لحن العذاب للشاعر صالح زيادنة

  لحن العذاب - للشاعر صالح زيادنة

 

رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَنْ ضَاعَتْ ليالي العُمْر

رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَنْ ذَابَتْ حِبَالُ الصَّبْر

رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَعْوَامٍ ..

طِوَالٍ مثل آلامي

كما كُنْتِ بأَحْلامي

كَأَنَّ الليلَ يا دُنياي لم يَعْبُر

كَأَنَّ الشَّمْسَ نَائِمَةٌ

بوادي الجنِّ في عَبْقَر

كَأَنَّ الكَوْنَ نَشْوَانٌ ...

يَدُورُ بِنَا ولا يَشْعُر

* * *

رَأَيْتُكِ بَعْدَ أَعْوَامٍ ..

مِنَ الحِرْمَانِ والبُؤْسِ

كَأَنَّكِ وَرْدَةٌ بَيْضَاء

تُرَفْرِفُ فَوْقَهَا نَفْسِي

كَأَنَّكِ في حَنَايَا القَلْبِ

نَغَمٌ شَارِدُ الهَمْسِ

كَأَنَّكِ في بَرَاءَتِكِ

مَلاكٌ طَاهرُ النَّفْسِ

* * *

 وَبَعْدَ سِنِين

مِنَ الحِرْمَانِ وَالكَدَرِ

حَمَلْتُ خِلالها أَلَمِي

وَشَابَ لهولِهَا شَعْرِي

أَرَاكِ هُنَا .. كَمَا كُنْتِ

كَأَنْ لم تَقْتُلِي قَلْبَا

كَأَنْ لم تَسْحَقِي عُمْرَا

كَأَنَّكِ في وَدَاعَتِكِ ...

تُضَاهِي الشَّمْسَ وَالقَمَرَا

وكَأَنَّ الحُبَّ مَكْتُوبٌ

على قَلبي الذي انْفَطَرَا

لِيَبْقَى مِثْلَ أَحْزَاني

قَضَاءً لي .. أَو قَدَرَا

  |||

*- كٌتبت في الثلاثاء 23 / 03 / 1982م.  


رجوع