وقَّعت صكَّ الحزن في أعصابي - لشريف جاد الله محمد عيد

وقَّعت صكَّ الحزن في أعصابي - لشريف جاد الله أحمد عيد


أوصـدت  من فرط الأسى iiأبوابي
ومـلأت  مـن نَهْرِ الجوى iiأكوابي
الأعـيـن الـنجلاء غازلها القذى
والـبـابـلـية  كم تزيد مصابي
والـجـفن  خضَّبه الحنين iiفأينعت
بـيـن الـضـلوع مجامر iiلعذابي
فـصـل الـخريف معانقاً iiألحاننا
يـرتـدّ  مـعـتنقاً أسى iiزرياب
يـا بـابـلـية ضمِّدي ألم iiالسنا
ذهـب الـجمال بلحننا iiالمنساب
ردي لـحـوني كي أعيدَ iiقصيدتي
فـالـشـعـر  لن يهتزَّ iiللسيَّاب
عـودي  لـكـي يرتدَّ طرفي هأنا
وقَّـعْـتُ صَكَّ الحزن في iiأعصابي
فـدم الـحـسين مضرَّج بجوانحي
مـسـتصرخاً  لكن بدون iiجوابي
هـل  كربلاء  أسكتت فَمَنَا iiالذي
عشق  الخطابة مثل شهد iiرضاب؟!
وتـوشـح  الصبر الجميل iiحداده
والـلـيل  عربدَ  ضاحكاً iiبرحابي
«والـقـادسـية»  خلعت أثوابها
أبدت مفـاتنـها وحسن iiخضاب
«والأعـظمية» يا عراق بكت iiدماً
«والكرخ» ترفل في الأسى المتصابي
«هـارون» هل ترضيك ذلة iiقومنا
وخـنـوعهم  كالطائر  المرتاب؟!
الـنـاي  مـا  عاد الشجيَّ iiبحينا
والـعـازف الموهوب عاف iiربابي
والـحزن أذهل شجوه فشجى iiلنا
صـمـتـاً  ينادم صفوة iiالألباب
فـمـتـى  البكاء يعيد سيرة iiأمة
دانـت  لـفـتيتها دنا iiالأسلاب
قـم  يا  صلاح الدين عانق iiخالداً
وارفـع لـواء الـنصر رد iiشبابي
الـحـزن أدمن مهجتي غال النهى
وعـيـونـنا  صارت بلا iiأهداب
إنـا فـقـدنـا رايـة iiقـدسية
فـمـشيت خلف خديعة وسراب
يـا  بـابـلـية إن لحظك iiفاتك
يـمشي على جرحي كوقع iiحراب
قـولـي القصيدة لابن أوس كلها
بـلـسانك اللجلاج دون iiكذاب
إن«ابـن أوس» صـار شاعر iiأمة
عـجـمـت لساناً جاهلاً iiأنسابي
مـا عـاد «معتصم» يعيد iiقصيدة
بـائـيـة  تروى مدى iiالأحقاب
يـا  بـابـليـة إن جرحي iiغائر
خـالـطـتـه بالملح iiوالأوشاب
يـا بـابـلـية رددي لحن iiالفتى
فـالـنجم  يهوى في المدار iiالكابي
هـذا  مـدارك يـا عروبة iiداخل
غـور  الأفـول وجـلوة الغياب
مـا  عـاد سيفك يا عروبة iiقاطعاً
حَـدَّاه  قـد صُنعا من iiالأخشاب
والـخيل  ما عادت فوارسها iiترى
صـهـواتـهـا فلقد كبا iiبركابي
أواه يـا نـخـل الـعراق المنتمي
لـعـروبـتـي  ممهورة iiالجلباب
سـهدي  يطول كطول ليل iiبلادنا
والـصبـح أصبح كالبريق iiالخابي
أواه يـا أرض الـعـروبة يا iiمنى
نفسي التي تسقى مــرار iiشراب
حـتـى مـتى تحني شواشي iiنخلنا
رأسـاً أبـت دوماً خضوع iiرقاب


صممت هذه الصفحة في 04 /07/2006

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

  عودة