اليد في الأمثال الشعبية لصالح زيادنة

اليد في الأمثال الشعبية

بقلم: صالح زيادنة

اليد هي أداةُ العملِ والعونِ والمساعدة، وبدونها يكون الإنسانُ عاجزاً لا يقوى على إعانة نفسه في قضاءِ حاجياته الأساسية من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ وغيره، فهي نعمةٌ من نِعَمِ الله سبحانه على عباده، والحديثُ عنها يطول لو أردنا التوسّع، ولكننا نحصر مقالنا هذا لنرى كيف تناولتها أمثالُنا الشعبية، وفي أيّ الأحول، مع شرحٍ موجزٍ لمعانيها وللمغزى الأخلاقي الذي جاءت من أجله والذي يُراد من ورائها، وهي كالتالي:
1. احزم ايدك على الصحيح، ما بتحزَى ولا بتقيح:
أي أنّ من يمشي في الطريق السليم يسلم من الأذى ولا يتعرّض له أحدٌ بسوء، لأنَّ مَن ينتهج طريق الصدق والاستقامة لا يجد من يعترضُ سبيله، أو يتعرّض له بمكروه.
2. حُط ايدك على قلبك كلّ القلوب سوى:
أي كما تشعر وتحسّ أنتَ فكذلك يشعر الآخرون، فالإحساس واحدٌ والقلوب متشابهة لدى الجميع، فلا تطلب من غيرك أن يفعل لك ما لا تستطيع أنت فعله، ولا تطبّق على غيرك ما تأبى تطبيقه على نفسك، فكلّ الناس سواسية وإحساسهم واحد.
3. ايد على ايد رحمة:
أي أنَّ الناس بمساندتهم ودعمهم وإعانتهم لبعضهم البعض، يكونون بمثابة رحمة تسهل عليهم أمورهم المختلفة.
4. العُقْدة اللي بتحلّها بايدك، أحسن من اللي بتحلّها بسنونك:
أي أنه خيرٌ لنا أن نحلَّ مشاكلنا في بداياتها، ولا نهملها ونتركها حتى يتفاقمَ أمرُها ويصبح حلّها عسيراً، وعندها تتعقّد الأمور ونتحاج إلى أطرافٍ أخرى، ربما يكون في تدخّلها ما يعقِّد الأمورَ أكثر وأكثر.
5. أصابعك في ايدك ما هي زي بعضها:
أو أصابعك في ايدك ما هي واحد، أي قد يختلف الناس بعضهم عن بعض، فإذا كان أحدهم شريراً أو سيء المعاملة فهذا لا يعني أن كلّ الناس مثله، فالناس تختلف في الطيبة والمعاملة كما تختلف أصابعُ اليد الواحدة في طولها وقصرها وإن كانت في يدٍ واحدة.
6. العين بصيرة، والايد قصيرة:
أي أننا نعرف الواجب، ونعرف ما يجب علينا عمله والقيام به، ولكن الظروف المادية وعُسر الحال يحولان بيننا وبين تحقيق ما نطمح إليه، فنظلّ رهناً للأوضاع الاقتصادية إلى أن يأتي الله بفَرَجٍ قريبٍ من عنده.
7. عصفور في الايد، ولا عشرة على الشجرة:
أي علينا أن نكون واقعيين ونقنع ونكتفي بما في حوزتنا وفي متناول يدنا، ولا نُمنّي أنفسنا بالأماني الكاذبة والمحال من الأشياء.
8. اللي ايده في الـمَيَّه، مش زي اللي ايده في النار:
أي أنّ الذي يقع في المصائب أو في المشاكل، فإنه يُحِسّ ويعاني من حرارة وقوعها، وليس كمن يسمع بها أو يشاهدها من بعيد، مثلهم في ذلك مثل شخصين وقعت يد أحدهما في النار، ووقعت يد الآخر في الماء وشتان ما بين الأمرين.
9. ايدك منك وبتدَّرِق فيها:
أي أنَّ الإنسان يعرف ظروفه المادية ويتصرف وفقاً لها، ووفقاً لما هو موجود معه من المال، فلا يبذّر ولا يسرف في الإنفاق ما دامت حالته المادية لا تسمح بذلك.
10. اللي ما بياكل بايده، ما بيشبع:
أي أنّ الذي يتّكل على غيره من الناس في عمل الأشياء التي تخصّه، أو في قضاء بعض المصالح التي يريدها، فإنهم يبطئون عليه في عملها ولا يقومون بها بالشكل الذي يرضيه، فيما لو عملها هو بنفسه.
11. الايد ما بتشبع من تناويل غيرها:
أي أن الإنسان لا ينال كفايته إلا إذا حصل على الشيء بنفسه، دون أن يجود عليه أحدٌ بالقليل مما عنده.
12. اللي ما هو في ايدك، بيكيدك:
أي أنّ ما لا يكون في حوزتك وفي متناول يدك من مالٍ أو غيره منذ البداية، فإنه يصعب عليك الحصول عليه عندما تكون بحاجة إليه، يقال ذلك عندما نريد عمل شيء ما فتقعدنا عنه قلة ذات اليد.
13. اللي بتركِبه وراك بيحُط ايده في الخُرْج:
أي أن الذي تحترمه وتقضي له مصالحه وتنفذ له طلباته، سرعان ما يتنكر لك وينسى إحسانك إليه، وإذا سنحت له فرصة للإيقاع بك أو النيل منك، فإنه لا يتوانى عن ذلك، متناسياً بذلك كل ما قدمته إليه من معروف وإحسان.
14. ايد وفَرَّغَتْ في أختها:
أي أني أعطيك ذلك الشيء عن طيبة خاطر، وبنيّة صافية وضمير نقيّ، ولا فرق في ذلك بيني وبينك، كما لا يحدث فرق عندما تفرغ ما بداخل يدك الواحدة إلى يدك الأخرى.
15. الايد ما بتشاور:
أي يجب عدم التسرع والتهور في المشاجرات، خاصة وأنه في ساعة الغضب يفقد المرء صوابه وربما يصيب من خصمه مقتلاً وحينها لا ينفع الندم. يُضرب للحثّ على عدم التسرع وأخذ الحق بقوة الساعد.
16. اللي بتعَصِّب ايده على السيف ما بيضرب:
أي أن الذي تدفعه دفعاً لعمل أمر ما، رغم كراهته لهذا الشيء وعدم استعداده للقيام به، فانه لا يعمله بالشكل الصحيح، لأنه غير مقتنع به وغير مستعد نفسياً للقيام به، كمن نضع السيف في يد وندفعه إلى المعركة ونقول له تقدَّم وأضرب، فلا يستطيع ذلك، لأنه مدفوع إلى هذا الأمر رغماً عنه، ولم يقدم عليه من خلال قناعته الذاتية أو من خلال رغبته الشخصية الخالصة.
17. الايد الفاضية نجسة:
أي أن من يكون سخياً، أو من يأخذ معه هدايا وأغراض أخرى عندما يقوم بزيارةٍ عائلية أو بعيادة مريض، فإنه يلاقي احتراماً أكثر فيما لو ذهب ولم يأخذ معه شيئاً.
18. زي اللي بيقلع عينه بايده:
أي أنه يجلب لنفسه الأذى بمعاداة من يحتاجهم من عائلته وذوي قرباه.
19. ما جت القَمْرا على ايد الحرامي:
أي لم تأتِ الأمور مواتية لهواه، فتعذر عليه تنفيذ ما يخطط له وينوي القيام به.
20. ايد واحدة ما بتصفِّق:
أي أنّ الإنسان بمفرده لا يكون مكتملاً، ولا يستطيع القيام بكلّ الأعمال التي يريدها، أما بتعاونه مع الآخرين فكلّ واحدٍ يقومُ بدوره، وبذلك يتمّ التكامل وتصبح الأمور سهلة ميسورة.
21. فَلَت الزِّقّ من ايد صاحبه:
أي أن الأمر قد خرج من يده، وأصبح من الصعب إرجاعه، كالخبر عندما ينتشر ويندم صاحبه على نشره، أو كقضية يوكل بها بعض الناس فيتصرّف بها بما لا يرضي صاحبها فيندم على توكيله لهذا الشخص، ويضرب في حالات أخرى مشابهة.
22. الهواه في ايد اللي ضربها:
أي أن السابق بالشيء هو الفائز دائماً، كما ينتصر من يبادر بضرب خصمه قبل أن يتمكن الأخير منه. الهواة: تعني الضربة من أهوى على الشيء.

23. الأيد اللي ما بتقدر تعضّها بُوسها:
أي قُم بمجاملة القويّ أو صاحب المركز والجاه الذي لا تستطيع التغلب عليه، حتى لو كان ذلك من باب الرياء، ما دمت عاجزاً عنه، حتى تحصل على غرضك وتنال بغيتك منه.
وهناك أمثلة أخرى في هذا الباب ولكننا نكتفي بهذا القدر، حتى لا نتجاوز المساحة المتاحة لنا في هذه الصحيفة، على أمل اللقاء بكم في مقالٍ آخر بعون الله تعالى.

 

qqq
 

---------------

نشرت في صحيفة الحدث بتاريخ ‏الأربعاء‏، 21‏ نيسان‏، 2010، العدد (133).

 

  جـميع الحقـوق مـحفوظـة

« لا يسمح باستخدام هذه المادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من المؤلف »

 ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.


صممت هذه الصفحة في 02/06/2010م

بريد الكتروني

موقع الشاعر صالح زيادنة

رجوع