شعب الجزائر
شعب المعجزات.. هذا الشعب كان لابد ان يكون قياديوه في مستواه
اميل لاطروحة آيت احمد في معاداته لبومدين ولا اتبني خلافه مع بن بله واراه
يشطح
حوار: محمد بوازدية وعابد شارف
يمثل الطاهر وطار، الكاتب والروائي الجزائري صورة عن حياة الرواية الجزائرية
في مرحلة الاستقلال، فهذا الكاتب الذي اتخذ وسيط العربية للتعبير عن هموم امته،
قام بتوثيق صورة المجتمع وتحولاته الفكرية والثقافية والسياسية في مرحلة ما
بعد الاستقلال. بدأ الوطار الذي عرف بروايته اللاز ، الحوات والقصر ، عرس
بغل وغيرها ماركسيا يساريا وانتهي كما يقول معدا الحوار مدافعا عن الاسلام.
ويبدو ان التحولات السياسية والفكرية في حياة الكاتب وطار لها علاقة بانهيار
الاحلام وسقوط النموذج الكبير الذي بناه ابناء الامة، امة المليون شهيد لغد
جميل، ومستقبل مشرق. فالوطار يري ان الاحلام ظلت احلاما، بسبب العسكرتاريا
التي ارادت الاحتيال علي التاريخ. يعتبر الوطار نفسه عربيا في الثقافة والوسيط
الذي يستخدمه، ولهذا السبب نراه يقدم عددا من الاراء النقدية حول كتاب
الجزائر بالفرنسية او اعضاء الحركة الفرانكفونية. ولهذا السبب فالوطار علي
خلاف نظراذخه وزملائه يظل كاتبا معروفا لقراء اللغة العربية، فصناع النشر
باللغة الفرنسية في باريس يفرضون عليه حصارا، ويؤمن الوطار كما سنري في
الحوار المطول الذي اجرته معه القدس العربي ان صناع النشر واصحاب دور النشر
يملون علي الكاتب الجزائري باللغة الفرنسية الطريقة وطبيعة الموضوعات التي
يكتبون عنها. هذا الموقف يحمل في طياته رؤية عن الفنان والروائي المحارب
الذي خاض العديد من المعارك العبثية مع ممثلي اليسار واليمين ومع الحكومة
والمعارضة في محاولة لتأكيد نفسه،كشخصل مستقل، مافريك، يسبح خارج التيار.
وتمثل هذه المعارك مجمل القضايا التي شغلت الواقع الجزائر، مثل التعريب
والفرانكفونية، سلطة اليسار ضد العسكر واليمين، الاسلاميون ضد النظام
الحاكم، وقضايا اللغة في الاطار الوطني والقومي، خاصة واقع مناطق القبائل
التي يقول انه توقع بانفجارها منذ زمن بعيد، قبل ان تنفجر في العام الماضي.
ولهذا فقراءة التجربة الروائية والادبية للطاهر وطار تستدعي النظر لمجمل
التحولات الفكرية والسياسية التي عاشها الكاتب، وربطها بها، اي فهم الانتاج
الروائي ضمن زمنه الخاص، فالكاتب الذي بدا يساريا رومانسيا يحلم بالجزائر
الجميلة في عهد بومدين، غيره الذي انقلب علي رفاق القلم اليساري وقرر اتخاذ
طريقا خاصا، يلغي المسافات القديمة ويتجاوزها. ويري معدا الحوار محمد بوازدية
وعابد شارف ان الطاهر وطار، الاديب والروائي، رجل رجل لا يعرف الدبلوماسية
والحذر في الكلام. إنه يجهل تماما معني المجاملة. والسبب واضح فهو جزء هام
من ذاكرة الجزائر في النصف الثاني من القرن الماضي. ولم يكن وطار بمثابة
الشاهد علي زمنه السياسي والاجتماعي بل كان مشاركا في هذا الحياة العامة،
الادبية منها والسياسية. يتركز نشاط وطار اليوم حول ديوان الجاحظية الذي
وصفه مرة بأنه وكر ثقافي . وقد اسس هذا المركز الثقافي قبل عقد ونصف من
الزمن، في وسط الجزائر العاصمة. وقد ظل الحانوت الثقافي الوحيد الذي ظل يعمل
في الوقت الذي غمرت فيه النزاعات بين الاسلاميين والنظام الحاكم كل الجزائر.
وظل المركز بمثابة شهادة علي حيوية الثقافة في تأكيد هوية الجزائر، في الوقت
الذي هرب، هاجر، غادر، قتل فيه العديد من المثقفين الجزائريين. لم يسلم وطار
من الاتهامات والغمز واللمز بان له علاقة ما مع الطرف الاخر، الذي اتخذ من
الجبال معاقل له
وفي قلب هذه الشك كانت استمرارية الكاتب علي فتح دكانه للزبائن الذين لا
يأتون، تماما كما انتظر سكان الارياف الشهداء يعودون هذا الاسبوع دون جدوي.
الجاحظية، الديوان والمركز هي عنوان عن الجزائر الذي لم يكن في يوم من الايام.
ورؤية للمستقبل الذي سيكون. ووطار، الكاتب والتجربة يظل خير من يقدم لنا
رؤية عن وطنه، وادباء الزمان والمكان والتاريخ والرؤية.
القدس العربي
عن الحركة الوطنية
كثيرون يعتقدون ان الأزمة الجزائرية الحالية ما هي إلا امتداد لأزمة الحركة
الوطنية؟
في اعتقادي ان الأزمة الحالية وما سيأتي من أزمات بالنسبة للجزائر هي انتقام
التاريخ من حركة وطنية تحررية غير كفوءة لتحتال علي التاريخ ولتسرق من
التاريخ اذا ماعدنا الي مقومات حركة التحرير الجزائرية بأشخاصها وظروفها
ماعدا الظرف العالمي الذي جاءت فيه وهو ظرف تحرر الشعوب العالم اذا ما عدنا
الي هذه الحركة وحللنا قادتها شخصا بشخص وتعرفنا عليهم مناضلا مناضلا نتعجب
كيف ان هؤلاء الناس يستطيعون ان ينتزعوا من التاريخ وطنا قارا كبيرا، يمتد
من البحر المتوسط الي اعماق افريقيا، وتحده
|