كسوة العروس – الملابس والثياب - لصالح زيادنة

كسوة العروس – الملابس والثياب

بقلم: صالح زيادنة

 

 بعد أن تتم الخطوبة ويُدفع المهر ويتفق الطرفان على موعد الزفاف يسود جوّ من الأُلفة والمحبة بين العائلتين، وتصبح العلاقات الأُسرية أكثر ترابطاً وانسجاماً من ذي قبل، لأن المصاهرة ترفع الحواجز وتزيل السدود حيث أن النساء يُقَرِّبنَ الرجال، أو كما يقولون:" النسوان بيقَرّبن الزلام "، وربما لا يكون ذلك الانسجام في جميع هذه الحالات ولكنه يكون في الكثير الغالب منها.

ثم ينشغل أهل العروسين بعد ذلك في إعداد جهاز العرس وشراء مستلزماته أو ما يسمى في مجتمعنا بـ"الكِسْوة ".

والكِسْوةُ أو الكُسْوةُ تعني اللباس، يقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إِذا أَلبسته ثوباً أَو ثياباً فاكْتَسى. والكِسْوَة في لغتنا الدارجة تعني جهاز العروس من الملابس والثياب. وهذا ما سنركز بحثنا عليه في هذا المقال.

الثوب:

الثوب هو اللباس الرئيسي للمرأة، وهو رداء ساتر يغطي جسمها كله ويتدلى حتى يكاد يلامس الأرض ويغطّي بذلك الكعبين، وهو فضفاض لا يضغط الجسم ويُظهر تفاصيله وتقاطيعه ولا يبرز شيئاً من مفاتنه، وهو مكوّن من قماش أسود اللون سميك غير شفّاف لا يسمح برؤية أي شيء من ظلال الجسم وخياله. ولم يكن اختيار اللون الأسود محض صدفة وإنما هو من أجل ذلك السبب لأنه يستر أكثر من غيره من الألوان، ولذلك كان اللون الأسود هو اللون السائد في مجتمعنا ولم يُستعمل أي لون آخر سواه. أما الألوان الأخرى التي استخدمت فيما بعد في صنع ثوب المرأة كاللون الأحمر العِنّابي، والأزرق الكُحلي، والأبيض وغيرها من الألوان فقد جاءت بعد حرب عام 1967 من قرى القدس ورام الله والخليل والبلدان الأخرى المجاورة ولم تكن مستعملة في الصحراء من قبل، ثم انتشرت بعد ذلك في مجتمعنا.

أما ثوب العروس فعادة ما يكون مطرزاً بالخيوط الحريرية الناعمة ذات الألوان الجميلة الزاهية والتي يغلب عليها اللون الأحمر الذي يدلّ على الشباب وغضاضته وعنفوانه، وربما تكون ثياب العروس أسهل ما في كسوتها، ذلك أن الفتاة ومنذ صباها المبكر تتعلم من أمها فن التطريز وتفصيل الثياب، وتبدأ تخيط وتطرز في أوقات فراغها بعض الثياب وتخزنها للفترة التي تتزوج فيها، ولذلك نجدها عند الزواج قد أعدّت وأنجزت عدداً لا بأس به من هذه الثياب، تصطحبها معها في رحلتها السعيدة إلى بيت الزوجية، وكلما تأخر زواج الفتاة يزداد عدد ثيابها لأنها تظل تطرز كالعادة وتقضي أوقات فراغها في هذه الهواية المحببة. وقد خصصنا مقالاً كاملاً عن الثياب وأنواعها والتطريز وأشكاله المختلفة نعود إليه في الوقت المناسب إن شاء الله تعالى.

التنورة:

التنورة هي الرداء الذي يُلبس تحت الثوب، وهي تصنع من قماش حريري ملون وذي ألوان زاهية، وكانت المرأة تخيط تنورتها وتفصلها بنفسها لعدم توفر ماكنات الخياطة في ذلك الوقت، وإذا كانت العروس صغيرة السن فإن أمها تفصل لها التنانير وتخيطها لها، أما إذا كانت كبيرة بالغة فإنها تقوم بذلك العمل بنفسها. وكانت التنورة واسعة حتى تسمح بحرية حركة الجسم، ولها أكمام واسعة أيضاً ذات زَمَّة عند رسغ اليد، وتظهر هذه الأكمام لتغطي سواعد المرأة إذا ما لبست ثوباً من نوع " أبو رديّن " الذي تُشَمَّر أكمامه الطويله وتُعقَد وراء الرقبة. وكانت التنورة قصيرة نسبياً لا يتعدى طولها الركبة إلا بقليل، حتى لا تُعيق حركة المرأة عند المشي، وحتى لا تتعرقل بها أو تتعثر في أطرافها. أما إذا كانت التنورة طويلة وتركت لتنساب حتى تظهر أطرافها من أسفل الثوب فهذا يدلّ على أن المرأة لا تهتم بمظهرها وهندامها، وليست لها " رِبْعة " على نفسها، أي لا تهتم بشكلها وزينتها.

ولم تكن التنورة منتشرة في عصر أمهاتنا بشكلٍ كبير، حيث أن العديد من النساء كن يتزوجن وليس عليهن إلاّ "طَرَقَة الثوب"، إي إلا الثوب وحده كما حدثتني بذلك إحدى العجائز.

حزام الشَّدّ، أو الصُّوفِيّة:

الصوفيّة: هي قطعة من القماش الصوفيّ الخفيف، مربعة الشكل ومهدبة الحواشي وهي بحجم الشال الكبير ومقاسها 120سم × 120سم، وهي بلونين فمنها اللون الأزرق واللون الليلكي أو الزهري، وكانت تصنع في مدينة بيت لحم، وكانوا يطلقون على اللون الزهري منها "لون تلحمي" نسبة إلى بيت لحم، لأن النسبة لبيت لحم تسمى تلحمي لأنه اسم مركّب، وتطوي المرأة تلك الصوفية عدة طيات حتى يصبح عرضها حوالي 25 سم أو أكثر بقليل وتلفها لفَّتَين حول خصرها وتعقد أطرافها وراء ظهرها، أما الفتاة التي لم تتزوج فتتمنطق بالصوفية ذات اللون الأزرق، وكذلك المرأة المتقدمة في العمر. أما المرأة الشابة فتتمنطق بالصوفية ذات اللون الأحمر الزهري. والصوفية تسمى عند بعض العائلات في النقب:" حزام شَدّ "، ربما لأنها تُشَدّ حول الوسط، وتسمى كذلك حزام صوف لأنها مصنوعة من الصوف الخالص بنسبة مئة بالمئة. وكثيراً ما تضع المرأة بعض نقودها أو أشيائها الصغيرة في ثنية من ثنايا الصوفية. 

ويوجد على أطراف الصوفية شريط طولي بلون مختلف عرضه حوالي 10 سم، وهو بلون زهري في الصوفية الزرقاء، وبلون أزرق في الصوفية ذات اللون الزهريّ.

أما العروس فيكون حزامها بطبيعة الحال من فئة اللون الزهري نظراً لشبابها ولما يتطلبه وضع العروس من لبس كلّ ما هو زاهٍ جميل يضفي عليها مسحة من الأناقة والبهاء.

السَّلْطَة:

هي رداء مطرز بتطريز كثيف يكثر فيه اللون الأحمر، وله أكمام ملونة ويصل طوله حتى الخصر لا يتعداه وتلبسه المرأة فوق الثوب.

التقصيرة:

هي رداء يشبه السَّلْطَة إلا أنه بلا أكمام، وهو أقل تطريزاً من السلطة.

السراويل:

أما السروال فلم يكن منتشراً بمفهومنا اليوم، ولكن ربما كانت بعض النساء تخيط بعض هذه السراويل لاستعمالها الخاص وتفصّلها بنفسها، وكانت المرأة تخجل إذا ما ظهر شيء من طرف سروالها، ولذلك نراها حريصة أن لا يظهر منه شيء وإلا تعرضت لنقدٍ لاذع ممن يكبرنها سنّاً من النساء، أو حتى ربما تتعرض لشيء من السخرية التي قد لا تروقها.

الجوارب:

أما الجوارب فلم تكن تستعمل في العصر الماضي، وكانت بعض العجائز تعيب لبس الجوارب لأنه ليس من عاداتنا كما كانت تقول، وسمعت عجوزاً تقول لامرأة أصغر منها سناً بشيء من السخرية: "لابسة جرابين ما شاء الله عليكِ" وكان ذلك في بداية السبعينيات أي قبل أكثر من ثلاثين عاماً، كذلك كان لبس الحذاء غير منتشر بما فيه الكفاية، ولذلك لم تكن هناك حاجة ماسة للبس الجوارب في ذلك الحين. 

الحذاء:

كان الحذاء موجوداً، ولكنه كان قليل الاستعمال في مجتمعنا، وحدثتني إحدى العجائز بأنها تزوجت حافية دون حذاء، وكذلك تزوج الكثير غيرها في وضع مشابه، ولم يكن في ذلك أي شيء من الغرابة، وليس فيه ما يعيب، لأنه كان أمراً شائعاً ومألوفاً في ذلك الوقت.

وربما كانوا يعتبرون استعمال الجوارب والأحذية نوعاً من الكماليات فاقتصر استعمالها على بعض العائلات الميسورة دون غيرها. وبما أن الغالبية العظمى من الناس كانت تعيش في وضع مادي غير مريح، فنادراً ما كانت العروس تحصل على شيء من هذه الأشياء.

أغطية الرأس:

 

الشاش:

هو شال أبيض خفيف تُطرّز حواشيه ببعض الأشكال الخفيفة الملونة وكذلك وسطه، وقد يُترك أحياناً بلا تطريز، يوضع على الرأس فيغطيه ما عدا الوجه وينسدل ليغطي الظهر والجوانب وقد تُمسك أطرافه باليد فيغطي الصدر، أو توضع أطرافه الأمامية تحت حزام الصوف فيمنعها من التدلي ويمسكها لتغطي الصدر والجوانب. وتلبس المرأة شاشها في البيت دون أن تغطيه بشيء، وتغطيه بالقُنْعَة السوداء إذا أرادت الخروج إلى أي مكان خارج البيت.

والشاش ليس الشال؛ فالشال ذو أطراف مهدبة وبه ألوان زاهية مختلفة، وعادة ما تتقنع به النساء في القرى، ولم يكن يستعمل في مجتمعنا من قبل.

وتجدر الإشارة إلى أن الشاش لم يُعرف إلا من حوالي 40 سنة أو أقل حيث كانت القُنْعَة تحل مكانه.

ويسمّى الشاش في قرى الخليل "غُدْفة "، أما في قرى القدس فيسمى " خِرْقة"، حيث تقول المرأة:" لبست غدفتي، أو خرقتي.

 

القُنْعَة:

هي قناع أسود خفيف تطرز حواشيه ببعض أشكال من التطريز الخفيف، وتطرز الفتيات بعض الأشكال الملونة في وسط القنعة، وهناك من تخيط أزراراً وخرزاً في قنعتها، وكانت المرأة تتفنن في تطريز القنعة حيث ترسم عليها بالخرز أو الدِّمْدِم (وهو نوع من الخرز الصغير) أشكالاً جمالية مختلفة، وربما قامت بوضع القروش البيضاء على قُنعتها. وهذا محصور في بعض العائلات فقط، بينما في عائلات أخرى تكون القنعة بلا تطريز. وتَقَنَّعَتْ المرأة أي لبست القُنْعَة، وتقول المرأة أحياناً لابنتها: تقنعي أي ضعي القناع على رأسك إن كان الشاش أو القُنعة.

 

العباة:

هي عباءة سوداء قاتمة اللون ذات لون واحد، سميكة جداً وثقيلة الوزن وبها زخرفة على أطرافها أشبه بالزخرفة المقصبة على عباءة الرجل ولكنها باللون الأسود فلا تكاد تبين. وكان من شروط الزواج أن يشتري العريس عباءة لعروسه قبل الزواج حتى تتقنّع بها عند الزفاف، ومن أقوالهم عند الخطوبة: "زوجني إياها ولو بثوب وعباة وبرقع ووقاة"، أي يكفيهم هذه الأشياء لتجهيز العروس حيث تضم الأشياء الأساسية من لباسٍ للجسم وغطاءٍ للرأس. وتُلبس العباءة عند الخروج إلى السوق أو إلى سفر، أو عند الذهاب إلى أناس غريبين ليسوا من العائلة كعرس أو مأتم أو غيره.

المنديل:

هو غطاء حريري ناعم، به أشكال ملونة مختلفة يُطْرح على الرأس ويُشدّ وتُعقد أطرافه خلف الرأس، ويُغطى بالقناع إن كان قنعة أو شاشاً أو غيره. وفي البيت تتخفف المرأة من الشال أو القنعة وتبقى بالمنديل فقط.

النقاب:

هو قطعة من القماش الأسود يُغطى بها الوجه حتى أسفل العينين وتُربط أطرافها خلف الرأس.

, - وتَنَقَّبَت أي لبست النقاب. وفي اللسان: النِّقابُ، عند العرب، هو الذي يبدو منه مَحْجِرُ العين.

اللَّثْمَة:

هي اللثام؛ وهي أن يُلَفّ طرفُ الشال الأبيض على الوجه حتى طرف الأنف، وليست هناك قطعة قماش خاصة تسمى اللثام، بل هو ما يُلَفّ على الوجه والفم من الشال كما ذكرت.

, -  وتَلَثَّمَتْ أي شَدَّت اللثام على وجهها وفمها. وفي اللسان: اللثام: رَدُّ المرأَة قِناعها على أَنفها وردُّ الرجل عمامَته على أَنفه، وفي مكان آخر من اللسان: إِذا أَخذتَ عمامةً فجعلتها على فيك شِبْه النقاب ولم تبلغ بها أَرنبة الأَنف. وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض العائلات تضع النساء لثاماً من قماش أبيض اللون وعليه بعض التطريز وهو يشبه النقاب إلى حد كبير ولا يختلف عنه إلا في اللون. 

الوقاة:

هي غطاء للرأس شبيه بالقلنسوة وهي مصنوعة من القماش الأسود المبطن بطبقة قماش أخرى، وتكون الطبقة العليا مطرزة من الأعلى ببعض الأشكال الجميلة، حيث تُصفّف عليها من الأمام قطع فضية في شكل شريط متناسق يكون فوق جبهة المرأة، وقد يتدلّى حبلان من الخرز من جانبي الوقاة، ينتهي كل واحد منهما بقطعة فضية أو معدنية، وكذلك تُشدّ بخيط يمر من تحت الحنك تتوسطه قطعة ذهبية كبيرة. وقد سميت الوقاة بهذا الاسم لأنها وقاء للرأس وغطاء له، والوقاة تعصب الرأس وتمنع القناع من الانزلاق والسقوط عن رأس المرأة.

البرقع:

يمكن تعريف البرقع بأنه غطاء يُسدل على الوجه فيغطي أكثره ويخفي مواقع الجمال منه، ويُشد على الجبهة بشريط قماشي سميك مطرز بالحرير الأحمر وينتهي بخيوط تُربط خلف الرأس، ويشبك من الأمام في جبهة الوقاة وله خيوط أخرى تثبته على الرأس، وتتدلى من البرقع أطواف من القطع الذهبية والفضية المتراصة، وحبال من الخرز الثمين المتعدد الأشكال والألوان، وبعض السلاسل الفضية أو المعدنية، ويعتبر البرقع من أهم الأشياء التي تحتفظ بها المرأة لأنه يحتوي على كمية الذهب التي تملكها، والذي هو مهرها وعَرَق رقبتها كما يقولون. وقد تبيع المرأة برقعها أو بعض القطع الذهبية التي عليه، إذا اشتدت بها الحال وساء وضع عائلتها المادي.

ونقول تبرقعت المرأة: أي أسدلت البرقع على وجهها.

ومن أجزاء البرقع وملحقاته:

الشبيكة:

أو شْبِيكة البرقع، هي قطعة قماش حمراء مثلثة الشكل، تُشبكُ في جبهة البرقع، ويكون عليها ثلاثة أطواف من الذهب (المشاخص، المجرّات، الخِيرِي). وعندما تسدل المرأة برقعها على وجهها تتدلى الشبيكة معه، وعندما ترفعه، تظهر الشبيكة على الجبهة.

المطواح:

والجمع مطاويح، هو حبل من الخرز (من خرز الطَّرْف، أو المرجان) يتدلى على جانبي البرقع، ويكون في آخره بعض القطع الفضية أو الذهبية، وقد تتخذ المرأة شريطاً من القماش وتضع عليه صفاً من المجرات (سَلَبَة واحدة) أي سرباً واحداً.

العَصْبَة:

هي قطعة من القماش يُعصب بها الرأس، ولم تكن تستعمل في منطقتنا ولكنها كانت تستعمل في أقصى الجنوب.

القراميل:

هي لَفَّة من الخيط تشبه الشراشب لُفَّت عليها خيوط ملونة، تضعها المرأة في نهاية قرونها. وفي اللسان: والقَرامِيل من الشعر والصوف ما وصلت به المرأَة شعرها. الجوهري: القَرامِل ما تشدُّه المرأَة في شعرها. وفي الحديث: أَنه رخَّص في القَرامِل، وهي ضفائر من شعر أَو صوف أَو إِبريسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها.

ويَعْلَقُ بذاكرتي بيت من شعر "العتابا" كان أبي يردده كثيراً ولكنني لا أذكر تكملته والبيت هو:

          يا لاهي قُلْ لأبو القَرْمُول عُقْ بِي .... واصبر عَ الجَفَا والضَّيْم عُقْبِي

وهذا نوع من التغني بالمرأة التي تلبس القرمول، وهو يدل على أن النساء كن يضعن القراميل في قرونهن.

وفي النهاية نقول:

تخنفشت المرأة: أي غطّت وجهها بطرف قناعها فلم يظهر منه شيء،  إلا فتحة صغيرة عند العين تمكنها من الرؤية.

فَرَّعَت: كشفت وجهها دون أن تنزل قناعها من على وجهها.

ظَبَّت على حالها: أي غطت وجها وتقنعت.

وتنقبّت، وتلثمت، وتقنعت وهو ما شرحناه في سياق النص، متمنياً لكم بذلك رحلة ممتعة في صحراء تراثنا وعاداتنا الأصيلة.

 

 ---------------

نشرت في صحيفة أخبار النقب بتاريخ 19/01/2004

 

  جـميع الحقـوق مـحفوظـة

« لا يسمح باستخدام هذه المادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من المؤلف »

 ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.


صممت هذه الصفحة في 05/04/2005م

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة