الشللية الثقافية:5.لقاءات:إضبارة د.عبدالله الفـَيفي http://alfaify.cjb.net

الشاعر عبدالله الفيفي.. الشللية الثقافية إفراز طبيعي لثقافتنا المجتمعية وعلاجها يحتاج وقتاً طويلاً
حوار: ساري الزهراني

لـ ملحق "الأربعاء"- جريدة المدينة (السعودية): الأربعاء 5 يوليو 2006
[صفحـ1ـة PDF] [صفحـ2ـة PDF]

يقف الشاعر الدكتور عبدالله الفيفي الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض ملوّحًا لقافلة الجمال بدواوينه الشعرية وقصائده التي أخذت وقدتها من نسيج أعصابه، ليمثلها ديوانه "إذا ما الليل أغرقني"، و"فَيْفاء"، كما أسهم بقدر كبير في الحركة الثقافية والإبداعية والفكرية من خلال مشاركاته في عدد من الصحف والدوريات بجانب مؤلفاته الأخرى..

"الأربعاء" نصب الأسئلة منصة لبوح الفيفي.. فكان هذا السفر الماتع مع إجابات الفيفي...

جهود متفرقة

- كيف ترى واقع الحركة الثقافية في بلادنا في وقتنا الراهن؟

- من يتابع الحركة الثقافية في المملكة يلاحظ أنها مرتبطة بالحركة الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية، ولا شك أن المملكة بصفة عامة تشهد تطورًا في حقلين مهمين في تغذية الجانب الثقافي، وهما: الجانب التعليمي والإعلامي، بما يشمل الجامعات وتعددها، وتعدد النخب، سواء كانوا من خريجي الجامعة السعودية، أومن الذين درسوا خارجها، وبالتالي الحركة الثقافية في المملكة نشطة، إلا أنني أعتقد أنه يغلب عليها النشاط الفردي، والمبادرات الشخصية، إذ ليس هناك نوع من تضافر الجهود في بلورة حراك، فيه نوع من التخطيط واستراتيجية تطوير. ومن ثم، فهذه النهضة الشاملة ما زالت تقوم على أكتاف فردية، ونأمل فيما تشهده الآونة الأخيرة، وبعد قيام وزارة خاصة بالثقافة والإعلام، أن يُنظّم هذا النشاط المتفرّق جغرافيًّا، وحتى المتفرق بين من هم في مؤسسة واحدة، كمؤسسة جامعية، أو المنتمين إلى أندية أدبية, بحيث يكون هناك نوع من تكثيف الجهود، والتعاون للخروج بمشاريع تؤدي إلى ما نصبو إليه من تطوّر مخطط له، وليس ارتجاليًّا، أو مناسبتيًا، وهذا ما آمله.

حيوية وتنافس شريف

- نادت بعض الأصوات بتحويل المؤسسات الصحفية إلى شركات مساهمة، برأيك هل هذه الخطوة ستتيح واقعاً أكثر انفتاحًا وحراكًا للساحة الثقافية؟

- بغض النظر عن الجانب الإجرائي- وما إذا كانت هذه المؤسسات من حقنا أن نفرض عليها اتجاهًا معينًا، مع أنها قامت على أكتاف أناس بذلوا من جهدهم ومالهم، لتحويلها إلى مؤسسات أو شركات مساهمة- بغض النظر عن هذا كله، أتصور أن فتح أي مجال لمشاركة الناس سيكون فيه مزيد حرية، وفيه – أيضًا– تنافس دائم، كما سيُحدث في الساحة تجديدًا وحيوية، وهذا أمر لا خلاف فيه, وأتصور بالفعل أنه إذا ما تم ذلك، حتى وإن كان من خلال مؤسسات جديدة، رديفة لمؤسسات على النمط القائم حاليًّا، سيكون في ذلك أنواع من التنافس، التنافس الاقتصادي والتنافس الثقافي، كما أنه سيوجد حيوية جديدة، وتسابق شريف بما يدفع بعجلة الثقافة إلى الأمام.

الانتخابات والعملية الثقافية

- كيف تنظر إلى الأندية الأدبية بعد الخطوات والإجراءات التي أدت إلى انسحاب البعض منها، وهل هذه الخطوات ستخدم الثقافة أم قد تكون عائقا في إحجام الكثير من الأدباء والمثقفين عن الأندية الأدبية؟

- لا أعتقد أنه سيكون هناك إحجام عن الأندية الأدبية كما ذكرت في سؤالك، إلا لأسباب شخصية، ولكن دعنا لا نتعجل الأمور, ولا نحكم على الأشياء قبل أن تُعطى الأندية فرصة، فالأندية الأدبية كأي مؤسسة أخرى تحكمها أنظمة ولوائح، ما وُضعت إلا من أجل أن تخدم الثقافة، ولعل الخطوات الأخيرة هي خطوات مرحلية. والذين ينادون بالانتخاب لهم وجهة نظر نحترمها، لكننا في الوقت نفسه يجب ألا نكون خياليين أكثر من الممكن، فالتغيير لا يأتي بين عشية وضحاها، بل هو في حاجة إلى التدرج. علمًا بأن قضية الانتخاب أو التعيين ليست هي المهمة في ذاتها، فكم من المؤسسات فيها انتخاب وليست ناجحة، وكم من المؤسسات قائمة على التعيين ونجحت، فالقضية ليست أن نتمسك بإجراء معين، وكأنه سيكون حلاًّ سحريًّا. ما يهمّ الناس عمومًا هو: النتائج، ماذا سيفرزه هذا الكيان من نتائج مفيدة للمجتمع، وفي كثير من الأحيان لا يكون الانتخاب مؤديًا إلى ما يُتوقع منه، والعكس احتمال كذلك.. لا شك أن إعطاء الناس الحرية في أن يختاروا هو في حد ذاته ثقافة، قبل أن يمارس المنتخب دوره الثقافي.. العملية في ذاتها عملية ثقافية، وتعكس توجهات المجتمع، وأنا معها بكل تأكيد، لكنها في ظني تحتاج إلى خطوات معقولة. ولعل الوعود التي قيلت حول ما بعد هذه الخطوات ستتحقق، إن شاء الله.. دعنا نرى ما سيتحقق ثم نحكم على ذلك لا أن نستعجل الأحكام من الآن.

أعذار مرفوضة

- ولكن هل تعتقد أن المثقف السعودي أو فلنقل المواطن العادي وصل إلى ثقافة انتخابية عندما ننادي بها أو نمارسها؟

- أُجريتْ الانتخابات البلدية ونجحت إلى حد نسبي, وهذا مؤشر مهم على أن المجتمع السعودي نظلمه كثيرًا حينما نشكّك في معرفته أو مقدرته على الانتخاب. وشرائح كثيرة من هذا المجتمع عاشوا هذه التجربة بشكل أو بآخر خارج المملكة أو داخل المملكة, ولديهم من الثقافة والوعي ما يؤهلهم لذلك. أنا أعتقد أن مثل هذه الأعذار في تعطيل كل تطوير بحجة أن ليست لدينا جاهزية هي محض تعلّل.. فلنبدأ بالخطوة الأولى، ما أخشاه أن تكون تلك المقولات حقًا يراد به باطل.

مسؤولية مشتركة

- برأيك ما الدور الذي ينبغي أن يقوم به المثقف سواء كان أديبًا أو شاعرًا، مساهمة في الحملة ضد الإرهاب؟

- المسؤولية مشتركة من كل فئات المجتمع، من الأسرة إلى المسجد إلى المدرسة إلى المثقف إلى الإعلامي إلى الدولة، ولا يمكن أن نلقي تبعية هذا الداء الذي يهدد أجيالنا ومستقبلنا ومجتمعنا على قطاع دون آخر، كل مسؤول فيما يخصه وفيما يسهم فيه لدحر هذا الداء.
والقضية في الأساس هي قضية تربية، ليست تربية أسرية فقط، بل تربية اجتماعية وتعليمية وإعلامية.. فنحن نأمل من الجميع التنبه إلى هذا، ومعالجة هذه الأمور دون الأخذ ببعض المقولات التي تعطل العلاج الفعلي، إذ يجب أن نواجه الحقائق، وأن نصلح من أنفسنا، وإذا كان هناك شيء من خارج المجتمع فيجب إصلاحه وعلاجه، أما إذا كان من داخل المجتمع فيجب أن يشترك الجميع في علاجه وإصلاحه. والمثقف عليه دور كبير، ولكن المثقف لا يستطيع أن يعالج شيئا لدى إنسان ما لم يكن هذا الإنسان قد نشأ في أسرة تفهم معنى الوطنية ومعنى الوسطية ومعنى الإسلام أساسًا، ثم في مدرسة تأخذ بهذا النهج، وفي مجتمع بعمومه - ولكل قاعدة شواذ- تسود فيه ثقافة التسامح، وهناك يأتي دور المثقف مكملاً. ولكن لنفترض أن المثقف يستطيع أن يصلح ما يفسده الدهر، فإن هناك من تربوا وتعلموا ووُجهوا توجيهًا معينًا لرفض الإصغاء – مجرد الإصغاء- للطرف الآخر، ومجرد قبول الحوار، بل الاتهام لكل من يقول رأيًا مخالفًا، فالواحد من هؤلاء يرفض المثقّف أساسًا ولا يصغي إليه! وإذن دور المثقف هناك معطل لأن الأجهزة التي مرت بهؤلاء هي أجهزة فيها خلل يجب أن يراجع ويصحح، ثم يأتي دور المثقف ليكمل هذا المشروع الوطني المهم للثقافة والحوار.

الخطوط الحمراء والرقابة الذاتية

- بحكم أنك كاتب تمارس الهم الكتابي، هل تعتقد أن هناك خطوطا حمراء تمارس ضد الكتاب من قبل جهات معينة أم أنها مجرد وهم، خاصة في زمن الانفتاح الذي نعيشه الآن؟

- يجب أن تكون الخطوط الحمراء عند الكاتب نفسه، وليست مفروضة عليه، فكما تفضّلتَ، مع الانفتاح الثقافي أين ستضع هذه الخطوط الحمراء فإذا وضعتها في ناحية انفتحت في ناحية أخرى.
المثقف هو المسؤول عن كلمته، وهو المحاسب عما يقول ويجب أن يكون له منطلق فيما يفعل وفيما يعبّر عنه، وأن يتحمل مسؤولية ما يقول دون أن يفرض عليه.. إذن هو التزام وليس إلزامًا، لأن الإلزام غالبًا ليست له نتيجة أو جدوى، وإنما الأهم أن يكون المثقف هو الملتزم بخطوط تتعلق بالجانب الديني والوطني والأخلاقي. إذا توافرت هذه المرتكزات فكثرة الخطوط الحمراء قد تكون اجتهادية، وهذا الذي يخشى منه. وأرى إذن أن الخطوط الحمراء لا جدوى منها، بل هي تعطل الثقافة أكثر مما تفيدها، ولم يعد لها مردود، لأن الممنوع يمكن أن يكون متاحًا بوسائل كثيرة. أما الرقابة في الإعلام، فالرقابة موجودة في كل أنحاء العالم، فلا تستطيع أن تزعم بأننا نتفرد بالرقابة. يجب أولاً أن نفكر في سؤالك السابق، وكيف يمكن أن يُنشأ هذا المثقف بحيث يعرف ما له وما عليه، وأن يلتزم قبل أن يكون عليه رقيب أو حسيب في ذلك.

- وهل مرت عليك هكذا تجربه؟

- لا لم تمر علي إطلاقًا.

إشكالية المصطلح

- ما رأيك في الظواهر الفنية الموجودة على الساحة كقصيدة النثر مثلاً؟

- أنا مع كل تجديد، يمس كل الفنون عمومًا، بما فيها الشعر والنثر، وليس هناك محاذير من التجديد على الإطلاق، القضية تتعلق بذوق وتقبل المجتمع، فحينما ينتج الأديب، سواء أكان شاعرًا أم كاتبًا، نصًّا، ولا يتلقاه الجمهور، فلا نحتاج إلى أن نقول: إننا ضد هذا النص أو ضد هذا الجنس الأدبي، فهو قد فشل في الوصول إلى المتلقي، ومن ثم فإن هذا الحكم يكفيه.. إن القضية ليست قضية "مع أو ضد"، وإنما القضية هل يستطيع النصّ أن يتواصل مع المتلقي أم لا؟ هل استطاع أن يوصل رسالته أم لا؟ إذا نجح في إيصال هذه الرسالة إلى قارئ ما فقد نجح! قصيدة التفعيلة مثلاً واجهت هجومًا ونقدًا وحربًا وزعمًا بأنها أرادت تدمير التراث، ثم نشأت لها قابلية لأنها متصلة بالتراث؛ ذلك أن التجديد لا يعني القفز على الماضي، ولا يعني التنكر للتراث، وإنما البناء عليه والتطوير فيه.. وقصيدة النثر فيها نماذج جميلة جدًّا، وقد يكون الإشكال في المصطلح، أي في مصطلح أن تُسَمّى قصيدة نثر! وهنا خلطٌ بين أوراق الأجناس الأدبية، فالقصيدة لها هوية معينة, والنثر له أيضا هوية أخرى. وعلى كل حال، لا مشاحة في الاصطلاح، إلا أن قضية التواصل هي التي ما زالت تنقص قصيدة النثر، وإن غُض النظر عن المصطلح.

اختلاف الآليات

- في أيام الثمانينيات الميلادية كان هناك بؤرة صراع، وحراك ثقافي ونقدي ما بين الجديد والقديم، وما بين الأصالة والحداثة من جهة.. في اعتقادك لماذا اختفت تلك الصراعات، وذاك الحراك؟

- لعل الآليات اختلفت.. كانت المنابر تبرز هذا النشاط فلم يكن هناك انترنت ولا فضائيات، ولو راقبنا ما يدور الآن في المنتديات أو في المواقع المختلفة ، أو في الفضائيات، سنجد أن المنبر اختلف، لكن لا نستطيع أن نقول أن الحراك قد اندثر، ربما توقف بعض من كان في ذلك الوقت، ولكن هناك من يقوم بهذا الدور، ولكن بآليات مختلفة. مشكلتنا الثقافية أننا ما زلنا نفكر أن النشاط الثقافي قائم حسب تقنية حقبة الثمانينيات، وهذه من الأشياء التي تؤخذ على النوادي الأدبية التي تفترض أن الناس سيحضرون إلى النوادي الأدبية، على حين يمكن أن يجد الإنسان ما يريد وهو في عقر داره، فلماذا يتكلف عناء الحضور؟

الشللية ثقافة مجتمعية

- ألا ترى أن هناك هيمنة اسمية قد وضعت يدها على الساحة الإعلامية في الزوايا والأعمدة الصحفية، والصفحات الثقافية والمنابر الإعلامية؟

- أرى أن هذا مرتبط بالثقافة الاجتماعية التي ورثناها وهي تتعلق بالعلاقة بشخص معين، يجعله أقرب إليّ، أو إلى فلان الذي أعرفه، أو من قبيلتي، أو حسب اتجاه معين، أو تيار واحد. وهذه الثقافة المجتمعية هي التي توجد ما يسمى بالشللية، أو وجود أعلام تتكرر أسماؤهم في الساحة. ونحن نتطلع إلى أن يتغير هذا مع الزمن، ومع تعدد الأسماء، وتفاعل المجتمع بعضه مع بعض، بغض النظر عن التيارات والأحزاب.. فالثقافة الاجتماعية تحتاج إلى وقت طويل وعلاج ناجع حتى نصل إلى ما نصبو إليه.

الموهبة والقابلية

- هل النقد الأدبي خدم شعر الدكتور عبدالله الفيفي؟

- أنا شاعر قبل أن أكون ناقدًا، ولا شك بأن النقد يفيد العمل الأدبي، ولكنه لا يخلق شعرًا ولا أدبًا، وإنما هو وسيلة تبصير للأديب، وأداة تعرفه على الآليات الضرورية لتطوير أدبه، لكنه في النهاية لا ينتج أدبًا دون موهبة أصيلة.. إذا لم يكن للأديب قابلية وموهبة، فمهما تعلم من أصول يعطيه إياها التنظير النقدي، لن ينتج شعرًا ولا نثرًا.

تنظير وتطبيق

- أغلب كتب النقد الأدبي أقرب إلى التنظير منها إلى التطبيق، ما قولك؟

- أعتقد أن التنظير مهم، وأنه تأسيس للتطبيق، وما تقوله في سؤالك ملحوظ حقًّا، ربما كان السبب في ذلك أن التنظير الذي يروّج في العطاء النقدي يأتي مقتبسًا أو مترجمًا، ومن ثم نرى أنه أوسع وأكثر من ملامسة النصوص, ولكن لا نستطيع أن نعمم؛ لأن هناك دراسات نقدية تطبيقية، سواء في التراث أو في الأدب الحديث. النقد الأدبي السعودي بصفة عامة مازال، بما فيه من التنظير والتطبيق، دون درجة النضج الذي نتطلع إليه، ولعل السبب في ذلك أن التجربة ليست قديمة، فمنذ عبدالله عبدالجبار في التيارات الأدبية إلى عبدالله الغذامي إلى من جايله أو ممن جاء بعده، هناك مراحل متقطعة مرّ بها النقد السعودي، فليس هناك تواصل في تاريخ النقد. وأيضا ليس هناك تواصل حتى بين النقاد أنفسهم لإنتاج مشاريع مشتركة، كفِرَق عمل، بل كل يجتهد من جهته، وكل يغني على ليلاه. ولذلك نجد هذا الضعف في النقد الأدبي السعودي في تنظيره وتطبيقه بصفة عامة. وقد آن الأوان أن يكون هناك نوع من تكاتف الجهود بين العلماء والباحثين لدراسة الأدب السعودي، من دون أن تأخذنا الصراعات الأدبية والتيارات النقدية.

بناء وهدم

- هناك من كان يمارس العملية النقدية، ثم تحول عن ممارساته النقدية إلى الكتابة الاجتماعية والروائية، ما رأيك في هذا التحول؟

- هذا التحول له دافعان: الدافع الأول، ما يحدث في المجتمع من تغيرات متلاحقة تُشعر بعض الباحثين بضرورة نقد المجتمع، وأن ذلك أولى وأهم من نقد النص الأدبي، وهو عمل مشروع، ولكنه لا ينبغي أن يُلغي في المقابل النقد الأدبي. الأدب يظل نتاجاً محتاجًا إلى من ينقده ويدرسه. والاهتمام بالرواية كذلك هو نتيجة تغير اجتماعي، وَجَدَ في السرد ما هو أقدر على ملامسة قضايا المجتمع ونقدها وكشف مشكلاتها وإيصال صورة من المجتمع إلى الآخر. لكن تظل مشكلتنا أنه "لا توسط بيننا"؛ فحينما يأتي السرد نقول هذا هو ديوان العرب، والشعر يجب أن يوضع في الظل، أو هذا النقد الثقافي ولا بد أن يميت النقد الأدبي! إن من المثري أن يتعايش هذا الجنس مع ذاك، وكل يخدم قضية معينة، فلا تعارض، وجود شيء لا يقتضي بالضرورة ثني شيء آخر، وبناء صرح لا يعني أن نهدم الصروح التي لها تاريخ ولها عطاء ولها قيمتها الاجتماعية.

- كيف يبدو هؤلاء في مرآتك؟
د. حسن الهويمل:

- كاتب وناقد وباحث جاد. ولديه مواقف تعجبني، كتمسكه بشخصيته المستقلة، كما أنه من الفاعلين في حياتنا الثقافية والنقدية.

- د. عبدالله الغذامي:

- إنسان مجدد، طموح، ولديه رغبة ملحّة دائمًا في إثارة قضايا قد لا تكون مقصودة لذاتها، ولكنها تخلق حراكًا وجدلاً ونقاشًا, كما أنه ناقد كبير، حتى وإن اختلفنا معه.

- الأستاذ علي العمير:

- أنا أعرفه كاتبًا ساخرًا كبيرًا، ومن الذين حضورهم يحيي شهية الباحثين والجدليين، ويحرّك الكثير من الراكد في الساحة، بطرق متميزة جدًّا قلّ أن نجد له نظيرًا.





[ مع الاعتذار عن بعض الخلل الأسلوبي الذي ظهر به اللقاء حين نشره في "الأربعاء"، نتيجة الظرف الذي سُجّل فيه، وقد تمت محاولة تلافي ذلك هنا ]





شكراً لزيارتك هذه الصفحة!

أنت الزائر رقم:


FastCounter by bCentral

جميع الحقوق محفوظة ©