مكانة اللغة العربية في إسرائيل

مكانة اللغة العربية في إسرائيل

 مسكينة هي اللغة العربية في هذه الديار تندب حظها التعيس، بعد أن تربّعت على العرش الزمن الطويل. اليوم تحاك المؤامرات ضدّها من كلّ حدب وصوب لأنّها لسان حال العرب في هذه البلاد . فمعاملة اللغة العربية تنبع من المعاملة السيئة للناطقين بهذه اللغة وإهمالها من إهمالهم ، ولا يمكن الفصل بين العرب ولغتهم .

في إسرائيل تُعرف اللغة العربية كلغة رسمية ثانية في البلاد ولكن الواقع يسجّل غير ذلك، فهل فُرضت العربية كلغة أساسية للطلاب اليهود؟! الجواب لا. هل تُقبل الرسائل للمؤسسات الحكومية باللغة العربية؟ وهل تُرسل فواتير الكهرباء والتلفون باللغة العربية ؟! الجواب لا.. هل تُكتب أسماء القرى والمدن والمستوطنات باللغة العربية دائماً ؟! الجواب لا .

إنّ بعض المؤسسات التجارية والحكومية تكتب في أغلب الأحيان باللغة العبرية والإنجليزية وأحياناً بالروسية التي رفض البرلمان الإسرائيلي مشروع اقتراح لتحويلها الى لغة رسمية خوفاً من أن يصبح للروس قومية غير يهودية..!! ويتعلّم الكثير من اليهود اللغة العربية ولكن ليس لهدف التقرّب من العرب أو حبّاً باللغة الراقية إنما لخدمة جهاز المخابرات ومراقبة المنشورات الصادرة باللغة العربية في العالم العربي .

ويحدث هذا بشكل خاص، لأنّ عدد اليهود الذين يلمّون باللغة العربية، وخاصة أولئك الذين قدموا من الدول العربية في تناقص مستمر.

إن كانت إسرائيل تبغي العيش في نعيم السلام الحقيقي فالخطوة الأولى هي التعامل مع اللغة العربية، اللغة الأولى في الشرق الأوسط، لغة الصحافة ووسائل الإعلام، لغة التجارة ولغة الحوار ..

يجب أن يتعلّم الطلاب اليهود اللغة العربية في المدارس والجامعات، على الأقل من أجل مسح صورة العربي المشوّهة التي تلقّنوها في البيت وعبر وسائل الإعلام والكتب المبتورة القيم والرائدة في التزوير .

ويجب أن تتعامل المؤسسات الحكومية والتجارية مع اللغة العربية كلغة رسمية وأساسية، كما يجب زيادة عدد الساعات الدراسية المخصصة للطلاب العرب، فهذه الساعات الدراسية لا تتلاءم مع مكانة لغة أم كاللغة العربية. كما يجب تشجيع المنشورات الصادرة باللغة العربية أو المترجمة من اللغة العربية. بهذه الطريقة يمكن أن تكون اللغة العربية جسر محبّة بين شعوب المنطقة.

المواكب عدد 1+2 2001


رجوع