ما يقال في الصباح إذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح المُلك لله والحمد لله لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شرِّ ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبرَ، رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر. [أخرجه مسلم]. أو قال: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيى وبك نموت وإليك النشور. [أخرجه أبو داود]. أو قال: اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. [أخرجه النسائي]. أو قال: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه وشرِّ ما بعده. [أخرجه أبو داود].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا أمسى قال:
أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبرَ، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر. [أخرجه مسلم].
أو قال: اللهم بك أمسينا وبك نحيى وبك نموت وإليك النشور. [أخرجه أبو داود والترمذي].
أو قال: اللهم ما أمسى بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر. [أخرجه وأبو داود النسائي].
أو قال: أمسينا وأمسى الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة فتحها ونصرها ونورها وبركتها وهداها، وأعوذ بك من شرِّ ما فيها وشر ما بعدها. [أخرجه أبو داود].
تنبيه:
أدعية الصباح والمساء التي ذكرناها أو نذكرها فيما بعد لو جمعها كلها كان أحسن، ولو اكتفى ببعضها لا بأس.
------------------ الرجوع إلى الفهرس
بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
ثلاث مراتٍ فلا يضره شيءٌ. [أخرجه الترمذي].
------------------ الرجوع إلى الفهرس
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
قال: من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
----------------- الرجوع إلى الفهرس
----------------- الرجوع إلى الفهرس
فإذا أراد أن ينام
توضأ وضوءه للصلاة ثم اضطجع على شقه الأيمن وقال:
اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت. علمه صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب رضي الله عنه وقال في آخره فإن مُتَّ مُتَّ على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول. [أخرجه البخاري].
باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. [أخرجه البخاري].
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي. [أخرجه مسلم].
اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك. [أخرجه الترمذي].
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته. [أخرجه البخاري].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون. [أخرجه الترمذي].قال أبو قتادة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر(1) الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره. [أخرجه البخاري].
_________________________
أي يقول أعوذ بالله من شر هذه الرؤيا ومن شر الشيطان.
وفي رواية فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدّث به الناس. [أخرجه مسلم].
تنبيه: التحلم بحلم لم يره إثم كبير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تحلم بحلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل. [أخرجه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم إن من أفرى الفرى أن يُرِيَ عينيه ما لم تريا. [أخرجه البخاري]. فإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور. [أخرجه البخاري].----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا أراد أن يدخل الخلاء قال: بسم الله. [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والترمذي في جامعه]. وقال: اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث. [أخرجه البخاري].وإذا خرج من الخلاء قال:
غفرانك. [أخرجه الترمذي]. وقال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. [أخرجه ابن ماجه]. تنبيه: لا يمسُّ ذكره بيمينه إذا بال. ولا يستنجي بها. ولا يستنجي بعظم ولا روثٍ. ولا يستقبل القبلة ببولٍ ولا غائطٍ ولا يستدبرها. ولا يبولن في الماء الدائم (هذا كله من البخاري ومسلم).----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا أراد أن يتوضأ سمى الله تعالى وليتسوك وليسبغ الوضوء ويراعي تقديم الأيمن (هذه الثلاثة من البخاري ومسلم). ولا يسرف في الماء وإن كان على نهر جارٍ (أحمد وابن ماجه). ويخلل بين الأصابع، ويخلل لحيته. ويبالغ في الاستنشاق إلا أن يكون صائماً (هذا كله من سنن أبي داود). وإذا فرغ من الوضوء قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. رواه مسلم وأبو داود، وزاد أبو داود في أوله أنه يقول ذلك رافعاً طرفه إلى السماء، ورواه الترمذي أيضاً وزاد: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. ومن أذكار الوضوء دعاءه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي ويصلي ركعتين بعد الوضوء. [أخرجه البخاري].----------------- الرجوع إلى الفهرس
وتسمى صلاة الليل، وهي أفضل الصلوات بعد الفريضة (كما روى الترمذي وقال حديث حسن). وقال عمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن (رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب إسناداً). وروى أبو أمامة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات (رواه الترمذي).
اللهم لك الحمد أنت قَيُّوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاءك حقٌّ، وقولك حقٌّ، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ، والنبيُّون حقٌّ، ومحمدٌّ صلى الله عليه وسلم حقٌّ، والساعة حقٌّ، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. [أخرجه البخاري].
صلاة الوتر لمن يثق بالانتباه:
إذا نام من الليل أو مرض كيف يفعل؟
وإذا خرج لصلاة الصبح قال:
اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل من خَلفْي نوراً ومن أمامي نوراً واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً اللهم أعطني نوراً. [رواه مسلم]. سلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: اللهم افتح لي أبواب رحمتك. [أخرجه مسلم]. أو قال: اللهم افتح لي أبواب رحمتك وسهل لنا أبواب رزقك، وإذا دخل المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس [أخرجه البخاري].----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا خرج من المسجد: سلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: اللهم إني أسألك من فضلك [أخرجه مسلم]. تنبيه: لا يدخل المسجد وفي فيه رائحة كريهة، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس (مسلم).
----------------- الرجوع إلى الفهرس
قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً. [أخرجه مسلم]. ويقول مثل ما يقول المؤذن، وإذا قال المؤذن: حي على الصلاة أو حي على الفلاح فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله. [أخرجه مسلم].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
الذكر والدعاء بعد الصلاة المكتوبة
عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ... الحديث. [أخرجهما مسلم].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
بعد صلاة الصبح والمغرب:
----------------- الرجوع إلى الفهرس
التسبيحات بعد الصلوات المكتوبات:
فضيلة الذكر بعد الفجر والعصر:
وإذا جاء بيته قال:
اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا. ثم ليسلم على أهله. [أخرجه أبو داود].
وإذا خرج من بيته قال:
----------------- الرجوع إلى الفهرس
آداب الطعام: قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم:
إكرام الضيف، وما لا يحل للضيف:
تعاهد الجيران فيما طبخ:
__________________________
----------------- الرجوع إلى الفهرس
فإذا أراد أن يأكل سمى الله وقال:
بسم الله(1) أو قال: بسم الله وبركة الله(2) فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره. [أخرجه الترمذي]. وروى أمية بن مخشّى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم استقاء ما في بطنه. [أخرجه أبو داود]._____________________
وإذا أكل مع مجذوم أو ذي عاهة قال:
بسم الله ثقةً، بالله وتوكلاً عليه. [أخرجه الترمذي].وإذا فرغ من طعامه قال:
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين. [أخرجه أبو داود].وإذا رفعت مائدته قال:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا. [أخرجه البخاري].فإذا غسل يده قال:
الحمد لله الذي يُطعم ولا يُطعم، مَنَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلَّ بلاءٍ حسنٍ أبلانا، كذا ورد في عدة أحاديث منها حديث عائشة عند الترمذي وصححه: إذا أكل أحدكم طعامه فليقل بسم الله.الحمد لله غير مودع ولا مكافى ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسى من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العَمَاية، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين. [أخرجه الحاكم في المستدرك (كتاب الدعاء ص 1/546) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي].
وإذا أكل عند قومٍ دعا لهم:
وقال: اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني. [أخرجه مسلم]فإذا أراد الرجوع دعا وقال:
اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم. [أخرجه مسلم].آداب الشراب:
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا لبس ثوباً قال:
* وإن كان ثوباً جديداً سماه باسمه إما قميصاً أو عمامة.
وقال: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له. [أخرجه أبو داود].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
آداب السفر
إذا أراد أن يسافر:
ويستحب أن يصلي ركعتين قبل الخروج إلى السفر.
ولا يسافر واحداً ولا مع واحد بل يخرج مع اثنين أو مع ثلاثة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب (لأبي داود والترمذي وقال حسن).
وليؤمروا أحدهم. (لأبي داود).
تنبيه:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم نهياً مؤكداً أن تسافر امرأة بغير محرم، وكثير من النسوة عن هذا غافلات.أدعية السفر
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا أراد أن يسافر قال:
التوديع بالدعاء والوصية عند السفر:
اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر. [أخرجه الترمذي].
زوَّدك الله التقوى.
قال: زدني. قال: وغفر ذنبك. قال: زدني بأبي أنت وأمي: قال: ويسر لك الخير حيث ما كنت. [أخرجه الترمذي].
أستودع اللَّه دينَك وأمانتك وخواتيم عملك. [أخرجه الترمذي].
ويقول الذي يريد السفر لمن يخلفه:
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. [ابن السني].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
ثم قال: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [الزخرف: 13-14].
ثم قال: الحمد لله (ثلاثاً).
وقال: الله أكبر(ثلاثاً).
ثم قال: {سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}.
ثم ضحك، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت. [أخرجه الترمذي].
الدعاء إذا خرج للسفر:
اللهم نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.
اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل.
وإذا رجع قالهن وزوّد:
آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون. [أخرجه مسلم].
وقال جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا. [أخرجه البخاري].
وإذا نزل منزلاً:
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. [أخرجه مسلم].الركعتان إذا نزل منزلاً:
وإذا أمسى في السفر وأقبل الليل قال:
يا أرضُ ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك، ومن شر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسدٍ وأسْوَد، ومن الحية والعقرب. ومن ساكني البلد، ومن والدٍ وما ولد. [أخرجه أبو داود].الدعاء حين السحر في السفر:
يقول ذلك ثلاثاً يرفع بها صوته. [أخرجه مسلم].
أدعية الرجوع من السفر
وإذا رجع من سفره:
يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. [أخرجه البخاري].تنبيه:
ويهتم بدعاء الركوب وما مر من الأدعية، ولا يغفل عن ذكر الله في القفلة أيضاً.وإذا أشرف على بلده قال:
آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون. ولا يزال يقولها حتى يدخل بلده. [أخرجه البخاري].وإذا دخل على أهله قال:
أوباً أوباً إلى ربنا توباً لا يغادر علينا حوباً. [أخرجه الحاكم ص 1/488 وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي].----------------- الرجوع إلى الفهرس
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". [أخرجه البخاري].
ويقول ما بين الركن اليماني وركن الحجر الأسود:
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]. [أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي].
رب قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه واخلف على كل غائبةٍ لي بخيرٍ. [أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي].
الأضحية:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجوئين(1) ، فلما وجههما. قال: إنِّي وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك (2)عن... ثم قال: بسم الله الله أكبر. ثم ذبح. [أخرجه أبو داود]. وإذا خاف قوماً قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. [أخرجه أبو داود].___________________
وإذا تزوج رجل دعا له بالبركة:
وقال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خيرٍ. [أخرجه أبو داود والترمذي].وإذا جاء المتزوج بامرأته فليأخذ بناصيتها:
وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جُبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُبلت عليه. [أخرجه ابن ماجه والحاكم ووافقه الذهبي].وإذا أراد أن يجامع أهله:
يقول: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. [أخرجه البخاري].وإذا ولد له ولد:
سماه عبد الله أو عبد الرحمن أو بأسماء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، وليحسن اسم ولده، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُغيّر الاسم القبيح. [أخرجه الترمذي].ما جاء في التحنيك والتبريك والعقيقة والتأذين:
----------------- الرجوع إلى الفهرس
ثم قال: الحمد لله رب العالمين الرحمان الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين.
ثم رفع يده فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن، ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله. [أخرجه أبو داود]. أو قال: اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجلٍ. [أخرجه أبو داود]. أو قال: اللهم أسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت. [أخرجه أبو داود].----------------- الرجوع إلى الفهرس
ترك ما هو فيه واستقبل السحاب.
وقال: اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أُرسل به. [أخرجه ابن ماجه].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا رأى المطر:
قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والظراب والأودية ومنابت الشجر. [أخرجه البخاري].
وإذا سمع صوت الرعد والصواعق: قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تُهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك. [أخرجه الترمذي]. وإذا عصفت الريح: قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به. [أخرجه مسلم]. وقال أيضاً: اللهم لقحاً لا عقيماً. [أخرجه الحاكم وأقره الذهبي]. فائدة: لم يجز سب الريح ولعنها، فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا من شرها. [أخرجه أبو داود].----------------- الرجوع إلى الفهرس
وانكسفت الشمس: عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فخرج يجر ردائه حتى انتهى إلى المسجد وثاب إليه ناس فصلى بهم ركعتين فانجلت الشمس، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله إنهما لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا كان ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم.
وفي رواية: فإذا رأيتم ذلك فادعو الله وكبروا وصلوا وتصدقوا. وقالت أسماء: لقد أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس (هذا كله عند البخاري).
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا رأى الهلال:
قال: اللهم أهلَّه علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله. [أخرجه الترمذي].
وإذا قيل له: كيف أصبحت؟
أجاب بقوله: أحمد الله إليك. [أخرجه الطبراني في الكبير، قال في مجمع الزوائد: إسناده حسن].
وإذا رأى ما يسرُّه:
قال: الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات. [أخرجه الحاكم في المستدرك ص 1/499 وقال: صحيح الإسناد].
وإذا أتاه ما يكرهه:
قال: الحمد لله على كل حالٍ. [أخرجه الحاكم في المستدرك ص 1/499 وقال: صحيح الإسناد].
ومن غضب فليتوضأ:
وليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. [أخرجه البخاري].
فإن كان قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع. [أخرجه أبو داود].
ومن ابتلى بالدين:
فليقل صباحاً ومساءً:
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. [أخرجه أبو داود]. أو يقول: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. [أخرجه الترمذي].----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا أراد أن يقوم من المجلس: قال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. [أخرجه الترمذي]. وإذا رأى باكورة ثمرة: قال: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا. [أخرجه مسلم]. ومن نزل به غم أو كرب أو أمر مهم: قال: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. [أخرجه البخاري]. أو قال: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ وأصلح لي شأني كله. [أخرجه أبو داود].----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا نظر إلى القمر: قال: أعوذ بالله من شر هذا الغاسق. [أخرجه الترمذي]. وإذا نظر وجهه في المرآة: قال: اللهم أنت حسَّنت خَلْقي فحسِّن خُلُقي. [أخرجه أحمد ورجاله ثقات]. وإذا رأى أخاه المسلم يضحك: قال: أضحك الله سنك. [أخرجه البخاري]. وإذا رأى مبتلىً: قال: الحمد لله الذي عافاني ممن ابتلاك به وفضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً. [أخرجه الترمذي]. ويدعو في ليلة القدر فيقول: اللهم إنك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عني. [أخرجه الترمذي]. ويعلم الذي أسلم: أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني. [أخرجه مسلم]. وإذا أحب أخاه المسلم فليعلمه، وليقل الذي أعلمه: أحبك الذي أحببتني له. [أخرجه أبو داود]. ومن صنع إليه معروفاً دعا له: وقال: جزاك الله خيراً. [أخرجه الترمذي]. وإذا استوفى دينه دعا للذي وفى: وقال: أوفيتني أوفى الله بك. [أخرجه الترمذي].----------------- الرجوع إلى الفهرس
السلام والاستئذان وما يتعلق بهما:
وإذا لقي مسلماً سلَّم عليه:
وقال: السلام عليكم. [أخرجه البخاري]. ولو زاد فقال: ورحمة الله وبركاته، كان حسناً. [أخرجه أبو داود].ويرد الذي سلم عليه.
فيقول: وعليك السلام، أو عليكم السلام. ويزيد: ورحمة الله وبركاته. وإذا بُلِّغ سلاماً من أحد: قال: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. [أخرجه البخاري]. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسلم الراكب على الماشي، والماشي، على القاعد، والقليل على الكثير، وفي رواية له: يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير.
ويسلم على من عرف ومن لم يعرف:
فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أيّ الإسلام خير، قال: تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
وإذا استأذن لأن يدخل على أحد:
فليقل: السلام عليكم أأدخل. [أخرجه أبو داود].
المصافحة والمعانقة
----------------- الرجوع إلى الفهرس
الأدعية والآداب
وإذا عطس: قال: الحمد لله وليقل له السامع: يرحمك الله. ثم يرد عليه العاطس ويقول: يهديكم الله ويصلح بالكم. [أخرجه البخاري]. فائدة: تشميت العاطس من حقوق المسلم إذا حمد الله، وينبغي أن يغطي وجهه بيده أو ثوبه، ويغض صوته إذا عطس، ولم ينقل في الصحيح أي ذكر أو دعاء عند التثاؤب، نعم أمرنا بالكظم وإمساك الفم.
ورواه الترمذي أيضاً وقال: حسن صحيح، ثم ساق بسند آخر نحوه إلا أنه قال في الثالثة: أنت مزكوم.
وإذا عاد أخاه المسلم:
قال: لا بأس طهورٌ إن شاء الله. [أخرجه البخاري].
ودعا الله تعالى لشفائه.
فقال: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرات) [أخرجه أبو داود].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا اشتكى إنسان مسحه بيمينه:
وقال: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقماً. [أخرجه البخاري].
ومن اشتكى شيئاً أو اشتكاه أخ له:
فليقل: ربنا الله الذي في السماء، تقدَّس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين. أنزل رحمةً من رحمتك وشفاءً من شفاءك على هذا الوجع فيبرأ. [أخرجه أبو داود].
ويرقى المعتوه:
بالفاتحة ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفله. [أخرجه أبو داود].
ومن لُدغ يُرقى:
بالفاتحة سبع مرات(1).
_________________________________________
----------------- الرجوع إلى الفهرس
ومن أصيب بمصيبة: قال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها. [أخرجه مسلم]. وإذا مات ولده حمد الله وقال:{إنا لله وإنا إليه راجعون}. [أخرجه الترمذي].
وإذا عزَّى أحداً سلم عليه وقال: إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكلٌّ عنده بأجلٍ مسمى فلتصبر ولتحتسب. [أخرجه البخاري]. وإذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله. [أخرجه الترمذي]. فإذا فرغ من الدفن قال لأصحابه:استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل. [أخرجه أبو داود].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
وإذا زار القبور قال: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. [أخرجه مسلم].
العمامة:
القميص:
الحرير والذهب:
إثم الإسبال:
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أسفل من الكعبين من الإِزار ففي النار.
الخمر للنساء:
وفي رواية له: أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها.
ذيول النساء:
كاسيات عاريات:
روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. [أخرحه مسلم].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
الاحتباء واشتمال الصَّمَّاء(1)
(1) اشتمال الصّمّاء بالمد قال الأصمعي: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده لا يرفع منه جانباً فلا يبقى ما يخرج منه يده وهذا يقوله أكثر أهل اللغة.
الثياب البياض:
التصاوير:
النعال:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزغ فليبدأ بالشمال، لتكن اليُمنى أولاهما تُنعلُ وأُخراهما تُنزع.
الخاتم:
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة في يمينه فصُّه حبشي كان يجعل فصه مما يلي كفه. [أخرجه مسلم].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال
سُنن الفطرة
قص الشارب
التوقيت في قص الشارب وحلق العانة وغيرهما
السواك:
----------------- الرجوع إلى الفهرس
الطيب
____________________
(1) أي بريق الطيب ولمعانه.
----------------- الرجوع إلى الفهرس
الكحل
الشَّعْر
وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد، وروى البخاري نحوه.
----------------- الرجوع إلى الفهرس
النهي عن القزع
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن القزع. وعند مسلم: قلت لنافع وما القزع؟ قال يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه، وفي رواية جعل التفسير من قول عبيد الله. الخضاب روىأبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم [أخرجه البخاري ومسلم].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
الوصل والوشم والنمص والفلج
قال عبد الله بن مسعود رضي تعالى عنه: لعن الله الواشمات، والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيّرات خلق الله، مالي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] متفق عليه [للبخاري والمسلم].
التيمن في الشأن كله:
روى البخاري عن عائشة رضي الله تعالى عنها كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله.
اليد اليُمنى واليد اليسرى
الأيمن فالأيمن:
روى مسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم دارنا فحلبنا له من شاة داجن وشيب له من بئر في الدار، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عمر - وأبو بكر عن شماله -: يا رسول الله أعطه أبا بكر، فأعطاه أعرابياً عن يمينه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأيمن فالأيمن.----------------- الرجوع إلى الفهرس
آداب المجلس:
كيف يكون الرجل في بيته
المقدمة: أهمية العلاج بالقرآن والسُّنَّة
إِن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إِله إِلا الله وحدهُ لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإِحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعدُ: فلا شك ولا ريب أنَّ العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاجٌ نافعٌ وشفاءٌ تامٌ {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44]، {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] ومن هنا لبيان الجنس، فإِنَّ القرآن كله شفاءٌ كما في الآية المتقدمة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]. فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحدٍ يُوهَّل ولا يُوفَّق للاستشفاء بالقرآن، وإِذا أحسن العليل التَّداوي به وعالج به مرضهُ بصدقٍ وإِيمانٍ، وقبولٍ تامٍ، واعتقاد جازمٍ، واستيفاء شروطه، لم يُقاومه الداءُ أبداً. وكيف تُقاوم الأدواء كلام ربِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إِلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهماً لكتابه. والله عزَّ وجلَّ قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان، وطبَّ القلوب والأبدان. فأمَّا أمراض القلوب فهي نوعان: مرض شبهةٍ وشكٍ، ومرض شهوةٍ وغيٍّ، وهو سبحانه يذكر أمراض القلوب مفصلةً ويذكر أسباب أمراضها وعلاجها. قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: 51]، قال العلامة ابن القيِّم رحمه الله: "فمن لمن يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله". وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن إلى أصول طبِّها ومجامعه وقواعده، وذلك أنَّ قواعد طبِّ الأبدان كلها في القرآن العظيم وهي ثلاثةٌ: حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي، واستفراغ الموادِّ الفاسدة المؤذية، والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع. ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيراً عجيباً في الشفاء العاجل. قال الإِمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى: "لقد مرَّ بي وقتٌ في مكة سقمت فيه، ولا أجد طبيباً ولا دواءً فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخذ شربه من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثيرٍ من الأوجاع فانتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثيرٌ منهم يبرأ سريعاً". وكذلك العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية، والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، فهو من أنفع الأدوية، وخاصةً مع الإِلحاح فيه، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، أو يخفِّفه إذا نزل، "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء" "لا يردُّ القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إِلا البرُّ" ولكن هاهنا أمرٌ ينبغي التَّفطُّن له: وهو أنَّ الآيات، والأذكار، والدعوات، والتعوذات التي يُستشفى بها ويُرقى بها هي في نفسها نافعةٌ شافيةٌ، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلَّف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانعٍ قويٍّ فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء، فإِن العلاج بالرُّقى يكون بأمرين: أمرٍ من جهة المريض، وأمرٍ من جهة المعالج، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجُّهه إلى الله تعالى، واعتقاده الجازم بأنَّ القرآن شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين، والتَّعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإِن هذا نوعُ محاربةٍ، والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إِلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياًن فمتى تخلَّف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائلٍ فكيف إِذا عدم الأمران جميعاً: يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكُّل والتَّقوى والتَّوجه، ولا سلاح له. الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، ولهذا قال ابن التِّين رحمه الله تعالى: "الرُّقى بالمعوِّذات وغيرها من أسماء الله هو الطبُّ الروحانيُّ إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإِذن الله تعالى". وقد أجمع العلماء على جواز الرُّقى عند اجتماع ثلاثة شروط:-1 أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
-2 أن تكون باللسان العربيِّ أو بما يُعرف معناه من غيره.
-3 أن يُعتقد أنَّ الرقية لا تُؤثِّر بذاتها بل بقدرة الله تعالى والرُّقية إِنما هي سببٌ من الأسباب.
ولهذه الأهمية البالغة اختصرت قسم الرُّقى من كتابي "الذكر والدعاء والعلاج بالرُّقى من الكتاب والسُّنَّة" وزدت عليه فوائد نافعة إِن شاء الله تعالى. وأسال الله عزَّ وجلَّ بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفعني به، وأن ينفع به من قرأه، أو طبعه، أو كان سبباً في نشره، وجميع المسلمين إِنَّه سبحانه وليُّ ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإِحسان إِلى يوم الدين.----------------- الرجوع إلى الفهرس
-1 علاج السحر
العلاج الإلهي للسِّحر قسمان:
القسم الأول: ما يُتَّقى به السحر قبل وقوعه ومن ذلك:
-1 القيام بجميع الواجبات، وترك جميع المحرَّمات، والتوبة من جميع السيِّئات.
-2 الإِكثار من قراءة القرآن الكريم بحيث يجعل له ورداً منه كل يومٍ.
-3 التحصُّن بالدَّعوات والتعوَّذات والأذكار المشروعة ومن ذلك: "بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مراتٍ في الصباح والمساء [الترمذي وأبو داود وابن ماجه وانظر صحيح ابن ماجه 2/332]، وقراءة آية الكرسيِّ دبر كلِّ صلاةٍ وعند النوم، وفي الصباح والمساء [انظر الحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/562]، وقراءة "قل هو الله أحدٌ" والمعوِّذتين ثلاث مراتٍ في الصباح والمساء وعند النوم وقول "لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ مائة مرةٍ كل يوم [البخاري 4/95، ومسلم 4/2071]، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار أدبار الصلوات، وأذكار النوم، والاستيقاظ منه، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار الرُّكوب، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، ودعاء دخول الخلاء والخروج منه، ودعاء من رأى مُبتلىً، وغير ذلك وقد ذكرت كثيراً من ذلك في حصن المسلم على حسب الأحوال، والمناسبات، والأماكن والأوقات، ولا شكَّ أنَّ المحافظة على ذلك من الأسباب التي تمنع الإِصابة بالسِّحر، والعين، والجانِّ بإذن الله تعالى وهي أيضاً من أعظم العلاجات بعد الإصابة بهذه الآفات وغيرها. [انظر: زاد المعاد 4/126].
-4 أكل سبع تمراتٍ على الرِّيق صباحاً إِذا أمكن، لقوله عليه الصلاة والسلام: "من اصطبح بسبع تمرات عجوةً لم يضُرُّهُ ذلك اليوم سُمٌّ ولا سحرٌ" [البخاري مع الفتح 10/247، ومسلم 3/1618]، والأكمل أن يكون من تمر المدينة ممَّا بين الحرَّتين كما في رواية مسلم، ويرى سماحة شيخنا العلاَّمة عبد العزيز بن عبد الله ابن بازٍ حفظه الله أنَّ جميع تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل سبع تمرات ممَّا بين لابتيها حين يصبح ..." الحديث. [مسلم 3/1618].
كما يرى حفظه الله أنَّ ذلك يُرجى لمن أكل سبع تمراتٍ من غير تمر المدينة مُطلقاً.القسم الثاني: علاج السحر بعد وقوعه وهو أنواعٌ:
النوع الأول: استخراجه وإبطاله إذا عُلم مكانه بالطرق المباحة شرعاً وهذا من أبلغ ما يُعالج به المسحور. [انظر: زاد المعاد4/124، والبخاري مع الفتح 10/123 ومسلم 4/1917].النوع الثاني: الرُّقية الشرعية ومنها:
أ- "يدقُّ سبع ورقاتٍ من سدر أخضر بين حجرين أو نحوهما ثمَّ يصبُّ عليها ما يكفيه للغسل من الماء ويقرأ فيها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. [البقرة: 255]{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: 117-122]
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [يونس: 79-82].
{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه: 65-70].
بســــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}
بســـــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
بســـــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}
بســـــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاس * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
وبعد قراءة ما ذُكر في الماء يشرب منه ثلاث مراتٍ ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الدَّاء إِن شاء الله تعالى وإِن دعت الحاجة إِلى إِعادة ذلك مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول المرض وقد جُرِّب كثيراً فنفع الله به وهو جيدٌ لمن حُبس عن زوجته. [مصنف عبد الرزاق 11/13 وفتح الباري 10/233]. ب- تقرأ سورة الفاتحة، وآية الكرسيِّ، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وسورة الإِخلاص، والمعوِّذتين ثلاث مراتٍ أو أكثر مع النفث ومسح الوجع باليد اليمنى. [انظر: البخاري مع الفتح 9/62، ومسلم 4/1723، والبخاري مع الفتح 10/208]. جـ- التعوذات والرُّقى والدعوات الجامعة:-1 أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرات). [الترمذي وأبو داود 3/187، والترمذي 2/410 وانظر صحيح الجامع 5/180 و 322].
-2 يضع المريض يده على الذي يُؤلمه من جسده ويقول: "بسم الله" ثلاث مراتٍ، ويقول: "أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأُحاذر (سبع مراتٍ)". [مسلم 4/1728].
-3 "اللهم ربَّ الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إِلا شفاؤك شفاءً ولا يُغادر سقماً". [البخاري مع الفتح 10/206، ومسلم 4/1721].
-4 أعوذ بكلمات الله التامات من كلِّ شيطانٍ وهامَّهٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ". [البخاري مع الفتح 6/408].
-5 "أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق". [مسلم 4/1728].
-6 "أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشرِّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون". [أبو داود والترمذي، وانظر صحيح الترمذي 3/171].
-7 "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوزُهنُّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق، وبرأ وذرأ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شرِّ ما يعرج فيها، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرجُ منها، ومن شرِّ فتن الليل والنهار، ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إِلا طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن". [مسند أحمد 3/119 بإسناد صحيح، وابن السني برقم 637، وانظر مجمع الزوائد 10/127].
-8 "اللهم ربَّ السماوات السَّبعِ وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالق الحبِّ والنَّوى، ومُنزل التوراة والقرآن، أعوذ بك من شرِّ كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأوَّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ ...". [مسلم 4/2084].
-9 "بسم الله أرقيك من كل شيءٍ يُؤذيك ومن شرِّ كلِّ نفسٍ أو عين حاسدة الله يشفيك بسم الله أرقيك". [مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه 4/1718].
-10 "بسم الله يُبريك ومن كُلِّ داءٍ يشفيك ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد ومن شرِّ كلِّ ذي عينٍ". [مسلم عن عائشة رضي الله عنها 4/1718].
-11 "بسم الله أرقيك من كلِّ شيءٍ يؤذيك من حسد حاسدٍ ومن كلِّ ذي عينٍ الله يشفيك". [سنن ابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وانظر صحيح ابن ماجه 2/268].
وهذه التعوذات، والدَّعوات، والرُّقى يعالج بها من السحر، والعين، ومسِّ الجان، وجميع الأمراض، فإِنها رُقىً جامعةٌ نافعةٌ بإِذن الله تعالى. [انظر: زاد المعاد 4/125 وهناك أنواع من علاج السحر بعد وقوعه لابأس بها إذا جربت ونفعت. انظر: مصنف ابن أبي شيبة 7/387 وفتح الباري 10/233-334، ومصنف عبد الرزاق 11/13، والصارم البتار ص 194-200، والسحر حقيقته وحكمه للدكتور مسفر الدميني ص 64-66]. النوع الثالث: الاستفراغ بالحجامة في المحلِّ أو العضو الذي ظهر أثر السِّحر عليه إِن أمكن ذلك وإِن لم يمكن كفى ما سبق ذكره من العلاج بحمد الله تعالى. النوع الرابع: الأدوية الطبيعية، فهناك أدويةٌ طبيعيةٌ نافعةٌ دلَّ عليها القرآن الكريم والسَّنة المطهرة إذا أخذها الإِنسان بيقينٍ وصدقٍ وتوجهٍ مع الاعتقاد أن النفع من عند الله نفع الله بها إِن شاء الله تعالى، كما إِن هناك أدويةٌ مركبةٌ من أعشاب ونحوها، وهي مبينةٌ على التجربة فلا مانع من الاستفادة منها شرعاً ما لم تكن حراماً". [انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين ص 139]. ومن العلاجات الطبيعية النافعة بإذن الله تعالى: العسل [انظر: ص 142، وفتح الحق المبين ص 140]، والحبة السوداء [انظر: ص141، وفتح الحق المبين ص 141]، وماء زمزم [انظر: ص 143، وفتح الحق المبين ص 144]، وماء السماء، لقوله تعالى: {ونزلنا من السماء ماءً مُباركاً} [ق: 9]، وزيت الزيتون، لقوله صلى الله عليه وسلم : "كُلوا الزيت وادهنوا به فإِنه من شجرةٍ مباركةٍ"، وقد ثبت من واقع التجربة والاستعمال، والقراءة أنه أفضل زيتٍ [انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين ص 142]، ومن الأدوية الطبيعية: الاغتسال والتنظف والتطيُّب. [انظر: المرجع السابق ص 145].----------------- الرجوع إلى الفهرس
-2 علاج العين
علاج الإصابة بالعين أقسام:
القسم الأول: قبل الإصابة وهو أنواع:
-1 التحصُّن وتحصين من يُخاف عليه بالأذكار، والدَّعوات، والتعوُّذات المشروعة كما في القسم الأول من علاج السحر. [انظر: ص85 من هذا الكتاب].
-2 يدعو من يخشى أو يخاف الإِصابة بعينه - إِذا رأى من نفسه أو ماله أو ولده أو أخيه أو غير ذلك مما يُعجبه - بالبركة "ما شاء الله لا قوة إِلا بالله اللهم بارك عليه" لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذا رأى أحدكم من أخيه ما يُعجبه فليدع له بالبركة". [موطأ مالك 938 وابن ماجه 2/1160 وأحمد 4/447، وانظر: صحيح ابن ماجه 2/265. وانظر: زاد المعاد 4/170].
-3 ستر محاسن من يُخاف عليه العين. [انظر: شرح السنة للبغوي 13/116 وزاد المعاد 4/173].
القسم الثاني: بعد الإِصابة بالعين وهو أنواع:
-1 إِذا عُرف العائن أُمر أن يتوضَّأ ثم يغتسل منه المصاب بالعين. [انظر: سنن أبي داود 4/9 وزاد المعاد 4/163].
-2 الإِكثار من قراءة "قل هو الله أحد" والمعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسيِّ، وخواتيم سورة البقرة، والأدعية المشروعة في الرُّقية مع النَّفث ومسح موضع الألم باليد اليمنى كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ج" من رقم 1 - 11. [انظر ص 96 من هذا الكتاب].
-3 "يقرأُ في ماءٍ مع النَّفث ثمَّ يشرب منه المريض ويصبُّ عليه الباقي، [سنن أبي اود 4/10 فعل ذلك صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس]. أو يقرأ في زيتٍ ويدَّهن به" [مسند أحمد 3/497، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/108 برقم 379]. وإِذا كانت القراءة في ماء زمزم كان أكمل إن تيسَّر [انظر: ص78و 103، 143]، أو ماء السماء. [انظر: ص103].
-4 لا بأس أن تُكتب للمريض آياتٌ من القرآن ثمَّ تُغسل ويشربها [انظر: زاد المعاد لابن القيم 4/170] ومن ذلك الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وقل هو الله أحدٌ، والمعوِّذتان وأدعيةٌ الرُّقية كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ب" و "ج" من رقم 1 -11 . [انظر ص 96 من هذا الكتاب].
القسم الثالث: عمل الأسباب التي تدفع عين الحاسد وهي كالتالي:
-1 الاستعاذة بالله من شره.
-2 تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه سبحانه "احفظ الله يحفظك" [الترمذي، وانظر صحيح الترمذي 2/309].
-3 الصبر على الحاسد والعفو عنه فلا يُقاتله، ولا يشكوه، ولا يُحدث نفسه بأذاه.
-4 التَّوكُّل على الله فمن يتوكَّل على الله فهو حسبه.
-5 لا يخافُ الحاسد ولا يملأُ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع الأدوية.
-6 الإِقبال على الله والإِخلاص له وطلب مرضاته سبحانه.
-7 التوبة من الذنوب لأنها تُسلِّط على الإِنسان أعداءه {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
-8 الصدقة والإِحسان ما أمكن فإِن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء والعين وشرِّ الحاسد.
-9 إِطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إِليه فكلَّما ازداد لك أذى وشراً وبغياً وحسداً ازددت إليه إِحساناً وله نصيحةً وعليه شفقةً وهذا لا يُوفَّق له إِلا من عظم حظُّه من الله.
10تجريد التوحيد وإِخلاصه للعزيز الحكيم الذي لا يضرُّ شيءٌ ولا ينفع إِلا بإِذنه سبحانه وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب، فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين.
فهذه عشرة أسباب يندفع بها شرُّ الحاسد والعائن والساحر [انظر: بدائع الفوائد لابن القيم 2/238-245].* * *
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-3 علاج التباس الجنِّيِّ بالإِنسيِّ
علاج المصروع الذي يدخل به الجنِّيُّ ويلتبس به قسمان:القسم الأول: قبل الإِصابة:
من الوقاية المحافظة على جميع الفرائض والواجبات والابتعاد عن جميع المحرَّمات، والتوبة من جميع السَّيِّئات، والتَّحصُّن بالأذكار والدَّعوات، والتَّعوُّذات المشروعة.القسم الثاني: العلاج بعد دخول الجنِّيِّ:
ويكون بقراءة المسلم الذي وافق قلبه لسانه ورقيته للمصروع، وأعظم العلاج الرُّقية بفاتحة الكتاب [انظر: سنن أبي داود 4/13-14، وأحمد 5/120]، وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 2028]، وآية الكرسيِّ، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس، مع النَّفث على المصروع وتكرير ذلك ثلاث مراتٍ أو أكثر وغير ذلك من الآيات القرآنية، لأن القرآن كلَّه فيه شفاءٌ لما في الصُّدور، وشفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين [انظر: الفتح الرباني ترتيب مسند الإمام أحمد 17/183]. وأدعية الرُّقية كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ب" و "ج" ولا بدَّ في هذا العلاج من أمرين: الأول من جهة المصروع، بقوة نفسه، وصدق توجُّهه إِلى الله، والتعوَّذ الصَّحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، والثاني من جهة المعالج أن يكون كذلك فإِن السلاح بضاربه. وإِن أُذِّن في أُذُنِ المصروع فحسنٌ، لأنَّ الشيطان يفرُّ من ذلك [انظر: فتح الخق المبين في علاج الصرح والسحر والعين ص 112، والبخاري برقم 574].----------------- الرجوع إلى الفهرس
-4 علاج الأمراض النفسية
أعظم العلاج للأمراض النفسية وضيق الصدر باختصارٍ ما يلي:-1 الهدى والتوحيد، كما أنَّ الضلال والشرك من أعظم أسباب ضيق الصدر.
-2 نور الإِيمان الصادق الذي يقذفه الله في قلب العبد، مع العمل الصالح.
-3 العلم النافع، فكلَّما اتَّسع علم العبد انشرح صدره واتسع.
-4 الإِنابة والرُّجوع إلى الله سبحانه، ومحبَّتُه بكلِّ القلب، والإِقبال عليه والتَّنعُّم بعبادته.
-5 دوام ذكر الله على كلِّ حالٍ وفي كلِّ موطنٍ فللذِّكر تأثيرٌ عجيبٌ في انشراح الصَّدر، ونعيم القلب، وزوال الهم والغمِّ.
-6 الإِحسان إِلى الخلق بأنواع الإِحسان والنَّفع لهم بما يُمكن فالكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً.
-7 الشجاعة، فإِنَّ الشجاع مُنشرح الصدر متَّسع القلب.
-8 إِخراج دغل [ودغل الشيء عيبٌ فيه يُفسده] القلب من الصِّفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه: كالحسد، والبغضاء، والغلِّ، والعداوة، والشَّحناء، والبغي، وقد ثبت أنَّه عليه الصلاة والسلام سُئل عن أفضل الناس فقال: "كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان"، فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقيُّ"، النَّقيُّ، لا إِثم فيه، ولا بغي، ولا غلَّ، ولا حسد". [أخرجه ابن ماجه برقم 4216، وانظر صحيح ابن ماجه 2/411].
-9 ترك فضول النظر والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإِنَّ ترك ذلك من أسباب شرح الصدر، ونعيم القلب وزوال همه وغمِّه.
-10 الاشتغال بعملٍ من الأعمال أو علمٍ من العلوم النَّافعة، فإِنها تُلهي القلب عمَّا أقلقه.
-11 الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدُّنيا، ويسأل ربَّه نجاح مقصده، ويستعينه على ذلك، فإِنَّ ذلك يُسلِّي عن الهم والحزن.
-12 النظرُ إِلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في العافية وتوابعها والرِّزق وتوابعه.
-13 نسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يُمكنه ردَّها فلا يُفكر فيه مطلقاً.
-14 إِذا حصل على العبد نكبةٌ من النَّكبات فعليه السَّعي في تخفيفها بأن يُقدِّر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويدافعها بحسب مقدوره.
-15 قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السَّيِّئة، وعدم الغضب، ولا يتوقع زوال المحابِّ وحدوث المكاره بل يكل الأمر إلى الله عزَّ وجلَّ مع القيام بالأسباب النافعة، وسؤال الله العفو والعافية.
-16 اعتماد القلب على الله والتَّوكُّل عليه وحسن الظنِّ به سبحانه وتعالى، فإِنَّ المتوكل على الله لا تؤثِّر فيه الأوهام.
-17 العاقل يعلم أنَّ حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرةٌ جداً فلا يُقصِّرها بالهمِّ والاسترسال مع الأكدار، فإِنَّ ذلك ضدُّ الحياة الصحية.
-18 إِذا أصابه مكروه قارن بين بقيَّة النعم الحاصلة له دينيَّةً أو دنيويَّةً وبين ما أصابه من المكروه فعند المقارنة يتَّضح كثرةُ ما هو فيه من النِّعم، وكذلك يُقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية، وبذلك يزول همه وخوفه.
-19 يعرف أنَّ أذيَّة الناس لا تضُرُّه خصوصاً في الأقوال الخبيثة بل تضرُّهم فلا يضع لها بالاً ولا فكراً حتى لا تضرُّه.
-20 يجعل أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا.
-21 أن لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إِلا من الله ويعلم أنَّ هذا معاملة منه مع الله فلا يُبال بشكر من أنعم عليه {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان: 9]. ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد.
-22 جعل الأمور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إِلى الأمور الضارَّة فلا يشغل بها ذهنه ولا فكره.
-23 حسم الأعمال في الحال والتَّفرُّغ في المستقبل حتى يأتي للأعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل.
-24 يتخيَّر من الأعمال النافعة والعلوم النافعة الأهم فالأهم وخاصةً ما تشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بالله ثم بالمشاورة فإِذا تحقَّقت المصلحة وعز توكَّل على الله.
-25 التحدُّث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإِنَّ معرفتها والتحدُّث بها يدفع الله به الهمَّ والغمَّ ويحثُّ العبد على الشُّكر.
-26 معاملةُ الزوجة والقريب والمعامل وكلِّ من بينك وبينه علاقةٌ إذا وجدت به عيباً بمعرفة ماله من المحاسن ومقارنة ذلك، فبملاحظة ذلك تدوم الصحبة وينشرح الصدر "لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر". [مسلم: 2/1091].
-27 الدعاء بصلاح الأمور كلها وأعظم ذلك "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، وآخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، والموت راحةً لي من كلِّ شرٍّ"، وكذلك "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ وأصلح لي شأني كله لا إِله إِلا أنت". [أبو داود 4/324، وأحمد 5/42].
-28 الجهاد في سبيل الله لقوله عليه الصلاة والسلام: "جاهدوا في سبيل الله، فإِنَّ الجهاد في سبيل الله بابٌ من أبواب الجنة يُنجِّي الله به من الهمِّ والغمِّ". [أحمد 5/314، 316، 319، 326، 330، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 2/75].
وهذه الأسباب والوسائل علاجٌ مفيدٌ للأمراض النَّفسية ومن أعظم العلاج للقلق النَّفسيِّ لمن تدبَّرها وعمل بها بصدقٍ وإِخلاصٍ، وقد عالج بها بعض العلماء كثيراً من الحالات والأمراض النفسية فنفع الله بها نفعاً عظيماً. [انظر مقدمة الوسائل المفيدة الطبعة الخامسة ص 6].----------------- الرجوع إلى الفهرس
-5 علاج القُرحة والجُرح
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قُرحةٌ أو جرحٌ قال بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبَّابته بالأرض ثم رفعها وقال "بسم الله تُربةُ أرضنا بريقهِ بعضنا يُشفى سقيمنا بإِذن ربِّنا". [البخاري مع الفتح 10/206، ومسلم 4/1724 برقم 2194]. ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبع السَّبَّابة ثم يضعها على التُّراب فيعلق بها منه شيءٌ فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح. [انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 14/184 وفتح الباري 10/208 وانظر شرحاً وافياً للحديث في زاد المعاد 4/186-187].
-6 علاج المصيبة
-1 {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد 22-23].
-2 {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11].
-3 "ما من عبدٍ تُصيبه مصيبة فيقول: إِنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها". [مسلم 2/633].
-4 "إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقول نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقول:حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد". [الترمذي، وانظر: صحيح الترمذي 1/298].
-5 "يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إِذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم اتسبه إلا الجنة". [البخاري مع الفتح 11/242].
-6 وقال عليه الصلاة والسلام لرجلٍ مات ابنه: "ألا تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك". [أحمد والنسائي وسنده على شرط الصحيح وصححه الحاكم وابن حبان وانظر فتح الباري 11/234].
-7 "يقول الله عزَّ وجلَّّ إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر [واحتسب] عوضته منهما الجنة" يريد عينيه. [البخاري مع الفتح 10/116 وما بين المعكوفين من سنن الترمذي انظر صحيح الترمذي 2/286].
-8 "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها". [البخاري مع الفتح 10/120 ومسلم 4/1991].
-9 "ما من مسلم يشاك شوكةً فما فوقها إلا كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ". [مسلم 4/1991].
-10 "ما يصيب المؤمن من وصبٍ [الوصب: الوجع اللازم ومنه قوله تعالى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} [الصافات: 9] أي لازم ثابت. انظر شرح النووي 16/130] ولا نصبٍ [النصب: التعب] ولا سقمٍ ولا حزنٍ حتى الهمِّ يهمه [قيل بفتح الياء وضم الهاء "يهمه" وقيل "يهمه" بضم الياء وفتح الهاء، أي: يغمه وكلاهما صحيح، انظر شرح النووي 16/130]. إلا كُفِّر به من سيئاته". [مسلم 4/1993].
-11 "إنَّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط". [الترمذي وابن ماجه وانظر صحيح الترمذي 2/286].
-12 "... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئةٌ". [الترمذي وابن ماجه وانظر صحيح الترمذي 2/286].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-7 علاج الهم والحزن
-1 ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال: "للهمَّ إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً". [أحمد 1/391].
-2 "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال". [البخاري 7/158 كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء، انظر البخاري مع الفتح 11/173].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-8 علاج الكرب
-1 "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السماوات وربُّ الأرض وربُّ العرش الكريم". [البخاري 4/154 ومسلم 4/2092].
-2 "اللهم رحمتك أرجو لا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله "لا إله إلا أنت". [أبو داود 324 وأحمد 5/42].
-3 "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". [الترمذي 5/529 والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/505 وانظر صحيح الترمذي 3/168].
-4 "الله الله ربي لا أُشرك به شيئاً". [أخرجه أبو داود 2/87 وانظر صحيح ابن ماجه 2/335 وانظر صحيح الترمذي 4/196].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-9 علاج المريض لنفسه
"ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله، ثلاثاً، وقل سبع مراتٍ: أعوذ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر". [مسلم 4/1728].
-10 علاج المريض في عيادته
"ما من عبدٍ مسلمٍ يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يشفيك إلا عُوفي". [أخرجه الترمذي وأبو داود وانظر صحيح الترمذي 2/210 وصحيح الجامع 5/180].
-11 علاج القلق والفزع في النوم
"أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون". [أبو داود 4/12 وانظر صحيح الترمذي 3/171].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-12 علاج الحمى
قال عليه الصلاة والسلام "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء". [البخاري مع الفتح 10/174 ومسلم 4/1733].
-13 علاج اللسعة واللدغة
-1 تُقرأ فاتحة الكتاب مع جمع البزاق تفله على اللسعة. [البخاري مع الفتح 10/208].
-2 يُمسح عليها بماءٍ وملح مع قراءة: قل يا أيها الكافرون، والمعوذتين. [الطبراني في المعجم الصغير 2/830، وانظر مجمع الزوائج 5/111 وحسن إسناده].
-14 علاج الغضب
علاج الغضب يكون بطرقتين:الطريق الأول: الوقاية
وتحصل باجتناب أسباب الغضب ومن هذه الأسباب الكبر، والإِعجاب بالنفس، والافتخار، والحرص المذموم، والمزاح في غير مناسبةٍ، والهزل وما شابه ذلك.الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب
وينحصر في أربعة أنواعٍ:-1 الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
-2 الوضوء.
-3 تغيير الحالة التي عليها الغضبان: بالجلوس أو الاضطجاع، أو الخروج، أو الإِمساك عن الكلام، أو غير ذلك.
-4 استحضار ما ورد في كظم الغيظ من الثواب وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان.
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-15 العلاج بالحبة السوداء
قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ في الحبة السوداء شفاءً من كل داءٍ إلا السَّام" قال ابن شهاب: السَّام: الموت، والحبة السوداء: "الشونيز". [البخاري مع الفتح 10/134، ومسلم 1735]. والحبة السوداء كثيرة المنافع جداً. وقوله: "شفاءً من كل داءٍ" مثل قوله تعالى: {تدمر كل شيء بأمر ربها} [الأحقاف: 25]، أي كل شيءٍ يقبل التدمير ونظائره.
-16 العلاج بالعسل
-1 قال الله عزَّ وجلَّ في ذكر النحل: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69].
-2 وقال عليه الصلاة والسلام: "الشفاء في ثلاث: في شرطة محجمٍ، أو شربة عسلٍ، أو كيَّةٍ بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكيِّ".
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-17 العلاج بماء زمزم
-1 قال عليه الصلاة والسلام في ماء زمزم: "إنها مباركةٌ إنها طعام طعمٍ [وشفاء سُقمٍ]" [مسلم 4/1922 وما بين المعكوفين عند البزار والبيهقي والطبراني وإسناده صحيح، انظر: مجمع الزوائد 3/286].
-2 وحديث جابرٍ يرفعه: "ماء زمزم لما شُرب له" [أخرجه ابن ماجه وغيره، وانظر: صحيح ابن ماجه 2/183، وإرواء الغليل 4/320].
-3 و "كان يحمل ماء زمزم [في الأداوي] والقرب، فكان يصبُّ على المرضى ويسقيهم" [الترمذي والبيهقي 5/205، وانظر صحيح الترمذي 1/284]. قال ابن القيِّم رحمه الله تعالى: وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبةً واستشفيت به من عدة أمراضٍ فبرأت [وغير أهل الحجاز يقولون: "فبرئتُ". انظر: النهاية في غريب الحديث 1/111]. بإذن الله [زاد المعاد 4/393و 178].
----------------- الرجوع إلى الفهرس
-18 علاج أمراض القلوب
القلوب ثلاثةٌ:-1 قلبٌ سليمٌ: وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوةٍ تُخالف أمر الله ونهيه، ومن كلِّ شبهةٍ تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم. الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شركٌ بوجهٍ ما، بل قد خلصت عبوديته لله: إِرادةً، ومحبةً، وتوكلاً، وإِنابةً، وإِخباتاً، وخشيةً، ورجاءً، وخلص عمله لله، فإِن أحبَّ أحبَّ لله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، فهمه كله لله، وحُبُّه كله لله، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كلِّ حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه، ومحابه. [انظر: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم رحمه الله 1/7 و 73]. نسأل الله تعالى هذا القلب.-2 القلب الميت: وهو ضدُّ الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربِّه وغضبه، فهو متعبدٌ لغير الله: حباً، وخوفاً، ورجاءً، ورضاً وسخطاً، وتعظيماً، وذُلاً، إن أبغض أبغض على لهواه، وإن أحب أحب لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فالهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه. [انظر: المرجع السابق 1/9]. نعوذ بالله من هذا القلب.
-3 القلب المريض: هو قلبٌ له حياةٌ وبه علةٌ، فله مادتان تمده هذه مرةً وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإِخلاص له، والتوكل عليه: ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب، وحبِّ العلوِّ، والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق، والرياء، والشحِّ والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه. [انظر: إغاثة اللفهان: 1/9]. نعوذ بالله من هذا القلب.
وعلاج القلب من جميع أمراضه قد تضمَّنه القرآن الكريم. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]، {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا} [الإسراء: 82].وأمراض القلوب نوعان:
نوع لا يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل، والشبهات والشكوك، وهذا أعظم النوعين ألماً ولكن لفساد القلب لا يُحسُّ به. ونوعٌ: مرضٌ مؤلمٌ في الحال: كالهمِّ، والغمِّ، والحزن، والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدويةٍ طبيعيةٍ بإِزالة أسبابه وغير ذلك. [انظر: إغاثة اللفهان 1/44].وعلاج القلب يكون بأمورٍ أربعةٍ:
الأمر الأول: بالقرآن لكريم، فإنه شفاءٌ لما في الصدور من الشك، ويزيل ما فيها من الشرك ودنس الكفر، وأمراض الشبهات، والشهوات، وهو هدىً لمن علم بالحقِّ وعمل به، ورحمةٌ لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}. [الأنعام: 122]. الأمر الثاني: القلب يحتاج إلى ثلاثة أمورٍ:(أ) ما يحفظ عليه قوته وذلك يكون بالإيمان والعمل الصالح وعمل أوراد الطاعات.
(ب) الحمية عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات.
(ج) الاستفراغ من كلِّ مادةٍ مؤذيةٍ وذلك بالتوبة والاستغفار.
الأمر الثالث: علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه: له علاجان: محاسبتها ومخالفتها والمحاسبة نوعان: أ- نوع قبل العمل وله أربع مقاماتٍ:-1 هل هذا العمل مقدورٌ له؟
-2 هل هذا العمل فعله خيرٌ له من تركه؟
-3 هل هذا العمل يُقصد به وجه الله؟
-4 هل هذا العمل معانٌ عليه وله أعوانٌ يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل يحتاج إلى أعوانٍ؟ فإذا كان الجواب موجوداً أقدم وإلا لا يُقدم عليه أبداً.
ب- نوعٌ بعد العمل وهو ثلاثة أنواعٍ:-1 محاسبة نفسه عل طاعةٍ قصَّرت فيها من حقالله تعالى فلم توقعه على الوجه المطلوب، ومن حقوق الله تعالى: الإخلاص، والنصحية، والمتابعة، وشهود مشهد الإحسان، وشهود منَّة الله عليه فيه، وشهود التقصير بعد ذلك كله.
-2 محاسبة نفسه على كلِّ عملٍ كان تركه خيراً له من فعله.
-3 محاسبة نفسه على أمرٍ مباحٍ أو معتادٍ لم يفعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا فيكون خاسراً.
وجماع ذلك أن يُحاسب نفسه أولاً على الفرائض، ثم يُكمِّلها إن كانت ناقصةً، ثم يحاسبها على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب شيئاً منها تداركه بالتوبة والاستغفار، ثم على ما عملت به جوارحه، ثم على الغفلة. [انظر إغاثة اللهفان 1/136].الأمر الرابع علاج مرض القلب من استيلاء الشيطان عليه:
الشيطان عدو الإنسان والفكاك منه هو بما شرع الله من الاستعاذة وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الاستعاذة من شر النفس وشر الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكرٍ: "قل اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربَّ كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأن اقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم. قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك". [الترمذي وأبو داود، وانظر: صحيح الترمذي 3/142]. والاستعاذة، والتوكل، والإِخلاص، يمنع سلطان الشيطان. [انظر: إغاثة اللهفان 1/145-162]. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.----------------- الرجوع إلى الفهرس