قصيدة " السكر المر" - توفيق زياد

السكَّر المُرّ - توفيق زياد

 

أَجِيبيني !!
أُنَادِي جُرْحَكِ المملوءَ مِلْحَاً يَا فِلَسْطِيني !
أُنَادِيهِ وَأَصْرُخُ :
ذَوِّبِيني فِيهِ .. صُبِّينِي
أَنَا ابْنُكِ ! خَلَّفَتْنِي هَا هُنَا المأْسَاةُ ،
عُنْقَاً تَحْتَ سِكِّينِ .

أَعِيشُ عَلَى حَفِيفِ الشَّوْقِ ..
في غَابَاتِ زَيْتُونِي .
وَأَكْتُبُ لِلصَّعَالِيكِ القَصَائِدَ سُكَّرَاً مُرَّاً ،
وَأَكْتُبُ لِلْمَسَاكِينِ .
وَأَغْمِسُ رِيشَتِي ، في قَلْبِ قَلْبِي ،
في شَرَايِينِي .
وَآكُلُ حَائِطَ الفُولاذِ ..
أَشْرَبُ رِيحَ تَشْرِينِ .
وَأُدْمِي وَجْهَ مُغْتَصِبِي
بِشِعْرٍ كَالسَّكَاكِينِ .
وَإِنْ كَسَرَ الرَّدَى ظَهْرِي ،
وَضَعْتُ مَكَانَهُ صُوَّانَةً ،
مِنْ صَخْرِ حِطِّينِ .. !!

فِلِسْطِينِيَّةٌ شُبَّابَتِي ،
عَبَّأْتُهَا ،
أَنْفَاسِيَ الْخَضْرَا  .
وَمَوَّالِي ،
عَمُودُ الخَيْمَةِ السَّوْدَاءِ ،
في الصَّحْرَا  .
وَضَجَّةُ دَبْكَتِي ،
شَوْقُ التُرَابِ لأَهْلِهِ ،
في الضِّفَّةِ الأُخْرَى .
 

         * *  *


صممت هذه الصفحة في 18 /10/2003

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

عودة