الأسرة الخانقة - كتاب النحت في ذاكرة الصحراء

الأسرة الخانقة

من الظواهر المقلقة التي تقف أمامك مثل حاجر معتم شائك, الأبوة الخانقة كأخطبوط, بعض الآباء من فرط حبه وحرصه على أبنه يفرض عليه أعراف الحكم العسكري البائد, كل شيء بإذن وترخيص مسبق، ممنوع الاشتراك في أمسية  ثقافية، احتفال, لقاء، سهر, إلا المراجعة والتعليم, طبعاً النتيجة كارثية, تحطيم نفسية الطالب، تحجيم صقل ونمو شخصيته، وحرمانه من تحقيق ذاته ورسم ملامح شخصيته كما يحلم ويكبر الحلم معه. بعد فترة وجيزة، يقف أمامنا إنسان مهزوز, مهزوم في أعماق أعماقه, مطعون في جدران قلبه الواهي, من الحب ما قتل, يغتال الأب أو الأم فلذة كبده بهدوء وسكينة، يحاول أن يبعثه للعيش إلى ما قبل التاريخ والفلسفة، فيصطدم بجدار الواقع المتسارع الذي لا يرحم.

سعادة الطالب الجامعي تكمن في بناء شخصيته والكشف عن مواهبه ومعايشته للواقع، بهدف الاكتساب والتعلم, يخطئ الوالد الذي يريد أن يرى نفسه تماماً في شخصية ابنه، فلا يمكن السباحة في نفس النهر مرتين.


رجوع