الإمام عليّ ابن أبي طالب

مقدمة بقلم الشاعر ميشيل حداد


أسطورة الإنسان

 بقلم الشاعر ميشيل حداد

 

ليست هذه المجموعة الشعرية بالأولى للشاعر الشاب سهيل إبراهيم عيساوي فقد كانت المجموعة الأولى بعنوان "وتعود الأطيار إلى أوكارها"، وقد صدرت عن لجنة الطلاب الجامعيين التي ينتمي إليها الشاعر فهو في جامعة بئر السبع حصل على اللقب الأول (B. A)، وهو عازم على متابعة الدراسة والحصول على اللقب الثاني والثالث بإذن الله.

وهو إلى هذه الغربة في جامعة بئر السبع البعيدة عن مسقط رأسه كفرمندا  يحاور وينشر في مختلف ملحقات الصحف الأدبية والمجلات، وما ينشره يكون غالباً تعليقات أدبية وقصائد نثر.

ولا شك أن صاحبنا سهيل يكتب قصيدة النثر كما هو واضح في أسطر قصائده، مؤمناً بأن هذا اللون الجديد من الشعر يستطيع بواسطته الانطلاق نحو آفاق من الحرية المطلقة في التعبير عما يريده دون التوقف أمام قيود الوزن والقافية:

ما أوقحنا

أجرمنا بحق أنفسنا

أما آن لهذه السياط أن تكف عن جلدنا ؟!

نصبر بلا ملل

إن ترتوي الأرض من دمائنا

إن يحكمنا جزار

أمر طبيعي!

 إنّ ما قصده الشاعر هو رفض الظلم الواقع على المشردين.. على الناس الواقعين تحت السياط والحاجة وحكم الجزار.

وينتقل الشاعر من تظلمه من الغرباء إلى التظلم من ذوي القربى:

مدية قابيل تحاصرنا

أرواحنا أجسادنا أموالنا

وظلم ذوي القربى

أشدّ مرارة..

شاعرنا متخصص بالتاريخ والعلوم السياسية، وليس للغة العربية في دراسته شأن، وإنما هي المطالعة الجادة والإطلاع العميق والوعي لمشاكلنا التي يحرص على الإشارة إليها بالإيماء ضمن ممارسته كتابة الشعر.

لشعر الغزل الحر دور فيما يكتبه الشاعر. ورغم وجوده في قلب الصحراء النابض، فإنه يأبى لمحبوبته أن تكتوي بنار البادية فيقول لها:

أخاف عليك من لهيب النقب

من العيون الحمراء

زنزانة الحب

لا زائر يواسيني

والاعتقال مرهون

بشهادة منك

كيف يسجن المرء من يحب ؟!

 وفي ذروة الغضب والحزن يقول الشاعر في قصيدة بعنوان "سقطت الشمس":

حزينة حكايتي كطيور حزيران

وكبطولات جان دارك جاءت أسطورتي مثيرة

دربي حر إلى مروج التحدي

وكل ما تبقى مني قصائد

وكلمات تنعى صاحبها

 انشغال الشاعر بدراسته وبالعمل على تغطية مصاريف هذه الدراسة يقلل من تجاربه الحياتية ذات العلاقة بالناس، ليس كل الناس وإنما أولئك الذين لا علاقة له بهم ولا مشاركة ولا إطلاع على حياتهم ومشاكلهم، فله مشاكله الخاصة واضطراره إلى معالجة هذه المشاكل.

وهو يعلل نفسه ويصبّرها بقلادة من كلمات! :

قلائدهم الذهبية تضيع وتفنى

وقلادتي ذات الحروف والكلمات

لها ألف ظل

شعاعها ينير

وهي من الله عطية

 ولا بد وأنا أتذكّر (موشحي المقدسي) أن أشير إلى حب شاعرنا للقدس فهو متيم بها:

كل حب قبلك هباء

وبعدك حرام

متيم بحبك

كانت الأيام أرقاماً والنساء رموزاً

وبعد حبك تكشّفت الأسرار

وصرت أعرفك

أنت يا غاليتي

يا قدس أقداسي يا قدس..

 بماذا أختم مقدمتي المتواضعة هذه؟

إن أقل ما يمكن أن يجزيه شاعر شيخ مثلي لشاعر لديه أدواته الأدبية هو الكثير من الإخلاص والتقدير وحسن التعامل.

 


رجوع