مقدمة كتاب المأكولات الشعبية في النقب - لصالح زيادنة

المقدمة


مقدمة كتاب "المأكولات الشعبية في النقب"

بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله رب العالمين على ما أولانا من لطفه، وعلى نعمه وآلائه، ونحمده سبحانه أن هدانا وأنعم علينا بنعمة الإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونصلي ونسلم على الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
وبعد:
هذا كتابٌ وضعته حول المأكولات الشعبية التي يستعملها أهلنا في النقب، كتبت مادته وشرحت فيه طرق صناعة هذه المأكولات وكيفية إعدادها، ورتبت فصوله حسب أنواع الطعام، فالتي تصنع من الألبان تندرج تحت باب خاص بها، والتي تصنع من الحبوب أو النباتات تندرج تحت باب آخر وهكذا مع البقية الباقية.
وقد سبق لقسم من هذه المقالات أن نُشر في صحيفة أخبار النقب، ومن الطبيعي أنني راجعتها مرات ومرات قبل نشرها، ولكنني قمت أيضاً بمراجعتها بشكل دقيق وأضفت إليها جملة هنا وكلمة هناك شأن كل إنسان حريص على عمله وعلى جودة ما يقدمه للناس، ومهما يكن من أمر فقد يقع القارئ الكريم على بعض الهنات، وعذرنا أننا بشر ولا كمال لنا والكمال لله وحده.
ولم يكن هدفنا هو جعل هذا الكتاب كتاب طبخ يُعنى بالمقادير وكيفية إعداد الطعام، ولكننا أردنا التوثيق لهذه الأشياء التي تربط حاضرنا بماضينا، لنتذكر كيف كان أهلنا يقنعون بالقليل، وكيف كانوا يتأقلمون مع الظروف ومع طبيعة البيئة التي يعيشون فيها، وكيف انتهجوا طريق القناعة وعاشوا على الكفاف، وكيف أدّت تلك الظروف إلى تأصيل عادة الكرم فيهم وقِرَى الضيف، وكلّ ما يتعلق بالكرم من صفات، إضافة إلى الاحترام المتبادل وتقديم يد العون والمساعدة.
وفي الختام ها هو كتاب المأكولات الشعبية بين أيديكم بشحمه ولحمه ومادته التراثية الأصيلة، راجياً المولى عز وجل أن يجعل ذلك العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكتب ذلك في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
 

صالح زيادنة
رهط في: 15 آذار 2008
 


رجوع