في رثاء الإمام محمد عبدة - لحفني ناصف

في رثاء الإمام محمد عبدة - لحفني ناصف


لِـمَ لا تـجيب وقد دعوتُ مرارا
يـكـفـي  سكوتُك أربعينَ iiنهارا
كَـثُـرَ  التخبّطُ والحقائقُ iiحُجّبتْ
عـنـا  وأمسى المسلمون iiحيارى
يـتـسـاءلون وقد عرَتهم iiسكرةٌ
عـمَّـا عـراكَ وما هُمُ iiبسُكارى
فـاجْـلُ الصَّوابَ لنا كما iiعوَّدتنا
يـقـقـاً  ومـزِّق دونه iiالأستارا
ما كان عهدي حين يقصدك الورى
عـند  اشتدادِ  الخطْبِ أن iiتتوارى
فـيـمَ  احـتجابُك في فلاةٍ iiبلقعٍ
لا  دارةً فــيـهـا ولا iiديّـارا
الـكونُ  عن  مسعاكَ ضاقَ iiنطاقُهُ
فـعـلامَ  تـتّـخـذ المقابرَ دارا
لـلـمـسلمين  إليك أكبرُ حاجةٍ
فـإذا  قـضيتَ فما قضَوا iiأوطارا
مـن  ذا يـناضل عن شريعةِ iiأحمدٍ
ويـذود عـن أكـنافها الأخطارا
ويـصـون دينَ اللهِ من شُبه iiالعدا
ويـردّ  غـارةَ مـن بـه iiيتمارى
ويـذبّ عـن آيِ الكتابِ iiبحكمةٍ
ويـذيـق  مـن بـاراه فيه iiتبارا
ويـجـيء فـي تفسيره iiبعجائبٍ
ويـذيـع  مـن مكنونه iiالأسرارا
ويـطـهّـرُ الإسـلام مـما شابَهُ
ويـزيـلُ  عـن غدرانه iiالأكدارا
ويـذكّـر  الـعلماءَ ألاّ iiيغمضوا
عـمـا اقـتـضاه زمانهم iiأبصارا
ويـجـادل الأشـرارَ بالحسنى فلا
يـنـفـكّ  حتى  يصبحوا iiأخيارا
ويـجـدّد الـعـربية الأولى وقد
صـارت  بـغـفـلةِ أهلها iiآثارا
ويـعـيـدُ لـلإنشاءِ سابقَ iiمجدِهِ
ويـشـيـد فـي أنهاره ما iiانهارا
ويـردّ أعـوادَ الـمـنـابرِ جذلةً
لا  تـحـسـد الأعواد iiوالأوتارا
ويـبـثُّ  بـين الخلق غرَّ iiخلائقٍ
بـعـظـاتـه ويـنـبّهُ iiالأغرارا
ويـحـثُّ  أهلَ المالِ أن يتوسّطوا
فـي الـبـذلِ لا سرفاً ولا إقتارا
ويـرود  صرعى  الجود في iiوزرائنا
لـيـحـطَّ  عـن  فقرائنا iiأوزارا
يـقـضي حوائجَ سائليه فلا iiيرى
فـي نـفـسه سأماً ولا استكبارا
ويـعـلّـمُ  الناسَ  الأمانةَ iiوالوفا
والـصـدقَ والإخلاصَ iiوالإيثارا
ويـظـلّ  بالإصلاح مغرىً iiكلّما
وجـدَ  الـسبيلَ إلى صلاحٍ iiسارا
حـتـى  كـأنَّ عليه عهداً iiللعلا
أن  يُـصْـلحَ الأخلاقَ iiوالأفكارا
إنْ كـان فـينا مرشد يقوى iiعلى
ذا  الـعـبء  أوسعْنا له iiالأعذارا
أو  لا فـأولـى أن تفيضَ iiنفوسُنا
هـلـعـاً  وتسعى  للمنون iiبدارا
مـاتَ  الإمـام فيا سَماء iiتفطَّري
فِـلَـذَاً  وطـيـري يا بحارُ بخارا
وتـصدَّعي يا أرضُ وانضُبْ iiفجأةً
يـا  نيلُ  وأمطرْ يا سحابُ حجارا
وقفي مكانَكِ يا كواكبُ iiواسقطي
كِـسَـفَـاً  وخرّي يا جبالُ نِثارا
وذرِي  رحابَ الجو تبعثُ iiصَرْصَرَاً
يـا ريـحُ وأسـري بيننا iiإعصارا
لا خـيـرَ بعد محمدٍ في العيش iiإنْ
كـانـت نـفوسُ الخالفين iiصغارا


صممت هذه الصفحة في 19 /07/2006

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

  عودة