ميخائيل نعيمة

ميخائيل نعيمة


أخي - لميخائيل نعيمة

 

أخي ! إنْ  ضَجَّ بعدَ  الحربِ  غَرْبِيٌّ  بأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ  مَنْ  ماتوا وعَظَّمَ  بَطْشَ  أبطالِهْ

فلا تهزجْ  لمن  سادوا ولا  تشمتْ  بِمَنْ  دَانَا

بل  اركعْ  صامتاً  مثلي  بقلبٍ  خاشِعٍ  دامٍ

   لنبكي حَظَّ موتانا

  ***

أخي ! إنْ عادَ بعدَ  الحربِ  جُنديٌّ  لأوطانِهْ 

وألقى  جسمَهُ  المنهوكَ   في  أحضانِ  خِلاّنِهْ

فلا  تطلبْ  إذا   ما  عُدْتَ  للأوطانِ   خلاّنَا

لأنَّ  الجوعَ  لم  يتركْ  لنا   صَحْبَاً  نناجيهم

  سوى أشْبَاح مَوْتَانا

                ***

أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ

ويبني  بعدَ  طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً  هَدَّهُ  المِدْفَعْ

فقد  جَفَّتْ   سَوَاقِينا   وَهَدَّ   الذّلُّ   مَأْوَانا

ولم  يتركْ  لنا  الأعداءُ   غَرْسَاً  في  أراضِينا

سوى أجْيَاف مَوْتَانا

           ***

أخي ! قد  تَمَّ  ما  لو  لم نَشَأْهُ  نَحْنُ  مَا  تَمَّا

وقد   عَمَّ   البلاءُ  ولو  أَرَدْنَا  نَحْنُ  مَا   عَمَّا

فلا  تندبْ  فأُذْن   الغير ِ لا  تُصْغِي  لِشَكْوَانَا

بل  اتبعني  لنحفر  خندقاً   بالرفْشِ  والمِعْوَل

نواري فيه مَوْتَانَا

               ***

أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا  أَهْلٌ  ولا جَارُ

إذا  نِمْنَا  ،   إذا   قُمْنَا   رِدَانَا  الخِزْيُ   والعَارُ

لقد  خَمَّتْ  بنا  الدنيا  كما   خَمَّتْ   بِمَوْتَانَا

فهات   الرّفْشَ  وأتبعني  لنحفر  خندقاً  آخَر

نُوَارِي فيه أَحَيَانَا

 

  المصدر : ديوان همس الجفون - ميخائيل نعيمة، ص 12- 13 ، الطبعة السادسة 2004 ، مؤسسة نوفل- بيروت- لبنان. 


بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

عودة