القبور

 

الباب الثاني - آثار القبورية

الفصــل الثـــاني

تعظيـــم القبور

وفـيـه ثـلاثة مباحث:

المـبحـث الأول

اعتقـادهم تعظيم قبور مخصوصة

وفيه ستة مطالب:

المطـلب الأول: اعتقـادهم تعظيـم وبركة مقابر مخصوصة:

 منذ أن بدأ المتصوفة تعلقهم بالقبور وقالوا قولتهم المشهورة: (قبر معروف الكرخي الترياق المجرب) وهم يتوسعون في الانحراف، ويتيهون في الضلال، ويضيفون الجديد من الدجل والخرافة، ينسبون بهما الفضائل والفواضل إلى قبور أوليائهم، فحيناً تعم البركة مقابر بأكملها، وحيناً تخص قبوراً معينة، وهناك مقابر قد عممَّ قبورية اليمن البركات عليها وأعطوها القداسة والتعظيم.

 فمن تلك المقابر مقبرة المِسْدَارة بقرية المخادر محافظة إب، قال الجندي في ترجمة علي بن أبي بكر التباعي: (وقبره بمقبرة المخادر وتعرف بالمسدارة بخفض الميم بعد ألف ولام وسكون السين المهملة وفتح الدال المهملة ثم ألف ثم راء مفتوحة ثم هاء، وهي من المقابر المشهورة بالبركة، إذ رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم  وهو في طرفها يزور، وجماعة يسألونه الشفاعة فقال هذا خاتمي ذمام على أهل المسدارة من النار ولما كان مستفيضاً لم يكد أحد من أهل القرية ونواحيها يحب أن يقبر إلا فيها تعلقاً بهذا الأثر) [1]، فانظر إلى هذه الرؤيا كيف أثرت في الناس فصدقوها وعملوا بمقتضاها، حتى إن أهل تلك النواحي لا يقبرون إلا فيها.

 ومنها مقبرة الكثيب الأبيض بأبين، قال اليافعي: (وهو كثيب يزوره أهل تلك البلاد وما حولها من البلدان في كل سنة في وقت معلوم في رجب... ويقال في ذلك المكان قبور بعض الصالحين) [2].

 وقد ذكره كذلك الجندي بشيء من البسط فقال: (وقد تطلع النفوس إلى خبر الكثيب: أما الشأن فيه فهو موضع في أبين عدن وهو أحد المواضع المباركة في اليمن على ما ذكر الثقة فيما رواه الرازي مقدم الذكر أن في اليمن أربعة مواضع مباركة بالاتفاق منها الكثيب الأبيض عند وادي يرامس أرض أبين، ومنها الجند، ومنها زبيد، ومنها نجران،ولم يزل الناس ينتابون الكثيب لاسيما في رجب ويجتمعون فيه ليلة سبع وعشرين من الشهر ويزعمون أنها سنة العلماء المتقدمين [3]، سُئل بعض فقهاء تلك الناحية من المتأخرين هل يذكر شيئاً من فضله؟ فقال: لا أعلم إلا أني رأيت وسمعت الإجماع منعقد على قصده وزيارته وما يكون مجاناً عن باطل). [4]

 ومنها مقابر تريم الثلاث: زنبل، والفريط، وأكدر والتي يجمعها اسم شامل هو " بشار " للثلاث التُربَ، وهذه المقابر قد بلغ فيها الغلو مبلغاً لم تبلغه أي مقبرة أخرى في اليمن، واسمع إلى فضلها من مؤرخ القوم وناشر مناقبهم وفضائلهم بغثها وسمينها وعُجرها وبُجرها المؤرخ الشلي في مشرعه: (وأما مقابر مدينة تريم فأعظمها وأحقها بالتقديم مقبرة " زَنْـبَل " بفتح الزاي وسكون النون وفتح الموحدة آخرها لام، وهي مقبرة السادة الأشراف وفيها من العلماء العاملين والأولياء والصالحين ما لا يحصى، وكان الشيخ عبدالرحمن السقاف يقول:" فيها من أكبر الأولياء أكثر من عشرة آلا ف وفيها ثمانون قطباً من الأشراف"، ونحو ذلك حكى عن الشيخ الولي سعد بن علي، ويقال أن فيها عصبة من الصحابة y أرسلهم الصديق الأكبر t لقتال أهل الردة مع زياد بن عبيد [5] الأنصاري فمات كثيرون منهم بتريم ولم نعرف قبورهم، لكن حكى عن الشيخ عبدالرحمن السقاف أنه قال: إن قبورهم شرقى قبر الأستاذ الأعظم الفقيه المقدم بنحو رمية حجر، وذلك بقرب مشهد العارف بالله أبي بكر باشميلة t ونفعنا بهم، (وبالجملة) فهي بقعة تأرجت بطيب تربها وأشرقت أرضها بنور ربها.

 (الثانية) مقبرة الفريط تصغير فرط وهو كما في القاموس: الجبل الصغير أو رأس الاكمة والعلم المستقيم يهتدي به جمعه أفرط وأفراط سميت باسم الجبل الذي بقربها وهى مقبرة آل بافضل والخطباء وغيرهم من مشايخ تلك الجهة، وفيها أيضاً من العلماء والفضلاء والأولياء ما لا يحصى وحكى عن الشيخ عبدالرحمن السقاف أن فيها أكثر من عشرة آلاف ولى وقد شاهد كثير من أهل الكشف أن الرحمة أول ما تنـزل من السماء على هذه المقبرة ثم تعم سائر الجهات.

 وحكى عن عبدالرحمن السقاف وحكاه السيد الجليل عبد [6] بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن الأستاذ الأعظم عن بعض مشايخه بمكة أنهما قالا: إن تحت الفريط الأحمر روضة من رياض الجنة، وحكى عن غير واحد من الأولياء أنه شاهد نوراً ساطعاً على قبور الخطباء لاحقا بعنان السماء، وعن الشيخ حسن الورع بن علي أنه قال: من نظر منارة الجامع والفريط حتى سفر [7] عليه لم يكتب عليه ذنب، وكان بعض الأولياء العارفين يقول:من وقع ظل الفريط عليه لم تمسه النار؛ ولأجل هذا يحرص أهل البلدان على أن تكون مقابرهم حذاء الفريط المذكور حيث يقع ظله عليها.

 (الثالثة) مقبرة أَكْدَر بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح المهملة فراء، وتسمى هذه المقابر الثلاث "بشَّار" بفتح الموحدة وتشديد المعجمة آخره راء وهو اسم الواقف،لها وهذه المجنات مشهورة بالبركات في كل واحدة منها جم غفير من الأولياء العارفين ظاهرين ومستورين، من آل بصرى وجديد وعلوي، ومن آل بافضل، والخطباء، وآل باحرمي، وآل بامحسون، وآل بامروان،وآل باعيسى، وآل باعبيد، وغيرهم، إلا أن كثيرا منهم لا يعرف عين قبره بل ولا جهته؛ لأن المتقدمين كانوا يجتنبون البناء والكتابة على القبور وإنما استحسنه المتأخرون لأمور منها: أن يعرف الميت هل بُلي أو لا؟ لأن المشهور عندهم أن الميت لا يبلى إلا بعد أربعين سنة أو نحوها، ومنها أن يعرف صاحب القبر ليزار، ويتبرك به، ويدفن عنده أقاربه، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة، وكان الشيخ محمد بن أفلح يقول: مِنْ مسجد عبد الله بن يماني إلى آخر زنبل كلها قبور، ومن ثم يقع لكثير من المشايخ أنه يخلع نعليه إذا جاوز المسجد المذكور، وقد كان كثير من أهل الكشف يشاهدون البركات الظاهرة والأنوار الباهرة في هذه الجنان، وشاهد غير واحد منهم أنهم على غاية من النعيم والنور الجسيم، ورأى جماعة رسول الله صلى الله عليه وسلم  يزورهم، وكذا الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وحكي أن الشيخ أبا سعيد قرأ سورة هود فلما بلغ قوله تعالى: ] فمنهم شقي وسعيد [ [8]، جعل يردد الآية ويتفكر،ثم قال يأهل القبور ليت شعري من الشقي منكم ومن السعيد؟ فأجابه الإمام العارف بالله تعالى أحمد بن محمد بافضل من قبره بقوله: أمض يا سعيد في قراءتك ليس فينا شقي، وقيل إن الذي أجابه هو الشيخ مسعود بن يحيى باحرمي ولعل الواقعة تعددت.

 وحكى عن الشيخ الزاهد الورع السيد حسن بن علي،وكان من أهل الكشف أنه قال: سأل رجل من أهل الفريط رجلاً من أهل زنبل عن أهل مقبرته فقال: خيلنا تحمل رجلنا، وسأله عن أهل مقبرته فقال: زنادقتنا[9] حشو جنتنا.

 وللشيخ الإمام علي بن أبي بكر بن عبدالرحمن السقاف:

وكم بدور بذاك الحي قـد بـرزت تـمــد زوارهـا من فيضها الزخــر

وكم عز بيته الأسـرار قد غمـرت بفضـل هطـالـها الــزوار كالمــطر

وذات دن دنت ترمي يحس بــها زوارهــا في سـواد الليـل والسحـر

وذات أكدر للأكـــدار مجليـة تشفى بمــرهمها الـزوار عـن ضـرر

وارجع إلى ذكر وتوحيد ومعرفــة خصوا بها صفـوة صُفُّوا عـن الكــدر

 وامنحوا من عظيم الفضـل كم منح وكـم عطايا وكم جــود وكم غمــر

وكم حقائق توحيـد لها وهـبـوا وكـم جــواهـر أنــوار وكـم درر

وكم مواقيت أسـرار ومـعرفــة وكـم تماكـين تصريـف وكــم قـدر

شيوخـنا في بحار مـن حقائقــها قـد مكـنوا الـكل بالأسـرار والسـير

حظـوا وخصـوا بجاه لا يحـد لـه وسـع ولافضلهـم يحــصـى بمستـطر

رسوخ أقدامهـم يحكـي رواسـيها أسـود نهام تحمـي الـجـار عن ضـرر

بحـور علـم شمـوس في دياجـرها تهدي الضوائــل والسـلاك في السفـر

 أئمة الديـن آل المصطفى فلهــم مـكارم عـدها يربـو علـى الزهــر

 وراث طـه علـى التحقـيق أن لهم محـاسـن أدهشـت الـباب ذي الفـكر

أولو الصفا والوفا أجناد خالقهــم أولو العــبودة حـقاً صفـوة البشـر

هم عمدة الكون أحبار العلـوم بهـم باهـى المهيــمـن للأمـلاك في الخـبر

فلا مزيـد علـى مـدح الإله لهـم وذكـره فضلـهـم فـي الآي والسـور

فالقحـط عنا مـع البلوى يزال بهم أيضـاً وفي الـجـدب نسقي وابل المطر

وهـم بـدور لنا في كل مظلـمـة وهـم لنـا عمـدة في الـيسـر والعسر

قوم إلى الله طاروا عـن هياكلهـم حق دنـوا مـن رياض القـدس والقـدر

أهل التقى والنـقى طابت مغارسهم فأينعـت بثمــار القصـد والظفــر

فحسِّن الظن واعتمد يا أخـي بهـم كـي في مـعاد تفـز بالأمـن والوطـر

واقصـد رضى الله في الدنيا بحرمتهم لعـل تحـظـى بحـور الخلـد والظفـر

وقال الشيخ أبو بكر بن عبدالله العيدروس:

فـي جــنان بشـَّــــار خيامهـم قد طنبت والأخــدار

 وكـم بـهـــا مـن أقمار[10] تـلألأت أنوارهــم بالأقـطـار

وقال: ولـم يـزل عـني الـكـد ر إلا إذا زرت آل أكــــــدر

 وأهــل الفريـط المشتـهر وقبــر الشـيخ المنــــور

 العـيدروس بـحــر الــدرر ليـث الضراغيــم الغضــنفـر[11]

 فانظر إلى هذه الخصائص والفضائل وما جعل فيها من كرامات ينالها الزوار ويحصل عليها الراغبون، أفلا يحمل ذلك ضعاف العقول على التعلق بهذه المقابر ومَنْ فيها واعتقاد النفع والضر فيهم؟.

 وغير مقابر تريم هناك مقابر أخرى في حضرموت مباركة مجربة - هكذا يزعمون -، يقول الشلي: (والمقابر المشهورة في حضرموت أربع: مقبرة تريم، ومقبرة شبام، ومقبرة الهجرين، ومقبرة الغيل الأسفل) [12].

 

المطلب الثاني: اعتقاد بركة قبور معينة بركة عامة:

 لن أستطيع ولن يستطيع أي باحث حصر وإحصاء القبور التي أطُلِْق عليها المدح والثناء، ونسبت إليها البركات، وما يضئ منها من الأنوار، وما يفوح منها من الروائح العطرية والمسكية، وما يتحقق لزائرها من الأنس والارتباط، ثم نجاح الحاجات وتفريج الكربات، إن إحصاء ذلك أمر غير متيسر قطعاً ولكنني سأكتفي بذكر بعض ذلك ومن أماكن متفرقة من اليمن.

 وأول تلك الأماكن "زبيد" فقد ذُكر عن كثير ممن قُبِرَ بها من الصالحين الثناء على قبره ونسبة الكثير من الفضائل إليه، وأكثر ما ذكر من ذلك عن قبور بمقبرة "باب سهام "، ومقدمو تلك المقبرة سبعة نفر، قال الشرجي في ترجمة إبراهيم الفشلي: (وقُبره بمقبرة باب سهام،من مدينة زبيد من القبور المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، وهو أشهر السبعة الذين يعتقد أهل زبيد أن من زارهم سبعة أيام متوالية قضيت حاجته، وهم هذا الفقيه إبراهيم والشيخ أحمد الصياد، والفقيه عمر بن رشيد، والشيخ مرزوق بن حسن، والشيخ علي بن أفلح، والشيخ علي المرتضى، وفي السابع اختلاف، فمن الناس من يجعله أحد بني عقامه ومنهم من يجعله الشيخ أحمد المعترض،ومنهم من يقول غير ذلك، والله أعلم) [13].

 وقد نظم هؤلاء السبعة بعضهم فقال:

بباب سهـام سبعـة من مشايخ لقاصـدهـم ذخـر وكـنز لمقـلل

فيونـس إبراهيـم مرزوق جبرتي[14] وأفلـح صياد كـذا ابن الرضى علي

 زيارتـهـم نجـح لكل حوائـج وفي الخلـد سكنى للـذى زار مقبل [15]

 ولأن هذه مفخرة عند القوم لمدينة زبيد قد تسمو بها على غيرها من المدن لم يرتضِ أهل تريم ذلك، بل عارضوهم بذكر ما في مقابر تريم من فضائل وفضلاء، قال الشلي بعد أن نقل تلك الأبيات: (فعارضه الإمام مبدي العلوم الغريبة والأخبار العجيبة الشيخ على بن أبي بكر فقال:

تريـم بها منهـم ألوف عديــدة بساحـة بـشار شموس الورى قـبل

زيـارة كـل منهـم صـح أنهـا لما شئت مـن جلب ودفع تحصـل

وإن قيـل تريـاق ببغـداد جربا ففي ربـع بشار شـفا كل معضـل

ويا حبـذا ذاك الفريــط وظلـه فكـم قد حوى من كامل السر منهل

فكـم معـدن كم مورد كم معظم وكـم حبر تحقيـق وشيـخ مـدلل

وبلـبل قلبـي نفـح مسك بزنبل بـها من كنـوز السر كم من مجـلل

وكـم جهبـذ فيـها بنوا كدر بها بـهم ينـزل الله الغـيوث لممحــل

 فـلا تحتقرها رب أشعـث خـامل سمـا سره فضــلا على كل معضل) [16]

 وإليك بعض القبور المفردة التي ذكرت لها بعض البركات والأسرار وتعلق بها الناس واعتقدوا فيها العقائد الضالة:

 ومن مدنية زبيد أيضاً: قال الشرجي: (ومن ذلك رجل بمقبرة باب النخل يقال له الـمُلَبـّك، بضم الميم وفتح اللام وتشديد الباء الموحدة وآخره كاف، ما كان يعرف ولا سمعنا به إلا في هذا الزمان، ذكر رجل من عوام أهل زبيد أنه نبهه عليه إنسان وهو في المنام وقال له: إن صاحب هذا القبر من الأولياء وإن من لازمه في حاجة قضيت، وشاع هذا في أهل البلد، حتى صار لهم فيه معتقد عظيم، يزورونه ويتبركون به، لاسيما العوام والنساء فإنهم يخرجون في ذلك عن الحد) [17].

 وكذلك يقول الشرجي في ترجمة عثمان بن أبي القاسم بن أحمد بن إقبال: (وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به)، ثم ترجم لولد له وقال في آخر ترجمته: (ودفن عند والده وقبره يزار، ويتبرك به، على تربتهم أنس ظاهر وبركة) [18]، وفي ترجمةإسماعيل بن إبراهيم الجبرتي قال: (ودفن بمقبرة باب سهام من مدينة زبيد، وله هنالك مشهد عظيم لم يكن في تلك المقبرة أعظم منه، عليه أثر النور والبركة ظاهر). [19]

 

نماذج من القبـور المعظّمــة في محافظة تعز:

 قال الشرجي في ترجمة أحمد بن علوان: (ودفن في قريته قرية "يَفْرُس " بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الفاء وضم الراء وآخره سين مهملة، وهي على نحو مرحلة من مدينة تعز، وقبره بها ظاهر معروف مقصود للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة لا سيما في آخر جمعة من شهر رجب، فإن أهل تلك النواحي يقصدونه من كل موضع،أهل تعز وغيرهم، ويخرجون بالنساء والأولاد، وقرية الشيخ المذكور محترمة، ومن استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه) [20].

 وفي ترجمة الفقيه الإمام زيد بن عبدالله اليفاعي قال الشرجي: (وقبره بالمقبرة القريبة من مدينة الجند مشهور مقصود للزيارة والتبرك، قال الجندي: " لم أرَ في اليمن تربة تتجدد معرفتها ويكثر زوارها كتربة الفقيه زيد، ولا تكاد تخلو تربته من زائر، وقلما قصدها ذو حاجة إلا قضيت حاجته، قال: ولقد أخبرني جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب بأخبار يطول شرحها في ذلك نفع الله به وبسلفه آمين ") [21].

 قلت: هل يقصد الجندي أن ذلك متواتر بالمعنى الاصطلاحي إن كان كذلك فممن أخذ هذا الجمع؟ إنه في الغالب عن جماعة من تجار الخرافة والكرامات.

 وفي ترجمة أبي عبدالله محمد بن ظفر الشميري قال الجندي: (وقد بلغتُ تربته قاصداً للزيارة، فأقمت عنده أياماً وإلى جنبه قبر امرأته المذكورة، قال: وببركته لم تزل تربته محترمة ما قصدها أحد بسوء إلا خذله الله تعالى، ولم أجد بتلك الناحية مزاراً أكثر من تربته قصداً للزيارة وقضاء الحوائج التي تطلب من الله تعالى وكثرة النذور وغير ذلك، وفي ليلة الرغائب من شهر رجب يجتمع عندها خلق ناشر قال: وتراب تربةِ الفقيه يشم منه ريح المسك نفع الله به) [22].

 قلت: أما رائحة المسك التي تكررت ولا تزال في ترب كثير من المقدسين فإنها لعبة من لعب السدنة، يصبون الروائح العطرية على التراب ليوهموا الزوار بأن ذلك من ريح التربة والقبر المقدس.

 

نماذج من قبـور إب:

 منها قبر الشيخ علي بن عمر قال الجندي في ترجمته: (وتربته من الترب المشهورة في البركة واستجابة الدعاء، ومن عجيب بركتها ما أخبرني بعض الثقات من أهل العناية والبحث عن أحوال هذا الرجل وأمثاله أنه كان على قبره شجرة سدر يتبرك بها الناس،ويأخذ أصحاب الحموات من أوراقها يطلون بها رؤوسهم فيبرأون، واستفاض ذلك في جهات كثيرة حتى كان يؤتى لذلك من الأماكن البعيدة، ويُعْتمد في الأمراض الشديدة، ومن عادات أهل إب في غالب الأعياد أن يحصل بينهم وبين أهل باديتهم حروب كثيرة كما هو متحقق فلا يألو من ظفر منهم بصاحبه غير مفكر بالأذية بقتل أو غيره، فحصل في بعض الأعياد حرب انتصر بها أهل البادية فانهزم أهل إب إلى البيوت، ووصل أهل القرية إلى قريتهم ولم يطيقوا دخولها فقال بعض شياطينهم اذهبوا بنا إلى هذه الشجرة التي يعبدونها، ولنعقرها عليهم فلا ينتفعوا بها فنهاهم العقلاء، وأسرع إلى ذلك الجهلاء، فضربوا العلبة بفأس حتى أوقعوها الأرض، وألقى الله بقلوب أهل المدينة القوة والأنفة فخرجوا مسرعين نحوهم فهزموهم هزيمة شنيعة وقتلوا منهم جمعاً أولهم عاقر الشجرة، وحين وقع هبّروه بالسيوف تهبـيراً عظيماً، وتعرف هذه التربة بتربة من سمع النداء بالصلاة عليه في الحرم ولم ير المنادي) [23].

 ومنها قبر محمد بن عبدالله الهمداني بناحية السحول، قال في ترجمته الشرجي: (وقبره في الرباط المذكور مقصود للزيارة واستنجاح الحوائج) [24].

 ومنها قبر يحيى بن أبي الخير الإمام المشهور قال الشرجي في ترجمته: (وكانت وفاه الشيخ يحيى بقرية ذي السفال كما قدمنا سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وقبره هنالك من القبور المشهورة في اليمن المقصودة للزيارة والتبرك واستنجاح الحوائج، وله عند أهل الجبال كافة مكانة عظيمة، ولهم فيه معتقد حسن،ويروون له كرامات كثيرة، ويتوجهون به في مهماتـهم ويستغيثون به في ضروراتهم،وهو كذلك وفوق ذلك رحمه الله تعالى ونفع به) [25].

 

من قبور لـحـج وأبين:

 منها قبر الحسن علي بن الحسن الأصابي قال الشرجي في ترجمته: (تُوفي سنة سبع وخمسين وستمائة بقرية المحْفَد بفتح الميم والفاء وسكون الحاء المهملة بينهما وآخره دال مهملة، وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به، ويوجد منه رائحة المسك خصوصاً ليلة الجمعة، ذكر ذلك الجندي رحمه الله).[26]

 ومنها قبر عبدالله بن علي بن حسن بن الشيخ علي، قال الشلي: (ولقي ربه سنة سبع وثلاثين وألف في قرية الوهط الشهيرة، وقبره بها كالشمس وقت الظهيرة مقصود بالزيارات وقضاء الحاجات ونيل المطلوبات ومن استجار به نجا من جميع المخاوف والردى، وعمل الباشا محمد باشا على قبره قبة عظيمة) [27].

 

 من قبـور عـــدن:

 منها قبر أبي عبدالله محمد بن عبدالله بن أبي الباطل الصريفي، قال الشرجي في ترجمته: (...حتى توفي بها - عدن – وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ولأهل عدن فيه معتقد عظيم، وله عندهم محل جسيم، وهو فوق ذلك رحمه الله تعالى ونفع به) [28].

 ومنها قبر الشيخ عبدالله بن أحمد العراقي، قال الشرجي في ترجمته: (ولأهل عدن فيه معتقد حسن، وله هنالك تربة معظمة) [29].

 ومنها قبر الشيخ جوهر بن عبدال له، قال الشرجي في ترجمته: (وتربته هنالك من أكبر الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ومن تعدى إلى ذلك عوقب عقوبة معجلة، وقد جرب ذلك غير مرة، ولم أتحقق تاريخ وفاته - رحمه الله تعالى - ونفع به آمين) [30].

 

 من قبور شبوه:

 قبر الشيخ محمد بن عمر الحباني(وهو يقع على مكان مرتفع في المقبرة الحبانية القديمةفوق طين الجديدة وبجانبية بعض أولاده وأحفاده وقبورهم منورة ومقصودة بالزيارة) [31].

قبر الشيخ أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن عمر الحباني (وهو في مجري السيل في شعب الشقب، ويمر الماء من حواليه دون أن يأخذ منه شيئاً، وقد كان أهل البلاد أيام الاستسقاء يتوسلون به إلى الله، ولا يأتي الليل إلا ويأتيهم الغيث بأذن الله، وقد حضرنا هذا مراراً ونحن صغار) [32].

قبر الفقيه علي بن محمد بن عمر الحباني صاحب الحوطه، قال المحضار: (ودفن بجوار المسجد وقد كانت علية قبة وانهد مت) [33]، وقال قبل ذلك (أخبرني الثقة من أهل الحوطة أن السيد الصوفي محسن ابن عبد الله بن عبد القادر المحضار صاحب مرخة جاء إلى الحوطة وكان يزروها دائماً، وليلة دخل إليها بعد العشاء فقدم المسجد بعد أن خرج المصلون، وكان جائعاً ودق على التابوت إلى أن خرج إليه قرص حار ولحمه فأكل نصف القرص واللحمة، ومع الفجر جاء أحد المشايخ الكرام.. وقال للسيد محسن أعطني من عشاء الشيبة فأعطاه النصف الباقي) [34].

 

من قبـور حضرموت:

 ومنها قبر عبدالله بن شيخ العيدروس، قال الشلي في ترجمته: (وعمل عليه قبة حسنة الباطن والظاهر والنور في أرجائها لائح وباهر) [35]، ومنها قبر الشيخ أبي بكر بن سالم، قال الشلي في ترجمته: (وتربته بها مشهورة كالشمس وسط النهار، تقصده الزوار من جميع الأقطار، بأنواع الأنذار، ومن استجار بقبره المأنوس أمسى وهو محروس، لا يقدر أحد أن يناله ببؤس، وبني عليه قبة عالية البناء عظيمة القدر حساً ومعنى) [36]، ومنها في مدينة الشحر قبر شيخ بن إسماعيل بن إبراهيم السقاف، قال الشلي: (ومشهده في الشحر مشهور وبالأنوار مغمور وبالزيارة معمور) [37]، ومنها قبر الفقيه المقدم، قال الشلي في ترجمته: (وقبر الأستاذ بمقبرة زنبل المشهورة،وبالزيارة والقراءة معمورة، وقبره بها كالبدر ليلة الكمال، وكالشمس وقت الزوال، مقصود بالزيارة من كل البلاد، ويهرع إليه عند النوائب من كل ناد، ويسعى الناس كل يوم لزيارته سعياً حثيثاً، ويستسقى به قديماً وحديثاً، وكان حفيده الشيخ الإمام عبدالله باعلوي كثير الزيارة له وينشد عنده:

 يــا دار إن غزالاً فيـك هيمني لله درك مـا تحويـه يـا دار

 لو كنت أشكو إليها حسن ساكنها إذن رأيــت بناء الدار ينهار

 وكان يقول إذا رآه " كل الصيد في جوف الفراء "وكان الشيخ محمد بن أبي بكر باعباد يزوره كثيراً وإذا رأى القبر الشريف قبله، فقيل له:كيف تقبله وأنت تنهى عن تقبيل القبور فقال ما صبرت عنه) [38].

 

قبـــور من نواحٍ مختلفــة:

 فمن كمران قبر الفقيه محمد بن الحسن بن عبدربه، قال الشرجي في ترجمته: (حتى توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفن إلى جنب مسجده في الجزيرة المذكورة،وتربته هنالك من الترب المشهورة، مشهورة الفضل، وآثار الفقيه وبركته ظاهرة على ذلك الموضع المبارك، وهو مأوى لعباد الله الصالحين المختفين والظاهرين، وقد تقدم في ترجمه الشيخ أحمد الصياد ما يدل على ذلك نفع الله بهم أجمعين) [39].

 ومن قبور بلاد الزيدية قبر الإمام المهدي أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم المعروف بأبي طير، قال الأكوع في ترجمته: (وقبره معروف يزار ويتبرك به،وقد اندفع عوام الناس يعتقدون فيه اعتقادات باطلة حتى أخرجوه من آدميته،كما ذكر الإمام الشوكاني في رسالته " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد" ص(12) جاء فيها ما يلي:

(وروي لنا أن بعض أهل جهات القبلة وصل إلى القبة الموضوعة على قبر الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذي بين رحمه الله فرآها وهي مسرجة بالشمع، والبخور ينفح في جوانبها، وعلى القبر الستور الفائقة فقال عند وصوله إلى الباب: أمسيت بالخير يا أرحم الراحمين ") [40].

 ومنها قبر الإمام يحيى بن حمزة بذمار، قال الإمام الشوكاني في ترجمته: (ومات في سنة 705 خمس وسبعمائة بمدينة ذمار ودفن بها وقبره الآن مشهور مزور، ومما شاع على الألسن أنه إذا دخل رجل يزوره ومعه شيء من الحديد لم تعمل فيه النار بعد ذلك، وقد جربت ذلك فلم يصح، وكذلك اشتهر أنه إذا دخل شيء من الحيات قبته مات من حينه) [41]، ونقل المعلق على الكتاب هذه الأبيات التي كتبت على قبته وهي:

نـور النبوة والهـدى المتهلهل أرســى كلاكله ولم يتحـول

 في قبة نصبت على خير الـورى وأشـرف في الفـخار وأفضـل

وعلـى الإمامة والزعامة والندا والـجود والمجد الأثيل الأكمـل

وعلى السماحة والرجاحة والنهى وعلى المليك الأوحـد المتطـول

 والعالـم المتوحد المـتـرهـب المتعبـد المتنفــل المتبتـــل

 يحــيى بن حمزة نور آل محمـد لـب اللـباب مـن النبي المرسل

 كشـاف كل عظيمة ومـلاذ كل ملمـة ورجـاء كل مؤمـــل

 يـا زائـراً ترجو النجاة من الردى عن قـبره وضريحــه لا تعـدل

 لذ بالضريح وقف به متضرعــاً واطلب رضاك من المهيمن واسئل

 تحــيى بـكل فضيلة ووسيلـة وتـنال خـيراً مـن علو المنزل

 شرفت ذمـار بقبر يحيى مثلمـا شرفـت مديـنة يثـرب بالمرسل

 فليهنأ أهل ذمار حسن جـواره فيما مضى وكذاك في المستقبـل [42]

 

المطلب الثالث: اعتقادهم استجابة الدعاء عند بعض القبور:

 تقدم اعتقاد القوم في مقابر معلومة اعتقاداً شاملاً لها كما تقدم اعتقادهم في بعض القبور، وإسباغ الفضائل عليها بدون تخصيص نوع معين من الكرامات التي تدرك لديها، وفي هذا المطلب أذكر إن شاء الله بعض القبور التي قيل أن الدعاء عندها مستجاب،وما دام أن الأمر مخصوص باستجابة الدعاء فإنني سأقتصر على ذكر القبر واسم صاحبه مع المرجع فقط طلباً للاختصار إلا ما رأيت في غير إيراد نص كلام المترجم فائدة فإنني سأذكره.

 فمن تلك القبور:

- قبر أبي الخير الشماحي بزبيد ذكره الشرجي [43].

-                  قبر علي بن الحسن الأصابي بأبين (المحفد) ذكره الشرجي [44].

 - وقبر محمد بن علي مولى الدويلة بتريم ذكره الشلي [45].

-                  وقبر أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن الأستاذ ذكره الشلي [46].

-                  وقبر عبدالله با علوي ذكره الشلي [47].

-                  وقبر عبد الله بن محمد بن علي صاحب الشبيكة بمكة ذكره الشلي [48].

-                  وقبر عقيل بن عمر أبي المواهب بالرباط قرب ظفار ذكره الشلي [49].

-                  وقبر محمد بن عبدالرحمن السقاف ذكره الشلي في كيفية زيارة مقابر تريم. [50].

 

المطلــب الرابع: اعتقادهم قضاء الحوائج لدى بعض القبور:

 ومن تلك الاعتقادات الباطلة التي يعتقدها القبورية في قبور أوليائهم أن صاحب الحاجة إذا لزم تلك القبور قضيت حاجته، وكأنها هي الواهبة لها أو الواسطة فيها، وكلا الأمرين مبني على ولاية أصحاب تلك القبور وما أعطوا من التصرف في الكون والتوسط بين الله وبين خلقه في إعطاء ما ينفع الناس.

 فمن تلك القبور قبر محمد بن عبدالله بن يحيى الهمداني،قال الشرجي في ترجمته: (وقبره بالرباط المذكور مقصود للزيارة واستنجاح الحوائج) [51]، ومنها قبر مرزوق بن حسن الصريفي، قال الشرجي: (قلما قصده ذو حاجة إلا وقضيت) [52]، ومنها قبر الإمام زيد بن عبدالله اليفاعي، قال الشرجي: (ولا تكاد تخلو تربته من زائر، وقلما قصدها ذو حاجة إلا قضيت) [53]،ومنها قبر صاحبي عواجة محمد بن أبي بكر الحكمي ومحمد بن حسين البجلي، قال الشرجي في ترجمة البجلي: (وقبره بقرية عواجة إلى جنب قبرصاحبه الشيخ محمد الحكمي، تستنجح بهما الحوائج ويستنزل بهما القطر) [54]، ومنها قبر محمد العيدروس بن عبدالله بن شيخ بالهند، قال الشلي في ترجمته: (ومن زاره بحسن نية وسلامة طوية أعطي سؤاله ونال مأموله ونواله) [55]، ومنها قبر أبي الحسن على بن قاسم العيلف بن هيش بن عمر بن نافع الحكمي،قال الشرجي: (يروى أنه من قرأ عند قبره سورة ياسين إحدى وأربعين مرة لم يقطع بين ذلك بكلام قضيت حاجته كائنة ما كانت، وقد جربتُ ذلك وصح والحمد لله على ذلك) [56]، ومنها قبر أبي الحسن علي بن عبد الملك بن أفلح، قال الشرجي في ترجمته: (وقبره بمقبرة باب سهام من القبور المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك واستنجاح الحوائج والمطالب) [57]، ومنها قبر أبي بكر بن عيسى بن عثمان الأشعري، قال الشرجي في ترجمته: (وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به، ويروى أن من قرأ عند قبره سورة ياسين (إحدى وأربعين) مرة قضيت حاجته كائنة ما كانت وقد جرب ذلك وصح)[58]، ومنها قبر القاضي أحمد بن محمد باعيسى، قال الشلي وهو يتحدث عن كيفية زيارة مقابر تريم: (كالقاضي أحمد بن محمد بن محمد باعيسى حكي عنه أنه قال: من زارني بنية صادقة وطلب حاجة ضمنت له قضاءها أو كما قال t) [59].

 

المطلب الخامس: اعتقادهم أن بعض القبور أمان للخائفين:

 من القضايا المسلَّمة عند القوم أن بعض من ينسبون إلى الصلاح تظل مقابرهم محترمة مبجلة يأمن فيها الملتجئ إليها سواء كان محقاً في التجائه أو مبطلاً، وسواء كان طالبه والباحث عنه محقاً أو مبطلاً، مادام الاثنان مؤمنين بقداسة تلك البقعة، معتقدين لولاية صاحبها وكراماته التي فيها تأمين اللاجئين إليه، ولكن عندما يأتي من لا يؤمن بقداسة ذلك المحل خصوصاً الطالبين ولا يعتقدون ما يعتقده عامة الأمة فيه فإنه لا يحصل شيء من ذلك، فابن علوان وأبو الغيث بن جميل والعيدروس وعلي بن حسن العطاس وغيرهم كثير قيل في تراجمهم أن تربتهم مأوى اللاجئين وأمان الخائفين من التجأ إليها أمن ومن تعدّى عليها عوجل بالعقوبة، ويحكون حكايات كثيرة فمنها وقائع وقعت لمن تعدى على حرمة تلك الترب حتى قالوا إن علي بن حسن العطاس يحمي الناس من شهر ربيع الأول ولو قبل الوصول إلى مشهده، وذلك بأن يقتل من أقارب المعتدي بعدد الأيام التي مضت من الشهر، فإن مضى يومان وحصل الاعتداء قتل اثنان وإن كان في الرابع منه قتل أربعة وهكذا [60].

 إذن فالأمر محقق عند القوم بينما نجد أن هناك اعتداءات (بحسب تعبيرهم) سافرة وقعت لا على الملتجئين إليهم بل عليهم أنفسهم فلم يدفعوا عن أنفسهم ولم يحصل على الجاني أي شيء فما السر؟.

 السر والله أعلم عدة أمور:

 الأمر الأول: الحالة النفسية لأولئك المتعلقين فهم عندهم الاستعداد النفسي لقبول أي شيء من قبل هذه القبور، وهذا يضعف المقاومة ويهيئ السبيل لوقوع تلك الأحوال التي يعدونها عقوبات لمنتهك حرمة ذلك المقام، وهذا أمر شائع ومعروف،فالمجتمع الذي يكثر الحديث عن الجن ويسرد القصص الكثيرة يصيبه من أذى الجن مالا يصيب المجتمع المُعِْرض عن ذلك الذي لا يلتفت إليه، وكذلك قل في العين والطيرة ونحو ذلك ولعل القرآن أشار إلى ذلك في قول الله تعالى: ] وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً [ [61]، فحينما وجد الجن ذلك الضعف من الإنس نحوهم زادوا من أذيتهم.

 والأمر الثاني: وجود خدم لبعض الأضرحة من الجن هم كما صرحوا هم بذلك وسيأتي بيان هذا في موضع آخر إن شاء الله.

 والأمر الثالث: حيل السدنة ومكرهم ودهاؤهم الذي يجعلهم يفعلون أفعالاً بطرق خفية وملتوية يتوهم من لا يعرف حقيقة الحال أن تلك الأفعال صادرة عن الولي بينما هي من أفعال السدنة.

 والأمر الرابع: وجود فئات من القبائل ترى أنها ملتزمة لذلك الولي وذريته وأن حمايته وحماية ذريته واللائذين به من واجباتهم، فهم يقومون بالانتقام ممن أخفر ذمة ذلك الولي أو أحد ذريته أو محبيه اللائذين به، فيقومون بذلك طبيعياً ثم يشاع أنه عقوبة من الولي، بينما نجد أن الذين لا يفكرون في تلك العقوبات والتصرفات المنسوبة إلى الولي لا يضرهم شيء، فالجيش النجدي الموحَّد المتوكل على الله حين هاجم حضرموت ضرب تلك القبب وأزال توابيتها وسواها كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم  فلم يحصل عليهم شيء، ولم ينتقم منهم أولئك الأولياء بشيء بل عادوا إلى بلادهم سالمين وإن حصل عليهم هزيمة في معركة ما فشأن الحروب فر وكر ونصر وهزيمة والعاقبة للمتقين.

 وكذلك ما فعله الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين بقبري ابن علوان وابن العجيل وغيرهما لم يصبه من أثره شيء، وأوضح من ذلك وأقرب ما فعله الشباب المحتسب بعد حرب الانفصال (ربيع الأول 1415هـ) من تسوية القبور المعظمة في عدن ومنها قبر العيدروس لم ينتج عنه شيء عليهم، وهذا كله دليل على بطلان تلك المزاعم وعلى صحة التفسير الذي تقدم والله أعلم.

 ومن تلك القبور، قبر عيسى بن إقبال الهتار، قال عنه الشرجي: (ودفن بقرية التريبة بضم التاء المثناة من فوق تصغير تربة، قرية من قرى الوادي زبيد وقبره هنالك مشهور يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يتعرض له بمكروه، ومن تعدَّى ذلك عوجل بالعقوبة والقرية كلها محترمة ببركته) [62]، ومنها قبر أبي الغيث بن جميل، قال الشرجي: (ودفن بقريته بيت عطاء المشهورة، وتربته هنالك من الترب المشهورة المعظمة قلَّ أن يوجد لها نظير في اليمن، لا تكاد تنقطع من الزوار من كل ناحية، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه من أهل الدولة والعرب وغيرهم) [63]، ومنها قبر أحمد بن عجيل، قال الشرجي في ترجمته: (ومن استجار به سلم من جميع المخاوف بل مَنْ وصل إلى قريته لم يقدر أحد أن يتعرض له بمكروه، وليس للملوك وغيرهم على أهل قريته تصرف ولا ولاية كما في سائر القرى كل ذلك ببركته) [64]، ومنها قبر أحمد بن علوان،قال الشرجي في ترجمته:(وقرية الشيخ المذكور محترمة،ومن استجار بها لايقدر أحد أن يناله بمكروه)[65]، ومنها قبر سفيان بن عبدالله الأبيني، قال الشرجي في ترجمته: (وتربته هنالك من الترب المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه أبداً، ومن تعدَّى شيئاً من ذلك عوقب أشد العقوبة من غير إمهال، وقد جرب ذلك غير مرة) [66]، ومن تلك القبور في عدن قبر محمد بن عبدالله الصريفي، قال الشرجي في ترجمته:(ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ولأهل عدن فيه معتقد عظيم وله عندهم محل جسيم وهو فوق ذلك رحمه الله تعالى ونفع به) [67]، ومنها في حضرموت قبة عبدالله بن شيخ العيدروس، قال الشلي في ترجمة سقاف العيدروس: (ودفن بقبة جده عبدالله بن شيخ، وقبره مشهور عند الناس، ومن استجار به أمن من كل بأس) [68]، ومنها كذلك قبر الشيخ أبي بكر بن سالم صاحب عينات، قال الشلي في ترجمته: (ومن استجار بقبره المأنوس أمسى وهو محروس لا يقدر أحد أن يناله ببؤس)[69]، ومنها قبر علي بن حسن العطاس، بالمشهد بحضرموت، قال صاحب " تاج الأعراس " ضمن حكاية ساقها: (قلت: وقول الحبيب هادون لجده الحبيب علي "وهز الرمح " لما اشتهر من أن الحبيب علي كان يلقب بأبي حربة، وسبب تلقيبه بذلك أنها تواترت الأخبار من المعادين للحبيب علي في حياته وأهل الجرأة على مقام المشهد بعد وفاته أنهم يرونه في مناماتهم يطعنهم بحربته فيخبرون قراباتهم بذلك موقنين بالموت ويموتون في الحال بإذن الله القائل: "من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب "،لا سيما الذين يعتدون على غيرهم في شهر المشهد أي ربيع الأول؛لأن الحبيب علي قد جعله عُرضة بضم العين أي أماناً مؤبداً في كل سنة...الخ) [70]، فهذه عدد من الأمثلة على ذلك الاعتقاد من مواطن مختلفة من اليمن.

 

المطلب السادس: اعتقادهم بعض القبور متخصصة في قضاء حاجات معينة:

 للناس عند زياراتهم لبعض القبور حاجات كثيرة يستغيثون بها من أجل الحصول على الولد والاستسقاء والاستشفاء وسيأتي ذلك تفصيلاً في السطور التالية:.

 الحصول على الولد:

 سبق في فروع الاعتقاد بتصرف الأولياء في الكون أن من الناس من يعتقد بأن فلاناً يعطي الولد، وذكرنا هناك أمثلة لذلك وبعض القبور التي يعتقد ذلك في أصحابها، ومن تلك القبور قبر الشيخ القرشي في مقبرة الفريط بتريم حتى أنهم يسمونه صاحب الذرية، وليس الأمر مجرد دعاء عند قبره ذلك ولكن فقط وضع " حصاة " عند القبر [71].

الاستسقــــاء:

 كذلك مرَّ في فروع عقيدة التصرف في الكون أنهم يعتقدون في بعض الأولياء، أنهم ينزلون الغيث وذكرنا أمثلة على ذلك.

 ومن القبور التي ذكرناها هناك قبر الشيخ جنيد باوزير صاحب النقعة، وذكرنا قصة علي بن جعفر العطاس وقوله لأهل حريضة: با نجيكم بسيل من عند الشيخ جنيد باوزير إن شاء الله [72]، كما ذكرت قصة باسليمان واعتماده على الشيخ سعيد بن عيسى العمودي في إنزال الغيث [73]، وذكر الجندي في ترجمة الشيخ أبي بكر بن أكدر قال: (أخبرني الثقة من أهل تلك الناحية أنهما يزاران ومتى عطش أهل حضرموت واشتد بهم الجهد وصلوا قبرهما واستسقوا بهما فما يلبثون أن يسقوا) [74].

الاستشـــفاء:

 سبق أيضاً في فروع عقيدة التصرف بعض الأمثلة في الاستشفاء، نضيف هنا أمثلة أخرى منها ما ذكره صاحب تذكير الناس: (قال سيدي: ولما خرج الحبيب أحمد بن محمد المحضار من دوعن، لزيارة تريم وعينات، ووادي ابن راشد، بات ليلة بذي أصبح عند السادة آل البحر، فاشتدت الحمى بابنه محمد، حتى غاب عن إحساسه، فأشفق عليه والده منها، فخرج ليلاً إلى ضريح الحبيب حسن ابن صالح، وكان شيخ فتحه، ووقف تجاهه، وقال: وعزة المعبود، إن لم تذهب الحمى من ولدي محمد لأصبح في خشامر، عند بن علي جابر، فلما كان آخر الليل، عرق ابنه محمد وخرجت منه الحمى، وطلب الأكل، وأصبح:كأنما[75] نشط من عقال، وسرحوا من يومهم) [76].

 ومنها ما قاله عبدالقادر العيدروس: (... وذلك أن بعض الأصحاب من أهل حضرموت أهدى لي طيباً فقلت: هلا أهديت لي من تراب قبر سيدي الشيخ سعد بن علي t؟ فإنَّ ذلك عندي من أشرف الهدايا، وأفخر أنواع الطيب، ثم أنشدت في هذا المعنى:

 

سألت العرفا عن طب دائي فقالوا تراب ذلك الجناب الأقدس

 على الخبير سقطت فاغنم داؤك وربي إنه دريــاق أنـْـفَـسُ

 داوني يا سعد وأدرك قبل تِلافي وحقك أنني لــك عبد أكيـسُ

فأرسل إليَّ من العام القابل قليلاً من تراب ذلك الضريح الشريف في قارورة زجاج ولله الحمد...) [77].

 وقد جاء في ترجمة عمر المحضار: (مات t وهو ساجد في صلاة الظهر، يوم الاثنين ثاني عشرة في شهر ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وقبره بتريم يزار ويتبرك به، ترياق مجرب يعرف استجابة الدعاء وكذلك مسجده) [78].

 

 

المبـــحث الثــاني

ظاهــرة البنـــاء على القبور وإســراجها وإلباسها

وفيه خمســـة مطالب:

المطلب الأول: القبور المعظمة الثابتة لأصحابها:

 أقصد بهذا المطلب إعطاء صورة تقريبية للحالة التي وصل إليها القوم من نشر لمظاهر القبورية على الرغم من النهي الصحيح الصريح عن البناء على القبور واتخاذها مساجد وإسراجها والكتابة عليها ورفعها وإنارتها...الخ، وقد مرّ ذلك كله في الباب التمهيدي.

 ومع ذلك النهي وتقريره في كتب علماء الإسلام ومنهم علماء الشافعية والهادوية الذين صرحوا إما بالتحريم أو بالكراهة، بل إن ابن حجر المكي -وهو عمدة علماء اليمن الشافعية في الفقه- عدَّ ذلك كله من كبائر الذنوب،ولو أنني فصّلت في هذا المطلب وتتبعت جميع القبور المعظّمة لطال جداً بل لاستغرق مجلداً كاملاً، ولكن الأمر لا يحتاج إلى حشد الكثير من الأدلة لظهور ذلك للعيان واستطاعة كل إنسان أن يرى تلك المشاهد والقباب والقبور المجصصة والشواهد الكبيرة ذات الكتابات الواضحة الحاملة لمناقب ومزايا أصحابها في كل مكان، فما من مدينة أو قرية في اليمن إلا ولها نصيب من ذلك يقل أو يكثر وكلما كانت المدينة أعرق في التصوف والتشيع كان حظها أكبر كزبيد وعدن وتريم والشحر وصعدة وغيرها من المدن والقرى على امتداد الساحة اليمنية.

 وحتى يسهل الوقوف على ذلك سوف أستعرض ذلك محافظةً محافظة وليس من شرطي الاستقصاء والإحاطة وإنما إعطاء فكرة فقط كيفما تيسر.

محافظتي الحديدة وزبيد:

 وأبدأ من حيث بدأت القبورية وانتشرت وفاقت غيرها وسبقت سواها سبقاً زمنياً وسبقاً من حيث الكثرة والكثافة من " تهامة "،وسأذكر الأسماء فقط دون أي إعتبار للترتيب لا من حيث الزمن ولا من حيث المكان ولا حتى من حيث ترتيب الأسماء على حسب الحروف:

- (أحمد بن موسى بن عجيل / بيت الفقيه) - (إبراهيم بن علي الفشلي/ زبيد)

- (أحمد بن محمد الرديني / قرية عازب الحلى) -(أحمد بن عمر الزيلعي / اللحية) - (إسماعيل بن محمد الحضرمي / الضَّحِى) -(أحمد بن أبي بكر الرداد / زبيد)

- (بكر بن محمد بن حسن بن مرزوق / زبيد) - (إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي / زبيد)

- (سليمان بن أبي القاسم الهاجري / المهجم) - (سعد بن محمد العرضي/بيت حسين)

- (طلحة بن عيسى الهتار / التريبة) - (علي بن عبدالله الطواشي / حلى)

- (علي بن محمد المعروف بابن الغريب / قرية السلامة) - (علي بن المرتضى الحضرمي / زبيد) - (علي بن الحسين بن رطاس / زبيد) - (عمر بن محمد بن رشيد / زبيد) - (محمد بن أبي بكر الحكمي / عواجة) - (محمد بن حسين البجلي / عواجة) - (محمد بن عمر بن حُشَيبر / بيت الفقيه) (محمد بن يعقوب أبو حربة / وادي مدرر) - (أحمد بن أبي بكر بن يحيى المساوى /حرض) - (علي بن أبي بكر الأجحف / الحرجة) - (عثمان بن أبي القاسم بن أحمد بن إقبال / القرتب) - (مسعود بن عبدالله الحبشي / رمع)

- (أحمد بن عبدالله بن أحمد الصريدح / المدالهه) - (أحمد بن أبي الخير الشماحي / زبيد)

- (عثمان بن هاشم الحجري / بيت حسين) - (محمد بن عمر النهاري / سهام)

- (أبو القاسم بن عثمان بن أبي القاسم / القرتب) - (علي بن قاسم العليف الحكمي/ زبيد)

- (علي بن عبدالملك بن أفلح / زبيد) - (علي بن نوح بن علي الأبوي / زبيد)

- (علي بن أبي بكر بن شداد / زبيد) - (عيسى بن إقبال الهتار / التريبة)

- (عيسى بن حجاج العامري / بيت حسين) - (عيسى بن مطير الحكمي/ بيت حسين)

- (محمد بن عبدالله الحقيص / زبيد) - (محمد بن إبراهيم بن دحمان / زبيد)

- (محمد بن عمر بن محمد بن شوعان / زبيد) - (محمد بن أبي بكر الزوقرى / زبيد)

- (محمد بن أبي بكر بن شييح / العامرية) - (محمد بن أحمد الزجاجي / زبيد)

- (مفتاح بن عبدالله الأسدي / بيت مفتاح) - (مهدي بن محمد المنسكي / المهجم) - (يوسف بن علي الأشكل / وادي سردد) - (محمدبن أبي بكرالأشكل/وادي سردد)

- (أبو بكر بن عيسى بن عثمان الأشعري / زبيد) - (يوسف بن عمر المعتب/ حد القحرية)

- (أبو بكر محمد بن حسان المضري / التحيتا) - (أحمد الجندح / المثينة)

 -(أبو القاسم بن محمد السهامي/ زبيد)              - (عبلة ورزم / زبيـد)[1]

- (رجل يقال له ابن سيرين / زبيد) - (الشيخ البكاء / زبيد)

- (أبوبكر السلاسلي / القرتب) - (الملبــك /زبـيد)

- (محمد بن يوسف الضجاعي / وادي رمح) - (الصديق بربش/زبيد)

- (محمد بن عبدالله المؤذن / قرية الغصن من وادي مور) - (محمد بن مهنا القرشي / وادي مور)

- (محمد بن إسماعيل المكدش / قرية الأنفة وادي سهام) - (محمد بن مهنا الشريف / قرية البرزة)

- (محمد بن أبي مليكه / وادي سردد) - (مرزوق بن حسن الصريفي / زبيد)

- (أبوبكر بن محمد بن علي الجندح / حيس) - (أبوبكر بن محمد الحداد / زبيد)

- (الفيروزآبادي صاحب القاموس / زبيد) - (أبو الغيث بن جميل / بيت عطاء)

- (قراء ياسين العشرة / زبيد) - (الشيخ يونس / زبيد)

- (الحجب / التريبة) - (عمر بن أبي القاسم الخزان / القطيع)

- (الشيخ صديق / الحديدة) - (علي بن عمر الأهدل / المراوعة)

- (الساكت / القطــيع) - (المقدم / القطيع)

- (حباك الماء/ التريــبة) - (أحمر العين / المنيرة)

- (الشيخ أدهل / الزيدية) - (حامي الحمى / القناوس)

- (سود بن الكميث / الفاشق) - (طاهر أبو الغيث / حرض)

 

محافظة تعـــز:

- (أبو العباس أحمد بن محمد الصبعي / سهفنه) - (محمد بن عبدالله بن الخطيب / موزع)

- (عبدالملك بن محمد بن أبي ميسرة اليافعي / الجوه) - (السروي / منطقة جبا)

- (أحمد بن محمد الشكيل / المخلاف) - (أحمد بن محمد الجماعي / سهفنه)

- (عبدالرحمن بن عقيل بن محمد صاحب المخا / المخا) -

- (الواسطي / الجند) - (محمد بن ظفر الشميرى/ الجند)

- (أبو السرور بن إبراهيم / الدملوة) - (الشيخ سلمان / حبيل سلمان تعز)

- (عفيف الدين سليمان بن عمر / تعز) - (أحمد بن علوان / يفرس)

- (زيد بن عبدالله اليفاعي / الجند) - (علي بن أحمد الرميمة / صبر تعز)

- (علي بن عمر الشاذلي / المخا) - (عمر بن عبدالرحمن / صاحب الحراء)

- (أحمد بن محمد الضبعي / سهفنه) - (محمد بن عبدالله الخطيب / موزع)

- (أبوبكرمحمد بن ناصر الحميري/ الذنينتين قرب الجند) - (الحساني / جبل حيشي) - (عبدالله بن محمد العباس الحجاجي الشاكري / الجند) - (ابن ردمان / الصراهم) - (علي بن يوسف صاحب المجرية/ جبل شمير).

 

محافظــــة إب:

- (الحسين بن محمد بن الحسين السحولي / السحول) - (عمر بن عبدالرحمن بن حسان / الذهوب)

- (أبو موسى عمران الصوفي / جبلة) - (يحيى بن أبي الخير العمراني / ذي السفال)

- (علي بن أبي بكر التباعي / المخادر) - (عمر بن سعيد الهمداني / ذي عقب)

 

محافظة لحج والضالع:

- (عبدالله بن علي بن حسن بن الشيخ / الوهط لحج) - (سفيان بن عبدالله / سفيان لحج)

- (عبدالله بن حسن الجوهري / المحلة لحج) - (عمر بن علي/ الوهط)

- (حسن البحر / الحمراء لحج) - (طهرور / قرية طهرور)

- (بهية بنت موسى / عيديد لحج) - (موسى بن حسين / الجفاية لحج)

- (مزاحـــم / لحج) - (سعيد بن عيسى / مقيبرة لحج)

- (علي بن زين/ الشرج) - (عبدالله بن حسن الجوهري / المحلــة)

 

محافظات عدن وأبين وشبوة:

- (ريحان بن عبدالله العدني / عدن) -(علي بن حسن الأصابي / المحفد أبين)

- (عبدالله بن محمد بن عبدويه / كمران) - (أحمد بن علي الحرازي / عدن)

- (أحمد بن محمد بامعبد / رضوم شبوة) - (محمد بامعبد / عين بامعبد / شبوة)

- (جوهر بن عبدالله الصوفي / عدن) - (علي بن أحمد بن قيدار القريضي / عدن)

- (أبو بكر بن عبدالله العيدروس / عدن) - (أبان بن عثمان بن عفان / عدن) [79]

- (العثماني / الشيخ عثمان عدن) - (الهاشمي / الشيخ عثمان عدن)

محافظة حضرموت:

 هي أكبر المحافظات تلوثاً بالقبورية بعد تهامة،بل ربما زادت على تهامة خصوصاً هذه الأيام فإن حركة إحياء القبورية فيها قائمة على قدم وساق في شتى مناحيها من حيث إشادة وترميم المشاهد وإحياء الزيارات والشعائر القبورية، ونشر كتب الخرافة والدجل،وتأليف الرسائل لتأصيل تلك الخرافات أوالرد على المعترضين عليها.

- (عبدالرحمن بن محمد يعرف بـ " سقاف العيدروس " / تريم) - (أبو بكر أكدر / تريم)

- (عبدالله بن عبدالرحمن الشهير بالنحوي/ روغه) - (عبدالله بن أبي بكر العيدروس / تريم)

- (عبدالله بن شيخ بن عبدالله العيدروس / تريم) - (عبدالرحمن السقاف / تريم)

- (أبو بكر بن سالم صاحب عينات / عينات) [80] - (محمد بن علي الفقيه المقدم / تريم)

- (أحمد بن حسين بن عبدالله العيدروس / تريم) - (أحمد بن محمد الشهير بالحبشي / الحسيسة)

- (أحمد بن الأستاذ الأعظم / العجز) - (حسين بن عبدالله العيدروس / تريم)

- (محمد بن حسن المعلم أسد الله جمل الليل / تريم) (سالم بن بصرى / تريم)

- (أحمد بن عبدالرحمن المشهور بـ(شهاب الدين/تريم) - (محمد بن علوي بن أحمد بن الأستاذ / تريم)

- (عبدالله باعلوي / تريم) - (حسن بن علي بن محمد مولى الدويلة/ تريم)

- (علوي بن الأستاذ الفقيه المقدم / تريم) - (عبدالله بن الأستاذ الفقيه / تريم)

- (علي بن محمد صاحب مرباط / تريم) - (محمد بن عبدالله باعلوي / تريم)

- (علي بن عبدالله باعلوي / تريم) - (محمد بن علي عيديد / تريم)

- (علي بن علوي خالع قسم / تريم) - (الشيخ عمر المحضار / تريم)

- (علي بن أبي بكر السكران / تريم) - (حسن الورع / تريم)

- (سالم بن فضل / تريم) - (فضل بن محمد بافضل / تريم)

- (أحمد بايحيى واسع وعمه / تريم) - (إبراهيم بن يحيى بافضل / تريم)

- (أبو بكر بن الحاج / تريم) - (علي بن أحمد بامروان / تريم)

- (علي بن عمر القرشي / تريم) - (أحمد بن محمد بافضل / تريم)

- (علي بن محمد الخطيب / تريم) - (عبدالرحمن بن يحيى الخطيب / تريم)

- (أحمد بن علي الخطيب / تريم) - (أحمد بن محمد بن أبي الحب / تريم)

- (سعيد بن علي بامدحج / المشهور بالسويني / تريم) - (يحيى بن سالم بافضل/ تريم)

 - (محمد الغريب / تريم) - (القطب عبدالله بن علوي الحداد / تريم)

- (محمد بن علي خرد / تريم) - (محمد بن علي مولى الدويلة/تريم)

- (أبوبكر بن عبد الله الشهير بالإمام / تريم) - (أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن الأستاذ/تريم)

- (عباد بن بشر الصحابي رضي الله عنه / القرية) - (أحمد بن عيسى المهاجر إلى الله / الحسيسة)

- (سلطانه بنت علي الزبيدية / حوطة سلطانه قرب سيئون)

- (علي بن محمد الحبشي / سيئون)                 - (عمر بامخرمة / سيئون)

- (عيدروس بن عمر الحبشي / الغرفة) - (أحمد بن زين الحبشي / حوطة أحمد بن زين)

- (الحسن بن صالح البحر / ذي أصبح)    - (أحمد بن عبد الله القديم باعباد / الغرفة)

جرب هيصم مقبرة شبام تحتوي على عشرات القبور المعظمة والقباب والمشاهد.

- (الهدار / القطن)

- (وفي بلد النقعه بالقرب من حورة قبر الشيخ جنيد باوزير)        - (وقبر الشيخ علي بن سالم باوزير)

 وأما حريضة ففيها عدد كبير جداً من القباب والمشاهد على قبور آل العطاس منها: قبر السيد عمر بن عبد الرحمن العطاس ، وقبر طالب بن حسين العطاس، وقبر أبي بكر بن عبد الله العطاس، وقبر أحمد بن حسن العطاس وغيرهم.

وفي وادي عمد أكثر من عشرين قبراً معظماً أشهرها:

صالح بن عبد الله العطاس، وصالح بن عبد الله الحامد، وقبر عمر بن حسين العطاس بنفحون.

ثم بقية قرى الوادي لا تكاد قرية واحدة تكون خالية من قبة أو مشهد أو قبر مجصص يزار في السابق، ولدي قائمة بأكثر تلك القبور آثرت عدم كتابتها للاختصار.

 وهناك مناطق لم تذكر وقبور كثيرة تركتها كذلك حيث القصد التمثيل وليس الحصر.

-----------------------------------------

 

 

الرجوع للصفحة الرئيسية

 



[1]  السلوك ( 2/183 ) ، وطبقات الخواص ص( 212 ) .

[2]  مرآة الجنان ( 4/ 354 ) .

[3]  في الأصل. المتقدمون وهو خطأ .

[4]  السلوك ( 2/ 615 ) .

[5] كذا في الأصل والمعروف زياد بن لبيد .

[6] كذا في الأصل.

[7] كذا في الأصل.

[8]   هود ( 105 ) .

[9] زنادقتنا هنا ليس على أصلها المعروف عند العلماء ولكن المقصود الظرفاء والمهرّجون .

[10] في الأصل "قمار".

 

[11]  المشرع ( 1/146 – 148).

[12]  المشرع(1/148).

[13]   طبقات الخواص ص ( 45 ) .

[14]  كذا في الأصل ولست أدري من يعني .

[15] المشرع (1/148)وقد اختلفت بعض الأسماء ولا أراه يضر إذ المقصود إثبات العقائد الضالة في ذلك وليس تعيين الأسماء .

[16]   المشرع ص( 1/ 148 ) .

[17]   الطبقات ص ( 418 ).

[18]   المصدر السابق ص ( 195 ) .

[19]   المصدر السابق ص ( 106 ) .

[20]  المصدر السابق ص ( 71 ) .

[21]   الطبقات ص (138 ).

[22]   السلوك (2/263 ) وانظر : طبقات الخواص ( 302 ) .

[23]   السلوك ( 1/356-357 ) .

[24]  الطبقات ص ( 319 ) .

[25]  المصدر السابق ص ( 365 ) .

[26]  المصدر السابق ص ( 213 ) .

[27]  المشرع ( 2/193 ) .

[28]  الطبقات ص ( 283 ) .

[29]  المصدر السابق ص ( 419 ) .

[30]   المصدر السابق ص ( 121 ) .

[31]   ما جاد به الزمان من أخبار مدينة حبان تأليف السيد محمد بن عبد الله بن محمد الحوت المحضار بدون تاريخ ولا سنةطبع .

[32]  المصدر السابق ص ( 25 – 26 )

[33]   المصدر السابق ص( 35 )

[34]  المصدر السابق ص( 34 ) .

[35]   المشرع ( 2/ 177 ) .

[36]  المصدر السابق ( 2/29 ).

[37]  المصدر السابق ( 2 / 115 ) .

[38]   المصدر السابق (2/10-11).

[39]   الطبقات ص ( 278 ) .

[40]   هجر العلم ( 2/743 ) .

[41]  البدر الطالع ( 2/333) .

[42]  المصدر السابق  ( 2/333 ).

[43]   الطبقات ص ( 84 ) .

[44]   المصدر السابق ص ( 213 ) .

[45]   المشرع ( 1/202 ).

[46]   المصدر السابق  ( 2/47-48 ) .

[47]   المصدر السابق (2 / 73 ).

[48]   المصدر السابق  ( 2/201 ).

[49]   المصدر السابق  ( 2/205 )

[50]   المصدر السابق  ( 1/149 ) .

[51]  الطبقات ص (319) .

[52]   المصدر السابق ص  ( 339 ) .

[53]  المصدر السابق ص ( 138 ).

[54]   المصدر السابق ص( 269).

[55]   المشرع ( 1/186 ).

[56]   الطبقات ص ( 208 ) .

[57]   المصدر السابق ص  ( 209) .

[58]   المصدر السابق  ص ( 378 ) .

[59]   المشرع ( 1/149 ) .

[60]  انظر: تاج الأعراس ( 1/209 ).

[61]   الجــن  (6) .

[62]   الطبقات ص( 251 ).

[63]   المصدر السابق ص ( 410 ).

[64]   المصدر السابق ص ( 63 ) .

[65]  المصدر السابق ص( 71 ).

[66]   المصدر السابق ص( 149 ) .

[67]   المصدر السابق ص ( 283 ) .

[68]   المشرع ( 2/139-140 ).

[69]  المصدر السابق ( 2/29 ) .

 [70] تاج الأعراس ( 1/208-209) .

[71]  انظر : ص ( 239-241 ).

[72] انظر : ص  ( 243 ).

[73]  انظر : ص (  244  ).

[74] السلوك ( 1/462 ) .

[75]  في الأصل (كما نما).

[76]   تذكير الناس ص ( 220 ) .

[77]   النور السافر ص( 427 ) .

[78]   شرح العينية ص(195 ) ، والغرر ص ( 198 ) .

[79]  قال بامخرمه في تاريخ ثغر عدن : ( وأظنه أبان بن عثمان بن عفان ) ص(33) طبع دار الجيل بيروت – ودار عمار الأردن، تحقيق علي بن حسن عبد الحميد .

[80]  هذه البلدة تحتوي على عدد كبير من الأضرحة أشهرها سبعة ولها قداسة ومكانة عظيمة عند قبورية حضرموت ) .