مقالة الأستاذ غسان حاج يحيى حول كتابنا من الأمثال البدوية

متابعة نقدية                               بقلم الشيخ : غسان الحاج يحيى


من الأمثال البدوية - للشاعر صالح زيادنة

تواصل:
بعد أن نشرت الزاوية الأدبية في الميثاق مادة لي عن نتاج شاعر الجنوب صالح زيادنة اتصل بي عبر مكالمة هاتفية شاكراً ما كتبته عن نتاجه الشعري، فأوضحت له موقفي بأنني لا أستحق الشكر ما دمت أقوم بدور يجب أن يكون، فكل ما أقوم به بأنني أسمّي الأشياء بأسمائها، فالمادة الجيدة أقول بأنها جيدة والرديئة أشير إليها ... دون تجنٍّ.
وأنطلق في ذلك من ذائقة إسلامية بادية للعيان، أستنبطها من المفاهيم الإسلامية في الحكم على النتاج الفكري والأدبي والفني أي الحضارة بمجملها.

وهذا التوجه يُرضي بالطبع من يؤمن بما أؤمن، وينفر منه أو حتى يعاديه من اعتاد على مقاييس بريخت في واقعيته الاشتراكية ومفاهيم جان بول سارتر وقاعدته الوجودية الإباحية وغيرهم بالطبع ..
المهم هناك من يقرأ ما أكتب ويتفاعل مع ما أنتج، وأخبرت الزميل الشاعر صالح زيادنة انني سأتناول نتاجه (من الأمثال البدوية) حين تسمح لي الظروف، وسألته لماذا أسمى الكتاب (من الأمثال البدوية - وليس الأمثال البدوية)؟ قال بأنه استثنى الأمثال البذيئة لأنه يحسب أن هذه الأمثال لا تستحق الخلود.

الكتاب:
في تقديمه لهذا الكتاب يقول الشاعر صالح زيادنة: (الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلام على سيّد المرسلين النبيّ العربيّ الصادق الأمين وبعد:
أحمد الله سبحانه وتعالى أن أعانني على وضع هذا الكتاب وجمع مادته الجمّة، والتي هي بحق من عمق تراثنا، ومن أمثالنا الشعبية الصادقة التي تُعَبِّر عن حياة أهل البادية في ظروفهم المعيشية المختلفة، والتي تدور على لسان كل بدويّ في بيئته الصحراوية، حيث البساطة والعفوية التي لا تعرف التكلّف أو التصنّع.
فإن الأمثال تعتبر خلاصة الفكر الإنساني، وزبدة التجربة البشرية التي تمر بِها في عصورها المتلاحقة.
ولم تكن طريقي في جمع مادة هذا الكتاب سهلة بسيطة، أو محفوفة بالورد والياسمين، بل كانت من المشقّة بمكان، فقد قمتُ في البداية بكتابة ما أحفظه من هذه الأمثال خاصةً وأنني ولدتُ وربيتُ في هذه المنطقة وعشتُ ظروفها، وعرفتُ عاداتها وتقاليدها، وأحاديثها في مناسباتها المختلفة، ثم اصطحبت قلمي وقصاصات صغيرة  كنت أُدوّن عليها ما أسمعه من أفواه الناس، أو ما أتذكّره في بعض الأحيان من أمثالٍ لم تكن مدوّنة، ودام الحال على ذلك من منتصف عام 1995م وحتى صدور هذا الكتاب.
ثم قمت بترتيب هذه الأمثال حسب الحروف الهجائية ليتسنّى الوصول إليها بسهولة ويسر، وكنت أُضيف لها مادةً جديدة بشكلٍ مستمر.
ثم جاء دور شرح هذه الأمثال وكان ذلك أصعب ما واجهته في رحلتي مع هذا الكتاب، فكان عليّ أن أعيش المثل وأن أضع له شرحاً مطابقاً تماماً لمعناه، وللهدف الذي يرمي إليه، وللمغزى الذي يُقصد من ورائه، وأخذ ذلك مني جهداً غير قليل، وقد سهرت الليالي الطوال وقمت في ساعات الفجر قبل صلاة الفجر، لأشرح ما أستطيع شرحه من هذه الأمثال حيث الهدوء والسكينة، حتى أضع لكل مثل ما يطابق معناه من الشرح والتوضيح.
أمثال:
- الضيف إن أقبل أمير، وإن قعد أسير، وإن قام شاعر.
- الضيف ضيف الله.
- الدنيا ما بتغني عن الآخرة.
- اللي ما بيخاف من الله، خاف منه وخاف عليه.
- دار الظالمين خراب.
- الرزق على الله.
- رزقة الناس من الناس، ورزق الكل على الله.
- الدكان جنب الدكان والرزق على الله.
- اللي ناوي على الستر الله بيستره.
- من مشى وجا، ما خيّب الله له رجا.
- ربك بيجيبها على أهون سبايب.
- الشكوى لغير الله مذلّة.
- رضى الوالدين من رضى رب العالمين.

- العبد في التفكير والرب في التدبير.
- دَوِّر لبنتك قبل ما تدوِّر لولدك.

مصار
حة:
في كتابه الشائق هذا (من الأمثال البدوية) أورد لنا الشاعر صالح زيادنة عبر مئتي صفحة ونيّف .. مجموعة كبيرة من الأمثال العربية البدوية ووضع لها شروحاً وتوضيحات. ويلاحظ القارئ أن هذه الأمثال هي نفسها التي يتداولها أهل القرى وسكان المدن كذلك، إلا ما ندر. والكتاب بمجمله مجهود جبار يستحق التقدير والثناء.


* * *

  •   - نشر في صحيفة الميثاق في عددها الصادر يوم الجمعة 3/5/2002.


يمكن إنزال الملف الذي يحتوي على المقال بالضغط على اسمه هنا  p22.pdf


رجوع