أيام وأيام - كتاب النحت في ذاكرة الصحراء

أيام وأيام

للطالب الجامعي ثوب فضفاض من الفراغ, والسؤال الذي يتثاءب بعد تسلل الظلام, كيف ننتهز الوقت ؟! وما الهدف؟ ومع من؟ أذكر أن طلاب كفر مندا ومعارفهم كنا نجتمع في أحد البيوت, نجري مباريات في الشعر، نتناول كتاباً صدر لتوه، أو يعرض أحدنا محاضرة شيقة. بعد مرور سنوات نلتُ اللقب الثاني في موضوع تاريخ الشعب اليهودي، أجلس واحتسي القهوة وإن لم تكن عربية، لكن العرب يعشقونها وهي تعشقهم لوجود أكثر من قاسم مشترك..... في ذلك اليوم طار صوابي، إلى أين وصلنا! مجموعة من الطلاب العرب يلعبون الورق في انسجام وغيبوبة فكرية, كأنهم في مقهى وملهى وليس في جامعة محترمة لها صيتها العالمي, بالمقابل على الطاولات المقابلة طلاب يهود كل متسمّر مع كتابه وحاسوبه الشخصي. تمنيت لو لم أكحل ناظري بهذا المنظر الذي تشمئز له النفس والروح، قلت في أعماق نفسي لعل البعض هنا سعيد حتى النشوة بهذه المسرحية التراجيدية. 


رجوع