التعليم الإلكتروني:5.لقاءات:إضبارة د.عبدالله الفـَيفي http://alfaify.cjb.net

د. عبدالله الفَيفي: أُولى العقبات في سبيل التعليم الإلِكتروني الأُميّة الإلِكترونيّة لدى أساتذة الجامعات!

مجلة "اليمامة"، العدد 2041 ، السبت 27 محرّم 1430هـ= 24 يناير 2009م
ضمن قضيّة الأسبوع تحت عنوان "التعليم الإلكتروني: هل نحن جاهزون؟"، إعداد: سعد الحميداني، ص12-15



- 1 -

في تقديري أن واقع التعليم الإلِكتروني في الجامعات العربيّة عمومًا، والسعوديّة خصوصًا، ما يزال دون الدرجة المطلوبة، والوضعيّة الممكنة، بكثير. والسبب أننا نعاني من أُميّة إلِكترونيّة على مستوى أعضاء هيئة التدريس الجامعيين أنفسهم، فكيف إذن ستنهض عملية تعليميّة إلِكترونية؟

-2-

أُولى العقبات إذن في سبيل التعليم الإلِكتروني هي تلك الأُميّة الإلِكترونيّة لدى أساتذة الجامعات، من حيث إن التعليم الإلِكتروني ليس أجهزة، بل هو قبل ذلك فكر وثقافة. ولعلّ مشروع جامعة الملك سعود- على سبيل المثال- (التشجيعي) في هذا المضمار كان يتوخّى رفع كفاءة عضو هيئة التدريس بما يتماشى مع طبيعة العصر. إلاّ أنه مشروع يؤمّل أن تكون له من الضوابط الدقيقة ما يكفل إيتاءه ثماره المرجوّة، وأن يتخطّى تدشين بوابة الجامعة الإلِكترونية، وصرف بدلات استخدام الحاسب، إلى إدخال الحاسب في العمليّة التعليميّة بالفعل، وإرساء التواصل الإلِكتروني التعليميّ بقوّة وفعاليّة.
نعم شبكات الجامعات الإلِكترونيّة هي الآن من أردأ الشبكات التي يمكن أن يعوّل عليها طالب أو باحث. وإمكانية التطوير ستظل مرهونة بإدراك أن لا جامعة في هذا العصر بلا شبكة إلِكترونية حقيقيّة تربط الطالب بالأستاذ، والجامعة بالمجتمع، والوطن بالعالم، وبأسلوب مباشر وسهل وسريع. هذه لغة العصر. ولم تعد أمرًا ثانويًّا في التربية والتعليم. وغيابها لدينا كان أحد الأسباب وراء تأخّر تصنيف الجامعات السعوديّة بين الجامعات في العالم. وقد جاءت النظرة التي سادت أوساطنا الجامعيّة إلى هذا السبب: على أنه لا يعني شيئًا في معايير تصنيف الجامعات، دليلاً على أن الجامعات لدينا ما انفكّت تفكّر خارج العصر، وتتصوّر العملية التعليميّة وفق عقليّة تقليديّة، وبحسب أدوات هي في طورها إلى التراجع.

-3-

منذ وقت مبكر أخذت الجامعات- في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا- تدير العمليّة التعليمية في كثير من جوانبها عبر الشبكة الإلِكترونية، بما في ذلك إجراء الاختبارات وتقويم مستوى الطلبة. هذا فضلاً عن الإفادة من النشر الإلِكتروني في إتاحة الكتاب للطالب والباحث، مجّانًا، مع ربط الطالب بأساتذته، وتسهيل الوصول إلى مكتبات الجامعة وأوعية معلوماتها عبر لوحات المفاتيح الحاسوبيّة. فيما الأمر لدينا ما يزال إلى اليوم أقلّ من هذا الحُلم بكثير.
ولست أرى ما ينقص جامعاتنا عن مواكبة التطوّر العالمي في التعليم عبر الوسائط الإلِكترونيّة. فالأموال لا تشكّل لدينا عائقًا، والجيل الحاليّ من الطلاب والطالبات مؤهّل بطبيعة العصر الذي عايشه لتقبّل هذا التحوّل. إنما تبقى ضرورةٌ ملحّة إلى إعادة تأهيل قطاع كبير من القائمين على الجامعات- بما فيهم مدرسو الجامعات ومنسوبوها- كي يغيّروا أنماط تصوّراتهم للعمليّة التعليمية، وطرائق تعاملهم مع واقعها الجديد، بل قبل ذلك كي يستوعبوا ثقافة العصر، الذي دهمهم وجهه الإلِكتروني "الإنترنتّي" خلال العِقدين الأخيرين.

الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيفي
(عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود)
الجمعة 24 شوّال 1429هـ





شكراً لزيارتك هذه الصفحة!

جميع الحقوق محفوظة ©