إخوانيّات 2002

إخوانيّات 2002

- 4 -


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الشعراء الكرام
الأخ الشاعر المهندس محمد الشنقيطي
شكراً على ردكم الرقيق والذي تقولون فيه :
شكرا على هذا القصيدِ         نعانعـًا في كأس ِ شاي !
ما أجمل هذه الـ" نعانعاً في كأس شاي " ، وقد ذكرتني بالشاي مع النعناع في مكة المكرمة ، حيث اعتمرنا في شهر أكتوبر الماضي ، أي ما زال طعم النعناع على فمي ، وأتمنى أن يقدّرنا الله على زيارة تلك المواقع المقدسة في كل عام .
وعندما يخلو الوفاض ، وحتى يبقى حبل التواصل مشدوداً بيننا نساهم اليوم بقصيدة ليست جديدة وهي بعنوان " أنت الملاذُ " وهي تصور حالة الإرهاق النفسي عند الشاعر .

أنت الملاذ

 دعيني   أَلُوذُ   إليكِ   . .

فأنتِ   الملاذُ

وأنتِ   النسيمُ   العليلُ   بصدري

أنتِ   الرذاذُ

وأنتِ   جمالُ   الطبيعة

أنتِ   بهاءُ   الورود

وأنتِ   رَيحانةُ   نفسي

وبسمةُ   روحي   . .

ولحني   الشرود

وأنتِ   مَقَرِّي   . .

أعودُ   إليكِ

بعدَ   المشقةِ   . .

وكَدْحِ   النهار

وأُلقي   همومَ   الحياةِ   لديكِ

وأغفو   قليلاً   . .

مثل   الصِغَار

وأحلمُ   أني   أصيدُ   فَرَاشاً

وأرسمُ   فوقَ   الرمالِ   عَرُوساً

وأُحْصِي   المحار

   *   *   *

دعيني   ألوذ  إليكِ  . .

بعدَ   التجارة

وصَرْفِ   النهارِ   تلوَ   النهار

ببيعِ   النفاقِ   . .

بسوق   الخسارة

تعبتُ   أميرةَ   حبّي

وكَلَّتْ   يداي

وجئتُ   أُجرجِرُ   بقايا   شبابي

وظِلَّ   صِبَاي

حُطاماً    أعود    إليكِ   . .

حينَ   المساء

عليلاً   أنوء   بِحَمْلِ   شجوني

لفرطِ   العناء

لعلّي   أشمُّ   لديك

عبيرَ   السكينة   . .

وريحَ   الوفاء

فمدّي    إليَّ   يديكِ

لأَهْرُبَ   مني   إليكِ

لحضنٍ    بريءٍ    أتوقُ   إليه

وأُلْقِي   برأسي   برفقٍ   عليه

وأغفو   قليلاً   . .

مثل   الصِّغَار

وأَنْسَى   شُجُونَ   الحَيَاةِ   جَمِيعَاً

وأنسى   لديكِ   هُمُومَ   النَّهَار

صالح زيادنة
‏25‏/01‏/2002


وجاء رد الشعر القدير محمد الشنقيطي الذي يقول فيه :
الأستاذ صالح زيادنه
تحياتي لشخصك و لقصيدتك الرائعة وآمل أن تتقبل الأبيات التي أتت من و حيها.
 

دعيني ألوذ ُ منكِ  إليك ِ

وأرمي مصيري على راحتيكِ

وجئتُ إليكِ

وكلـِّي عناءٌ

شِفَاهُ لديكِ

 

دعيني أشمُّ عبيرَ الأقاحي

بنفحِكِ أنتِ

وهاتِ لطيفَ نسيم ِ الصباح ِ

بروحِك ِ أنت ِ

دعيني أريَ كلَّ حواءَ كانتْ

كأنك ِ أنتِ

 

فأنت ِ نسيم الصباح ِ ونفحُ الأقاحي

ولونُ الزهور ِ وعبق ُ الورود ِ

لأنكِ صرتِ

معنىَ الوجودِ

لقلبي العميدِ

 

وها أنت ِ أنتِ

سرُّ الحياة ِ

وطوقُ النجاة ِ

وكلُّ التفاتي

لفنـِّكِ أنت ِ

 

وأنت ..  لأنت ِ

غزالٌ شرودُ

ودلٌ عنيدُ

ونجمٌ فريد

أما زلت ِ أنت ِ؟

 

ضعيني بلطفٍ على راحتيكِ

ولفيَّ عليَّ سنا مقلتيكِ

فها أنا عدتُ

تعيسًا اليكِ

ولا  هنت ِ أنت ِ

 

وجئتُ وروحيَ مرهقة

تتوقُ بشوق ٍ

" لحضنٍ    بريءٍ..

أتوقُ   إليه

وأُلْقِي   برأسي..

برفقٍ   عليه "

========

أخوك المهندس محمد الشنقيطي


رجوع