيت .

* الفِكر :
 جاءت قليلة وواضحة وفيها ترابط وتسلسل منطقي .

* الألفاظ والتعبيرات :
 جاءت الألفاظ والتعبيرات سهلة واضحة وخالية من التنافر والتعقيد وملونة بلون عاطفة الحزن والألم والأسى .

* الصور :
 جاءت جميلة مؤثرة ومعبرة عن حزنه الواضح وفيها صدق وجمع فيها الشاعر بين التصوير الكلى والجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز .

س5 : ما الذي عكسته الصور الخيالية في النص ؟  أو كيف وظف الشاعر الصور الخيالية في النص ؟
جـ :
عكست الصور الخيالية مدى الألم والحزن لفقدان مي من خلال ذكر محاسنها ومنزلتها ، فمن الصور التي تؤكد تميزها : " عرشها المنبر " والذي يوحي بما كانت عليه من مكانة ، و" ذكاء كالشهاب " والذي يوحى بما كانت عليه من ذكاء حاد وتوقد ذهن ، و" شيم غر " و" رضيات عذاب " و" جمال قدسي " و" كل هذا في التراب " ونلاحظ أن هذه الصور جاءت في موضعها غير متكلفة وتعكس حسرة الشاعر وألمه وحزنه الشديد .

س6 : ما دور المحسنات البديعية في النص ؟
جـ : جاءت المحسنات من طباق وجناس وحسن تقسيم قليلة غير متكلفة ومؤدية المعنى الذي يقصده الشاعر .

س7 : ما أثر العاطفة في التعبير؟
جـ :  تسود الأبيات مشاعر الحزن الشديد والألم على فراق وفقد الأديبة مي  الممتزجة بالإعجاب والانبهار بصفاتها ، وقد كان للعاطفة أثرها الواضح في اختيار الشاعر للألفاظ الموفقة الموحية بتلك المشاعر مثل : " ولّى كـَوْكـَبَاهُ " التي توحي بالحزن لفقدها ، و " وَيـْـكَ " التي تعبر عن التعجب والغضب ، وعند الإعجاب قال : " عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ والحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ والوَجْـهُ السَّـنِـيْ و كـَوْكـَبَاهُ " كلها ألفاظ توحي بالتميز والجمال وتعبِّر عن عاطفة الإعجاب . 
- كما ظهر أثر العاطفة في اختيار الصور المعبِّرة عن الإعجاب مثل
التشبيه في : (عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ) الذي يعبر عن تمكنها الأدبي ،  والاستعارة في :  (عَرْشُـهَا .. مُسْـتَجِـيبٌ حِيْنَ يُدْعَى) التي تعبر أيضاً عن تمكنها الأدبي ، ومثل كناية في : (الجَـبـِيْنُ الحـُّرُ وَالوَجْـهُ السَّـنِـيْ) :  عن جمالها الأخاذ والإشراق ...إلخ 

س8 : ما مظاهر التطوير في موسيقا القصيدة عند العقاد ؟
جـ : نوّع
العقاد في قافية القصيدة وهو مظهر من مظاهر التطوير في موسيقاها وقد اختار قافيته ملاءمة للحالة النفسية .

س9 : علل : تنويع الشاعر لقوافي قصيدته .
جـ : نوّع الشاعر في القوافي ؛ دفعاً للملل والرتابة التي تسببها القافية الموحدة ، وهذا يتفق مع آراء مدرسة الديوان - وهو من أقطابها - والتي تدعو إلى التجديد في شكل ومضمون القصيدة .

س10 : ما نصيب الوحدة الفنية (العضوية) في الأبيات ؟
جـ : تحققت الوحدة الفنية (العضوية) ، ويتضح لنا ذلك من الترابط الواضح والبنية المتماسكة والناجمة عن وحدة الفكر ووحدة الشعور والجو النفسي الحزين السائد في الأبيات .

س11 : يقال أن الشاعر خالف مبادئ مدرسة الديوان على الرغم من أنه من أقطابها . علل .
جـ : بالفعل حيث عاد الشاعر إلى شعر المناسبات وهو الذي كانت ترفضه مدرسة الديوان ؛ فمفهوم الشعر عند جماعة الديوان أن الشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه وليس منه شعر المناسبات والمجاملات .

س12 : ما سمات مدرسة الديوان التي ظهرت في النص ؟
جـ : سمات مدرسة الديوان التي ظهرت في النص :

ذاتية التجربة - الوحدة العضوية - وضع عنوان للقصيدة - تقسيم القصيدة إلى مقاطع - تنويع القوافي في القصيدة - ظهور مسحة من الحزن والألم - التأمل في الموت والحياة .

الأساليب الخبرية والإنشائية :

تنوعت بين الأساليب الخبرية والإنشائية وإن شاع الإنشاء في مقاطع القصيدة ؛ حتى يثير في القارئ الحزن على مي , ويقرر ما لها من صفات ومحاسن فقدها الناس برحيلها .

من ملامح المحافظة على القديم :
1 - التأثر بألفاظ القرآن الكريم في قوله : (فـَصْــلَ الخِـطابْ) المتأثر فيه بقول الله تعالى : "وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ".
2 -
استخدام بعض الألفاظ التراثية القديمة ، مثل : (
ويك) .
3 -
استخدم بعض الصور التقليدية مثل : (
ذكاء ألمعي كالشهاب) و (شيم غر .. رضيات عذاب).
من ملامح التجديد : 
1 - اختيار عنوان للنص تدور حوله الأفكار . 
2 - عدم الالتزام بالقافية الموحدة وتنويعها.
3 - رسم الصور الكلية .
4 - البعد عن المحسنات البديعية المتكلفة .
5 -
التجديد في الرثاء .
6 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي .

ملامح شخصية العقاد : موهوب - مثقف - يحب الجمال والصفات الحسنة ويحزن لفقدها - ويقدر العقول المفكرة وأصحابها .

أثر البيئة في النص :
1 - مشاركة المرأة في الحياة الأدبية بقوة .
2 - كثرة المثقفين واتساع الثقافة .
3 -
كثرة المحافل والمنتديات الثقافية  
4 - تقدير المثقفين والمثقفات
.

            

تدريبات

1

أَيْنَ فِي المَحْفِلِ  مَيٌّ يَا صِحَابْ ؟
عَـوَّدَتْنَا هَا هـُنَا فـَصْــلَ الخِـطابْ
عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ مَرْفـُوعُ الجَـنَابْ
مُسْـتَجِـيبٌ حِيْنَ يُدْعَى مُسْـتَجَابْ
أَيْنَ فِي المَحْفِلِ  مَيٌّ يَا صِحَابْ ؟

(أ) ‌- هات مرادف (المنبر - المحفل) ، ومضاد (يدعى - مستجاب) ، وجمع (المنبر - عرش)  في جمل من عندك.

(ب) - ما الذي اعتاده صفوة الأدباء والمثقفين من ميّ في صالونها الأدبي ؟

(جـ) - علل : بداية الشاعر للقصيدة بسؤال لا ينتظر له جواباً .

(د) ما المقصود بقول الكاتب : " فصل الخطاب - عرشها المنبر " ؟ 

(هـ) - استخرج من الأبيات :
1 - اقتباساً ، ووضحه .
2 - كناية ، وبين سر جمالها .
3 - تشبيهاً ، وبين سر جماله .
4 - أسلوباً إنشائياً ، وبين غرضه .
5 - محسنين بديعيين مختلفين ، وبين غرضهما .

(و) - قصيدة " رثاء مي " تناقض آراء العقاد ومدرسته الأدبية . ناقش ذلك .

الإجابات :

(أ) ‌- مرادف (المنبر) : المنصّة ، مكان وقوف الإمام للخطابة ، (المحفل) :  المجلس ، مجتمع القوم ، ومضاد (يدعى) : يُصرَف ، يُنحّى ،  (مستجاب) : مرفوض ، وجمع (المنبر) : المنابر ، (عرش) : عروش ، أعراش .

(ب) - اعتادوا سماع سحر بيانها ، وعذوبة كلماتها ، ورأيها المقنع الصائب دائماً ، ولما لا وهي الأديبة المفوهة ذات المكانة العالية التي جعلت اللغة طوع بنانها فأطاعتها اللغة فامتلكت ناصية البيان فأبهرت الكل بسحر بيانها .

(جـ) - السبب : ليعدد لنا صفاتها الرائعة ، وليتولى بنفسه الإجابة عنه في صورة حديث عن تلك الأديبة العظيمة مي التي رحلت وأخلفت ما اعتاده رواد ندوتها من البيان الرائع تلقيه معتلية عرش بيانها الذي ملكت ناصيته فاستجاب لها ، وراح يزهو بها ويتسامى .

(د) - المقصود بقول الكاتب : " فصل الخطاب " : القول الصواب الواضح القاطع - " عرشها المنبر " :  مكانتها الأدبية العظيمة .

(هـ) - الاستخراج :
1 - الاقتباس : 
(فـَصْــلَ الخِـطابْ) : - اقتباس من القرآن الكريم مأخوذ من قول الله تعالى في سورة (ص) : "وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ".
2 - كناية :
(أَيْنَ فِي المَحْفِلِ مَيٌّ يَا صِحَابْ ؟) : كناية عن افتقاد الشاعر الشديد للأديبة مي زيادة - (عَـوَّدَتْنَا هَا هـُنَا فـَصْــلَ الخِـطابْ) : كناية عن تميزها الأدبي ،(عَـوَّدَتْنَا هَا هـُنَا فـَصْــلَ الخِـطابْ) : كناية عن تميزها الأدبي ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
3 - تشبيه : 
عَرْشُـهَا المِنـْبَرُ) : تشبيه حيث شبه المنبر بالعرش وسر جمال الصورة : التوضيح .
4 - أسلوب إنشائي :
(أَيْنَ فِي المَحْفِلِ مَيٌّ ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : إظهار الحزن والألم والتحسر والصدمة واللوعة  .
5 - المحسنان البديعيان :
(
مُسْـتَجِـيبٌ - مُسْـتَجَابْ) : طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد - (مُسْـتَجِـيبٌ - مُسْـتَجَابْ) : جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(و) - بالفعل ؛ لأنه يرى الرثاء من شعر المناسبات وهو الذي كانت ترفضه مدرسته مدرسة الديوان ؛ فمفهوم الشعر عند جماعة الديوان أن الشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه وليس منه شعر المناسبات والمجاملات ، ولكنه تخلى عن رأيه فنظم في شعر المناسبات بشرط أن تكون القصيدة صادقة ومعبرة عن الواقع ومستمدة من روح صاحبها دون تكلف أو رياء .

2

 سَائِلـُوا النـُّخـْبَة مِنْ رَهـْطِ النـَّدِيْ
أَيْنَ مَيٌّ ؟ هَلْ عَلِمْتُمْ أَيْنَ مَــــيْ ؟
الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ وَاللَّحْـنُ الشَّجـِيْ
وَالجَـبـِيْنُ الحـُّرُ وَالوَجْـهُ السَّـنِـيْ
أَيـْنَ وَلـَّىْ كـَوْكـَبَاهُ ؟ أَيْنَ غـَابْ ؟

(أ) - في ضوء فهمك لسياق الفقرة تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي : 
         - " النـُّخـْبَة " مرادفها  : (الأصدقاء - الصفوة - القدوة - المقربون) 
        - "
 
الجبين " جمعها  : (أجبن - أجبنة - جُبن  - كل ما سبق).
        - " 
ولّى " مضادها " : (انطلق - بزع - ارتفع - أقبل).

(ب) - لماذا خص الشاعر النخبة بالسؤال عن مي ؟

(جـ) - يلقي العقاد سؤالا في المقطع الثاني فإلي أي شيء يتوسل به (أي يريد أن يصل) ؟

(د) - استخرج من الأبيات :
1 -
استعارة تصريحية  .
2 -
استعارة مكنية  .
3 -
مراعاة نظير .

(هـ) - لماذا عبر الشاعر بـ(سائلوا النخبة) ؟ ولماذا كرر الاستفهام (أين مي ؟)

(و) - ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟

الإجابات :

(أ) -   - " النـُّخـْبَة " مرادفها  : الصفوة     - " الجبين " جمعها  : كل ما سبق  - " ولّى " مضادها " : أقبل .

(ب) - لأنهم أكثر الناس علماً بقيمة مي ؛ فهي صاحبة المقام الرفيع في الأدب ، عذبة الحديث وجميلة الجميلات .

(جـ) - يتوسل به إلي استعراض صفات مي منها ما هو حسي مثل: (حلاوة الحديث - جمال الصوت - صفاء الجبين - وضاءة الوجه) ومنها ما هو معنوي مثل : (الأخلاق الحميدة - الرأي الصائب - الذكاء الحاد) أما جمالها القدسي فتجمع بين الحسية والمعنوية فللجمال جانبه المحسوس ربما بأكثر من حاسة ومع ذلك فهو قدسي أي طاهر وهي صفة معنوية .

(د) - استخرج من الأبيات :
1 -
استعارة تصريحية : (اللَّحْـنُ الشَّجـِيْ) : حيث صوّر الشاعر صوت مي الخلاب باللحن الشجي - (كـَوْكـَبَاهُ) : حيث صور الشاعر ميّ  بالكوكب .
2 -
استعارة مكنية : (الحـَـدِيـْثُ الحـُلْوُ) : حيث صوّر حديث مي الساحر بفاكهة أو بشراب حلو الطعم - (الوَجْـهُ السَّـنِـيْ) : حيث صوّر وجه مي بالشمس المشرقة .
3 -
مراعاة نظير : (الجَـبـِيْنُ - الوَجْـهُ) .

(هـ) - عبر بـ(سَائِلـُوا النـُّخـْبَة) ؛ ليشعرنا بالتحسر والألم على فقدها ، ولبيان مكانة ميّ الرفيعة فمن يعرفها صفوة وفطاحل الأدب  .

- تكرار الاستفھام  (أين مي ؟) ؛ ليدل على عدم تصديق الشاعر لفراق الأديبة الملهمة مي ، ويدل على عمق إحساسه بالألم الرهيب لفراقها فالخطب فادح ، لذلك هو يحاول البحث عنها ، ثم يعود من حيث أتى حائراً ، وقد أحزنه غيابها . 

(و) - عاطفة الحزن الشديد والألم على فراق وفقد الأديبة مي زيادة الممتزجة بالإعجاب والانبهار بصفاتها وسجاياها الرائعة التي قلما تتكرر .

3

شِيـَمٌ غـُرٌّ رَضـِيـَّاتٌ عِــذابْ
وحـِجـَى يَنْفـُـذُ بِالرَّأْيِ الصَّوَابْ
وَذَكَاءٌ أَلْـمَــعـِيٌّ كـَالشـِّهـَابْ
وَجَــــمَــالٌ قـُدْسِـيٌّ لا يُعَابْ
كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ؟ آهِ مِنْ هَذَا التُّرَابْ

(أ) - من خلال فهمك معاني الكلمات في سياقها : هات مرادف " ينفذ ، الشهاب " ، ومضاد " جمال ، قدسي " ، وجمع " غُر ، التراب " ، ومفرد  " شيم ، عذاب "  . 

(ب) - كيف أبرز الشاعر أن مي جميلة الخُلق والخِلقة ؟

(جـ) - في المقطوعة السابقة صيحتان ؛ صيحة إنكار وصيحة إقرار . وضح .

(د) - ما نوع الخيال في : (شِـيـَمٌ عِــذابْ) ؟ 

(هـ) - أي التعبيرين أفضل دلالة : (جَمَالٌ قـُدْسِيٌّ جَمَالٌ خلاب) ؟ ولماذا ؟ 

(و) - ماذا أفاد العطف بالواو في : (شِـيـَمٌ غـُرٌّ .. وحـِجى .. وَذَكَاءٌ .. وَجَمَالٌ ..) ؟

(ز) - ما سمات مدرسة الديوان التي ظهرت في النص ؟
 

الإجابات :

(أ) -  مرادف " ينفذ " : يقطع ، يقضي - " الشهاب " : الشعلة الساطعة ، النجم المضيء - ومضاد " جمال " : قبح ، دمامة - " قدسي " : دنس - وجمع " حجى "  : أحجاء - " التراب " : أتربة ، تِربان - ومفرد  " شيم " : شيمة - " عذاب " : عذب . 

(ب) - [أجب بنفسك]

(جـ) - الصيحة الأولى : (كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ؟) فيها إنكار وما يشبه التعجب وعدم التصديق بل ما يشبه الاحتجاج والغضب إلي كثير من الألم .

- الصيحة الثانية (آهِ مِنْ هَذَا التُّرَابْ) فيها إقرار واعتراف بأن الموت قد غيّبها عن الحياة لكنه غير قادر على أن يطمس ويمحو مآثرها وفضلها وإبداعاتها التي لا سلطان له عليها ، ولا قدرة له على إخفائها أو حجبها والتي ستظل حية ؛ لأنها فوق سلطانه ، وأكبر من قدرته .

(د) - استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر الشيم بماء عذب صافٍ ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بالطهر والنقاء .

(هـ) - التعبير الأول ؛ لأن فيه تأكيد على جمالها الطاهر النقي وصفاتها النبيلة المثالية .

(و) - العطف بالواو يفيد تعدد وتنوع الصفات الخُلقية والخِلقية التي تفردت بها مي زيادة .

(ز) - سمات مدرسة الديوان التي ظهرت في النص : ذاتية التجربة - الوحدة العضوية - وضع عنوان للقصيدة - تقسيم القصيدة إلى مقاطع - تنويع القوافي في القصيدة - ظهور مسحة من الحزن والألم - التأمل في الموت والحياة .
4

شِيـَمٌ غـُرٌّ رَضـِيـَّاتٌ عِــذابْ
وحـِجـَى يَنْفـُـذُ بِالرَّأْيِ الصَّوَابْ
وَذَكَاءٌ أَلْـمَــعـِيٌّ كـَالشـِّهـَابْ
وَجَــــمَــالٌ قـُدْسِـيٌّ لا يُعَابْ
كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ؟ آهِ مِنْ هَذَا التُّرَابْ

(أ) -  في ضوء فهمك لسياق الأبيات تخير أدق إجابة مما بين القوسين فيما يأتي : 
    1 - المراد بـ "
 كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ " أسلوب : (إنشائي - خبري - إنشائي لفظاً خبري معنى) .  
    2 -  مضاد " 
يعاب " : (يمنح - ينصر - يمدح - يساعد) .
    3 -  جمع " 
شهاب " : (شُهُب - شُهْبَان - أشْهُب - كل ما سبق)  .  

(ب) - في المقطع السابق صدمة وعودة مفاجئة إلي الواقع . وضح ذلك .

(جـ) - كلمة آه حملت العديد من المعاني وضحها.

(د) - ما نوع الخيال في : (حـِجى يـَنـْفـُـذُ بِالرَّأْيِ الصَّوَابْ) ؟ وبم يوحي ؟

(هـ) - فيمَ يختلف رثاء العقاد لمي عن الرثاء قديماً ؟

(و) - ما ملامح التجديد في النص ؟

الإجابات :

(أ) - 1 - " كُلُّ هَذَا فِي التُّرَابْ " أسلوب : إنشائي .    2 -  مضاد " يعاب " : يمدح .    3 -  جمع " شهاب " : كل ما سبق .  

(ب) - بعد أن انتهي من عظمة صفات مي عاد - فجأة - إلي الواقع واقع الموت والفناء والذي قضي علي كل هذه الصفات الحسي منها والمعنوي وقد واراها جميعها التراب علي نحو لا يكاد يصدق ، بسبب فداحة الخسارة فإذا به يتساءل تساؤل المصدوم المتشكك ، وهو سؤال بغير أداة دل عليه ما نتصوره من طريقة إلقائه وما تحمله من استفظاع الخسارة وجسامة النقد : كل هذا في التراب ؟

(جـ) - تفيد الشكاية والتوجع والألم والتسليم بما وقع ، ويوحي أيضا بتحدي الموت ورفضه.

(د) - استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر عقل (حجى) ميّ بإنسان له رأي دقيق وسديد ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة بتميز ميّ العقلي ورجاحة رأيها ، ويجوز أن تكون الصورة كناية عن فطنة وذكاء ورجاحة عقل ميّ .

(هـ) - رثاء العقاد يتميز بالقصد والاعتدال في إظهار الحزن وفيه تركيز واضح حول الصفات العقلية للمرثية ، بينما الرثاء قديماً يلجأ إلى التهويل والمبالغة

(و) - من ملامح التجديد : اختيار عنوان للنص - عدم الالتزام بالقافية الموحدة وتنويعها - رسم الصور الكلية - البعد عن المحسنات البديعية المتكلفة - التجديد في الرثاء - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي .

5

وَيـْـكَ مَا أَنْـتَ بـِــرَادٍّ ما لديك
أَضْـيَعُ الآمَالِ مَا ضَاعَ عـَلَيـَكْ
مَجْـــدُ مَيٍّ غـَيْـرُ مَوْكُوْلٍ إِلَيْكَ
مجد مي خالص من قبضتيكْ
وَلَهَا مِـنْ فـَضْلَهَا أَلْفُ ثـَوَاب

(أ) ‌- هات من الأبيات مرادف : (متحرر - مُرجع) ، ومضاد : (ضعة - عقاب) في جمل من عندك.

(ب) - من الذي يخاطبه الشاعر في المقطوعة السابقة ؟ وما الذي أوضحه له ؟  أو في الأبيات تحدٍ واضح . بين ذلك .

(جـ) -  حمل استخدام اسم الفعل " وَي " دلالات ومعاني متعددة . وضح .  

(د) - استخرج من الأبيات :
1 - كناية .
2 - أسلوباً للقصر ، وبين قيمته .
3 - محسنين بديعيين مختلفين .

(هـ) - أكمل : (الآمَالِ)  جاءت جمعاً لـ ................................... ومعرفة لـ .................... .

(و) - علل : جاءت القصيدة منوعة القوافي . 

(ز) - كيف تحققت الوحدة العضوية في الأبيات ؟

الإجابات :

(أ) ‌- من الأبيات مرادف : (متحرر) : خالص - (مُرجع) : برادٍ ، ومضاد : (ضعة) : مجد - (عقاب) : ثواب .

(ب) - يخاطب الشاعر التراب الذي غيب مي ، فيقول له متحدياً : إن كنت واريت من مي جسدها وأبعدته عنا إلا أنك غير قادر على أن تحجب مجد مي الأدبي وإبداعاتها الخالدة التي لا سلطان لك عليها ، ولا قدرة لك على إخفائها ؛ لأنها فوق سلطانك وأكبر من قدرتك .. لذلك لها من إبداعاتها - التي ستظل خالدة - خير الجزاء والأجر . 

(جـ) - بالفعل فقد حمل معاني متعددة ومتداخلة من التعجب والزجر والتهديد أيضاً ، ولكنها معانٍ موجهة إلى هذا التراب الذي يرى لنفسه القدرة على مواصلة انتهاب (اختطاف وسرقة) النفوس والأعمار (ويك .. ما أنت براد ما لديك؟) ناسياً أن مجد مي (غير موكول إليه) ، و لا هو مما يستطيع أن يغيّبه أو يحجبه .

(د) - الاستخراج :
1 -
كناية :
(وَلَهَا مِـنْ فـَضْلَهَا أَلْفُ ثـَوَابْ) : كناية عن ثقة الشاعر في عظم أجرها عند الله لما قدمته من أدب وفضل .
2 -
أسلوباً للقصر :
(وَلَهَا مِـنْ فـَضْلَهَا أَلْفُ ثـَوَابْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (لها من فضلها) على المبتدأ (ألف ثواب) للتخصيص والتوكيد.
3 -
محسنين بديعيين مختلفين : (بـِــرَادٍّ
 - ضاع) : طباق - (أضيع - ضاع) : جناس اشتقاقي ناقص .

(هـ) - أكمل : (الآمَالِ) جاءت جمعاً للكثرة كثرة الآمال الضائعة بفقد مي ومعرفة للتعظيم .

(و) - نوّع الشاعر في القوافي ؛ دفعاً للملل والرتابة التي تسببها القافية الموحدة ، وهذا يتفق مع آراء مدرسة الديوان - وهو من أقطابها - والتي تدعو إلى التجديد في شكل ومضمون القصيدة .

(ز) - تحققت الوحدة العضوية ، ويتضح لنا ذلك من الترابط الواضح والبنية المتماسكة والناجمة عن وحدة الفكر ووحدة الشعور والجو النفسي الحزين السائد في الأبيات .

عودة إلى دروس الصف الثالث

عودة إلى صفحة البداية