حرف الدال - من الأمثال البدوية - صالح زيادنة

حرف الدال


 

   ◊   الدار دار أبونا أجا الغُرْب طردونا

تقوله النساء عادة خاصة عندما تأتي إمرأة جديدة فتستولي على الزوج وعلى السيادة وعلى شؤون البيت وذلك لوقوف زوجها في صفها ، فتستاء ضُرّتها من هذه الحال ، وتسكت مغلوبة على أمرها وتقول هذا المثل .

   ◊   دار الذِبَّان بتدَوّر على دار اللَبَّان

يقال عندما تتوطّد العلاقات بين عائلتين حقيرتين ، ويعني أن كلاً يبحث عن شاكلته كما يبحث الذباب عن بيت اللبّان حيث يسقط وينتشر على بقايا اللبن وعلى الماء الذي يسيل منه عند تصنيعه ، والماء الذي يسيل من اللبن بعد غَلْيه ووضعه في خريطة من القماش يسمى ميص ، الذبّان : الذباب واحدتها ذِبَّانة ، ودَوَّرَ يُدَوِّر بمعنى بحث ويبحث. 

   ◊   دار الظالمين خراب

أي أن الذين يظلمون الناس فان الله سبحانه سينتقم منهم ويقتص لمن ظلموهم منهم ، وسينالون جزاء أعمالهم وظلمهم ، وستخرب بيوتهم مثلما خربوا بيوت غيرهم من الناس .

   ◊   دار الفقر بتستحي من دار الغَنَاه

أي أن دار الفقير تدلّ ملامحها عليها ، ولا تحتوي إلا على القليل من الأشياء ، ويبدو ذلك في شكلها وفي بساطة الأشياء التي تحتوي عليها ، بعكس دار الغنّي التي تبدو عليها مظاهر البذخ والثراء .

   ◊   الدار قفرا والمزار بعيد

يقوله من يذهب لزيارة أهله أو خِلانه ، فلا يجد أحداً منهم ، ويجد آثار منازلهم وقد حملوا الأظعان ورحلوا إلى مكانٍ قَصِيٍّ بعيد ، وكان من عادة البدو كثرة الحلّ والترحال طلباً للكلأ ولمتطلبات الحياة المختلفة . ويستعار المثل لحالات مشابهة . 

   ◊   دار الكرام ما بتخلى من العظام

عندما يُطلب من أحدهم أو إحداهن شيئاً فإذا تردّد في تلبية الطلب لأنه غير متأكد من وجوده عنده ، يقول له الآخر دار الكرام ما بتخلى من العظام ، أي إبحث فقد تجده أو تجد عندك بعضاً منه .

   ◊   دايماً محَضِّر حاله بالجِبّة والخيزرانة

يقال عندما يكون أحدهم مجهزاً نفسه دائماً بلباسه وعباءته وخيزرانته مستعداً للضيافة ، وكان بعض الناس في السابق ممن لا عمل لهم  يكثرون من الضيافات من أجل الحصول على الأكل فقط ، لهم ولدوابهم التي يركبونها خصيصاً لهذا الغرض .

   ◊   دايماً معرّض حاله دون نجع  هلال

أي أنه متسرع دائماً ، يحشر نفسه في بعض المواضيع التي لا تعنيه ولا تخصّه دون أن يطلب أحدٌ منه ذلك ، لأن الحديث مُوَجَّه إلى غيره والأمر مطلوب من غيره ولكنه يندفع ويحشر نفسه دون أن يكون هو المقصود بالأمر .

   ◊   دَبَّها ابو الحصين وعَشَّرَت

أي قد نفد فيها الأمر وانتهى أمرها ولا يمكن تغيير ما حدث لها من الأمور ، وإعادتها إلى سابق عهدها ، يقال ذلك عندما ينوي أحدهم إصلاح شيء ما ، فيجد غيره قد سبقه وأفسد ما يريد إصلاحه ، ويقال في حالات أخرى مشابهة ، أبو الحصين أو الحصيني هو الثعلب ، وعَشَّرت أي حَبِلَت ، ودبها أي وقع بها .

   ◊   الدجاجة بتحلم في العلف

أي أن كلاً يحلم في الأشياء التي يحتاجها ويتمناها ، أو الأشياء التي تنقصه ويتمنى الحصول عليها ، كما تحلم الدجاجة في علفها .  

   ◊   الدراهم براهم

براهم أي مَرْهَم ، وهو نوع من الدواء ، ويقصد من ذلك أن الدراهم والنقود تكون علاجاً لأكثر المشاكل ، ومن يملك المال كأنما يملك المرهم والعلاج لمعظم الأمراض والأشياء المستعصية .

   ◊   الدراهم  وسخ  ايدين

أي أن المال يجب أن لا يكون حاجزاً بيننا ، ولا يتحكم في علاقاتنا ومعاملاتنا المختلفة ، لأنه ظاهرة زائلة ، ويبقى العمل الطيب والخير بين الناس .

   ◊   دِسّ قرشك  الأبيض ليومك  الأسود

دِسّ تعني اخزن ، أي أن ما توفره في ساعات الفرج وأيام الرخاء مهما كان قليلاً ، فباستطاعته أن ينفعك في أيام الضيق والشدة ، وحينها ستشعر بقيمته التي لم تكن تشعر بها وأنت في أيام رخائك .

   ◊   الدعاية بتكْسِر الدولة

أي أن كثرة الدعاية لها تأثيرها  العظيم في توجيه الأنظار وتضخيم الأمور ، وتحويل دفّتها إلى الهدف الذي يريده مُرَوّج الدعاية ، وهذا يدل على مبلغ تأثير الدعاية في النفوس .

   ◊   دقن ما تكرم تغصب

يقال هذا المثل عندما يُطلب من أحدهم شيئاً وينكر وجوده عنده أو يرفض إعطاءه ، وتأخذته منه أو تحصل عليه رغماً عنه . فيكون أفضل له لو أعطى هذا الشيء بإرادته ولم يؤخذ قسراً عنه .

   ◊   الدكان جنب الدكان والرزق على الله

أي أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وهو متوكل برزق الجميع ، والتيسير لهم بما يعتاشون منه ، ولو كانت الدكاكين متلاصقة فهو جل شأنه يبعث لكل منهم برزقه .

   ◊   الدم عمره ما بيصير  مَيَّه

يقال بين الأقارب إذا لم يتخلَّ بعضهم عن بعض في أوقات الضيق والشدة ، فإن المرء لا يترك قريبه في ساعات محنته حتى لو كان بينهما سوء تفاهم ، ففي مثل هذه الساعات تضع الخلافات جانباً ويقف كل منهما مع الآخر لأن وشائج القرابة تتحرك وتتعاطف بينهما . 

   ◊   الدم ما بيسوّس

عندما يأخذ أحدهم بثأره بعد أن تمر سنين طويلة على هذا الثأر ويظن الناس انه نُسي وانتهى أمره ، فيقول لهم الدم ما بيسَوِّس أي أن الثأر لا يُنسى ولا يأكله السوس كما يأكل الحبوب ويفسدها إذا خُزنت لفترة طويلة ويبقى كما هو إلى أن يأخذ صاحب الثأر بثأره .

   ◊   الدنيا بتروح  خراريف

أي أن الإنسان يمضي وتبقى أعماله ونوادره والقصص التي كان يحكيها تجري على ألسنة الناس ، يقال ذلك عندما يتذاكر الناس قصةً حدثت مع أحد معارفهم الذين أصبحوا في ذمة الله ، وكأنّ أعمال الإنسان أبقى منه وأخلد .

   ◊   الدنيا ما بتغني عن الآخرة

أي أن أعمالنا في الدنيا وشؤون حياتنا المختلفة لا  تُغني عن وجود الآخرة والتي يجب أن نعمل لها في حياتنا ودنيانا ونؤدي كل ما فرض علينا من العبادات ، إضافة إلى أعمال الخير والبر والإحسان .       

   ◊   الدِّهْن في العتاقي

العتاقي جمع عُتْقِيّة وهي الكبيرة السنّ من الدجاج ، يقوله الكهل أو الرجل الذي يخطو نحو شيخوخته ويعني بذلك أنه ما زال يحتفظ بقوته وشبابه .

   ◊   دُودتها  قَرَعَا ما لها قرون

قرعا أي قرعاء والأقرع من الحيوان هو الذي لا قرون له يقال كبش أقرع أو نعجة قرعاء أي لا قرون لهما ويتصف الأقرع من الحيوان باللؤم والخبث والغيرة الشديدة ، ومعنى المثل انها كثير الغيرة ، ترى ما معها قليلاً ، وتستكثر ما عند الآخرين وتطمع في أخذه من عندهم لشدة غيرتها وطمعها .

   ◊   دوده من عوده

يقال عن التين خاصة بعد أن تدخله بعض الديدان الصغيرة من الذباب وغيره ، أي كأن هذا الدود يخلق مع الثمرة وينتج من عودها ، ولا خوف منه ولا ضرر ، وهم بذلك لا يتحرجون من تنظيف التين وأكله .

   ◊   دَوِّر على الجار قبل الدار

أي إبحث لك عن جار حسن طيب الأخلاق ، قبل أن تسكن وتجاور جاراً شريراً ، يجعلك تكره دارك كلها من كثرة شروره ومشاكله .

   ◊   دَوِّر لبنتك  قبل ما تدَوِّر  لولدك

أي حاول أن تزوج ابنتك قبل ابنك فذلك أفضل ، لأن تزويج الإبن أمر ميسور وسهل المنال ، ويمكن أن تخطب له وتزوجه في أي وقت تشاء ، أما بالنسبة للبنت فالوضع يختلف فلا يمكنك أن تُدَلّل عليها وتقول لديّ بنت فمن يتزوجها . 

   ◊   دور مع الدرب ولو  دارت وخذ بنت السبع  ولو  بارت

السبع يقصد به الرجل الشجاع ، أي تزوج من فتاة طيبة الأصل ومن عائلة كريمة حتى لو كانت الفتاة تكبرك سناً فلا ضير من ذلك ، لأنك في نهاية المطاف ترتاح معها ، وتسود بينك وبين أهلها علاقات طيبة ، ويكون أصهارك من الناس الذين تعتز وتفخر بهم مستقبلاً .

   ◊   دير القهوة على اليمين لو كان أبو زيد على الشمال

أي أن عادة صَبّ القهوة وتقديمها إلى الضيوف تبدأ من اليمين ويجب عدم تغيير تلك العادة والخروج عنها ، مهما كانت منزلة الشخص الذي يجلس على الشمال ، فلتقديم القهوة عادات متبعة ومتعارف عليها لدى الجميع ، ويجب التقيّد بها .

   ◊   الديك  الفصيح في البيضة بيصيح

أي أن الولد الذكي الفصيح تبدو عليه علامات النجابة والنباهة منذ صغره ، فتظهر جليةً في أقواله وتصرفاته .  

   ◊   الدين محور ما وراه مدَوّر

الدين هنا هو القَسَم وحلف اليمين ، ومن يحلف يميناً وهو كاذب فانه يكون عرضة لغضب الله سبحانه وتعالى ولشدة عقابه . والدين ( القسم ) من العادات التي يلجأ اليها القضاء العشائري لإنهاء بعض الخصومات ، وهو الوسيلة الأخيرة التي يلجأ اليها القضاء لأنهم يخشونه ولا يلجأون إليه إلا عند الضرورة القصوى .


رجوع