فاروق مواسي

د. فاروق مواسي


شوق الأرض دليل - لد. فاروق مواسي

أهلي في الجرح الدامي النغّار

- يا ويلي –

ذاك "السامي" يرقب كيف يتم القصف

يعم النزف

ويهمهم مسعوراً

مسلولاً في بسمته الشامتة الرعناء

وأنا أُحصي أوهامَ النفس

وأحلامَ الوقت

وأوقاتِ الله المهدورة

في حسن دعاء أو سوء دعاء

(سيّان)

أبحث عن وجهي المردود ،

فإذا وجهي مفقود

أبحث عن هذا المفقود المردود ،

فإذا هو يسكن في حزن مكشوف منكود

يرنو لإمرأة – وطناً وفلسطيناً تُدعى 

ظلّتْ تصبر

وتصابر

ها هو يحلم بالمرأة واللذة والصورة

ويحس بأنّ فحولة

تهدر في دمه تياراً ورجولة

لا أدري كيف يُذرّيها

أو كيف يجاريها ويداريها

لكني أدري أن نساء الأرض اجتمعت

كلّ تحمل حُسناً ويليق لها

تختال به أو يختال بها

هذه البهجة تدرك أنَّ النار

انطلقت تتوزع بالمجان

فوق ثغورِ الأطفال

فوق الأبناء الأشجار

فوق مكان وزمان

كنتُ ، وكان الوجهُ المحزون

يركب في أبّهته

يُعلن إذا أعلن :

أنَّ الأرضَ هي الأرض

والماءَ هو الماء

يسمع أو أسمع

صوتَ رصاصٍ أزّ مدافعَ دوّتْ

تتوزّع بالمجان

- عشوائية –

يكفي أن تُوقع أو تقلع أو تؤذي

أو تنهي وتبيد

- هذا الكفر عنيد –

قلتُ لوجهي الآخر :

قد يركب ظهرَ الحكمةِ من شاء

ثمة أثمار يقطفها

يلقيها كيما تأتي امرأة عاقر

وصفوا ثمراً تطعمها حتى تنجب

تلك المرأة

جاءت من أطياف السحر وآيات التكوين

نزلت من برج القهرِ إلى كهف سجين

قالت:

كنتُ وحيدة

من ذا يبعث فيّ الخصب يوافيني

حتى أتذوّق صفو عسيلته وألذّ

فأنا كنت ثماراً مُرّة

وفرائس

وقبوراً أعرفها لا أعرفها

كنت أنا أمضي

والمطر النائح يُزجى مع ريح خواء

يومياً تنساب الأنياب عليّ

وعلى جسدي المهتوك

هذا غلّ لم يُنزع من أفئدةٍ وفدت

من كل الأرجاء غرابة

يقتادون الحقد (أو الموت) على

كلِّ سريرٍ ممقوت

قال الوجه الآخر :

كنت الشوق على أرضك

( بذراً ، غرساً وشجر )

ورقصت بكل الأعراس لتحيي

معنى الخصب

بغناء وحنين وثمر

ها أنت

تعكف في محرابك تسّاقط مَجنِيّاً

لا تقدر أن تقرأ في سفر خطايا الأعداء

إذ ما تبحث عن تأويل في كلّ صباح

مع نشرة أخبار فيها السمّ وفيها الدم

فتزيد حوامض تفرزها معدة

تبري جدراناً ، تكشف أسرار

أو تبعث في رأسك صوت دُوار

وتقوم لتسأل

- في عقل هذه المرة

لكنك سرعان تعود ،

ولذا فجنون وجنون ..

عُدْ أدراجَك!

* * *

أدعوك ، أنت أنا

فتذكر

تذكّر إذ كنت بسوق جنين

وترى الطيار المحتل

ينحو صوبك

كان قريباً من رأسك

وعلى مرأى من فوقك

يضحك أو يسخر منك

لا تدري

ماذا يُضحكه في لحظةِ موت؟!

وعرفت،

هذا زمنٌ أصبح لحظة نار

هذي الألوان لا تعدو بضع ثوان

فليبدأ هذا التاريخ المجروح

بجرحٍ يحمل معنى

تأتي ثانية أولى تحمل طفلة

صرعوها ، ولأول وهلة ،

تأتي ثانية ثانية تحمل ورداً

فوق الورد تراتيل ندى ونجوم

يتشظّى الورد بفعل النار الهوجاء .

تأتي ثانية أخرى تحمل عصفوراً

فيعود العصفورُ رماداً مذروراً ،

تأتي ثانية أخرى بعد الأخرى

تحمل شوقاً – عبق الشوق يدلّ –

تطلق كل عيارات النار على الشوق

وما أردت

والشوق يسيل بكل سبيل

نهراً هدّاراً يطغى يُشفي كلَّ غليل

يُطفي الغلّة

يبقى سفراً وهو دليل

وهو دليل

وهو دلييييل

   ◊◊◊  


للإتصال بالشاعر : أنقر هنا

لزيارة موقع الشاعر : أنقر هنا

صممت هذه الصفحة في5 /05/2002

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

عودة