ما حيلة الشعراء - لصالح زيادنة

شاركت في مهرجان عكاظ الشعري الذي أقامه موقع حضرموت في 9/9/2002م

أرفــــــــــاقَ دربــــــــــي إنـــــنــــا iiإخـــــــــوانُ

الــــهـــمُّ شــــــرقٌ، والأســــــى iiعـــنـــوانُ

حـــزنــي عــظــيـمٌ والـــجــراحُ iiعـمـيـقـةٌ

والــقــلـبُ بـــيــن جــوانــحـي iiحـــيــرانُ

الــحــرف يــبـكـي والـسـطـورُ iiحـزيـنـةٌ

والـــشـــعــرُ تـــــــذوي فــــوقـــه iiالأوزانُ

تـغـفـو عــلـى وجــهِ الـقـريض iiبـشـاشةٌ

وعــــلـــيـــه تـــــبـــــدو رِثَّــــــــــةٌ iiوهـــــــــوانُ

جــــفَّ الــربـيـعُ فــــلا فـــراشٌ iiراقـــصٌ

فــــوق الــزهـور، ولا الــشـذا iiرَيْــحـانُ

ذهـبَ الحمامُ مع الهديلِ iiوأقفرتْ

تـــلــك الـــربــوعُ فـــســادت iiالــغِــربَـانُ

والــبــلــبــل الـــغِـــرِّيــدُ بُـــــــحَّ iiنـــشــيــدُهُ

وتـلـعـثـمتْ فــــي شــدوهــا iiالــكـروانُ

دهــــــرٌ حـــزيـــنٌ قــــــد أنـــــاخَ iiجِـــرانَــهُ

فـــوق الــصـدورِ فـضـجّـتِ iiالأبـــدانُ

دهــــــرٌ كــئــيــبٌ، أيّ جُــــــرْحٍ iiنــابــنــا

مــنــه، وشــبَّــتْ فــــي الـحـشـا iiنــيـرانُ

ســـيّـــان نــبــكــي أو نُـــمــزِّق iiأضــلــعـاً

ذابـــــتْ عـــلــى جــدرانـهـا iiالأحــــزانُ

فالصوتُ يبقى في الحناجرِ خنجراً

وتـــمــوت فـــــوق ظُــبَــاتِـهِ iiالأشــجــانُ

مـــاتَ الـضـميرُ ولـيـس نـرجـو iiبـعـده

عــطــفـاً، ومـــــاتَ بــمــوتـه iiالإنـــســانُ

* * *

ونــعــودُ لــــلأرضِ الــتـي مـــن iiأجـلـهـا

نُـظِـمتْ عـقـودُ الـشعرِ وهـي iiجُـمانُ

الأرض رمـــــــــزٌ لـــلــبــقــاء iiومـــشـــعــلٌ

لــلـمـجـدِ، تــحــمـلُ عِــبْــأهُ iiالأوطــــانُ

فــهـواؤهـا يُــشـفـي الـعـلـيـلَ iiومــاؤهــا

عـــســلٌ، تــفــيـض بــعــطـره iiالــغــدرانُ

الـــتــيــنُ والـــزيــتــون يــــزهـــو iiفــوقــهــا

وكـــــــذاك جـــــــاء بــذكــرهــا iiالـــقـــرآنُ

نـبتت بـها شِيَمُ النفوس على iiالتقى

وعــلـيـهـا ســـــار الــشـيـبُ iiوالــشـبـانُ

الأرض أمٌّ لـــلـــفـــضـــائـــل iiكـــــلّـــــهـــــا

سَـــهِــرَتْ عــلـيـنـا والـــدجــى iiوســنــانُ

الأرض ذوبٌ مــــــن حـــنـــانٍ iiغـــامـــرٍ

هــشّــت لــــهُ بــيـن الـحـشـا iiأشــجـانُ

يـــــأوي إلــيــهـا الــريــمُ فــــي iiخُــلْـواتـهِ

وتــــجـــول بــــيـــن تـــلالــهــا iiالـــغِـــزلانُ

ويـــرفــرف الــقــمـريُّ فــــوق iiربــوعـهـا

فـــيـــصــفّــق الـــــخـــــروبُ iiوالـــــرمـــــان

الأرض مــيــراث الــجــدود iiنـصـونـها

كـالـعِرض، يـحـمي عِـرْضَهُ iiالإنـسانُ

هـــذي قــبـور الأهـــل فـــوق iiأديـمـهـا

حـــفّــت بـــهــا الأزهــــار iiوالأغــصــانُ

ســـــادوا بــهــا لــــم يـتـركـوهـا iiلــحـظـةً

فـــســمــا بِـــهـــا الإعـــمـــارُ iiوالــبُــنـيـانُ

كـانوا الـجذور وسـوف نـتبعُ iiدربهم

ونــعــلّــم الأجـــيـــالَ كـــيـــف iiتُـــصـــانُ

* * *

هــــذا شــعــوري صــغـتُـهُ مـــن iiمـهـجـةٍ

عـصـفتْ بـهـا الأشــواق iiوالأشـجـانُ

ورأيــــتُ أن الـشـعـر يـشـبـه iiمُـسْـكِـناً

حـــيــنــاً وتــــرجـــعُ بــــعـــدهُ iiالأحـــــــزانُ

مــــا حــيـلـة الــشـعـراء غــيــر iiقـصـائـدٍ

ذابــــــتْ عـــلـــى أوتـــارهـــا iiالألـــحــانُ

مــــا حــيـلـة الــشـعـراء غــيــر iiقـصـائـدٍ

كـــلــمــى، تــــنـــوء بــحـمـلـهـا iiالأوزانُ

مـــــا حــيــلـة الــشــعـراء غـــيــر iiمــــرارةٍ

مـــكــبــوتــةٍ فـــــــــي طـــيّـــهــا iiحــــرمــــانُ

مـــا تـفـعـل الأشـعـارُ حـيـن iiتـقـوَّضتْ

أســـــسُ الــكــرامـةِ والـــرجــالُ iiتُــهــانُ

ذرنــــي رفــيــقَ الــــدربِ إنـــي iiشــاعـرٌ

شَـــرِقَــتْ بـــمــاء دمـــوعــهِ iiالأجـــفــانُ

يـسـتـلـهـم الأشـــعــارَ وَحْــــيَ iiقــريـحـةٍ

ضـــربــت عـــلــى آذانِـــهــا iiالأحـــــزانُ

يـسـتصرخ الأبـيـاتَ لـكـن لـم iiيـجد

أحـــداً، ولَــجَّـتْ بـالـصـدى iiالـقـيعانُ

يـسـتصرخ الأشـعـارَ لـكـن لـم iiيـكن

أحــــــــد، فــــأيــــنَ تــــفــــرَّق iiالــــخِـــلاّنُ

هـــــــــذا زمــــــــانٌ تــســتــبــاحُ iiكــــرامــــةٌ

فــــيـــه، ويـــبــكــي نــفــســه iiالإنـــســـانُ

هـــــــــذا زمــــــــانٌ لـــلـــقــويِّ iiمُـــسَـــخَّــرٌ

مـــــا عـــــاد فـــيــه لـلـضـعـيـفِ iiلـــســانُ

لا تُـطفيء الأشـعارُ نـاراً فـي iiالحشا

لــــكــــنّــــهـــا تـــــتـــــوقـــــد iiالأذهــــــــــــــانُ

فـــلـــعــلّــه يـــــأتـــــي زمـــــــــانٌ iiصـــــالــــحٌ

فــــيــــه تــــعــــودُ لــمــجــدهــا iiعــــدنـــانُ

* * *

صالح زيادنة