حرف الياء - من الأمثال البدوية - صالح زيادنة

حرف الياء


  

   ◊   يا باغضين أمنا وأبونا متى تحبونا

أي يا مَن أبغضتم أهلنا ، وحملتم لهم الحقد والكراهية ، فهل يُعقل بعد كل ذلك أن تحبوننا ، ألسنا نحن من أولاد هؤلاء الذين كرهتم ، ومن ذرية الذين أبغضتم ، فكيف تريدوننا الآن أن نصدقكم  ، وأن نصدق محبتكم الكاذبة ، وشعوركم  المصطنع نحونا ؟. 

   ◊   يا حافر جورة السوّ يا واقع فيها

أي أن الذي يخطّط ويعمل الدسائس لكيد الآخرين ، يقع في النهاية في سوء أعماله ، نتيجة لسوء نيته ، ومحاولته الإيقاع بالآخرين الذين يحاول النيل منهم لشدة غيرته وحسده .

   ◊   يا خاشّ بين البصله وقشرتها ما بينولك  غير صنّتها

يقال للطفيليّ عندما يتدخل في شؤون الآخرين ، ويقحم نفسه في أمورهم الخاصة ، دون أن يطلب أحدٌ منه ذلك ، ولا ينال في النهاية إلا سخطهم عليه وأحتقارهم له .

- خَشّ ، يخُشّ : بمعنى دَخَلَ ، يدخل .

   ◊   يا خروف ذنبك  عَجّج ، قال كُلني ولا تتحجّج

يقال لمن يأتي بالحجج الواهية ، والأعذار الباطلة ، لصيد الآخرين  بحبال كيده ، والإيقاع بهم .وللمثل حكاية تقول : أن الذئب وجد خروفاً وأراد أن يفترسه ، فصار يأتيه بالحجج الواهية واحدة تلو أخرى ، حتى أعياه ، وأخيراً قال له :  إن ذنبك عجّج أي إمتلأ بالغبار ، فقال له الخروف : كُلني ولا تتحجّج ، أي كلني بدون كل هذه الحجج الكاذبة ، لأن هذا هو مرادك .

   ◊   يا دار ما دخلك  شرّ

أي كأنك يا دار لم يدخلك أي شيء ، والمثل يقال عندما يُنهي بعض الأشخاص ما بينهم من حسابٍ أو خلافه ، ويتصافون فيما بينهم ، فيقولون هذا المثل ، أي الآن أصبح ما بيننا نظيفاً وتاماً ،  وكأن شيئاً لم يحدث بيننا ، فقد أنهينا ذلك بالمودة والنية الحسنة وانتهى هذا الأمر .

   ◊   يا رايحه قولي للجايه

يقال لمن تُكثر من التردّد على أحد البيوت عدة مرات في اليوم ، ولا تفتأ  تذهب وتعود ، وتُكثر من ذلك بشكل ملحوظ ، مُلْفِت للانتباه ، فيقال عنها هذا المثل .

   ◊   يا شاري الهَمّ من رقبة صاحبه

يقال لمن يشتري بعض الأشياء ، أو بعض السلع الكاسدة من عند أصحابها ، ويظن انه يروّج لها ويبيعها ولكنه يقع في ورطة لأنه لا يجد من يشتريها من عنده ،  لكسادها عند أصحابها في الأصل ، فيقال له هذا المثل .

   ◊   يا شايف الزّول يا خايب الرجا

 أحياناً نحكم على شخص ما بالجمال مثلاً ، بمجرد أن نراه من بعيد ودون أن نتحقق من رؤيته ، ولكن سرعان ما يخيب أملنا عندما نراه من قرب ونكتشف شكله الحقيقي ، وإذا به يختلف تماماً عما كنا نتصوّر ، فنقول حينها هذا المثل . الزَّوْل هو الشكل الغير واضح للإنسان أو لغيره من الأشياء ، لبعده عن حدود بصرنا ، أو بسبب رؤيته في الليل ، أو في الضباب أو في غير ذلك .

   ◊   يا ضيف ما كنت محِلِّي

أي يا ضيف أنت محِلّي في بيتك ، ولا بد أنه مرّ عليك ضيوف ، وطبيعي أنك قمت بواجبهم ، ولم تقصّر في حق ضيافتهم ، فلا تمنعنا أن نقوم نحن بواجب الإكرام تجاهك ، كما لم يمنعك ضيوفك من ذلك .

   ◊   يا طالب الزيادة يا واقع في النقصان

أي أن من يطلب الزيادة ولا يكتفي بما يحصل عليه ، يقع دائماً في الخسارة والنقصان ولا يحصل على شيء مما يريد ، ويضيع من بين يديه ما عُرِض عليه في السابق ، وكل ذلك بسبب طمعه الزائد وجشعه .

   ◊   يا قاني الأرواح  لا تكون  نَوّاح

يقوله صاحب الماشية عندما يصيب قطيعه مرض ويكثر الموت في مواشيه ، معزياً نفسه بأنه يقتني ذوات أرواح ،  ولا بد أن يموت بعضها ، وعليه ألا ينوح ويبكي كلما ماتت إحدى مواشيه .

   ◊   يأكل أكل الجمال ويقوم قبل الرجال

يقال للرجل الذي يأكل بسرعة وتكون لقمته كبيرة في الغالب ، ويشبع ويقوم قبل الذين يأكلون معه ، لأنه حصل على كفايته من الطعام في وقت قصير ، ودون أن يمكث طويلاً على مائدة الطعام كما يفعل الذين معه .

   ◊   يا ما تحت السواهي دواهي

أي كم يختبيء تحت هذه الوجوه البريئة من خبثٍ ودهاء ، وإن كانت تُظهر عكس ما تُخفي ،  يقال للذين يتظاهرون بالبراءة والطيبة ، ونفوسهم تنطوي على اللؤم والدهاء .

   ◊   يا ماشي من غير عزومة يا قاعد بدون فراش

أي لا تذهب إلى مناسبة أو وليمة دون أن تُدعى إلى ذلك ، فقد يكون ذهابك غير مرغوب فيه ، فلا تلقى الاحترام الذي تستحقه ، أو الذي أنت أهل له .

   ◊   يا ما كَسَّر الجَمَل بطيخ

أي كم أنفقنا وصرفنا من نقود ، وكم اشترينا من أشياء ، دون نحسب حساباً للإنفاق ، ولتكن هذه المرة مثل سابقاتها فنحن لا نقيم لها وزناً ، ولا نخشى من الفقر بسببها ، ولا تمنعنا أن نشتري ما يلزم من أشياء إذا كانت ضرورية لإكرام ضيوفنا ، أو لغير ذلك من المناسبات . 

   ◊   يا ما في الحبس مظَلَّمين

كم هم المظلومون في الدنيا ، وكم في السجون من أبرياء ، يقال عندما يُظلم أحد الناس بالباطل ، ودون أن يقوم بأية جناية ، ولكنه يظلم لطيبة نفسه وإخلاصه في عمله ، من بعض الإنتفاعيين وذوي النفوس المريضة . 

   ◊   يا مِذراتي ودّي وهاتي

يقال لمن يُكثر من التردد على أحد البيوت ويقوم بذلك عدة مرات في اليوم مما يلفت الانتباه إليه ، ويجعل الناس يتساءلون عن أمره ، وعن هذه الزيارات المبالغ فيها ، فيقال حينها عنه هذا المثل .

   ◊   يا مستعجله  رَيْظِي

يقال لمن يستعجل فيقع في مشكلة تعوقه عن الوصول إلى الأمر الذي استعجل من أجله ، ولو أبطأ لما حصل معه ما حصل ، ولنال بغيتة بسهولة بالغة ، لأن العَجَلة تقود إلى الرَّيْث وهو البُطء ، وهناك مثل آخر يقول : العجلة من الشيطان . ريظي هي أصلاً ريثي أي أبطئي ولا تستعجلي ، ولكنهم يلفظون الثاء وكأنها ظاء ولذلك أثبتناها كما سمعناها من أفواه العامة .

   ◊   يا معمّر في غير  بلادك  لا  لك  ولا  لأولادك

يقال لمن يعمل ويكد ويُجهد نفسه من أجل الآخرين وفي نهاية المطاف ، لا يعود عليه هذا العمل بأية منفعة أو فائدة ، وهو كمن يُعَمِّر في بلاد غريبة ليس له فيها أي شيء .

   ◊   يا مُهْر ما لك  عُذر

أي أنه لم يبقَ أمامه عذر أو ذريعة ، وعليه أن يرضخ للأمر الواقع ، لأن جميع أعذاره قد نفدت وانتهت ، ولم يعد أمامه سوى الإنصياع والقبول بواقع الأمور .

   ◊   يا ويل الماسي ويا ويل جاره

يا ويل الذي يعمل السوء ويا ويل جاره ، لأن من يقوم بأعمال السوء قد يصيبه الأذى والضرر ، وقد يصيب جاره بعض هذا الأذى لقربه منه ، حدث أن هبّت عاصفة هوجاء شديدة ، فهدمت بيت أحد الأشخاص ، وتقدّمت فهدمت بيت شخص آخر يقع بجواره ، فقال أحد الشامتين : يا ويل الماسي ويا ويل جاره ، وهو يقصد بذلك أن ما أصاب بيت الثاني هو بسبب جواره لهذا الشخص الذي يقوم بأعمال السوء المختلفة .

   ◊   يخلق من الشبه أربعين

يقال عندما نرى شخصاً ما يشبه شخصاً آخر نعرفه في شكله وهيئته ، فنقول سبحان الله يخلق من الشبه أربعين .

   ◊   يرزق الدود في الحجر الجلمود

أي أن الله كفيل برزق عباده ومخلوقاته ، فهو يرزق الدودة الصغيرة الموجودة في الحجر ، وعلينا ألا نقلق كثيراً من سوء الحالة المادية ، فالله كفيل برزقنا جميعاً ولا ينسى أحداً من فضله .

   ◊   اليمين ما بيخلّي لحالفه دار

أي أن من يحلف يميناً وهو كاذب يكون عرضة لغضب الله وسخطه عليه ، وغالباً ما يصاب هو أو أفراد عائلته بمكروه ، ولذلك يخشى الناس جداً من حلف اليمين ولا يلجأون إليه إلا في الضرورة القصوى . 

   ◊   يوم عسل ويوم  بصل

 أي يوم جيد يمكن أن نعمل ونربح فيه ، ويوم لا نجني فيه أي ربح ، وهذا المثل يقوله التاجر الذي يبيع دائماً بشكل جيد ، فإذا حدث ولم يبع في يوم من الأيام ولم يربح إلا النزر اليسير ، فهو لا ييأس ويقول يوم عسل ويوم بصل .

 


رجوع