مقدمة كتاب من الأمثال البدوية - صالح زيادنة

المقدمة


 بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاةُ والسلام على سيّد المرسلين النبيّ العربيّ الصادق الأمين وبعد :

أحمد الله سبحانه وتعالى أن أعانني على وضع هذا الكتاب وجمع مادته الجمّة ، والتي هي بحق من عمق تراثنا ، ومن أمثالنا الشعبية الصادقة التي تُعَبِّر عن حياة أهل البادية في ظروفهم المعيشية  المختلفة ، والتي تدور على لسان كلّ بدويّ في بيئته الصحراوية ، حيث البساطة والعفوية التي لا تعرف التكلّف أو التصنّع .

وإن الأمثال - عزيزي القاريء - تعتبر خلاصة الفكر الإنساني ، وزبدة التجربة البشرية التي تمر بها في عصورها المتلاحقة .

ولم تكن طريقي في جمع مادة هذا الكتاب سهلة بسيطة ، أو محفوفة بالورد والياسمين ، بل كانت من المشقّة بمكان ، فقد قمتُ في البداية بكتابة ما أحفظه من هذه الأمثال خاصةً وانني ولدتُ وتربيتُ في هذه المنطقة وعشتُ ظروفها   وعرفتُ عاداتها وتقاليدها ، وأحاديثها في مناسباتها المختلفة ، ثم اصطحبت قلمي وقصاصات صغيرة  من الورق كنت أُدوّن عليها ما أسمعه من أفواه الناس ، أو ما أتذكره في بعض الأحيان من أمثال لم تكن مدوّنة ، ودام الحال على ذلك من منتصف عام 1995م وحتى صدور هذا الكتاب .

ثم قمت بترتيب هذه الأمثال حسب الحروف الهجائية ليتسنّى الوصول إليها بسهولة ويسر ، وكنت أضيف لها مادة جديدة بشكل مستمر .

ثم جاء دور شرح هذه الأمثال وكان ذلك أصعب ما واجهته في رحلتي مع هذا الكتاب ، فكان عليّ أن أعيش المثل وأن أضع له شرحاً مطابقاً تماماً لمعناه ، وللهدف الذي يرمي إليه ، وللمغزى الذي يُقصد من ورائه ، وأخذ ذلك مني جهداً غير قليل ، حتى إنني كنت أقوم في ساعات الفجر قبل الصلاة وأحياناً بعدها ، وأشرح ما أستطيع شرحه في ساعات الصباح الباكر .

وقد راعيت في هذا الكتاب الدقة والأمانة ، والحقيقة التاريخية ، ليكون مرجعاً مهمّاً لتراثنا ولتاريخ منطقتنا ولعاداتنا المتوارثة جيلاً بعد جيل ، حتى يتسنّى لكل طالب ولكل معلم ولكل شخص آخر أن يرجع إليه وقت الحاجة فيكون له الدليل والمرشد إلى نبع تراثنا الصافي وإلى معين عاداتنا وتقاليدنا الذي لا ينضب .

وانك واجد أن هذا الكتاب ليس كتاب أمثال وحسب ، بل هو قطعة حية نابضة من تاريخنا العريق وتراثنا العربيّ الأصيل ، والله ولي التوفيق .

صالح زيادنة

رهط في 25 أكتوبر 1997م .


رجوع