حكايات من الصحراء

إلحق أخوالك


يُحكى أن امرأةً كان لها ابن مغفّل وضعيف الشخصية ، وبحثت له عن زوجة ترضى بالزواج منه حتى وجدت أخيراً فتاة تكبره بعدة سنوات وافقت على الزواج منه ، وفرحت الأم بزواج ابنها ، ولكن الابن بعد الزواج بدأ يهزل ويضعف ويصفرّ وجهه ، وأصبح مُخَاطه سائلاً ، وحالته يرثى لها ولا يكاد يقوى على المسير ، ورأته أمه وهو على هذه الحالة وهي المجربة الخبيرة ، وعرفت أن ما حلّ بابنها هو من فعل زوجته الشابة . فأرادت أن تريحه قليلاً فقالت له ما رأيك يا ابني أن تذهب معي لنزور أخوالك ونمكث عندهم عدة أيام حتى نغير جوّ وترتاح نفوسنا وتهدأ حالنا ثم نعود وقد جددنا نشاطنا وارتحنا قليلاً ، وكذلك فإننا لم نزر أخوالـك منذ فتـرة طويلـة ، ولا بد أنهم مشتاقون لرؤيتنا ، وكان الأخوال على مسافة بعيدة عن بيت تلك المرأة وابنها . فوافق الابن على مرافقة أمه وركبت الأم وابنها كلّ على بهيمته وسارا حتى وصلا إلى منازل أهلها ، ورحّب أهل المرأة بقدومها وقدوم ابنها واحتفوا بهما وأكرموا وفادتهما ، ومكثا عندهم أكثر من أسبوع من الزمان ، فعادت إلى صاحبنا قوته واستعاد نشاطه وبدأ الإحمرار يزهو على وجنتيه وتحسّن حاله كثيراً .

وبعد هذه الراحة الطويلة عادت الأم وابنها معها إلى منازلهم ، وفي الطريق مرّا على قطيع من الغنم والماعز ، فرأى ابنها تيساً هزيلاً تكاد جوانب بطنه تلتصق ببعضها لشدة الهزال ، ومخاطه يسيل على وجهه وحالته سيئة للغاية ، وعندها تذكر الشابّ حالته وخاطب التيس بصوت عال قائلاً : إلحق أخوالك .. إلحق أخوالك .

وضحكت الأم من سذاجة ابنها وقلة عقله وعادت به إلى بيتهم .


عودة للصفحة الرئيسية