‎ ‎‎ ‎‎ ‎ أمراض شائعة 7

تعريفات لبعض الأمراض

حرف الشين

الشامة

       هى مترادفات كثيرا ما تطلق على بقع أو نقاط داكنة تظهر على سطح الجلد فى أى سن وهى أيضا غير ذات مفهوم أو تعريف واضح لدى العامة إلا أنه فى المجال الطبى جرى الاتفاق على إطلاق اسم الشامة على النقاط البنية الصغيرة التى تظهر فى أى مكان من الجسم ظاهرا كان أو غير ظاهر وعادة ما توجد الشامات فى أعداد كبيرة وهى ذات حجم صغير 1 - 2 مم ولا ترتفع عن سطح الجلد حيث يقتصر وجود الخلايا الصبغية بأعداد متزايدة على الطبقة السطحية من الجلد المسماة البشرة وهى تتميز عن النمش الذى يظهر فقط فى الأماكن المعرضة للشمس وبخاصة فى الأفراد ذوى البشرة الفاتحة.
       وهناك نوع شائع جدا من الشامات يصيب كبار السن ويطلق عليه شامة العجوز حيث تظهر على هيئة بقع صغيرة أكبر قليلا من الشامات البسيطة ويقتصر وجودها على مناطق الجلد المعرضة للشمس وبخاصة الرأس والوجه وظهر الكفين والساعدين وفى الأفراد ممن تعدّوا سن الخمسين.
       أما باقى أنواع الوحمات الصبغية فيطلق عليها اسم الخال وما يوجد منها منذ ولادة الطفل يطلق عليه اسم الوحمات الولادية.

حرف الصاد

الصدفية

       التهاب جلدى مزمن قابل للانتكاس ويتميز بظهور حبيبات حمراء اللون فى لون سمك السلمون مختلفة فى الحجم والشكل ومغطاة بقشور بيضاء لامعة وفى هذا المرض تتم دورة انقسام خلايا الجلد من الطبقة القاعدية إلى الطبقة القرنية بسرعة مفرطة 3 - 5 أيام بدلا من 25 - 30 يوما.
       الأسباب :
       ما زالت الأسباب الكامنة وراء ظهور الصدفية غير معروفة حتى الآن إلا أنه وضعت بعض النظريات لتفسير ظهورها غير أنها ليست كافية لتوضيح الحقيقة كاملة ومن هذه النظريات: أ- يلعب عامل الوراثة دورا هاما فى حدوث المرض فى الأجيال المتعاقبة من الأسر المصابة بهذا المرض.
       ب- لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية تأثير مفيد على الجلد عند التعرض لهما وقد تتحسن حالة المريض أو يشفى تماما فى فصل الصيف ليظهر المرض ثانية فى الشتاء.
       ج- الحالة النفسية المضطربة والحزن والقلق النفسى كلها عوامل هامة فى حدوث المرض.
       د- قد يكون للمرض علاقة باضطرابات الغدد الصماء فقد تتحسن الحالة أحيانا أثناء الحمل وقد تحدث لأول مرة مع بلوغ سن اليأس عند السيدات.
       هـ- قد يصحب المرض بعض الاضطرابات فى كيمياء التمثيل الغذائى بالجسم كزيادة فى دهنيات الدم والكوليسترول.
       و- تدل بعض الأبحاث الحديثة على أن هناك خللا كامنا فى خلايا الجلد ذاتها وراء ظهور المرض.
       الأعراض :
       يبدأ المرض فى صورة حبيبات حمراء مغطاة بقشور تكبر فى الحجم تدرجيا مكونة هضبات عليها طبقات من القشور الفضية اللامعة تخف حدة المرض فى وسط الهضبة لينتج الشكل الحلقى من المرض أو قد تتصل الحلقات والضبات بعضها ببعض لتعطى شكلا أشبه بالخرائط الجغرافية وأكثر الأماكن إصابة هى الجذع وخاصة فى المنطقة القطنية والجزء الخارجى من الساعدين والساقين خاصة حول الكوعين والركبتين وكذلك فروة الرأس حيث تتكون قشور فضية كثيفة ولكنها لا تسبب سقوطا للشعر وقد ينتشر المرض ليصيب أي جزء من الجسم كما أنه يسبب أحيانا ثخانة فى اليدين والقدمين وتشوهات فى الأظافر.
       وهناك أنواع شديدة من الصدفية فقد ينتشر المرض ليصيب الجلد كله مسببا الالتهاب القشرى الإحمرارى كما قد يصحبه نوع خاص من روماتيزم المفاصل وهناك أيضا النوع البثرى والمنتشر وكلها أنواع لها مضاعفاتها الخطيرة وتستلزم نوعا خاصا من العلاج .
       والمرض عموما قابل للتحسن أو الشفاء التام ولكنه دائما عرضة للانتكاس عدة مرات وقد تمتد هذه النكسات لعدة سنوات 10 - 15 سنة أو أكثر.
       العلاج :
       يستحسن علاج مريض الصدفية فى المستشفى لا سيما إن كانت من النوع البثرى أو المفصلى أو القشرى الإحمرارى مع محاولة العناية بحالته النفسية وإعطائه المهدئات العامة ويمكن استخدام طريقة أو أكثر من طرق العلاج ويتوقف الاختيار بينها. على نوع المرض ومكان الإصابة به ومدى انتشاره إضافة إلى الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمريض وينبغى أن يوضع العلاج تحت الإشراف الدقيق للطبيب المعالج.

الصلع عند الرجال

       يعتبر الصلع ظاهرة عادية غير مرضية تصيب الرجال المؤهلين وراثيا لحدوثها وتبدأ الظاهرة فى أوائل العشرينات من العمر أو متأخرة بعض الشيء وهناك أنماط كثيرة من الصلع فمنها ما يصيب منطقة الرأس الأمامية فقط أو المنطقة الخلفية أو كلتيهما وقد يصيب كل الشعر عدا الجانبين.
       ـ أسباب الصلع :
       هناك عاملان أساسيان لحدوث الصلع : أولهما الاستعداد الوراثى وثانيهما وجود الهرمون الذكرى وهو الأندروجين بنسبة طبيعية فى الجسم وينبغى ألا يفهم من ذلك وجود نسبة من الأندروجين بأجسام الرجال الصلع أعلى من النسبة الطبيعية ولكن وجود العامل الوراثى يجعل الشعر أكثر استعدادا للاضمحلال تحت تأثير الهرمون الذكرى.
       ـ علاج الصلع :
       شغل الإنسان منذ عهد الفراعنة بمحاولة علاج الصلع فقد جاء فى بعض البرديات الفرعونية وصفة لعلاج الصلع مكونة من خليط من دهن التمساح والسبع والذئب مع بعض الخلاصات النباتية وتلاحقنا وسائل الإعلام من وقت لآخر بمخترع جديد يزعم أنه توصل للعلاج الناجع للصلع أو بوصفة جديدة يؤكد المعلن عنها أنها الحل السحرى لتلك المشكلة وغالبا ما يكون المخترع المزعوم شخصا عاديا لم يتلق أية دراسات علمية أو طبية تؤهله لذلك وسرعان ما يندفع الناس وراء الإعلان يداعبهم الأمل فى ظهور شعر جديد أو على الأقل فى وقف تقدم الصلع والحفاظ على البقية الباقية من الشعر غير أنهم ما يلبثون أن يكتشفوا بعد مدة قصرت أو طالت أنهم اندفعوا وراء سراب فلا الشعر نما ولا توقف عن السقوط كما أسهمت الإعلانات التجارية أيضا فى انتشار أفكار خاطئة وغير علمية عن الشعر وسقوطه مثل الشامبو يمنع سقوط الشعر ومضادات القشر المسئول عن سقوطه وهى فكرة أساسا خاطئة والبلسم الذى يحول الشعر إلى حرير.
       هناك دواء واحد له أساس علمى قد يفيد فى علاج الصلع فى نسبة ضئيلة لا تتجاوز الثلاثين بالمائة من الحالات وهو عقار المينوكسديل الموضعى ولم تثبت التجارب حتى الآن وجود آثار جانبية خطيرة لاستعماله.
       أما الطريقة الثانية للعلاج فهى زرع الشعر وهى عملية بسيطة تقوم فكرتها على إعادة توزيع الشعر بين المناطق التى لا يصيبها الصلع أساسا والمناطق الصلعاء باقتطاع مساحات صغيرة من الجلد من الأجزاء الخلفية والجانبية من جلد الرأس وإعادة زرعها فى المناطق الصلعاء لتغطى أجزاء متناثرة فى الرأس

الصلع عند النساء

       قد يصيب الصلع بعض النساء مثلما يصيب الرجال وهناك نوعان أساسيان للصلع عند النساء
       أ ـ النوع الوراثي :
       ويصيب قلة من النساء الطبيعيات نتيجة وجود عامل وراثي قوي يؤدي إلى اضمحلال بصيلات الشعر فى المنطقة الأمامية من الرأس تحت تأثير النسبة الضئيلة من الهرمونات الذكرية وهى الأندروجين الموجودة فى أجسام النساء ولا يصاحب هذا النوع أى أعراض مرضية وتكون نسبة هرمون الأندروجين فى دمائهن طبيعية
       ب ـ النوع المرضي :
       يحدث نتيجة الاضطرابات الهرمونية أو الأمراض التى تسبب زيادة فى إفراز الهرمونات الذكرية وغالبا ما يصاحب هذا النوع المرضي أعراض أخرى مثل ظهور حبوب الشباب فى سن متأخرة وخشونة فى الصوت وزيادة فى إفراز الدهون الجلدية وتكون نسبة الأندروجين فى الدم مرتفعة فى تلك الحالات
       علاج الصلع عند النساء :
    - النوع الوراثي :
       يمكن علاجه تحت إشراف الطبيب باستخدام مضادات الأندروجين بالفم مع استعمال عقار المينوكسديل موضعيا .
    - النوع المرضي :
       بعلاج أسباب الاضطراب الهرموني .

حرف الطاء

الطفح الجلدي

       أسباب الطفح الجلدى بدون حمى قليلة وأهمها:
       أ ـ طفح الأغذية :
    يحدث هذا الطفح الجلدى بعد تناول أغذية معينة مثل الأسماك الطازجة أو المحفوظة والبيض والفراولة واللبن ويكون هذا الطفح الجلدى على هيئة أرتكاريا مستديرة الشكل وحمراء اللون وبها حكة شديدة وغير مصحوبة بحمى، ولا يزول هذا الطفح إلا بالامتناع عن تناول الطعام الذى يؤدى إلى هذه الحساسية مع أخذ عقارات ضد الحساسية.
       ب ـ طفح الأدوية :
    يحدث هذا الطفح الجلدى بعد تناول أدوية معينة مثل مركبات السلفا والبنسلين والأمبسلين ومركبات البلادونا والبرومور ويكون هذا الطفح الجلدى على هيئة حمرة عامة بالجسم أو بقع حمراء صغيرة مستديرة أكبر قليلا من رأس الدبوس داخل الجلد وليست فوقه، وغالبا يشبه هذا الطفح الجلدى طفح الحصبة ولكن لا يوجد أى ارتفاع فى درجة الحرارة ويشكو المريض من حكة شديدة ويلاحظ أن طفح الأمبسلين ومشتقاته تحدث غالبا فى اليوم الرابع فصاعدا من تناول العقار.
       ج ـ طفح الأمصال :
    يحدث هذا الطفح الجلدى نادرا بعد تناول بعض الأمصال مثل الأمصال ضد التيتانوس والدفتريا والكلب ويكون هذا الطفح الجلدى على هيئة بقع حمراء صغيرة مستديرة أو على هيئة أرتكاريا وغالبا ما يحدث هذا الطفح الجلدى فى سابع يوم من حقن المصل ويكون مصحوبا بارتفاع فى درجة الحرارة وحكة شديدة.
       وعلى ذلك يجب عند استعمال الأمصال عمل اختبار حساسية للمريض بإعطائه عُشر سم من المصل المخفف فى الجلد فإذا لم نجد تورما أو احمرارا يعطى ربع سم من المصل غير المخفف تحت الجلد وهكذا حتى يعطى المريض كمية المصل المطلوبة.
       طفح الأمراض الجلدية :
    أ- طفح الطور الثانى من الزهرى وهو غالبا ما يكون نحاسي اللون ثم يصبح بنيا وقد يكون مصحوبا بقشور وغالبا ما يكون متماثلا على الجسم وقد يحدث تضخم فى الغدد الليمفاوية ولا يوجد حكة بالجسم وهذا الطفح لا يظهر على الوجه وعند سؤال المريض عن ظهور قرحة على العضو التناسلى منذ مدة يجيب بالإيجاب.
       ب- الاحمرار متعدد الأشكال ويظهر على هيئة احمرار وردى يرتفع على سطح الجلد ويصبح حلماتٍ ثم بثورًا مائية ثم بثورًا متقيحة، ويشابه هذا الطفح طفح مرض الجدرى ولكن يختلف عنه بأنه متعدد الأشكال ولا يسبقه ارتفاع شديد فى درجة الحرارة وآلام شديدة بالظهر.

حرف العين

العيوب الخلقية و الوراثية بالأظافر

       هناك عيوب خلقية تصيب الأظافر وتنتقل عن طريق الوراثة وهى متعددة ومتنوعة .
       فقد يولد الطفل وأظافره غائبة لم تتكون أو تظهر تشوهات بالأظافر فى صورة زيادة فى السُّمك أو تغير فى اللون أو بطء فى النمو أو ظهور نقر أو بقع بيضاء .
       وعيوب الأظافر الخلقية قد تصاحب ظفرا واحدا أو أكثر وقد تنتشر لتصيب أظافر اليدين والقدمين العشرين.
       وعلاج عيوب الأظافر الخِلقية من أصعب الأمور ورغم أنها لا تؤثر على صحة المريض العامة فإن أثرها المظهري والنفسي قد يكون كبيرا.

حرف الفاء

الفشل الكلوي الحاد

       المقصود بالفشل الكلوى الحاد أن هذا النوع من القصور الكلوى يحدث فى المريض فى خلال ساعات أو أيام قليلة على عكس الفشل الكلوى المزمن الذى تظهر أعراضه على مدى سنين طويلة وبينما نجد أن علاج الفشل الكلوى الحاد إذا بدأ فى مراحله الأولى المبكرة وبالطريقة الصحيحة للعلاج فإن النتائج تكون ممتازة ومثمرة وتظهر بوضوح فى تحسن الحالة وعودة الكليتين إلى كفاءتهما السابقة الطبيعية قبل حدوث هذه النكسة الحادة فى وظيفة الكليتين .
       ويعرف هذا النوع من الفشل الكلوى باسم آخر وهو الفشل الكلوى الجراحى وذلك لأنه كثيرا ما يحدث من تأثير مضاعفات جراحية ويسبب إصابات تستدعى التدخل الجراحى السريع لذلك نجد أن أهم أسباب الفشل الكلوى الحاد هي .
       - النزيف الحاد الشديد قد يحدث خلال العمليات الجراحية الدقيقة أو نتيجة الحوادث والإصابات.
       - الحروق الكبيرة المنتشرة التى تصيب أكثر من 50% من سطح الجلد.
       - الصدمة الميكروبية الحادة التى تحدث نتيجة مضاعفات جراحية أو تلوث فى أجهزة المحاليل التى تنقل لبعض المرضى عن طريق الوريد.
       - القيء الشديد والمستمر.
       - الإسهال الشديد المتكرر.
       - هبوط القلب.
       - نقل الدم الخاطئ.
       فى كل هذه الحالات نجد أن إفراز البول إما أن يتوقف تماما أو تكون كمية قليلة جدا بحيث لا تزيد عن 300 سم على مدى 24 ساعة ومن الأسباب الأخرى والشائعة الحدوث فى مصر والتى تؤدى إلى حدوث الفشل الكلوى الحاد خصوصا فى القرى والمناطق الموبوءة بالبلهارسيا البولية نذكر انسداد الحالبين وذلك إما أن يكون ناتجا عن وجود ضيق شديد فى الحالبين أو أن يكون سبب الانسداد هو وجود حصوات. فى نسبة كبيرة من هذه الحالات نجد أن الانسداد ووجود الحصوات يلازمان بعضها بعضا.
       وعلاج مثل هذه الحالات يكون صعبا ودقيقا ويحتاج لمهارة وحكمة لأن أغلب هذه الحالات تكون معرضة للالتهابات الميكروبية الشديدة العنيدة والخطوط العريضة فى علاج هذا النوع من الفشل الكلوى تتلخص فى العلاج التحفظى المبدئى بنقل الدم والمحاليل المناسبة مع العقاقير اللازمة لقتل الميكروبات ويعقب ذلك مباشرة التدخل الجراحى والمناسب لكل حالة وإذا تم هذا العلاج بحكمة وحنكة واقتدار وفى وقت مبكر جدا عقب تشخيص الحالة فإن معظم هذه الحالات تشفى تماما وتعود الكلى إلى حالتها الطبيعية فى الكفاءة والنشاط وتفتح أبوابها للعمل أمام شلالات الدم المتدفق إليها ويظهر ذلك بازدياد كمية البول إلى معدلها الطبيعى والهبوط المستمر فى نسبة البولينا فى الدم الفشل الكلوي المزمن

       الفشل الكلوي المزمن ليس مرضا بذاته وإنما هو محصلة نهائية لكثير من الأمراض التى تصيب الجهاز البولي التناسلي والتي تظل مهملة العلاج أو غير ظاهرة للمريض.
       أو قد ينتج الفشل الكلوى المزمن عند بعض المرضى من الاستهانة والإهمال من جانب هؤلاء المرضى الذين يعانون من بعض الأعراض البولية التى قد تبدو بسيطة فى نظرهم ولذلك يستعينون عليها بتعاطي المسكنات العادية أو الأدوية الفوارة أو العلاجات المبتورة الخاطئة من تلقاء أنفسهم واللوم هنا يقع ليس على المريض فقط وإنما يقع على من أشار بالعلاج أو لم يشخص الحالة تشخيصا دقيقا وفى مثل هذه الحالات يظل المرض الأصلي كامنا ومزمنا ليظهر من وقت لآخر على شكل أعراض بسيطة لا تقعد المريض عن العمل ومع مرور الوقت نفسه تفسد خلايا الكليتين بالتدريج حتى يأتي الوقت والمرحلة التى تظهر فيها أعراض الفشل الكلوى وهى غالبا مرحلة متقدمة ولهذا السبب لا يكون العلاج فى هذه المرحلة علاجا بمفهوم كلمة العلاج وإنما يكون العلاج المتاح وأيا كانت الإمكانات والقدرات الطبية هو علاج لتحسين حالة المريض الإكلينيكية ومساعدته على الحياة وتعويضه عن بعض الوظائف الحيوية التى تقوم بها الكليتان بمعنى أن شفاء المرض فى هذه المرحلة يكون مستحيلا .
       ومن دواعى الأسف أن الفشل الكلوى فى مراحله الأولى لا يؤدي إلى أعراض مرضية ملحوظة أو علامات إكلينيكية تشير إلى اعتلال الكليتين حتى يبادر المريض إلى الاهتمام بحالته واستشارة الطبيب المختص الذي يستطيع أن يصل إلى سبب علتها وعلاجها فى مراحلها الأولى وقد تمتد المراحل الأولى للفشل الكلوى المزمن إلى فترات طويلة حتى تظهر العلامات المؤكدة والأعراض الدالة على وجود الفشل الكلوى وهذه هى خطورة هذا المرض لأنه بوصول المريض إلى هذه المرحلة يكون نسيج الكلى وخلاياها قد فسد أغلبه تماما وهذه المرحلة لا شفاء منها لأنه لا يوجد الآن أى دواء لإحياء الكلية الفاسدة أو إعادة خلاياها ومصانعها الدقيقة إلى سابق عهدها فى العمل والنشاط .
       ومن الغريب أن هذه الفترة الساكنة الكامنة التى تمضي ما بين ابتداء المرض وظهور أعراض الفشل الكلوي الصريحة قد تمتد إلى فترات طويلة جدا لأنها تعتمد على نوعية المرض المسبب للفشل الكلوي فنجد مثلا فى بعض الحالات التى تحدث نتيجة لوجود التكيس الكلوى الخلقي أن أعراض الفشل الكلوي الصريحة تظهر بعد ثلاثين أو عشرين عاما من عمر المريض ومن خلال هذه الفترة الطويلة السابقة لظهور الفشل الكلوى يكون المريض طبيعيا تماما ولا يشكو من أى أعراض كلوية أو غير كلوية وفجأة تتدهور حالته وتظهر أعراض الفشل الكلوى بضراوة وحِدَّة لتبدأ بعد ذلك رحلة العلاج الشاقة.
       ـ الأمراض التي تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن :
    توجد أمراض كثيرة تؤدى فى النهاية إلى حدوث الفشل الكلوي المزمن وهي:-
       - مضاعفات البلهارسيا البولية تأتي فى أول القائمة للأمراض التى تسبب الفشل الكلوي.
       - يأتي بعد البلهارسيا فى مصر سبب شائع الحدوث وهو وجود الحصوات فى الكلى أو فى الجهاز البولى التناسلى.
       - الالتهابات الكلوية الميكروبية المزمنة.
       - العيوب الخلقية وخصوصا التكيس الكلوى الخلقى أو الضيق الخلقى بالحالب ومجرى البول وعنق المثانة .
       - ضغط الدم المرتفع والمهمل .
       - البول السكرى ومرض النقرس .
       - تضخم البروستاتا .
       - الاستعمال الخاطئ لبعض العقاقير والأدوية المسكنة وخصوصا دواء الفناستين

الفشل الكلوي الحاد

      الفقاع الفقاعاني يصيب داء الفقاع الفقاعاني المسمى أيضا بشبيه الفقاع كبار السن عادة ويتميز بظهور فقاعات متوترة على أنحاء الجلد المختلفة وخاصة مناطق الثنايا مثل الإبطين والمنطقة الإربية وثنايا الذراعين ويختلف مرض الفقاع الفقاعاني عن مرض الفقاع الشائع فى عدة سمات : فبينما تكون الفقاعات فى الأول متوترة تكون رخوة فى الثانى كما أنه بعد أن تنفجر الفقاعة فى المرض الأول فإنها تترك تسلخا لا يزيد فى الحجم بعكس ما يحدث فى داء الفقاع الشائع الذى يتسع فيه حجم التسلخ باطراد كما أن الفقاع الفقاعاني حميد المسار لا يتسبب فى موت المريض .
       وقد يسبق ظهور الفقاع الفقاعاني أو شبيه الفقاع وجود مساحات لونها أحمر مع حكة شديدة تؤرق المريض وتعذبه.
       أسباب المرض :
    يعتبر الفقاع الفقاعاني من أمراض المناعة ضد الذاتية وفيه تتحد الأجسام المضادة التى أفرزها جهاز المناعة - الذى يعاني اختلالا - بمكونات المنطقة التى تربط طبقة البشرة بطبقة الأدمة فتحللها وتنفصل الطبقتان بعضهما عن البعض وتتكون الفقاعة.
       وقد لوحظ حدوث داء الفقاع الفقاعانى بنسبة أكبر بين مرضى السرطانات الداخلية مثل سرطان الثدي والمعدة والرئة ويعتبره البعض مؤشرا لاحتمال وجود تلك السرطانات مما يحتم الفحص الدقيق لأي مصاب بالفقاع الفقاعانى لاكتشاف وجود ورم سرطاني محتمل العلاج.
       ما زال استعمال الكورتيزون جهازيا هو أكثر العلاجات فعالية فى هذا المرض وقد استعمل فى علاجه بعض مشتقات السلفا مثل الدايسون إلا أنه يفيد فى نسبة بسيطة من الحالات .

حرف القاف

القراع الانجلسزي

       مرض فطري مُعدٍ يصيب جلد الرأس والشعر وينقسم إلى ثلاثة أنواع:
       أ ـ النوع القشري :
    وهو أكثر الأنواع انتشارا ويصيب فروة الرأس فى الأطفال ويظهر على شكل جزء أو أجزاء محددة من الرأس مستديرة أو بيضاوية مغطاة بقشور جيرية صغيرة ويتقصف الشعر المصاب بالفطر حتى يصل طوله من 1 - 3 مم فوق سطح الجلد وهذا النوع من القراع يميل إلى الشفاء عند سن البلوغ .
       النوع الأملس ذو النقطة السوداء :
    وهذا النوع يصيب الأطفال أكثر من الكبار ويظهر على شكل جزء محدد من الرأس تصحبه التهابات بسيطة حول منابت الشعر ويتقصف الشعر عند مستوى خروجه من فروة الرأس ولذلك فإن الجزء المصاب يظهر وكأنه بقعة ملساء تغطيها نقطة سوداء.
       النوع البثري ( كيريون ) :
    وهو يصيب الأطفال والكبار ويحدث نتيجة للعدوى بنوع خاص من الفطر غالبا من مصدر حيواني وهو يسبب التهابات شديدة فى بصيلات الشعر ينتج عنها تكوين بثور أو دمل أو عدة دمامل على هيئة أورام صغيرة فى حجم الزيتونة أو الليمونة الصغيرة وهذا النوع من القراع يتلف بصيلات الشعر وإذا أهمل علاجه فى الأطوار الأولى فإن الشعر يتساقط ويترك ندبات لا ينبت فيها الشعر فيما بعد.
       ـ مصادر العدوى :
    - من شخص مصاب عن طريق الملامسة أو استعمال أدواته .
       - من حيوان لإنسان مثل القطط والكلاب.
       - نادرا ما ينتقل المرض عن طريق فطريات تعيش فى التراب.
       طرق التشخيص المخبري :
    يمكن مشاهدة الفطر المسبب للمرض فى الشعر المصاب وذلك بالفحص الميكروسكوبى كما يمكن عمل مزرعة للشعر والقشور من الجزء المصاب حيث ينمو الفطر على مزارع خاصة
       ـ العلاج :
    - يجب عزل المريض وفحص المخالطين له.
       - أقراص جريزيوفلفين وتعطى حسب السن والوزن لمدة تتراوح بين 6 - 8 أسابيع .
       وقد اكتشفت فى الآونة الأخيرة أدوية حديثة مضادة للفطريات إلى جانب عقار جريزيوفلفين مثل التربنافين والإيتراكونازول والفلوكونازول.
       - يستحسن استعمال علاج موضعي للرأس من مضادات الفطريات إضافة إلى العلاجات الأخرى مع العناية بنظافة الرأس ومراعاة تغطيتها حتى تمنع انتشار المرض من الطفل المصاب إلى مخالطيه من الأطفال.

القراع البلدي

       وهو يصيب الأطفال والكبار من الجنسين ويتميز بظهور قشور صفراء اللون جافة هشة مرتفعة الحواف منخفضة فى الوسط تشبه طبق الفنجان لها رائحة مميزة كما يتغير الشعر ويصبح لونه مغبرا لكنه لا يتقصف كما يحدث فى القراع الإنجليزي.
       وهذا النوع من القراع يتسع تدريجيا إذا أهمل علاجه ويتلف بصيلات الشعر ويترك ندبات فلا ينمو الشعر مرة ثانية فى المناطق المصابة وقد قل انتشار هذا المرض فى مصر بعد زيادة الرعاية الصحية
       ـ تشخيص المرض :
    كما فى القراع الإنجليزي

القمل

      
       هناك ثلاثة أنواع من القمل تصيب الجلد :
    قمل الرأس وقمل الجسم وقمل العانة
       قمل الشعر :
    يعتبر قمل الرأس من أكثر الأمراض الجلدية انتشارا فى مصر وخاصة فى الأماكن المزدحمة والفقيرة كما ينتشر بصورة وبائية فى المدارس وقد وجد أن نسبة الإصابة فى عدد من المدارس قد وصلت إلى 40% فى بعضها خاصة فى مدارس القرى وكانت الإناث أكثر إصابة من الذكور ووصلت نسبة الإصابة فى بعض المدارس الراقية إلى 20% أى أن هناك طفلا من كل خمسة أطفال مصابا بقمل الرأس ولا يقتصر ذلك الانتشار على مدارس المنطقة العربية وحدها فقد وجد أن المرض منتشرا - وإن كان بنسبة أقل - فى بعض المدارس الأمريكية والحضانات الأوروبية ويساعد الازدحام والاقتراب والاستعمال المشترك للأمشاط وفرش الشعر على سهولة الانتشار .
       ينتقل القمل من المصاب إلى السليم فيبدأ فى وضع البيض ملتصقا بالشعر وهو ما يعرف باسم الصئبان ويميل القمل إلى الوجود فى المنطقة الخلفية من الرأس حيث يضع صئبانه الذى يفقس منتجا عذارى تتطور حتى تصل إلى مرحلة البلوغ ويتم التزاوج بين الذكر والأنثى التى تبدأ فى وضع بيضها وهكذا تتكرر دورة الحياة.
       تتسبب الإصابة بالقمل فى حكة شديدة تؤدى إلى إحداث جروح بالجلد وقد تتقيح تلك الجروح مسببة التهابات صديدية بالرأس وتضخم بالغدد الليمفاوية بالرقبة وهى الحيل وقد يصيب قمل الرأس السيدات الراقيات إما عن طريق العدوى من أولادهن أو عن طريق الكوافيرات ويساعد على انتشاره بينهن ميل البعض منهن إلى تأجيل غسيل الشعر لمدد قد تطول حفاظا على التسريحة وتوفيرا لنفقات الكوافير.
       لوحظت علاقة بين انتشار قمل الرأس وطول الشعر وكثافته فكلما كان الشعر أطول أو أكثف كانت فرصة الإصابة أكبر.
       وللوقاية من الإصابة ينصح بتجنب الأماكن المزدحمة وعدم استخدام أمشاط الآخرين كما تنصح الأمهات بفحص أبنائهن بصفة دورية خاصة من هم فى سن المدارس.
       ويمكن علاج الإصابة باستخدام المركبات المضادة للقمل مثل بنزوات البنزويل واللندين ويعتبر التخلص من الصئبان الذى يكون ملتصقا بالشعر التصاقا وثيقا من المهام الصعبة وأكثر الوسائل كفاءة فى التخلص من الصئبان هى تمشيط الشعر بمشط دقيق بعد بل الشعر ببعض الخل الذى يساعد على إذابة المادة اللاصقة للصئبان.
       قمل الجسم :
    قل وجود قمل الجسم فى الآونة الأخيرة وإن وجد فى بعض التجمعات التى تهمل فيها نظافة الجسم والملابس مثل السجون والمعتقلات والملاجئ ويتسبب قمل الجسم فى حكة شديدة بخلاف قمل الرأس وسيلة لانتقال بعض الحميات مثل التيفوس وقد كان لاكتشاف العقاقير التى تقضى على القمل مع ارتفاع مستوى النظافة أثرا فعالا فى السيطرة على تلك الأمراض.
       قمل العانة :
    قمل العانة نوع خاص من القمل دقيق الحجم يشبه السرطان البحرى فى شكله وهو يصيب منطقة العانة وينتقل غالبا عن طريق الاتصال الجنسى ويلتصق قمل العانة بالجلد وتبدأ الإصابة عادة فى منطقة العانة ثم ينتشر ليصيب باقى الأجزاء المشعرة مثل الذراعين والفخذين والإبطين ويشكو المصاب من حكة شديدة بمنطقة العانة وباقى المناطق المصابة كما يلاحظ وجود نقط بنية وحمراء على ملابسه الداخلية تمثل إفرازات تلك الحشرات وبالإضافة للاتصال الجنسى ينتقل قمل العانة عن طريق الملابس أو الفوط فى أحوال نادرة.
       ويمكن علاج قمل العانة بأحد المركبات المضادة للقمل مع الاهتمام بحلاقة شعر العانة وباقى الأجزاء للتخلص من الصئبان الملتصق بالشعر ولحرمان القمل من المناطق التى يستطيع العيش والتوالد فيها.