التربوي الإسلامي العربي * د. يسري مصطفى * تنمية الكفاية المهنية للمعلمات ‏

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

ندوة تربوية بعنوان

تنمية الكفاية المهنية للمعلمات

في كيفية إعداد الخطط العلاجية

لتحسين المستوى التحصيلي للتلميذات الضعيفات

 

إعداد

د / يسري مصطفى السيد

جامعة الإمارات العربية المتحدة
كلية التربية ـ مركز الانتساب الموجه بأبوظبي

 

 

     $ المقصود بالكفاية المهنية (في مجال التربية) :

" هي مجموعة من المعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات التي توجه سلوك التدريس لدى المعلم، وتساعده في أداء عمله داخل الفصل وخارجه بمستوى معين من التمكن، ويمكن قياسها بمعايير خاصة مُتفق عليها " .

 

     وهناك أربعة أنواع من الكفايات المهنية هي :

1 الكفايات المعرفية Cognitive Competencies :

     وتشير إلى المعلومات والمهارات العقلية الضرورية لأداء الفرد (المعلم) في شتى مجالات عمله (التعليمي ـ التعلُّمي) .

 

2 الكفايات الوجدانية Affective Competencies :

     وتشير إلى استعدادات الفرد (المعلم) وميوله واتجاهاته وقيمه ومعتقداته، وهذه الكفايات تُغطي جوانب متعددة مثل : حساسية الفرد (المعلم) وثقته بنفسه واتجاهه نحو المهنة (التعليم) .

 

3 الكفايات الأدائية Performance Competencies :

     وتشير إلى كفاءات الأداء التي يُظهرها الفرد (المعلم) وتتضمن المهارات النفس حركية (كتوظيف وسائل وتكنولوجيا التعليم وإجراء العروض العملية الخ) وأداء هذه المهارات يعتمد على ما حصّله الفرد (المعلم) سابقاً من كفايات معرفية .

 

4 الكفايات الإنتاجية Consequence or Product Competencies :

     تشير إلى أثر أداء الفرد (المعلم) للكفاءات السابقة في الميدان (التعليم)، أي أثر كفايات المعلم في المتعلمين، ومدى تكيفهم في تعلمهم المستقبلي أو في مهنهم .

 

     ويتم التمكن من الكفايات السابقة بتدريب المعلم على أدائها باستخدام برامج تُعرف البرامج التعليمية القائمة على الكفايات Competency – Based Education .

 

     والموضوع الحالي يتناول الكفايات المهنية للمعلم في علاج مستوى تحصيل المتعلم الضعيف، الأمر الذي يدفع إلى تحديد ماهية ضعف التحصيل :

 

     تُقسّم النتائج التي يتحصل عليها التلاميذ عموماً في مواد دراستهم إلى ثلاثة أنواع: مرتفعة ومتوسطة ومتدنية أو ضعيفة . وقد يلفت نظر المعلم هنا أن بعض التلاميذ على الرغم من ذكائهم، أو استعدادهم العادي وصحتهم العامة المناسبة، قد حصلوا على درجات (أو علامات) أقل مما هو مُتوقع منهم، الأمر الذي يسترعي انتباهه للتعرف على مسببات هذا الضعف وتعديله .

 

     أي أننا نقصد بضعاف التحصيل: التلاميذ الذين يتدنى إنجازهم عما يستطيعونه في الواقع، مهما بلغ هذا الإنجاز : مرتفعاً بعض الشيء أو متوسطاً أو ضعيفاً .

 

     ومن أهم مظاهر مشكلة ضعف التحصيل في المرحلة الابتدائية تدني إنجاز بعض التلاميذ الكتابي أو العملي أو الشفوي عما يمكن تحصيله في الأحوال العادية لاستعداداتهم وظروفهم النفسية والاجتماعية المختلفة .

 

$ العوامل المحتملة لضعف التحصيل :

1 تعرُّض المتعلم لمشكلات شخصية أو أسرية : سواء كانت اجتماعية (كتفكك أُسرته) أو اقتصادية أو عاطفية (كعدم إشباع حاجاته النفسية مثل حاجاته للانتماء والود والعطف والنجاح) .

2 عدم حافزية التعلم المدرسي .

3 اختلاف الأساليب الإدراكية، وأساليب التعلم المُفضّلة للتلاميذ عما يستعمله المعلم من استراتيجيات تدريسية، فقد يميل المعلم لطرق المحاضرة والمناقشة بينما يفضل المتعلم الطرق الفردية المستقلة كالاكتشاف وحل المشكلات .

4 عدم تمكن المعلم من الكفايات التعليمية، وعدم اتسامه بالصفات الشخصية اللازمة لممارسة مهنة التعليم .

5 انشغال المتعلم بأعمال أسرية مُثقلة : ويظهر هذا واضحاً في المجتمعات ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض .

 

 

6 ظروف الفصل الدراسية والعلاقات الإنسانية القائمة فيه بين التلاميذ أنفسهم، وبينهم وبين المعلم .

 

$ الحلول الإجرائية المقترحة لعلاج ضعف التحصيل :

1 تدرب المعلمة وممارستها لمهارات التربية العيادية : من تشخيص وجمع للبيانات حول حاجات المتعلم ومشكلاته وتحليل أسبابها، ووصف العلاج التربوي المناسب وتنفيذه وتقييم مدى كفاية النتائج التحصيلية للمتعلم عقب العلاج، وللمزيد حول هذا المفهوم وأساليب تنفيذه يمكن الرجوع إلى :

- محمد زياد حمدان . التربية العيادية : نحو وسيلة ناجحة للتفوق والتغلب على ضعف التحصيل . عمان : دار التربية الحديثة ، 1988 .

2 مقابلة المعلم للمتعلم والتعرف على نوعية المشكلات الأسرية أو الشخصية، ثم الاستجابة للمشكلة سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو وجدانية بصيغ إنسانية عملية، لكي يتمكن المعلم من إزالة أسبابها .

3 إقناع المعلم للمتعلم بأهمية التعليم المدرسي لحياته ومستقبله الشخصي والوظيفي لزيادة الدافعية لدى المتعلم، هذا وإن كانت دافعية المتعلم تحتاج إلى عدة إجراءات في اتجاهات متوازية من أهمها :

- تعريف المتعلم بالأهداف السلوكية للموضوعات الدراسية التي يتم تناولها، ومستويات التمكن المطلوب منه الوصول إليها عقب الدراسة .

 

- ربط محتوى المناهج الدراسية ببيئة المتعلم بحيث تصبح المعلومات والمهارات المستهدفة وظيفية في حياة المتعلم .

- استخدام أساليب تدريسية تساهم في زيادة دافعية المتعلم للتعلم كأساليب تفريد التعليم، والتعلم الكشفي الموجه، وتوظيف أجهزة الكمبيوتر في التعليم ... الخ ، ويرتبط هذا الإجراء بمحاولة المعلم التعرف على أسلوب التعلم المفضل لدى تلاميذه (توجد في الميدان التربوي مقاييس للتعرف على هذه الأساليب) ثم بذل مجهود مقصود نحو تكييف الأساليب التدريسية التي يتبعها للأساليب المفضلة في التعلم لدى تلاميذه .

 

- استخدام أساليب تقويمية تقوم على فلسفة تصويب وتطوير أداء المتعلم لا التخويف والتهديد، والبعد عن أساليب الغش في الامتحانات التي تساهم في نقص دافعية المتعلم نحو الاجتهاد والتعلم .

4 قد يكون أحد أسباب ضعف التحصيل صفة تتعلق بالمعلم أو بكفاياته المهنية، كأن يكون اهتمامه بالمتعلم محدوداً، أو يستجيب له بألفاظ أو ردود سلبية ينفر منها الأخير وتقل معها رغبته في التعلم، أو قد يكون المعلم غير مؤهل تماماً لمهنة التعليم، أو أن خبراته لم تعد ملائمة للمناهج الدراسية الحالية مما أضفى على أسلوبه التعليمي في كل الأحوال الروتين، وإثارة ملل المتعلمين وبالتالي ضعف تحصيل بعضهم .

     وفي كل الحالات يجب على المعلم أن يغير من معاملته التربوية للتلميذ بشكل يشجع الأخير على زيادة اهتمامه بالتحصيل، ويتطلب الأمر أيضاً إلى توفير دورات تدريبية للمعلم للتمكن من مهارات التدريس وأساليب تنويع النشاطات التعليمية في الفصل وقدرات توظيف وسائل وتكنولوجيا التعليم، وأساليب التعامل مع المتعلمين كأفراد لهم حاجاتهم المشروعة التي ينبغي الاستجابة لها بأساليب تربوية صحية .

 

5 تعرُّف المعلم من خلال المقابلة الشخصية مع المتعلم على نوع المسؤوليات الأسرية المُكلّف بها، ثم تنسيق مواعيد وحدود هذه المسؤوليات مع الأسرة والمتعلم بصيغ تسمح له بمزيد من الوقت للدراسة والتحصيل، وهنا ينبغي التأكيد على ضرورة وأهمية التعاون الوثيق بين المدرسة والمنزل في رفع المستوى التحصيلي للمتعلم .

6 تُمثل البيئة الصفية أحياناً أحد المسببات المؤدية إلى ضعف التحصيل، فقد يكون على سبيل المثال قرين للتلميذ (أو أكثر) يسخر منه عند الإجابة أو المشاركة، أو ينظر إليه كضعيف غير قادر على التحصيل، إن مثل هذا السلوك والميول السلبية من التلاميذ تجاه بعضهم، يُحفز لدى بعضهم قبول واقع الفصل وعدم المحاولة الجادة في التحصيل. (ولا ننكر أن مثل هذا الواقع يؤدي أحياناً إلى عكس ذلك)، وقد يتطلب الأمر مقابلة التلميذ فردياً وتحديد أفراد الفصل الذين يؤثرون على ميوله ورغبته التحصيلية ثم الاجتماع بهم وتعديل سلوكهم الصفي نحو قرينهم، وقد يتطلب الأمر في حالات أخرى نقل التلميذ إلى صف آخر إن توفر .


والله عز وجل دائماً، وأجيالنا وتقدمنا التربوي من وراء الجهد والقصد
وهو الكامل المعين والسلام

د / يسري مصطفى السيد
 

http://www.khayma.com/yousry/index.htm
http://www.yousry.bravepages.com/index.htm
http://yomoal.members.easyspace.com/index.htm
yousry62@emirates.net.ae
yomoal@hotmail.com