الإعلام الغربي ورغبته في تشويه

الإعلام الغربي ورغبته في تشويه

صورة الإسلام والعرب

 ما زالت الحملات الإعلامية المسمومة على الشرق الإسلامي والعربي مستمرة ، لكنّ الأساليب تطوّرت ، فالغرب يمتلك كبريات الصحف والقنوات الفضائية ومحطات الراديو وكبريات دور النشر ومدن صناعة الأفلام والسينما، وقسم كبير منها يتم توظيفه لتشويه سماحة الإسلام والعرب.

ودائماً يحاولون الربط بين الإسلام والإرهاب من خلال الأعمال غير الديمقراطية وغير الأخلاقية، ويربطون بين التأخّر الثقافي والصناعي وبين الشرق العربي الإسلامي، ويحاولون تصدير مزاعمهم إلى الشرق نفسه، بينما يظهر "الرجل الأبيض " كمنقذ للبشرية، ويعمل على تطهير الكون من كلّ "الشوائب ".

ومن يتسنّى له مشاهدة فيلم أمريكي سوف يصاب بالذهول لِما يبثّه من سموم ضدنا وتزييف للحقائق التاريخية والإنسانية.

أذكر أنّني شاهدت فيلماً للمدعو "رامبو " عن تحرير أفغانستان من الاحتلال الروسي، ولا أبالغ إذا قلت أنّه يُخيّل للذي لا يعلم الحقيقة أن "رامبو" هو الذي درّب المجاهدين الأفغان، وهو الذي جلب الأسلحة، وهو الذي قتل مائة ألف جندي روسي، ولولا وجوده لما غادر الروس أفغانستان!

والطفل أو الفتى الأفغاني أو المسلم أو العربي الذي يشاهد هذه الأكاذيب قد يصدّقها !!

هناك فيلم آخر اسمه "أكاذيب حقيقية" وهو أيضاً فيلم أمريكي يصوّر العرب على أنّهم إرهابيين يعملون على امتلاك أسلحة مدمّرة من أجل تدمير العالم!! ولا تُمنع الكارثة عن العالم إلاّ بفضل أمريكي واحد يتسلل إلى " المعسكر العربي " فيقضي عليه، وكأنّ من فيه ليسوا سوى دمى لا تحرّك ساكناً ... وهكذا يمنع وقوع الكارثة!!

هكذا كان الغرب منذ قرر التصادم العسكري مع الشرق الإسلامي ففشل وتمّ دحره، لذا قرر تجنيد وتوظيف ملايين الملايين من الدولارات والإعلاميين واستخدامهم في الصدام الحضاري مع الشرق، مستغلاً التفوق التكنولوجي والهيمنة الإعلامية لبثّ السموم والأكاذيب ولتزييف التاريخ.

إنني اقترح إقامة مدينة للسينما الإسلامية رداً على مدينة "هوليوود " الأَمريكية، وإخراج أفلام إسلامية تجسّد شموخ الحضارة الإسلامية والإنسان العربي وقيمه المثلى التي يفتقر إليها الإنسان الأبيض، لتعزيز ثقة المسلم والعربي بشخصيته ودحر الأفكار الانهزامية التي بدأت تتغلغل فينا بواسطة الإعلام الغربي. وأدعو إلى إقامة مركز إعلامي عربي يقف أمام الصحف ووسائل الإعلام التي تمارس التشويه وتزرع الفتن بين الأشقّاء العرب وبين الدول الإسلامية نفسها.

ومن المناسب إنشاء دار للدراسات الإسلامية والعربية الخالدة وترجمتها إلى جميع لغات العالم، وبيعها بأسعار رمزية. وأخيراً ، فبدلاً من إخراج أفلام راقصة وساقطة وخيالية، وبدلاً من تجميد أموالنا وأموال الشعوب العربية في البنوك الأوروبية، وبدلاً من إضاعة الثروة البترولية تعالوا نخصص قسماً من هذه الأموال لدحض أكاذيب الغرب، وإظهاره على حقيقته، كولونيالياً استعمارياً مخادعاً يفتقر إلى أركان الإنسانية.

تعالوا نعزّز ثقة العربي والمسلم بنفسه وبدينه وبقوميته وبرسالته، فالمعركة الإعلامية لا تحتاج إلى قنابل ذرية أو صواريخ عابرة للقارات. نحتاج فقط إلى قلم وورقة وعقل مدبّر وإرادة قوية وإيمان بأنفسنا وتاريخنا ...

وحتماً ستنجب المعركة الإعلامية مستقبلاً أفضل.

صوت الحق والحرية 22 /10/ 1999

 


رجوع