قصيدة مثل الحمامة للشاعر صالح زيادنة

مثل الحمامة

شعر: صالح زيادنة

 

أعرفُ أنَّكِ مثل الحمامةْ

ومثل ابتسامةِ فجرٍ جديدٍ

تُكفكفُ دمعَ الغمامةْ

وفوق جبينك وهجُ الصباحِ

وزهرُ الربيعِ يميلُ اختيالاً

ويحْنِي قوامَهْ

و أعرفُ أنكِ نبراسُ نُورٍ

يُشعُّ بقلبي

إذا ما أضاعَ فؤادي زِمَامَهْ

وأعرفُ أنّي أتوهُ بدربي

وأدفنُ رأسي مثل النعامَةْ

ولولا حنانُكِ

وبسمةُ ثغرٍ ..

تُنير طريقي مثل العلامةْ

لعدتُ أناجي كآبةَ روحي

وأندبُ حظّي مثل اليمامةْ

* * * * *

وأعرفُ أنَّ دموعي العِذَاب

تَجُولُ بعيني كمَلْحٍ مُذَاب

وأنَّ طموحي أضحى سراباً

يمضي سريعاً ..

لغيرِ مآب

وأنّ التساؤلَ بنفسي وروحي

يظلّ سؤالاً بغير جَواب

فكيف الخلاصُ .. أميرةَ  قلبي

وكلّ دروبي سَرَاب

* * * * *

وأعرفُ أني حزينٌ حزين

وأنّ حياتي شُجونٌ..

تَمُرُّ إثْرَ شُجون

وأن بقلبي اكتئابٌ عميقٌ

يظلُّ بروحي

كجُرحٍ دفين

وأنَّ القصائدَ

وكلَّ الحُروفِ

تذوي بقلبي كظِلّ السنين  

وأعرفُ أني أُلَمْلِمُ جُرْحِي 

وأَرْتُقُ حُزْنِي

بِخَيْطِ الأنين

وأسألُ نفسيَ أينَ السبيلُ

وأينَ الهدوءُ ..

وأينَ السكون ؟

سئمتُ من اليأسِ ..

فأينَ الحنانُ؟

يُنيرُ بقلبي شموعَ اليقين

* * * * *

وأعرف أني أعودُ إليك..

كطفلٍ صغيرٍ صغيرْ

كطيرٍ يُرفرفُ فوقَ الخميلةِ

ويغفو قليلاً قربَ الغدير

أعودُ إليكِ خالي الوفاض

مهيضَ الجناح

كسيرَ الشعور

فكوني لقلبي ملاذَ الأمان

وصدرَ الحنانِ وعُشّ الحبور

فأنتِ الهدوءُ أعودُ إليه

وأنت السكونُ وأنتِ السرور    

* * * * *

رهط في: ‏19‏/04‏/2011‏   

 ---------------

نشرت في صحيفة الحدث بتاريخ الأربعاء 20/04/2011، العدد (183).

 

  جـميع الحقـوق مـحفوظـة

« لا يسمح باستخدام هذه المادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من المؤلف »

 ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.


رجوع