ثورة الزنج

الفصل الخامس عشر

الثورة الإسلامية في إيران 1979

* * * * *

ثورة آية الله الخميني لم تزعزع الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني والعسكري في إيران ومنطقة الخليج العربي , فحسب بل تم تصدير الثورة إلى الشرق الأوسط والى مناطق نائية من إيران ولا يزال تلاميذ الخميني يسيطرون على مقاليد الحكم في إيران .

*أسباب الثورة*

1)  حلم الخميني وطبقة العلماء والمثقفين حوله بإقامة دولة إسلامية تحكم بالقران الكريم . ويقف على رأس النظام رجل دين  (229) .

2)     الفساد الأخلاقي .

3)     الابتعاد عن الدين .

4)     سياسة الشاه في أحضان الغرب .

5)     الفساد السياسي .

6)     الظروف الاقتصادية الصعبة ,العجز المالي الكبير (230) .

7)  رأى الخميني مشروعه حضارياً إلهياً , إنسانياً يخدم الإسلام , فليس الهدف " الاستيلاء على السلطة " بل تنفيذ أمر الله وإقرار النظام العادل "(231) .

8)     فشل الجيش والشرطة في قمع المظاهرات وهرب الشاه (232) .

*نتائج الثورة*

1)  إلغاء الحكم الملكي الذي ساد إيران أكثر من 2500 سنة كما جاء في احد بيانات الثورة :- " يا شعب إيران .... بعد 2500 سنة من الحكم الملكي عدنا الآن إلى حكم الشعب ..." (233) .

2)  وصول رجال الدين إلى السلطة بزعامة " آية الله الخميني " ... الذي نادى بالعودة إلى الإسلام الطاهر النقي من كل تأثير أجنبي (234).

3)  قام أنصار الثورة الإيرانية بحملة تطهير واسعة في صفوف الجيش قتل يوم 22- 2- 1979 , ( 200 ) ضابط (235)

4)     تحولت الولايات المتحدة من دولة صديقة لإيران إلى ألد أعداء الثوريين وأطلق عليها الخميني " الشيطان "(236).

5)  بوحي من الثورة الإيرانية انتشرت المظاهرات وأعمال الشغب والإخلال بالأمن في الدول الخليجية, مثل البحرين والكويت والسعودية بتاريخ 20- 11- 1979 سيطرت مجموعة مكونة من مئات المسلحين على المسجد الكبير في مكة وطلبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية (237) .

6)     حاول الخميني تحريض الأغلبية الشيعة على الثورة ضد الحاكم السني صدام حسين وحزب البعث العراقي العلماني .

7)  الحرب العراقية – الإيرانية 1980- 1988 , هذه الحرب التي أضعفت النظامين وخلفت وراءها أكثر من مليون ونصف المليون قتيل من الجانبين , وإضافة إلى الخسائر المادية الفادحة لجميع الدول الخليجية .

8)  تم تقديس مكانة الخميني والتحدث عنه كمن سار في ركب الأنبياء " والإمام في ذلك كله عقل استراتيجي إسلامي كبير , والنموذج إقتداء وهداية , ومرجع فقهي ثوري , وآية من آيات الله في خلقه , من طينة أوحياء الرسل أنبتت ذخراً سرعان ما صدع الأرض بغابة من العاملين الهداة "(238) ويرفض أتباعه إطلاق صفة منظر عليه " لأن الإمام ينطلق ويتكامل ويحاكي فكرا منزلا , لان فكره منبثق من السماوي المطلق الكامل " (239).

9)     اهتم الخميني بقضية القدس وفلسطين , قال (240) :-

" سوف نصل إلى لبنان والى القدس عبر العراق ", وأول من خصص للقدس يوماً " يوم القدس العالمي " في أحد بياناته العالم الإسلامي " يتحدوا من أجل قطع يد هذا الغاصب ومساعديه " .

10)  فشلت إيران في تحقيق أهدافها العسكرية والتي وعدت بشن هجوم كاسح يسحق البيت العراقي ويحطم القيادة العراقية – وفشلت في توسيع نطاق الحرب ليشمل الدول الخليجية الأخرى ، فشلت على الساحة الدولية وصعوبة الحصول على أسلحة وزيادة التعاطف الدولي مع العراق بسبب قبول العراق لقرارات مجلس الأمن والخسائر الاقتصادية بسبب الهجمات العراقية على مصافي البترول الإيرانية وبلغت تكاليف الحرب 5 مليون دولار شهرياً خلال السبع سنوات الأولى (241).

11)    ساهمت الثورة الإيرانية في عزلة إيران سياسياً  . فتوترت علاقتها مع دول الخليج والدول العربية , والغرب (242).

12)  حاول الغرب دائماً ربط اسم إيران مع منظمات يعرفها الغرب على أنها تحمل في يمينها حربة الإرهاب , مثل حماس , الجهاد الإسلامي , حزب الله , القاعدة , طالبان ....

13)  موت الخميني أحدث فراغاً سياسياً , فلا بديل لسلطته , فهو الوحيد القادر على اتخاذ قرارات , سياسية وعسكرية جريئة مثل وقف إطلاق النار مع العراق , الإفراج عن رهائن مع المحافظة على دعم كبير من الشعب والقيادة . خليفته رافسنجاني عام 1993 حصل على 63 % من الأصوات وهي نسبة قليلة وفق مقاييس شرق أوسطية .(243)

14) استغلت إيران الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 , واختلال التوازن العسكري , فرصة سانحة للتدخل ولتلعب دوراً إقليمياً وخاصة على ضوء الضربات العسكرية العراقية لها , وخاصة أن في لبنان أقلية شيعية مستضعفة وعلى إيران أن تتجند ضد " محتلة القدس " وأوفدتْ وفداً لسوريا لتدارس كيفية تقديم المساعدات للبنانيين والسوريين والفلسطينيين ، وان إيران ولبنان جبهة قريبة للقدس, وقررت إيران إقامة حركة حديدية ترتبط بإيران , عدا حركة أمل الشيعية فكان حزب الله ، و لدراسة   مجموعة من العلماء الذين درسوا في كليات نجف وقُم وتلاميذ محمد باقر  الصدر . وكانت الانطلاقة من بعلبك 1982(244).

ومصدر الاسم " حزب الله " من القران الكريم :- ﴿ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ (245).

        وفي موضع آخر يقول الله تعالى في كتابه :-

﴿ لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (246).

وقد لعب حزب الله دوراً هاماً في كنس الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بعد تكبد خسائر فادحة وتقويض جيش جنوب لبنان  العميل لإسرائيل هذا الإنجاز لحزب الله لم يتم لولا المساعدات الإيرانية بالمال والسلاح والإرشاد والدعم السياسي والمعنوي , وهذا الحزب يسبب لدولة إسرائيل صداعاً دائماً أكثر من أي جيش أو كيان عربي .

* بعد 9\4\2003 وسقوط نظام صدام حسين تنفس النظام الإيراني الصعداء الممزوج بالخوف والترقب من الأمريكي , حيث ترغب إيران بتصدير الثورة لأن صدام والبعث الجدار الحديدي انهارا وبدأ الشيعة في أخذ دورهم , ويمكن القول أن الشيعة ساهموا في مؤامرة سقوط بغداد , وصدام والعراق ليأخذوا دوراً أفضل ملامحه شيعية .

 


(229) - יוסף קוסטינר , מדינות המפרץ  הפרסי , ע"מ 180 .

(230) - دانيل .د. بروار , العالم في القرن العشرين , ص 401 .

(231) - سمير سليمان , الإمام الخميني والمشروع الحضاري الإسلامي , ص61 .

(232) - دانيل د . بروار , العالم في القرن العشرين , ص 402 .

(233) - عبد الرازق محمد اسود , موسوعة الحرب العراقية الإيرانية , ص232 .

(234) - דוד מנשרי , איראן בין אסלאם ומערב, ע"מ 133 .

(235) - عبد الرازق محمد اسود , موسوعة الحرب العراقية الإيرانية , ص232 .

(236) - دانيل . د. بروار , العالم في القرن العشرين , ص 402 .

(237) - יוסף קוסטינר , מדינות המפרץ הפרסי , ע"מ 27 .

(238) - سمير سليمان , الإمام الخميني والمشروع الحضاري الإسلامي , ص 12 .

(239) - ن.م , ص 40 .

(240) - عبد الرازق محمد اسود,موسوعة الحرب العراقية–الإيرانية,ص236

(241) - سمير سليمان , الإمام الخميني , ص 142 .

(242) - حمدي الطاهري , مشكلات العالم العربي , ج 2 , ص 60- 61 .

(243) - דוד מנשרי , איראן בין אסלאם ומערב , ע"מ 155 .

(244) - שמעון שפירא , חזבללה בין איראן ולבנון , ע"מ 113 .

(245) - القران الكريم , سورة المائدة , آية 56 .

(246) - القران الكريم , سورة المجادلة , آية 22 .


رجوع