الكتابة برؤى عالمة: فيفاء الفيفي http://alfaify.cjb.net

الكتابة برؤى عالمة: فيفاء الفيفي

عبد الحق ميفراني – المغرب

"فيفاء" هو عنوان ديوان الشاعر والناقد السعودي الدكتور عبدالله الفيفي صدر عن منشورات اتحاد كتاب العرب بدمشق، ويحمل رقم سبعة في بيبلوغرافية الكاتب عبدالله الفيفي بعد مجموعة من الدراسات والبحوث، وبعد إصداره للديوان الأول" إذا ما الليل أغرقني"/1990، يقرر أستاذ كلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالله لفيفي ترك فعل الاستقراء جانبا كي يجرب مرة ثانية فعل الكتابة الشعرية، والتي ظلت طيلة 15 سنة موضوع البحث والمقاربة. في ديوان "فيفاء" وهي إشارة دلالية للمكان بما يختزله من سند مرجعي يوازي فعل الإخصاب التي تقترحه رؤى القصائد وهي هنا نموذج لطقس العبور، يقترح الشاعر رؤى "عالمة" بفعل الكتابة ولعلنا نقترح قصيدة "الى شعراء البيتزا هوت"/ص166، كي نستدل على قدرة قصائد فيفاء الفيفي نزوعها الى استذماج لحظة الكتابة بمنطق القراءة العالمة، فالقصيدة نقد لاذع لما وسمهم النص ب "تجار الكلمات" / " شعراء الزفة" وينحو سياق النص اتجاه إعادة قراءة جغرافية الحداثة لكن وفق تصور ينزع الى جعل النص الشعري صدى لجدل رؤى القصيدة في حفريات مسار تحولها. وهو ما تجيب عنه قصيدة "ولكن.."/ص12، في اشتغالها على البياض عبر توزيع كاليغرافي يجعل من النص امتداد لأقصى استعاراته حيث اللغة "تتسلطن" في قدرتها على استغلال سياقات خارج/نصية كي تعيد بناء أفقها الذي تنحو بنائه..وهو ما يجعل من نصوص فيفاء حتى في استذماجها لتجارب شعرية متعددة <عمودية ونثرية> تمارس هامش التجريب المفتوح على حداثتها مادامت الحداثة لعنة تصاحب النص الشعري في انفتاحه على سؤال التحول.
تتعدد قصائد فيفاء بتعدد حقولها الدلالية لكن غنى صيغها التركيبية يجعلنا أمام أضمومة تجيب على مرحلة البياض التي ميزت المسافة الإبداعية الفاصلة بين إصدار الديوان الأول<سنة 1990> والديوان الثاني<سنة 2005> إذ يملأ هذا البياض مرحلة البحث في السياق الشعري من قديمه الى حديثه الى سؤال تحولاته، وفي سياق التحول يندرج إصدار فيفاء والتي لن تجيب إلا على سؤالها الشعري المسكون بهاجس سؤال النقد، ويرتبط سياق التحول على مستوى دينامية النص الشعري في تعدده وانفتاحه على تجريب صيغ الكتابة الشعرية دون التقيد بنموذج مفرد وفي هذا الاختيار تأكيد لحضور عين الناقد والتي جعلت النص الشعري حقل تجريب لرؤى تتخذ من سطوة المكان وشعريته سواء الوطن أو فيفاء أو الطائف أو غرناطة أو بغداد أو قرطبة وهكذا دواليك سلسلة لا نهائية من صياغات شعرية المكان الذي يتحول للعبة استعارية مفتوحة على متخيل شعري يتقاطع ولا نهائية الشعر ومطلقه وثمة ملمح صوفي لفعل الحلو في المكان/الذاكرة والسيرورة هو سفر "مناجاة/ص181" لأيوب حيث يخطط جداريته هنا الآن أليست القصيدة في النهاية "فتح الفتوح"/ص11. إن إصرار القصائد على استغوار معجمها بالشكل التي يمتد من لا نهائية غنى إضافي يجعل من حقل الدلالي أكثر إخصابا..
في سنة 1998، صدر للدكتور عبدالله الفيفي كتاب دراسة"شعر النقاد" والرغبة التي تولدت بفعل الإصدار تعيد بناء لحظتها الآن في ديوناه "فيفاء" إذ عندما تلتقي القراءة لعالمة مع سياق نموذجي هو مجال خصب للاستقراء الوصفي تتشكل النصوص حينها وفق ما نسمه ببناء المحو، أي ما تنفيه القراءة أساسا وما تعتبره سجلا للجدل والتفكيك وفي ذلك إصرار الناقد على محاورة الشاعر من خلال نص مرجعي بالتالي لا يمكن أن تتحول النصوص إلا حقول تجارب مفتوحة وهنا مكمن الخصوصية والخصوبة وديوان فيفاء شبيه بسيرة النص عند الناقد لذلك تتعدد صياغات الرؤى لتجيب على زمنها المفتوح الممتد وذلك في ارتباط مع لعبة الدوال والتي توظف منطق الإيحاء كي تجعل نصوص فيفاء أكثر فعالية في إنتاجها أنماطا وظائفية اعتمادا على إيحائية اللغة الشعرية وانزياح دائم عن معيارية نموذجية..
• قصيدة اليوم استقالت /ص9
• رب قصيدة فتح الفتوح /ص11
• هذه الحياة قصيد /ص46
• قصيدة كحفيف ثوب عروسة /ص139
• الشعر تلهمه الرؤى /ص148
• سابني خيالا جديدا /ص164
• نحن الشهداء بشعر الطقس**
كقافية الطبل البلدي بحارتنا/ص170
• آلات الشعر /ص174
• القصيدة صمت واحدة**
أشهى من هذا الشعر بغاء?/ص177
• صدر المعاني الشاعرية /ص33
• هاتي لغتي الأولى /ص59
• عمد لسانك أو حرر فما لغة**
عادت لها شيم الإعراب تنكسر/ص87
• كم قلت أني شاعر ومصور/ص140
• نحو عربي نعربنا
• لغة حبلى /ص172
• عروض شعري لبني الوزنا /ص172
• شعراء الزفة /ص172
نصوص فيفاء مسكونة بسؤال الكتابة وبسؤال الشعر وفي مفارقات اللغة الشعرية الكثير من لعبة الدوال والتي هي هنا معبر لأفق نصوص فيفاء مكمن ديناميتها، فهي نزوع صوفي ونزوع عالم، ونزوع نقدي، وهي رؤية ثلاثية توحد\ مسارات منجز فيفاء النصي ولا تقرأ إلا داخل سياقات مركبة تمتد من النقد الى النص الإبداعي مما يجعل من أية استراتيجية مقاربة نموذجية لنصوص فيفاء ليست مكتملة مادامت لا تراعي خصوصية التجربة ككل، ومنطق وعيها. لذلك ينفتح ديوان فيفاء للشاعر والناقد عبدالله الفيفي على سؤال الكتابة الشعرية في تجربتها الخاصة التي تقدمها نصوص فيفاء الفيفي..



نقلاً عن موقع (إيلاف).




شكراً لزيارتك هذه الصفحة!

أنت الزائر رقم:


FastCounter by bCentral

جميع الحقوق محفوظة ©