حبة الأسبرين - للشاعرة الدكتورة طلعت الرفاعي


حبة الأسبرين - للشاعرة الدكتورة طلعت الرفاعي

 

وبعثتَ  تطلبُ  حَبَّـةً  من أسبرين!

                       بَعَثْتَ  جَمْرَة ،

من لاعِجَاتِ القَلْبِ لاهِبَـةِ الحَنِين ،

                      أَسَىً وَحَسْرَة .

وَتَقُولُ : إنَّ أَخِي  طَبِيـب

وَتَقُولُ : لِي أُخْتٌ طَبِيبَـة!

لا بَدَّ أَنْ أَحْوِي إذَنْ

في الجيب حَبَّ الأسبرين

* * *  

لا لم يكن عندي  ويا  لهفي ،

          سوى وهج اللهيب!

ما كان عندي يا صديقي ...

           غير حبات القلوب

وقضيت ليلي حائرة ..

أرعى النجوم الساهرة

                    قلقاً عليك!

وأمد كفي للسماء

كيما تُعَجِّل بالشفاء

وتَمنّ بالنعمى عليّ

* * * 

أخشى عليكَ من الصُّدَاع 

أخشى عليكَ الانفلوانزة

يا أعذبَ الإلْهَامِ

 في روحي الأمين ...

                 ويا أَعَزّه !

* * * 

ماذا تقول أأربعين ؟

بلغتْ حرارتُك الأثيمةُ أربعين

شُلَّتْ شِمَالِي وَاليَمِين

يَا لَيْتَنِي عَنْكَ المَرِيضَة

يَا لَيْتَنِي كنتُ الطبيبة

في يدي كأس الدواء

يا ليتني كنتُ الفِدَاء 

يا ليتني تلكَ الفراشة

لا تَكِلّ ولا تَلِين

أمضي فأَجْمَعُ كُلَّ أنْداءِ الوُرُود

وَرَحِيقَ كُلّ اليَاسَمِين

وأَصُبُّـهُ روحاً وريْحَاناً

على ذاك الجبين

وأبيتُ ليلي حانية

أرجو إليك العافية

تأتيك في دفء الصبيحة 

في صُدَاحِ العندليبِ

وتقول للحُمَّى ارحلي

       هذا ... حبيبي !


عودة