| 
              البَابُ 
              مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحِ في اللَّيْلِ العَمِيقْ 
              
              البَابُ مَا قَرَعَتْهُ كَفُّكِ . 
              
              أَيْنَ كَفُّكِ وَالطَّرِيقْ 
              
              نَاءٍ ؟ بِحَارٌ  بَيْنَنَا ، مُدُنٌ ، صَحَارَى مِنْ ظَلاَمْ 
              
              الرِّيحُ تَحْمِلُ لِي صَدَى القُبْلاَتِ مِنْهَا كَالْحَرِيقْ 
              
              مِنْ نَخْلَةٍ يَعْدُو إِلَى أُخْرَى وَيَزْهُو في الغَمَامْ 
                  
                    * * * * 
              
              البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحْ ... 
              آهِ 
              لَعَلَّ رُوحَاً في الرِّيَاحْ 
              
              هَامَتْ تَمُرُّ عَلَى الْمَرَافِيءِ أَوْ مَحَطَّاتِ القِطَارْ 
              
              لِتُسَائِلَ الغُرَبَاءَ عَنِّي ، عَن غَرِيبٍ أَمْسِ رَاحْ 
              
              يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْنِ ، وَهْوَ اليَوْمَ يَزْحَفُ في انْكِسَارْ 
              . 
              
              هِيَ رُوحُ أُمِّي هَزَّهَا الحُبُّ العَمِيقْ ، 
              
              حُبُّ الأُمُومَةِ فَهْيَ تَبْكِي : 
              " 
              آهِ يَا وَلَدِي البَعِيدَ عَنِ الدِّيَارْ ! 
              
              وَيْلاَهُ ! كَيْفَ تَعُودُ وَحْدَكَ لاَ دَلِيلَ وَلاَ رَفِيقْ " 
              
              أُمَّاهُ ... لَيْتَكِ لَمْ تَغِيبِي خَلْفَ سُورٍ مِنْ حِجَارْ 
              لاَ 
              بَابَ فِيهِ لِكَي أَدُقَّ وَلاَ نَوَافِذَ في الجِدَارْ ! 
              
              كَيْفَ انْطَلَقْتِ عَلَى طَرِيقٍ لاَ يَعُودُ السَّائِرُونْ 
              
              مِنْ ظُلْمَةٍ صَفْرَاءَ فِيهِ كَأَنَّهَا غَسَق ُ البِحَارْ ؟ 
              
              كَيْفَ انْطَلَقْتِ بِلاَ وَدَاعٍ فَالصِّغَارُ يُوَلْوِلُونْ ، 
              
              يَتَرَاكَضُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَفْزَعُونَ فَيَرْجِعُونْ 
              
              وَيُسَائِلُونَ اللَّيْلَ عَنْكِ وَهُمْ لِعَوْدِكِ في انْتِظَارْ ؟ 
              
              البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ لَعَلَّ رُوحَاً مِنْك ِ زَارْ 
              
              هَذَا الغَرِيبُ !! هُوَ ابْنُكِ السَّهْرَانُ يُحْرِقُهُ الحَنِينْ 
              
              أُمَّاهُ لَيْتَكِ تَرْجِعِينْ 
              
              شَبَحَاً . وَكَيْفَ أَخَافُ مِنْهُ وَمَا أَمَّحَتْ رَغْمَ 
              السِّنِينْ 
              
              قَسَمَاتُ وَجْهِكِ مِنْ خَيَالِي ؟ 
              
              أَيْنَ أَنْتِ ؟ أَتَسْمَعِينْ 
              
              صَرَخَاتِ قَلْبِي وَهْوَ يَذْبَحُهُ الحَنِينُ إِلَى العِرَاقْ ؟ 
              
                        * * * * 
              
              البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ تَهُبُّ مِنْ أَبَدِ الفِرَاقْ 
               لندن  
              13- 3 -1963  |