أيها الشعر رويداً - لصالح زيادنة

أيها الشعر رويداً


 أيها الشعر رويداً

أيها الشعرُ رويداً.. 

أين تنأى اليومَ عني  

هل تُرى أعياكَ شَيْبِي.. 

أم ترى أقصاكَ سِنِّي 

أم سَئِمْتَ اليومَ حُزْنَاً..        

دَبَّ في أشتاتِ روحي 

وتمطَّى في الحنايا.. 

بين كتماني وبَوْحِي  

* * *

ها هي الأيامُ تمضي..

وأنا أبْحثُ عني  

هل تُرى يا شعرُ أنت.. 

من أحاسيسي ومني 

أم تُرى وحديَ أبكي.. 

بين أطلالِ الليالي 

هَلْ تُرَى الحَيْرةُ مِنْكَ.. 

أمْ ضَيَاعِي في سُؤَالِي  

* * *

أيها الشعر أراني..   

كلما جئتُكَ أشدو 

أُبْصِرُ الأيامَ حَيْرَى.. 

وهي من خلفيَ تعدو 

هل ترى كَلَّتْ خُطاها..

وهي تَجري في رِكَابي

أم أتى الدهرُ عليها..

مثلما أفنى شبابي  

* * *

أيها الشعرُ كفاني.. 

إنني حقاً تعبتُ 

كلّ شيءٍ فيك يُغري..  

غير أني قد زَهِدْتُ  

هل يُعيدُ الشعرُ عزماً..

أو شباباً ضاعَ منّـي

كيفَ يا شعرُ أجبنِي..؟

إنني ضيَّعتُ ذِهني 

* * *

أيّها الشعرُ أتيتُ..

حاملاً هَمِّـي وبؤسي

في فمي أشجان عُمْرٍ..

من رؤى يومي وأمسي

ها أنا آتيكَ وحدي..

مثلما جئتُكَ قَبْلا

غير أني صرتُ نضواً..

وشبابي قد تولَّى

* * *

صالح زيادنة
29
/11/2004