حرف القاف - من الأمثال البدوية - صالح زيادنة

حرف القاف


 

   ◊   القاصد قاصد كريم

أو القاصد قاصد الله ، يقال عندما ينوي أحدهم القيام بعمل ما ، أو عندما ينوي التوجه لمكان ما من أجل البحث عن عمل ،  أو من أجل تجارة أو طلب رزق ، وهو بذلك يتَّكل على الله ويرجو أن يسهل له أموره .

   ◊   قاطعات السّد الاسود وخايفات من بعابيز الابريق

تقوله النساء لبعضهن البعض عندما تطلب إحداهن شيئاً معيناً من إمرأة أخرى ، فترفض الأخرى طلبها متظاهرة بأنها تخشى من أهلها أو من زوجها إذا لبّت لها طلبها ، وعندما لا يروق ذلك للمرأة الأخرى تقول هذا المثل ، وهو يعني أن هذه المرأة كاذبة وبإستطاعتها تلبية طلبها ولكنها لا تريد ذلك .

   ◊   قال ودّي أسخطك  يا قرد ، قال أكثر من قرد مش حتسوّي

أي أنك لن تصنع بي أكثر مما صنعت ، لأنك قد عملت معي أقصى ما يمكن أن تعمله ، فكيف تريد المزيد ؟ يقوله من يتذمر من الوضع والحالة التي هو فيها .

   ◊   قالوا أبوك  مات من الجوع ، قال لو لقي أبوي شي ياكله ما مات

أي أنك تعيّرني بأني لا أملك الشيء الفلاني ، ولكنني في الحقيقة لو استطعت الحصول عليه لما وفرت ذلك ، فكيف تلومني والحالة هذه .

   ◊   قالوا ايش بتشتغل يا حرذون قال معاصري ، قالوا مبيّن على جِلدك

يقال هذا المثل لمن يدّعي انه يعمل عملاً وهو كاذب ، ولو كان يعمل فيه حقيقة ، لظهرت بعض علامات هذا العمل عليه ، فالذي يعمل في الزيت تظهر على ملابسه بعض البقع ، والذي يعمل في البناء تظهر على ملابسه بقايا الإسمنت وهكذا .

   ◊   قالوا بتخاف قال لا ، قالوا بتستحي قال لا ، قالوا سَوِّي زي ما ودّك

أي ما دمت لا تخشى أحداً ليحاسبك على أعمالك وتصرفاتك ، ويوقفك عند حدّك إذا لزم الأمر ، ولا وازع لك من ضمير أو خجل فاعمل ما بدا لك .

   ◊   قالوا خُذ يا أعرابي خير قال عباتي مليانة

يُقال لمن يُعرض عليه خير كعمل أو خلافه ، فيرفضه مدعياً أنه ليس بحاجة له ، ولا ينقصه مثل هذا الشيء ، فيأخذه غيره وتضيع عليه الفرصة ، عباتي تعني عباءتي .

   ◊   قالوا للبومة هاتي أحلى طير جابت ولدها

أي أن الأم ترى إبنها أجمل ما يكون ، حتى لو كان قبيحاً فهو في نظرها غاية في الحسن والجمال ، ومثله المثل الذي يقول :" القرد في عين أمه غزال " . وحكاية المثل تقول : أن النبي سليمان بعث البومة لتأتيه بأجمل الطيور ، وبعد أن غابت طويلاً عادت إليه وهي تحمل إبنها وقالت : لم أرى أجمل منه في سائر الطيور فجئت به إليك ، فقال لها صدقت ولو جئت بغيره لما صدقتك .

   ◊   قالوا من أبوك  يا بغل قال خالي الحصان

أي أنه لرداءة أصله وحقارته ، يخجل من ذكر نسبه وعائلته ، ويفخر بأخواله الذين يكونون أحسن أصلاً منه .

   ◊   القُبْعَة في هالرُبْعَة

أي أن هذا بذاك ، فيكون ما أعطيته لك مقابل ما أخذته منك . وبذلك لا يكون أحد منا مديناً للآخر بشيء . 

   ◊   قَحَّة هَيّنة

يُقال عندما يعطي أحدهم شيئاً لآخر فإذا أراد دفع ثمنه يرفض الأول ويقول هذا أمر بسيط وقحّة هينة ، أي أنه أمر بسيط جداً لا أريد ثمناً له ويمكن التغاضي عنه ، وعدم ذكره .

   ◊   القِدْر ما بيقعد غير على ثلاثه

أي أن القِدر لا يعتدل ويستقيم جيداً إلا على ثلاث أثافي " لدايا " والأثفية يسميها البدو لَدِيّة ، يقال للأمر الذي لا يستقيم إلا إذا وضعنا له دعامة أو قاعدة تمكنه من (الجلوس) بشكل جيد . وعندما ينوي أحدهم أن يتزوج إمرأة ثالثة ، يسأله الناس لماذا تريد أن تتزوج وعندك زوجتان ، فيقول القدر ما بيقعد غير على ثلاثة . القِدْر : الطنجرة الكبيرة التي يُطبخ فيها اللحم .

   ◊   قَدْر ما معك   بتسوى

أي بقدر ما معك من المال أنت تساوي في نظر الناس ، فمن كان غنياً وميسور الحال يقولون عنه ، قال فلان وفعل فلان وهو لم يقل ولم يفعل ، ومن كان قليل المال فهو في نظرهم عديم الإدارة والرأي ولو كان عبقري زمانه .

   ◊   القرد في عين أمه غزال

أي أن الأم ترى إبنها أجمل ما يكون ، حتى لو كان قبيحاً فهو في نظرها غاية في الحسن والجمال .

   ◊   القِرش الابيض  بينفع لليوم الاسود

أي أن ما توفره في ساعات الفرج وأيام الرخاء مهما كان قليلاً ، فباستطاعته أن ينفعك في أيام الضيق والشدة ، وحينها ستشعر بقيمته التي لم تكن تشعر بها وأنت في أيام رخائك .

   ◊   قرّشوا  للاقيمر  جاكوا

قَرّشوا من كلمة  قَرَّش ، وهي كلمة تقال للحمار لتهدئته ، حتى يهدأ ويقف ويمسكه صاحبه ، والأقيمر صفة للحمار الذي يميل إلى البياض ومعنى المثل : قولوا لهذا الحمار قرش ليهدأ وتمسكوا به بسهوله ولهذا المثل حكاية تقول أن رجلاً بدوياً إحتاج بعض المال فذهب ليجلب خروفاً له إلى سوق المواشي ، وكانت المسافة  بعيدة ويحتاج من يجلب مواشيه أن يذهب في المساء ويبيت في الطريق وفي الصباح التالي يصل إلى السوق ، وفي ساعات المساء إختار البدوي مكاناً ليبيت فيه وربط خروفه بجانبه ، وباتت مجموعات أخرى من الناس في نواحي المكان .

فرآه بعض القوم الخبثاء ، وكانت معهم إمرأة ماكرة لئيمة ، فقالت ماذا تعطوني لو عشيتكم بخروف هذا الرجل ، فقالوا نعطيك الشيء الفلاني ، فذهبت إليه وتحدثت معه وقالت له إنها وحيدة في هذا المكان وتريد أن تذهب إلى السوق ، وسألته هل أنت متزوج فقال لا فقالت وكذلك أنا ، وقالت له إنها جوعانة ولم تذق طعم الأكل منذ فترة ، فقال ما دمنا سنتزوج فلا حاجة بنا إلى بيع الخروف ، وذبحه وشوى منه وتعشيا معاً ، وبعد أن شبعت قالت تعال بنا نتمشى قليلاً وأخذت تتدلع عليه وطلبت منه أن يركبها على رقبته ، فوضع ما تبقى من اللحم في خريطة (كيس من القماش أو الجلد ) كانت معه ، وأركبها على رقبته ، وهي تقول له سر بنا من هنا ومن هناك حتى أقبلت على جماعتها وأصبحت قريبة منهم فقالت قرشوا للأقيمر جاكوا ، فهبّوا إليه . فشعر الرجل بخديعة المرأة ومكرها معه ، وكان رجلاً طويلاً عظيم البنية ، فشدّ على رجليها بيده ، ووضع يده الأخرى على ظهرها وأطلق ساقيه للريح فانطلق القوم في أثره ولكنه ضاع من بين يديهم وإختفى في ظلام الليل ولم يستطيعوا اللحاق به ، وفي الصباح ركبوا خيولهم وقصوا الأثر فوجدوا أثر أقدامه غائراً في الأرض عدة سنتيمترات ، ووجدوه قد داس على أفعى فقطعها نصفين دون أن يشعر بذلك ، ووجدوا في الطريق قافلة جمال فسألوا صاحبها هل رأيت رجلاً يمر في الليل من هنا ، فقال لقد جفلت الإبل في الليل وكادت تدوسني ، وسمعت قرقعة ، ورأيت زَوْلاً ( شبحاً ) يمر كأنه السهم من هنا ولم أستطع التحقق منه لسرعته ، فعاد القوم أدراجهم مخذولين ، أما الرجل فعاد بعد سبع سنوات ومعه زوجته وعدة أطفال قد ولدوا له منها .

   ◊   قُصْر ذيل يا أزعر

يقال لمن يتمنى الحصول على شيء ، ويتظاهر أنه بإستطاعته الحصول عليه أو شرائه ، ولكنه لا يريد ذلك في الوقت الراهن ، وهو في حقيقة الأمر مقصر عن نيله وامتلاكه ، لأنه لا يملك ثمنه ، أو لا يستطيع الحصول عليه لأسباب أخرى.  

   ◊   القفا هيشة

أحياناً يتكلم بعض الناس عن شخص ما في غيابه بما يكره ، فإذا أخبره أحدهم بأنهم تكلموا عنه بما يسوءه ، فإذا كان هذا الشخص طيب الأخلاق فانه يقول القفا هيشة ، أي دعهم يقولون ما يروق لهم فلا يهمني ذلك ، ما دام الناس يعرفون الحقيقة .

   ◊   قِلّ من النذر وأوفيه

أي يجب أن تفي بنذورك التي نذرتها على نفسك ، أو التي نذرتها من أجل أبناء عائلتك،  حتى لو كان بما تيسر أو بالقليل مما نذرت ، ولكن المهم أن تفي بذلك .

   ◊   قلب المؤمن دليله

أي أن قلب المؤمن يدله على خيره وشره ، وكأنه يشعر ويحسّ بما سيحدث له ، فيجعله يبتعد عن كل ما فيه أذى ، ولا يتفاجأ لحصول بعض الأمور لأنه كان يتوقع حصولها لأن قلبه يدله على هذه الأشياء فلا يتفاجأ لوقوعها .

   ◊   القلب للقلب رسول

أي أن القلوب تتبادل المشاعر بين بعضها البعض ، وكأن بينها رسولاً ينقل هذه الأحاسيس ويوصلها الى الطرفين ، فإذا كان شخص يحب شخصاً آخر ، أو إذا كان يكرهه ، فلا بد أن يبادله الآخر نفس الشعور ، لأنّ القلب للقلب رسول .

   ◊   قلبك  دليلك

راجع : "قلب المؤمن دليله " .

   ◊   قلبي على ابني وقلب ابني عالحجر

عندما يغيب الإبن ويتأخر عن الرجوع ، يبدأ الوالدان بالإنتظار ومراقبة الطريق التي يعود منها ابنهما ، وبعد أن يطول إنتظارهما يقول أحدهما هذا المثل ، أي أن إبنهما لا يشعر بما يشعران به من القلق عليه ، ولو كان يشعر مثلهما لما تأخر عن العودة اليهما . 

   ◊   قَلّدها عالم واطلع سالم

أو قَلِّد عالم واطلع سالم ، أي اتبع العالِم فيما يقول أو يفتي ، وإذا أفتى فتوى غير صحيحة فهو يتحمّل وزرها لوحده ولا تتحملها أنت ، ويقال ذلك عندما يقرر العلماء في الأزهر أو في غيره ، بشأن عيد رمضان ويقررون بأن اليوم التالي هو أول أيام عيد الفطر السعيد ، وانهم رأوا هلال شوال ، فإذا شكّ أحد الناس  في صدق ذلك ، لأنه لم ير الهلال ، يقول قلدها عالم واطلع سالم ، بمعنى انه يُحَمّل العالِم إثم هذه الفتوى التي يشكّ هو في صدقها ونزاهتها. 

   ◊   القليل ما بيتوفّر منه

أي أنه لا يمكننا التوفير من الشيء القليل ، لأنه لا يكاد يفي بإحتياجاتنا اليومية فكيف نوفّر منه. 

   ◊   قليل العقل بيتهيأ له اللقايا

أي أن قليل العقل يتهيأ له وجود أشياء ليست من الواقع في شيء ، كأن ينظر وهو يسير في الطريق  إلى الأرض معللاً نفسه بوجود كنز قد يجده في طريقه ، أو بوجود مال كثير وقع من أصحابه قد يجده هو قبل غيره ، أو كأن يتخيل أي شيء عسير المنال ، ويظن أنه يمكنه  الحصول عليه بسهولة .

   ◊   قَوَّك  يا جاري انت في دارك  وأنا في داري

قَوَّك كلمة تحية مثل مرحبا ، ومعنى المثل ان كل شخص يُعنى بشؤونه الخاصة ولا يتدخّل في شؤون غيره من الناس ، ولا في أمور أحد من جيرانه ، وربما لا تسود بينه وبينهم أي علاقة ودّ برغم الجوار الذي بينهم .

   ◊   القوي عايب

أي أن القويّ بماله أو برجاله يستظهر على الآخرين بقوته ، ويعتدي عليهم ولا يخشى جانبهم ، وهم لا يستطيعون ردعه وإيقافه عند حده نظراً لضعفهم أمامه ، فيسكتون على مضض ويتحيّنون الفرصة للإيقاع به .

   ◊   قيس قبل ما تغيص قبل ما توقع في الغرق

أي أنظر في عواقب الأمور قبل أن تبدأ بها ، وفكر في كلامك قبل أن تقوله ، حتى تعرف كيف تتصرف وكيف تتكلم ، وإلا وقعت في ما لا تحمد عقباه كمن يغوص في الماء دون أن يعرف عمقه معرضاً نفسه للغرق .


رجوع