أحبيني - للشاعر صالح زيادنة

  أحبيني - للشاعر صالح زيادنة

 

أَحِبّينـي ...

صَوْتٌ كَهَمْسِ الليلِ

يَسْرِي في شَراييني

أَحِبّينـي...

صَوْتٌ تُغَـرِّدُهُ البَلابِلُ

عَلَى أَغْصَانِ زَيْتُوني

وَيَهمسُه الفَراشُ الغَضُّ

في سَمْعِ الرَّيَاحِينِ

وَتَعْزِفُـهُ رِيَاحُ الشَّرْقِ

لَحْنَـاً للمَسَاكينِ

أَحِبّينـي ...

أَحْفُرُهَا عَلَى قَلْبي

وَتَحْضُنُهَا دَوَاوِيني

*  *  *

أَحِبّينـي  طَبِيعـِيَّاً ...

عَلَى شَكْلِي وَتَكْوِينـي

بِآهَاتِي وَأَشْجَاني

وَدَمْعَاتي التي دَوْمَاً

تُوَاسِيني

أَنَا يَا أُخْتُ مِثْلَ النَّاسِ

مِنْ مَاءٍ وَمِنْ طِينِ

ظُرُوفُ العَيْشِ تُنْهِكُنـي

وَضِيقُ النَّفْسِ يُضْنِينـي

وَلَولا حُبُّكِ في القَلْب

فَمَا في الكَوْنِ يُغْرِينـي

 *  *  *

أَحِبّينـي  ...

فإني رُغْمَ آلامي

ورُغْمَ تَوَتُّرِ الأعْصَاب

عَلَى صَفَحَاتِ أيَّامِي

وَرُغْمَ الحُزْنِ في نَفْسِي

وفي طَيَّاتِ أَحْلامي

أَحْمِلُ في ثَنَايَا الصَّدْرِ

 قَلْبَاً طَاهِرَاً أَخْضَر

تَظَلُّ جُفُونُهُ تَنْدَى

إذا مَا حُبُّكِ يُذْكَر

ولا أدري إذا في الكَونِ

كُلِّ الكَوْنِ ...

مَنْ بكآبتـي يَشْعُر

فَيَهْتفُ قَلبي البَاكِي:

أَحِبّينـي  ...

لِيَحْمِلَهَا نَسِيمُ الفَجْر

وَتَحْضُنهَا دَوَاوِيني

 ||| 

*- كُتبت في الأحد 04 / 11 / 1990م.  


رجوع