الإعجاز في القرآن الكريم    إبراهيم المظالي
أخفض منطقة في العالم أسرار البحار اتساع الكون أسرار السحاب
اهتزازات التربة الخوف والمطر الداء والدواء في الذباب المشارق والمغارب
المنجم العجيب الوضوء النهار ينسلخ من الليل زمزم
ضياء الشمس ونور القمر كروية الأرض فضل مكة موج من فوقه موج

 

أسرار السحاب

قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ) النور، وقال تعالى  ( وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ ) أي مدفوعة .. أي الدفع رويدا .. رويدا (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ  ) تكوين السحاب الركامى

أولا - يبدأ السحاب الركامي عبارة عن ( قزح ) قطعة هنا وقطعة هناك يأتي هواء خفيف فيدفع هذه السحب قليلا قليلا يزجى سحابا ثم يؤلف بينه قالوا : السحاب الركامي يتكون حين تجتمع سحابتان أو سحابة تنمو سحابة بسرعة .. فإذا اجتمعت سحابتان أو نمت سحابة بسرعة يتكون تيار هواء تلقائي في داخلها وهذا التيار الهوائي الذي بداخلها يصعد إلى أعلى وحين يصعد إلى أعلى يعمل مثل الشفاطة ،هذه الشفاطة التي تشفط الهواء من الجنب .. وتقوم بسحب السحب ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) ،بالشفط بعدما تكوّنت على هذا النحو وأصبح لها قوة سحب وجذب للسحب المجاورة وهذا هو التأليف( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ) وبعد أن يؤلف بين السحاب وتتباعد بقية السحب بعدا كبيرا يتوقف الشفط هذا ويحدث شيء قوى جدا : نموّ رأسي إلى أعلى هذا النمو الرأسي إلى أعلى يركم السحاب بعضه فوق بعض يصير ركاما ولذلك قالت الآية ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا  ) نفس السحابة تطلع تعلو فوق وتعلو وتعلو بعضها فوق بعض .. ثم تأخذ وقتا أما الفاء فلا تراخى   فيها ( فَتَرَى الْوَدْقَ ) فالفرق بين ثم و الفاء أن ثم : تفيد الترتيب مع التراخي أما الفاء فتفيد الترتيب مع التعقيب بسرعة فعندما يتوقف الركم يتوقف ويضعف فإذا ضعف فإن المطر ينزل على الأثر ولذلك قال ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ  )  سورة النور : 43 . سبحان الله ! كم يشاهد الناس السحب .. هل عرفوا سرها ؟ فكلما ازداد الناس علما ازدادوا إيمانا بأن هذا القرآن من عند الله سبحانه وتعالى وأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

المصدر" وغدا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني

 الصفحة الرئيسية