حرف الراء - من الأمثال البدوية - صالح زيادنة

حرف الراء


 

   ◊   راح وغابت شمسه

أي أنه ضاع ولم يعد ، واختفى وانتهى أمره ، يقال بعد أن يضيع شيء ويبحث عنه صاحبه فلا يجده ، فييأس منه ومن وجوده ، ويقال كذلك بعد أن يموت أحدهم فيقول أحدهم متحسراً عليه : راح وغابت شمسه .

   ◊   راحت السكرة وجت الفكرة

أي لقد ذهب زمن المتعة وساعات الرخاء وانتهى وقتها ، وجاء وقت الجدّ والحزم ، والتفكّر في الأمور .

   ◊   الراس اللي ما فيه كيف  ينقطع

الكِيف هو نشوة إحتساء القهوة ، أو نشوة التدخين ، والبدوي مغرمٌ بإحتساء القهوة ويجد متعة في تجهيزها ، وهو يقدمها لضيوفة ويكرمهم بشربها ، وهو يرى أن الإنسان الذي لا يتذوق القهوة ، ولا يعرف طعم الكيف هو جامد الإحساس عديم الذوق ، ويقول لشدة ولعه بها  مد القهوة على اليمين ولو كان أبو زيد على الشمال .وكذلك الحال بالنسبة لتدخين الغليون أو السيجارة العربية الملفوفة ، وهي من أنواع المتع والكيف التي يتعاطاها البدوي ويحبها كثيراً .

   ◊   راعي الحق عينه قوية

أي أن صاحب الحق يكون جريئاً في مطالبته بحقه ، ولا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك ، حتى لو ألَحّ كثيراً وبالغ في المطالبة ، فهو يطالب بحقه وله الحق في ذلك .

   ◊   راعي الغنم مبسوط  لو  انه فقيري

أي أن صاحب الغنم مبسوط ومستور الحال ، حتى لو كان وضعه المادي صعباً ، فإذا احتاج بعض المال فبامكانه أن يبيع واحدة من أغنامه ويتصرف بثمنها ويخرج بذلك من ضائقته ، وهناك مثل آخر يقول الغنم دراهم فراطة .

   ◊   رافع  راسه زي جمل دلعونا

أي أنه رافع عقيرته ، متكبّر في شكله ، دون أي مبرر لهذه الكبرياء الزائفة ولهذه التصرفات الطائشة ، ولذلك يزدريه الناس ويحتقرونه في أنفسهم ، وينظرون إليه نظرة  إستخفاف وإشفاق .

   ◊   رافق المسعد تسعد ، ورافق المتعوس تتعس

أي أن من يرافق المحظوظ ، وسعيد الحظ ويعمل أو يتعامل معه ، يناله جانب من هذا الحظ ويسعد مثل صاحبه ، أما من يرافق صاحب الحظ السيء فقد تسوء حاله ويصيبه سوء الطالع كما هو الحال مع صاحبه .

   ◊   الراي العديم  كل من جا سوّاه

أي أن الرأي العديم الذي لا يعود بالفائدة على أحد وربما يقود الى الهاوية ،  يمكن أن يشير به ويقوله أي شخص ، أما الرأي السديد الذي يقود الى الصواب فلا يستطيع أن يشير به إلا أصحاب العقول السديدة وذوي الحنكة والخبرة . ويقال لمن يتسرع ويشير برأي غير مصيب ، دون أن يفكر في العواقب .

   ◊   ربّك  بيجيبها على أهون سبايب

أي أن الله سبحانه وتعالى يلهم المرء إلى ما فيه الخير ، ويدلّه على طريق الرشاد ، ويسهّل أموره وييسر له من حيث لا يحتسب ، يقوله  من يصعب عليه الحصول على بعض الأمور ، ثم لا يلبث أن تأتيه منقادة ميسرة دون أي مشقة أو عناء . 

   ◊   ربّك  بيكْسِر جَمَل علشان عَشْوة واوي

يقوله القوي أو الغني عندما يخسر ، ويربح ويستفيد من وراء ذلك من يراهم دونه في المستوى أو في القوة . أي أنه يخسر هو فيستفيدون هم وينتفعون من خسرانه .

   ◊   ربّك  لما بيقرد النملة بيخلق لها  جِنْحَان

أي أن بعض الأشخاص يتسرعون في بعض الأحوال ويقومون بتصرفات متهورة وغير مسؤولة تجلب لهم الأذى والضرر ، ويكونون بذلك كالنملة في أيام المطر حينما تخلق لها أجنحة وتطير محلّقة في الفضاء ، فتلتقطها العصافير في الجو وتلتهمها ، ولو ظلّت على الأرض لسلمت ونجت ولم يحدث معها ذلك .جنحان تعني أجنحة .

   ◊   ربّنا بيعطي الفول للي ما له سنون

سنون تعني أسنان ، أي أن الشيء المليح الحسن ، يحصل عليه من لا يستحقه ، يقوله من يتمنّى الحصول على شيء فيصعب عليه ، في حين يحصل عليه بعض الآخرين دون أدنى عناء . فيقول هذا المثل متذمراً .

   ◊   الرجال عند مصالحها نسوان

أي أن بعض الرجال يتحايلون لنيل مصالحهم وبلوغ مآربهم ، ويتظاهرون بالرقة والليونة ، وبعد الحصول على بغيتهم يعودون إلى وضعهم الطبيعي ويظهرون على حقيقتهم ، وهو يشبه المثل تمسكنت حتى تمكّنت . يقال للرجل الفظ وخشن الطباع الذي يسيء التصرف ليلين في تصرفه ويحسن سلوكه حتى يتمكن من الحصول على بغيته .

   ◊   الرجال مخابر مش مناظر

أي أن الرجال لا يقاسون بالمناظر ولا بالجمال والوسامة أو بالشكل الحسن ، ولكن يظهر طيب أصلهم وعظم أنفسهم ومبلغ شهامتهم ونخوتهم ، عند معاشرتهم واختبارهم في ساعات الضيق ، حينها  تبرز أخلاقهم وتظهر علامات نبلهم دون أن يكون للشكل ذلك التأثير على شخصية الرجل وأخلاقه ، وهو شبيه بالمثل جاورينا وانظرينا. 

   ◊   رِجْل في الباب ورِجْل في الركاب

أي أن هذا الشخص يكاد يمضي ويسير وهو يوشك على الرحيل مثله كمثل الفارس الذي يضع رجله في الركاب ليمتطي صهوة جواده ويذهب في طريقه ، وكذلك الحال بالنسبة للشيوخ وكبار السنّ فهم على وشك الرحيل ولم يبق لهم الا القليل من الزمن حيث يرحلون ويذهبون في طريقهم . يقوله الشيخ الطاعن في السنّ ويعني أنه لم يبق له من الأيام إلا القليل .

   ◊   الرِجْل بتدِبّ مطرح  ما بتحِبّ

أي أن المرء يذهب ويزور الناس الذين يحبهم ، ولولا محبته لهم لما زارهم ، أما الذين يكرههم فمن الطبيعي أنه يبتعد عنهم ولا يزورهم .

   ◊   الرَجُل بينربط  من لسانه

أي أن الرجل عندما يعد يجب عليه أن يفي بوعده ، وأن يحترم كلامه فالكلمة الصادقة هي التي تربط الرجل الصادق حتى يفي بها .

   ◊   رَدّ العِجْل في بطن أمّه

يقال خلينا نردّ العِجْل في بطن أمّه ، أي دعنا نعيد ما اختلفنا بشأنه إلى سابق عهده ، وإلى ما كان عليه في البداية قبل إختلافنا ، وبذلك نُنهي السبب الذي نختلف عليه ، وتعود المياه الى مجاريها . وذلك عندما يختلف البعض حول موضوع معين فيقترح أحدهم إلغاء الصفقة ، أو الموضوع الذي يدور حوله الخلاف ، وإعادة كل شيء إلى سابق عهده ، وبذلك ينتهي الأمر الذي عليه يختلفون .

   ◊   الرزق على الله

أي أن الله هو المتكفّل بأرزاق الناس ، وسيأخذ كل واحدٍ منهم نصيبه ، ولا داعي للقلق المبالغ فيه من أجل رزق العيال .   

   ◊   رزقة الناس من الناس ، ورزق  الكل على الله

أي أن أرزاق الناس تكون عادة من بعضهم البعض ، حيث يبيعون ويشترون على بعض ، وحيث يعملون عند بعض فيأخذ كل منهم ثمرة أتعابه وأجرة عمله ، ورزق الجميع على الله سبحانه وتعالى الذي يتكفل برزق عباده ، ولا ينسى أحداً من فضله .

   ◊   رزقه أكثر من خَلْقِه

أي أن الأرزاق أكثر من العباد ، فالله كفيل برزق الناس جميعاً ، وسيجد كل منهم ما يكفيه ، ولا داعي لتخوفهم وقلقهم الزائد على ذلك .

   ◊   رضى الضيف من بخت المحِلّي

أي إن سكوت الضيف يعتبر رضى ، فإذا سكت قام المضيف ليصنع له الطعام ويقدم له الواجب والقِرى ، ويكون من حظ عائلة المضيف أن ينالوا من هذا القِرى ، الذي لولا سكوت ضيفهم ورضاه ما كانوا لينالوا منه شيئاً ، وهذا من باب المجاملة التي تقال للضيف .

   ◊   رضى الوالدين من رضى  ربّ العالمين

إن رضى الوالدين وطاعتهما تعتبر من رضى الله وطاعته ، وعلى المرء أن يحترم والديه ويطيعهما ولا يعصيهما وأن يكون رؤوفاً بهما محسناً إليهما فهذا من رضى الله وطاعته ، وتقول الآية الكريمة في سورة الإسراء :"وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ".

   ◊   رضينا بالهَمّ  والهَمّ  ما رضي بينا

أي أنها رضيت ووافقت على الزواج من شخص غير كفء  لها لأنها لم تجد غيره ، ولكنه في النهاية رفضها ولم يرض هو بها ، تقوله المرأة متذمرة من قلة الخاطبين .

   ◊   رُفقتهم  رفقة كلاب

أي أن بعض الرفاق عندما يجتمعون مع بعضهم يأخذون في الجدال والمخاصمة مما يؤدي إلى المشاجرة في نهاية الأمر ، كما تتصرف  الكلاب عندما تجتمع مع بعضها البعض ، وهذا للنهي عن الإتيان بمثل هذه التصرفات .

   ◊   ريحة البِرّ  ولا عدمه

البر القمح ،وريحة تعني رائحة ، أي أن وجود القليل منه أفضل من عدم وجوده بالمرة ، وبعضهم يقول ريحة البُن ولا عدمه ، ولكن الأول أصح وهو المتداول بين الناس .


رجوع