قد غفونا - حافظ إبراهيم

حافظ إبراهيم


قد غفونالحافظ إبراهيم

قَـد غَـفَـونـا وَانتَبَهنا iiفَإِذا
نَـحـنُ غَرقى وَإِذا المَوتُ iiأَمَم
ثُـمَّ  كـانَـت  فَترَةٌ مَقدورَةٌ
غَـرَّ  فينا الدَهرُ ضَعفٌ iiفَهَجَم
فَـتَـمـاسَـكنا فَكانَت iiقُوَّةٌ
زَلـزَلَـت  رُكنَ اللَيالي iiفَانْهَدَم
كانَ في الأَنفُسِ جُرحٌ مِن iiهَوىً
نَـظَـرَ  الـلَـهُ إِلَـيهِ iiفَالْتَأَم
فَـنَـشَـدنا العَيشَ حُرّاً iiطَلَقاً
تَـحتَ  ظِلِّ  اللَهِ لا ظِلِّ iiالأُمَم
وَحَـقـيـقٌ  أَن يُـوَفّى حَقَّهُ
مَـن بِحَبلِ اللَهِ وَالصَبرِ iiاِعتَصَم
آفَـةُ الـمَـرءِ إِذا الـمَرءُ وَنى
آفَةُ  الشَعبِ  إِذا الشَعبُ اِنقَسَم
لَـيـسَ مِـنّاً مَن يَني أَو iiيَنثَني
أَو  يَـعُقُّ  النيلَ في رَعيِ iiالذِمَم
نَـشءَ  مِصرٍ  نَبِّئوا مِصراً iiبِكَم
تَـشتَرونَ  المَقصِدَ الأَسمى iiبِكَم
بِـنِـضـالٍ يُـصقَلُ العَزمُ iiبِهِ
وَسُـهـادٍ  في العُلا حُلوِ الأَلَم
أَنـا  لا أَفـخَـرُ بِالماضي iiوَلا
أَحسَبُ  الحاضِرَ  يُطرى أَو iiيُذَم
كُـلُّ هَـمّي أَن أَراكُم في iiغَدٍ
مِـثلَ  ما  كُنتُم أُسوداً في iiأَجَم
فَـالفَتى  كُلُّ الفَتى مَن لَو iiرَأى
فـي اِقـتِحامِ النارِ عِزّاً لَاِقتَحَم
لا تَـظُـنّوا العَيشَ أَحلامَ iiالمُنى
ذاكَ عَـهـدٌ قَد تَوَلّى iiوَانصَرَم
هُـوَ حَـربٌ بَـينَ فَقرٍ iiوَغِنىً
وَصِـراعٌ  بَـيـنَ بُرءٍ iiوَسَقَم
هُــوَ  نـارٌ وَوَقـودٌ iiفَـإِذا
غَـفَـلَ الـموقِدُ فَالنارُ iiحَمَم
فَـاِنفُضوا  النَومَ  وَجِدّوا iiلِلعُلا
فَـالعُلا  وَقفٌ عَلى مَن لَم iiيَنَم
لَـيسَ  يَجني مَن تَمَنّى iiوَصلَها
وانِـيـاً أَو وادِعـاً غَيرَ iiالنَدَم
وَالأَمـانـي  شَـرُّ ما تُمنى iiبِهِ
هِـمَّـةُ الـمَرءِ إِذا المَرءُ اِعتَزَم
تَـحـمِـدُ  العَزمَ وَتَثني iiحَدَّهُ
فَـهـيَ كَـالماءِ لِإِخمادِ iiالضَرَم
وَاُنظُروا  اليابانَ في الشَرقِ iiوَقَد
رَكَّـزَت أَعـلامَها فَوقَ القِمَم
حـارَبـوا  الجَهلَ وَكانوا قَبلَنا
فـي دُجـى عَميائِهِ حَتّى انْهَزَم
فَـاسأَلوا  عَنها  الثُرَيّا لا الثَرى
إِنَّـهـا تَـحـتَلُّ أَبراجَ iiالهِمَم
هِـمَـمٌ يَـمشي بِها العِلمُ iiإِلى
أَنـبَلِ  الغاياتِ لا تَدري iiالسَأَم
فَـهيَ  أَنّى حاوَلَت أَمراً iiمَشَت
خَـلفَها  الأَيّامُ في صَفِّ iiالخَدَم
لا  تُـبـالي  زُلزِلَت مِن iiتَحتِها
أَم  عَلَيها النَجمُ بِالنَجمِ اِصطَدَم
تَخِذَت شَمسَ الضُحى رَمزاً لَها
وَكَـفى  بِالشَمسِ رَمزاً iiلِلعِظَم
فَـهـيَ  لا تَألو صُعوداً iiتَبتَغي
جـانِبَ  الشَمسِ مَكاناً لَم iiيُرَم

صممت هذه الصفحة في 27 /02/2007

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

عودة